رسخت دولة الإمارات، مكانتها الإقليمية كواحدة من أبرز الدول الحاضنة للشركات الناشئة، بفضل البيئة الاستثمارية الجاذبة والمتكاملة، وسياسة الأعمال المرنة والتشريعات المحفزة للابتكار في الدولة.

وبحسب المؤسسات الدولية، تتصدر دولة الإمارات المؤشرات العالمية المرتبطة بالشركات الناشئة، وذلك نتيجة جهودها المستمرة في خلق بيئة استثمارية جاذبة وداعمة للابتكار، كما انعكست جهود حاضنات الشركات الناشئة في الدولة على تصنيف الإمارات في مواقع متقدمة ضمن المؤشرات التنافسية.

ووفقا للبيانات الإحصائية الأخيرة لـ “STATISTA”، تصدرت الإمارات كأعلى دولة خليجية حاضنة للشركات الناشئة، بعد تسجيل أكثر من 5600 شركة ناشئة في أنحاء الدولة، حتى الربع الثاني من العام الجاري 2024.

وأكدت البيانات أن الإمارات تقود مشهد الشركات الناشئة المختصة بالتكنولوجيا المالية في المنطقة، حيث تمتلك حاليا أكثر من 550 شركة مختصة بهذا المجال.

تقارير صادرة مؤخرا عن مؤسسة الاستشارات والأبحاث العالمية “ستارت- أب جينوم”، أكدت أن إمارات الدولة المختلفة، تواصل تقدمها في المؤشرات الدولية، وتبرز كأسرع منظومات للشركات الناشئة نموا في المنطقة، وذلك بقيادة كل من إمارة أبوظبي ودبي والشارقة، حيث تدعم هذه الإمارات النمو المستمر والمستدام للشركات الناشئة بفضل تهيئة البيئة الاستباقية والمحفزة في القطاعات النوعية.

وفي تقرير للمؤسسة، حافظت أبوظبي على مكانتها كأسرع منظومة للشركات الناشئة نموا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال الفترة بين النصف الثاني من عام 2021 ونهاية العام الماضي 2023، محققة خلال الفترة ذاتها 4.2 مليار دولار من القيمة في منظومة شركاتها الناشئة.

ووفقا للتقرير، بلغ إجمالي تمويلات الشركات في مراحل التأسيس المبكر نحو 224 مليون دولار، فيما وصل إجمالي تمويلات رأس المال المخاطر بين النصف الثاني من 2021 و2023 إلى أكثر من مليار دولار، بفضل الأنشطة المتنامية للشركات الناشئة العاملة تحت مظلة منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي “Hub71”.

وقال أحمد علي علوان، الرئيس التنفيذي لـ “Hub71” في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”: “تشهد”Hub71″ إقبالا متزايدا من شركات التكنولوجيا الناشئة، التي تسهم في مواجهة التحديات العالمية، وتحقيق قيمة اقتصادية كبيرة، وتخلق فرص عمل جديدة في أبوظبي”.

وأضاف أن مجتمع الشركات الناشئة في الإمارة يواصل نموّه مدفوعا بالبرامج المخصّصة التي تنفذها “Hub71″، وبشراكاتها الإستراتيجية، والتزامها بالابتكار، ما يُعزز من مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد وسريع النمو في مجال التكنولوجيا.

وأكد تطلع “Hub71” لتعزيز دعم الشركات الناشئة في القطاعات المختلفة؛ بما فيها قطاع الاستدامة، عبر منظومة التكنولوجيا المناخية “Hub71+ ClimateTech”، تماشيا مع رؤية أبوظبي الاقتصادية، وفتح آفاق واسعة للابتكار والنموّ.

وأوضح أن “Hub71” تركز على تسهيل وصول الشركات الناشئة إلى رأس المال والمواهب والشراكات المؤسسية، ودعم روّاد الأعمال لتوسعة نطاق أعمالهم بسرعة، وبالتالي تمكين مشاريع ناجحة والإسهام في منظومة متكاملة قادرة على دعم اقتصاد أبوظبي.

تجدر الإشارة إلى أن الشركات الناشئة العاملة تحت مضلة “Hub71″، تواصل خلق فرص عمل نوعية في قطاعات الإمارة المختلفة؛ إذ توفر حاليا نحو أكثر من 423 فرصة وظيفية مختلفة في 126 شركة.

من جانبها، عززت إمارة دبي ريادتها في خلق أنظمة بيئية داعمة لنمو الشركات الناشئة، متصدرة بذلك المشهد العالمي والإقليمي، ضمن المراكز العليا لقيمة الأنظمة البيئية للشركات الناشئة.

كما احتلت دبي المركز الأول خليجيا والثاني على مستوى المنطقة في هذا المجال، بعد بلوغ قيمة الأنظمة البيئية نحو أكثر من 23 مليار دولار بنهاية عام 2023، وفقا لـ”ستارت أب جينوم”.

وأسهمت “In5” التابعة لتيكوم في دعم ألف شركة ناشئة، وجمعت تمويلات تصل إلى 7.8 مليار درهم منذ تأسيسها في عام 2013 ،وهي تواصل لعب دور محوري في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام لهذه الشركات في إمارة دبي.

وتحتل إمارة الشارقة، “عاصمة الثقافة”، مكانة عالمية في تقديم مساهمات عديدة لنمو الأعمال في الدولة، عبر ضم نحو 60 ألف شركة صغيرة ومتوسطة وناشئة موزعة في ستة مناطق حرة و33 منطقة صناعية.

وبلغت قيمة النظام البيئي للشركات الناشئة في الإمارة نحو 424 مليون دولار بنهاية العام الماضي، فيما بلغ إجمالي التمويلات المبكرة 39 مليون دولار.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

شركات التكنولوجيا العملاقة تراهن على الطاقة النووية

تتجه الشركات الكبرى المتخصصة في الحوسبة من بعد (السحابة) والذكاء الاصطناعي بشكل متزايد إلى الطاقة النووية، لتلبية قسم من احتياجاتها الهائلة من الكهرباء.

وفي أقل من شهر، وقعت شركات "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" عقود توريد بطاقة إجمالية تبلغ 2.7 غيغاوات، وهو ما يكفي لتوفير الطاقة لأكثر من مليوني منزل.

لكنّ هذه الطاقة ستُخصص بكاملها لتلبية الاستهلاك المتزايد لهذه الشركات التكنولوجية العملاقة، وخصوصا لمراكزها المخصصة لتخزين البيانات (داتا سنترز).

فالحوسبة السحابية تستلزم الملايين من الخوادم المعلوماتية لتخزين بيانات المستخدمين.

وساهم تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتطلب قدرات حاسوبية هائلة لمعالجة المعلومات المتراكمة في قواعد البيانات العملاقة، في زيادة الشهية لاستهلاك الطاقة لدى هذه الشركات الكبرى النَهمة أصلا في هذا المجال.

ولاحظ معهد أبحاث الطاقة الكهربائية أن مراكز البيانات تمتص أصلا 4 في المئة من الكهرباء المنتجة في الولايات المتحدة، ويُتوقَع أن ترتفع هذه النسبة إلى 9 بالمئة بحلول سنة 2030، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.

إضافة إلى ذلك، ثمة أهداف بيئية وضعتها الجهات الرئيسية الثلاث في مجال الحوسبة السحابية والتي تسيطر على نحو ثلثَي السوق بحسب موقع Dgtl Infra المتخصص.

فمجموعة "أمازون" تعهدت تحقيق الحياد الكربوني سنة عام 2040، فيما وعدت "غوغل" بتحقيق هذا الإنجاز في 2030، وهو الموعد الذي تهدف فيه "مايكروسوفت" إلى تحقيق بصمة كربونية سلبية.

وكانت المجموعات الثلاثة تعتمد إلى اليوم على الطاقات المتجددة. وكانت "أمازون" اساسا أكبر مشترٍ في العالم للكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

لكنّ "الطاقة المتجددة وحدها لا تكفي لأنها متقطعة"، على ما لاحظ أخيرا مؤسس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس الذي استثمر في الطاقة النووية.

وقال أستاذ الهندسة النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) جاكوبو بونجورنو: "لا أعتقد أن شركات التكنولوجيا أُغرِمَت بالطاقة النووية، لكنها تريد طاقة يمكن الوثوق بها ويمكن التنبؤ بها على مدار الساعة".

"نقطة الانطلاق"

واختارت "مايكروسوفت" الطريق النووي التقليدي من خلال اتفاق مع شركة الطاقة "كونستيليشن" لإعادة تشغيل أحد مفاعلات محطة "ثري مايل آيلاند" التي تقع في ولاية بنسلفانيا وشهد مفاعل آخر فيها حادثا نوويا عام 1979، وأغلقت عام 2019.

أما شركتا "غوغل" و"أمازون" ففضّلتا مفاعلات صغيرة من الجيل الجديد تُعرّف باسم "المفاعلات النمطية الصغيرة" small modular reactors أو SMR.

كذلك ستستحوذ "أمازون" على حصة في شركة "إكس أنرجي" X-energy الناشئة.

ويعمل عدد من هذه الشركات الناشئة على وضع نماذجها الأولية، ولكن لم يتم تشغيل أي منها بعد.

ويتوقع المتفائلون دخول "المفاعلات النمطية الصغيرة" الخدمة عام 2027، لكن كثرا يؤثرون تحديد سنة 2030 موعدا لبدء الاستخدام التجاري.

ورأى جاكوبو بونجورنو أن عقود التوريد المبرمة مع الأسماء الكبيرة في قطاع الحوسبة السحابية تشكّل "نقطة انطلاق مهمة جدا، لأن هذه النماذج الأولية لن تكون بلا شك قادرة على المنافسة من حيث التكلفة"، بحسب تقرير فرانس برس.

وأضاف الأكاديمي: "إنها بحاجة إلى زبون يرغب في دفع المزيد للحصول على كهرباء مستمرة منخفضة الكربون".

وتُقدَّر تكلفة تطوير أول مفاعل نمطي صغير بمليارات الدولارات، لكنّها قد تصبح في نهاية المطاف أقل تكلفة من الطاقة النووية التقليدية لأن إنتاجها قد يكون بكميات كبيرة، على عكس محطات الطاقة التقليدية.

وأفادت تقديرات وزارة الطاقة الأميركية بأن فاتورة الميغاوات/ساعة التي ينتجها مفاعل الجيل الجديد ستكون أكثر من ضعف تكلفة الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح البرية بحلول عام 2028.

وأوضح جاكوبو بونجورنو أن الغاية الأبرز لـ"المفاعلات النمطية الصغيرة" ، على الأقل في البداية، هو خدمة الشركات (مراكز البيانات أو الصناعات الثقيلة)أكثر مما هو خدمة الأسر الأميركية.

وشدد على أن "كسب المال بفضل شبكة الكهرباء (التقليدية) أمر صعب، وخصوصا في الأسواق غير المنظمة"، التي لا تضمن الحد الأدنى من الأسعار للمنتجين.

وهذه هي الحال في عدد من الولايات الأميركية ككاليفورنيا ونيويورك وفلوريدا وتكساس، والتي تعد من الولايات الأكثر استهلاكا في الولايات المتحدة.

وشدّد على "أنها سوق، وبالتالي فإن السعر الأدنى هو الذي يفوز".

في المقابل، قال روب بيتنكورت، من شركة "أبولو غلوبل مانجمنت" الاستثمارية أخيرا أن "أمازون أو ميتا أو مايكروسوفت أو غوغل" لا تفكر وفقا للتكلفة الأولية للكهرباء المولدة بواسطة "المفاعلات النمطية الصغيرة"، ولكن وفقا لاستراتيجية طويلة المدى "ويمكن أن تسمح لنفسها بأن تكون صبورة".

مقالات مشابهة

  • شركات التكنولوجيا العملاقة تراهن على الطاقة النووية
  • مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار يعلن عن شراكة مع (بلدر اي) لتمكين الشركات الناشئة من إنشاء برامج وتطبيقات مخصصة
  • “دو” ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي تطلقان شراكة لتعزيز نمو الشركات الناشئة عبر منظومة الرخصة الموحدة
  • شركة ناشئة تحصل على 100 ألف دولار ضمن منافسات "سوبر نوفا"
  • المؤيد يمثل العراق في معرض جيتكس العالمي لتعزيز التعاون بمجال التكنولوجيا
  • 50 ألف دولار.. عين شمس تعلن تلقي طلبات الشركات الناشئة للمشاركة بجائزة البريكس
  • نهيان بن مبارك: الإمارات ستظل قبلة كبريات شركات التكنولوجيا
  • نهيان بن مبارك: الإمارات ستظل قبلة كبريات شركات التكنولوجيا على مستوى العالم