مصر تجذب أنظار العالم| تحسن التصنيف الائتماني وبوادر انتعاش اقتصادي
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أعلنت مؤسسة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الإبقاء على تصنيف مصر دون تغيير عند "B-/B" مع نظرة مستقبلية إيجابية.
ستاندرد آند بورزمن جانبه، قال الدكتور محي عبد السلام، الخبير الاقتصادي، إن تعديل وكالة "ستاندرد آند بورز" لتقييمها للوضع الاقتصادي المصري جاء نتيجة لعدة عوامل، من بينها تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي وتوافر سيولة دولارية كبيرة لدى الدولة، مشيرا إلى أن توقيع صفقة "رأس الحكمة" الاستثمارية، التي تعد من أكبر الصفقات في العصر الحديث، كان لها دور كبير في هذا التحسن.
كما أضاف عبد السلام لـ "صدى البلد"، أن التواصل مع صندوق النقد الدولي والشراكة المصرية مع الاتحاد الأوروبي ساهموا بشكل ملحوظ في تحسين التصنيف الائتماني لمصر، هذه التطورات دفعت وكالة "ستاندرد آند بورز" إلى تعديل رؤيتها بشكل إيجابي تجاه الاقتصاد المصري.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الفترة المقبلة ستشهد مراجعات من وكالات ومؤسسات أخرى لتصنيفاتها الائتمانية لمصر، في ظل التوقعات بزيادة التدفقات الاستثمارية وتحسن السيولة الدولارية في البنوك.
وأشار إلى أن التصنيف الإيجابي الذي منحته وكالة "ستاندرد آند بورز" سيساهم في تحسين الصورة الذهنية للاقتصاد المصري لدى المستثمرين الأجانب، ويعزز من فعالية السياسة النقدية في البلاد.
وأوضحت المؤسسة وفق بيان صادر لها منشور على موقعها الإلكتروني، أنها أكدت التصنيف الائتماني السيادي الطويل والقصير الأجل للعملة الأجنبية والمحلية لمصر عند "B-/B".
وتعكس التوقعات الإيجابية إمكانية تحقيق المزيد من التحسينات في المواقف الخارجية والمالية لمصر، وفق البيان.
وترى المؤسسة أن وجهة نظرها تعكس أن نظام سعر الصرف الجديد، المدفوع بقوى السوق، سيساعد في دفع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وبمرور الوقت، سيدعم ضبط الأوضاع المالية.
منذ تحرير سعر الصرف في مارس 2024، واصلت مصر تنفيذ عدد من الإصلاحات.
وأشارت ستاندر آند بورز، إلى أن الزيادة الكبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر، وبرنامج المانحين- القروض من مؤسسات التمويل الدولية- وتدفقات المحافظ والتحويلات تدعم السيولة الخارجية والحسابات المالية، على الرغم من أن بعض معاملات الاستثمار الأجنبي المباشر لمرة واحدة وليست متكررة.
كانت ستاندرد آند بورز، عدلت نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر، في مارس الماضي إلى إيجابية، بعدما كانت مستقرة، وذلك في أعقاب الحصول على استثمارات بقيمة 35 مليار دولار من الإمارات.
ولفتت إلى أن التزام الحكومة المصرية المعلن بالحفاظ على سعر صرف يحدده السوق، إلى جانب الركيزة السياسية لبرنامج صندوق النقد الدولي الموسع وغيره من الجهات المانحة وتمويل الاستثمار الأجنبي المباشر، من شأنه أن يدعم آفاق النمو في مصر، والإيرادات المالية، والقدرة على التكيف مع الصدمات الخارجية.
وأشارت الوكالة العالمية أنه زخم الإصلاح الاقتصادي في مصر، يسير على المسار الصحيح، وفي ظل شروط البرنامج الموسع مع صندوق النقد الدولي، إذ التزمت البلاد بسعر صرف مرن؛ وتشديد السياسات النقدية والمالية؛ وتباطؤ الإنفاق على البنية التحتية للحد من التضخم والحفاظ على القدرة على تحمل الديون؛ وتعزيز بيئة تمكن نشاط القطاع الخاص.
وضع الاقتصادي المصريفي هذا السياق، أكد أحمد كجوك وزير المالية، أن سياساتنا الاقتصادية أكثر استهدافًا للاستقرار المالي ونمو الإنتاج والتصدير لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، وأننا مستمرون في الإصلاحات الهيكلية لدفع النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص بفرص استثمارية واعدة في كثير من المجالات، ونعمل على مبادرات مبتكرة وأكثر استجابة للتحديات لجذب المزيد من الاستثمارات في السياحة والصناعة والزراعة والطاقة الخضراء، خاصة أننا لدينا إطار أكثر انفتاحًا على التحول للاقتصاد الأخضر بأدوات تمويلية مستدامة ومنخفضة التكلفة.
قال الوزير، خلال الجلسة الوزارية الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العربي التركي، إننا نعمل على استراتيجية طموحة متعددة الأدوات والإجراءات، لتحسين إدارة الدين بشكل مستدام وتحسين كل مؤشراته، من خلال تنويع الأدوات والأسواق والعملات وشرائح المستثمرين والاستفادة من الضمانات في خفض تكلفة التمويل، والتعاون مع المؤسسات الدولية متعددة الأطراف للحفاظ على استقرار الأوضاع الاقتصادية وتوفير التمويلات الميسرة، كما أن وضع سقف الاستثمارات العامة يساعدنا في خفض الضغوط التمويلية وتحقيق المستهدفات المالية وإفساح المجال للقطاع الخاص أيضًا، لافتًا إلى أننا مستمرون في مسار الحوار المتوازن مع المستثمرين المحليين والدوليين لتعزيز ثقتهم في قدرة وتنوع الاقتصاد المصري.
ودعا المستثمرين للاستفادة مما يوفره الاقتصاد المصري من فرص جديدة ومتنوعة استغلالًا لما بات لدينا من بنية تحتية متطورة، وبرامج تحفيزية.
وأضاف أننا حريصون على خلق بيئة أكثر جذبًا للاستثمارات، وقد أعلنا بالفعل خلال الفترة الأخيرة عن تيسيرات ضريبية لتحفيز مجتمع الأعمال المحلي والأجنبي على الاستثمار في مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ستاندرد آند بورز ستاندرد آند بورز العالمية الاقتصاد رأس الحكمة السيولة الدولارية ستاندرد آند بورز الاقتصاد المصری إلى أن
إقرأ أيضاً:
اقتصادي: التقارب المصري السعودي سيزيد حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن العلاقات المصرية السعودية تشهد تناميا كبيرا، مدعومة بحرص قيادتي الدولتين على تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية المشتركة بين الدولتين الشقيقتين، وتحقيق التكامل الصناعي، خاصة وأن الدولتين تستهدفان تكامل التنمية وتعظيم الإمكانيات، خاصة مع وجود توجهات سعودية بزيادة حجم استثماراتها في مصر .
وأوضح غراب، أن الفترة الماضية شهدت تقارب كبير بين الدولتين وكانت هناك توجهات خلال الشهور الماضية من ولي العهد السعودي لصندوق الاستثمارات العامة السعودي بضخ استثمارات بنحو 5 مليار دولار في مصر كمرحلة أولى، ومتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ضخ المزيد من الاستثمارات السعودية في مصر خاصة في قطاع الصناعة خاصة بعد تأسيس المجلس التنسيقي بين مصر والسعودية وبعد توقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المصرية السعودية، بما يفتح الباب أمام الشركات السعودية لضخ نحو 15 مليار دولار خلال 3 سنوات، بالتزامن مع الجهود المبذولة للحكومة المصرية لحل مشاكل المستثمرين السعوديين .
وأضاف غراب، أن حجم الاستثمارات السعودية في مصر المتمثلة في شركات القطاع الخاص السعودي تبلغ نحو 35 مليار دولار، بينما الشركات التابعة لصندوق الاستثمار السيادي السعودي بلغت نحو 3 مليار دولار، وفقا لبندر العامري رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، حيث تعمل في مصر نحو 7400 شركة سعودية، كما تعمل 6500 شركة مصرية في السعودية.
وأوضح أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية من أكبر المشروعات في الشرق الأوسط ويهدف لتبادل 3 جيجاوات من الطالقة الكهربائية بعد اكتمال مراحله العام القادم، ومن المتوقع أن يتم بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى لخط الربط الكهربائي مع السعودية أبريل المقبل، متوقعا اتجاه السعودية لتحويل ودائها الموجودة في مصر والتي تقدر بنحو 10.3 مليار دولار إلى استثمارات مباشرة تضخ في شرايين الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة .
وتابع غراب، أن مصر تعد سوقا واعدة تتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية والمواد الخام وتوافر الأيدي العاملة والطاقة والحوافز الاستثمارية والمناطق الاقتصادية، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية خلال أول 8 أشهر من العام الماضي بلغت نحو 6.5 مليار دولار، مقابل 4.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2023، بزيادة بنسبة بلغت 32.7%، وتستهدف الدولتين لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما لنحو 8.137 مليار دولار خلال العام الجاري، مضيفا أن تحرك الدولتين لتحقيق الشراكة والتكامل الصناعي في عدد من الصناعات منها صناعة الأدوية والسيارات والثروة المعدنية والصناعات الغذائية وغيرها .