عربي21:
2024-12-19@06:03:36 GMT

السنوار لم يمت.. سيعيش أكثر من قاتله

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

استشهد يحيى السنوار الأربعاء الماضي، والبندقية في يده، على أرض غزة وليس في أنفاقها، مع مقاتليه وليس وسط دروع بشرية من الرهائن الإسرائيليين، كما روجت الدعاية الإسرائيلية والغربية. وعلى الفور، انتشرت صورة مركبة لجثماني السنوار وهو ممدد بين الركام في غزة، وتشي غيفارا وهو ممدد وسط قاتليه من كتيبة CIA في بوليفيا.



سيعيش هذا الجثمان الطاهر أطول من قاتله، وستنبت أرض فلسطين قادة جدد أشد بأسًا وتضحية وقوة وذكاء من هذا الجيل. الأرض التي تروى بدماء الشهادة والفداء والحرية لا تعدم الخلف ولا تصاب بالعقم. هناك جيل كامل من ورثة السنوار وهنية والعروري وحسن نصر الله …يشاهدون ما يجري على أرضهم، ويستعدون لحمل المشعل غدًا، تمامًا كما شاهد هذا الجيل أبطال منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح من أبو جهاد إلى أبو إياد  إلى عرفات إلى أحمد ياسين …يقدمون أرواحهم فداءً لقضيتهم. فحملوا عنهم البندقية، وتحولوا من لاجئين إلى فدائيين، ومن ضحايا إلى مقاتلين، ومن مهجرين إلى أبطال لحركة تحرر جذورها عميقة في الأرض وأغصانها في السماء.

لم يسبق لأي قوة استعمارية أن قضت على حركة تحرر باغتيال قادتها ورموز مقاومتها، لأن الذي يغذي المقاومة هو الاحتلال، وليس حماس أو الجهاد أو فتح.لم يسبق لأي قوة استعمارية أن قضت على حركة تحرر باغتيال قادتها ورموز مقاومتها، لأن الذي يغذي المقاومة هو الاحتلال، وليس حماس أو الجهاد أو فتح. هذه الحركات تنظم إرادات الأفراد الأحرار ولا تخلق لهم قضية، القضية أمامهم كل يوم في مظاهر الاحتلال والعنصرية على الأرض، في الإهانة على المعابر، في السجون المكتظة بالأسرى، في الحصار والتجويع، وفي إدارة الظهر للحق وأصحابه من قبل القريب والبعيد. فهل سينهي اغتيال السنوار قضية الاحتلال؟ وهل سيجعل غيابه ضحايا الإبادة الجماعية في غزة والضفة حمائم سلام سيعيشون في مقبرة مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، يأكلون من يد الأونروا ويشربون من ماء البحر ويفوضون أمرهم إلى عباس ودحلان ولدهاقنة التسويات والمسلسلات التفاوضية التي لا تنتهي؟

أبدًا. هذه أحلام إسرائيل. قارنوا بين حماس ياسين وحماس السنوار، وسترون الفرق في إرادة القتال والتنظيم والكفاح والسلاح والدور الإقليمي والعالمي الذي أصبحت تلعبه المقاومة وحلفاؤها في المنطقة. وهذا كله له ثمن وله تكلفة، وله خسائر في الأرواح وفي الممتلكات وفي نمط العيش، لكن ماذا يفعل صاحب الحق لاسترداد حقه؟ هل يتسول حريته على باب مغتصبها؟ هل يسلم في قضيته لعيون الاتفاقات الإبراهيمية التي جعلت من إسرائيل حليفًا للأنظمة العربية دون حتى دفع تكلفة، ولو صغيرة، تتمثل في التنازل عن 22% من أرض فلسطين التاريخية لتأسيس دولة للفلسطينيين على أرضهم؟

إن الذين يسفهون بطولات المقاومة ويستدلون على وجاهة أطروحة الاستسلام لإسرائيل بعدد شهداء الفلسطينيين وخسائرهم، هؤلاء لا قلب لهم على الذين قتلوا أو الذين جرحوا أو الذين شردوا. إن قلوبهم على استقرار الأنظمة المحيطة بفلسطين، وخوفهم من أن تنتقل روح المقاومة ومعركة الحرية إلى شعوب المنطقة. هذا هو مربط الفرس، والباقي تمويه ودعاية سوداء تصب في رحى نتنياهو.

إسرائيل تخسر كنزها الاستراتيجي

الرعب الذي نشأ في أوروبا والعالم بعد اكتشاف المحرقة اليهودية والهولوكوست الذي قاده هتلر ونظامه ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، واجهه العالم بشعار: "هذا لن يتكرر مرة أخرى". على أساس هذا الشعار تشكل العالم الجيوسياسي بعد الحرب العالمية الثانية. على هذا الأساس جرى الاعتراف الدولي والأممي بإسرائيل كدولة كان الغرض منها حماية ما بقي من اليهود أحياء بعد غرف الغاز التي أبادت ملايين اليهود ظلما وعدوانيا في معسكرات أوشفيتز وغير أوشفيتز. الحركة الصهيونية استثمرت هذه المظلمة وهذا النظام إلى أقصى نقطة يمكن أن يصلها استغلال دولة ناشئة للعالم كله، سواء الذي شارك في المحرقة أو الذي كان ضدها. وقدمت إسرائيل نفسها للغرب ونخبه المؤثرة (كدولة أخلاقية) جاءت لحماية باقي اليهود من الإبادة، ولتخليص الضمير الأوروبي من عقدة: معاداة السامية، التي هي في الأصل خطيئة مسيحية.

اليوم، يقدم نتنياهو بعصبية وتطرف ورغبة جامحة في محو عار السابع من أكتوبر، على هدم أركان هذه السردية التي عاشت إسرائيل على ريعها وعلى ذاكرتها لحوالي 80 سنة. نتنياهو وعصابة المتطرفين الدينيين الذين يقودون الحكومة معه اختاروا ليس فقط الرد العسكري على حماس وحزب الله، ومحو المقاومة عقب السابع من أكتوبر، بل اختاروا نهج الإبادة الجماعية للفلسطينيين واللبنانيين. فإلى حدود كتابة هذه الأسطر، قتلت إسرائيل أكثر من 42ألف فلسطيني وحولت غزة إلى جغرافية خراب يستحيل العيش فوقها لعقود قادمة. إنها محرقة جديدة تنسي العالم المحرقة القديمة. وعلى يد من؟ على يد ضحايا المحرقة النازية الذين يعيدون إنتاج نفس جريمة الإبادة الألمانية في حقهم، وهذه المرة في حق الفلسطينيين واللبنانيين.

إن الذين يسفهون بطولات المقاومة ويستدلون على وجاهة أطروحة الاستسلام لإسرائيل بعدد شهداء الفلسطينيين وخسائرهم، هؤلاء لا قلب لهم على الذين قتلوا أو الذين جرحوا أو الذين شردوا. إن قلوبهم على استقرار الأنظمة المحيطة بفلسطين، وخوفهم من أن تنتقل روح المقاومة ومعركة الحرية إلى شعوب المنطقة. هذا هو مربط الفرس، والباقي تمويه ودعاية سوداء تصب في رحى نتنياهو.استعمال القوة بلا عقل فخ خطير، وهذا الفخ سقطت فيه إسرائيل بغض النظر عن الكيفية التي ستنتهي بها هذه الحرب. اليوم، هناك موقف أخلاقي وسياسي عالمي ضد إسرائيل وداعميها، وخاصة في ما يسمى بالجنوب العالميle sud global الذي يضم خطًا أفقيًا من دول كثيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، في مواجهة دول الشمال العالمي التي تماهت مع جرائم الجيش الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء وفاقت بربريته كل التوقعات.

محور جديد يتشكل ضد إسرائيل

هذا ما جعل الاستراتيجي الفرنسي جيل كيبل يقول في كتابه Le bouleversement du monde: l’après 7 octobre: "النظام الدولي تحول ضد إسرائيل بعد أن تجاوزت حدود القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الرد على هجمات السابع من أكتوبر، وقتلت أكثر من 40 ألف فلسطيني… انظروا هذا التحالف الموضوعي الذي نشأ في الجنوب والشمال بين يهود وإسلاميين وعلمانيين ومسيحيين وماركسيين وليبراليين وحركات نسوية Wokisme في رفض الرد العسكري الإسرائيلي، واعتبار حماس حركة تحرر، كما قالت عرابة الووكيزم جوديث باتلرJudith Butler وهي بالمناسبة يهودية ومثلية الجنس، التي اعتبرت السابع من أكتوبر فعل مقاومة للاحتلال".

هذا تحليل منظر غربي مناصر لإسرائيل ومتحيز لسرديتها، حيث أنفق الجزء الأكبر من عمره في الدفاع عن القيم الغربية وتشويه صورة وسمعة ليس فقط الحركات الإسلامية، بل وكذلك قيم الدين الإسلامي التي يراها تتعارض مع القيم الغربية العالمية.

القيم الغربية  تمر في هذه الأثناء بأسوأ امتحان لها، حيث قاد تحيز وتواطؤ الحكومات في أوروبا وأمريكا مع الإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد إسرائيل إلى مساءلة فلسفية عميقة لهذه  القيم الغربية، التي كانت تعتبر قيمًا مرجعية للعالم كله. حيث بدأت جل نخب الغرب تتعرى من أوراق التوت التي كانت تخفي عوراتها الاستعمارية والعنصرية القديمة، وبدأ الغرب اليوم يفقد قوة الجذب التي كانت تجعل من نموذجه قدوة للعالم كله، أو كما كان يقال عن الإمبراطورية الرومانية التي اندحرت في سنة 476م (انهارت روما لكن جل مناطق العالم أصبحت رومانية)  في نمط تنظيمها العسكري والإداري والقانوني والعمراني.

كلما خسر الغرب الأوروبي والأمريكي مكانته في العالم ونفوذه السياسي والثقافي والإعلامي والحضاري، وقدرته على أن يصير نموذجًا للبشرية، كلما أضحت إسرائيل كمشروع استعماري متقدم خاسرة وبلا غطاء استراتيجي من حلفائها الغربيين. هذا هو الثمن الاستراتيجي البعيد للدماء التي أريقت وتراق على الأرض الفلسطينية واللبنانية. الدم دائمًا أقوى وأبقى.

*صحافي مغربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه يحيى السنوار فلسطين الاحتلال اغتيال احتلال فلسطين اغتيال رأي يحيى السنوار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من أکتوبر القیم الغربیة أو الذین أو الذی

إقرأ أيضاً:

زمن سقوط الأقنعة «1 من 2 »

لا تتصف الأمة العربية بقدرة طبقتها الحاكمة ونظامها الرسمي على إضاعة كل نصر كبير، ولكن تتصف بمصيبة أخرى هي أنها عندما تخسر جولة في الحرب وتشيع فيها أجواء الهزيمة تسارع بالاستسلام وتقديم تنازلات مجانية من سيادتها وحرية قرارها لا تبرره الأوضاع الميدانية .

فما إن بدا أن الولايات المتحدة خططت على مدى شهور جهدا إسرائيليا - تركيا - أوكرانيا لدعم هجوم المعارضة المسلحة السورية قاد إلى إلى سقوط مهين للنظام الديكتاتوري لعائلة الأسد إلا وبادرت أطراف عربية وفلسطينية بمواقف جمعت بين الانكسار والأنانية في آن واحد.

في هذه الهرولة للانسحاق سقطت أقنعة كثيرة في العشرة أيام بين ٢٧ نوفمبر تاريخ إعطاء الإشارة للجولاني بالهجوم على حلب وبين ٦ ديسمبر تاريخ سقوط دمشق بلا قتال.

سقوط قناع صلابة النظام السوري: سواء بسبب استمرار نظام البعث السوري لـ ٥٣ عاما متصلة أو بسبب هيمنة الأمن على السياسة وعلى المجتمع أو بسبب موقفه الوحيد الصحيح وهو العداء لإسرائيل ورفض الانجرار للتطبيع صدق الكثيرون القناع الذي ارتداه النظام السوري مقدما نفسه كنظام صلب يحظى بقيادة قوية. في اختبار الهجوم المنسق أمريكيا - وتركيا سقط قناع بشار الأسد الذي اشتهر بمقولة: إن «القائد الذي يهرب إما جبان أو فاسد». فالأسد لم يكتف بالهرب لموسكو فارا بحياته ولكن فعل ما هو أخطر كقائد أعلى للجيش السوري وهو أمره هذا الجيش بإلقاء السلاح والتنحي عن مواقعه. لا يفسر ذلك فحسب الانهيار السريع للنظام بل يكشف عن حقيقة أن تمكن العدو الإسرائيلي من احتلال جبل الشيخ والمنطقة العازلة والوصول إلى أطراف دمشق ليس سببه قدرات مهولة للجيش الإسرائيلي بقدر ما كانت نتيجة منطقية لترك جيش مواقعه في الجبهة مع إسرائيل ومواقعه في حراسة المطارات وقواعد الدفاع الجوي في الداخل وتركها بدون مشغليها من المقاتلين فوقعت في فم الذئب لقمة سائغة. شتان ..شتان بين نهاية صدام حسين ونهاية بشار الأسد كقائدين لنظامين جمعتهما عقيدة البعث فكريا والاستبداد سياسيا ولكن فرق بينهما -في لحظة النهاية - شجاعة قائد وجبن الآخر.

سقوط قناع أكاذيب أبناء داعش والقاعدة عن الاعتدال والاستقلال: البدء بالكذب في التصريحات الأولى المؤسسة لأي قائد تنتقل إليه السلطة الفعلية هو هي أكبر بداية خاطئة وأكبر مؤشر سلبي شديد السلبية على مستقبل هذا البلد تحت قيادته أو قيادة تياره الفكري وإطاره العسكري. فرغم وضع الأمريكيين تحت تصرف الجولاني كل خبرات هوليوود العبقرية في صناعة الصورة وتحويل الرجل الشرير إلي رجل طيب فإن أحمد الشرع بدأ عهده بأكاذيب نختار فقط ٣ منها :

الأكذوبة الأولى : حررنا سوريا دون أي مساعدة من أحد وكل سلاحنا محلي أو استولينا عليه من المعارك مع النظام وقرار الهجوم لم يتم التنسيق فيه مع طرف خارجي: كشفت المعلومات الموثقة أن الهجوم تم بمسيرات وأسلحة أوكرانية «١٥٠ طائرة مسيرة أوكرانية وضباط تدريب أوكرانيين ومسيرات تركية « شاهين » وتدريب رعته المؤسسة الأمنية التركية والأمريكية داخل سوريا وعبر الحدود وتكفلت أطراف إقليمية بالتمويل. ودخلت الوصلة الإسرائيلية على خط التنسيق بقوة مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وتوافقت هذه الأطراف مع الشرع على بدء الهجوم بعد توقيع هذا الاتفاق لكي تستفيد من ضعف إيران وحزب الله داعمي الأسد الأساسيين خاصة بعد حالة عدم الاتزان مع غياب مركز المقاومة السيد حسن نصر الله. من الناحية العملية لا تقل مسؤولية حكام سوريا الحاليين عن مسؤولية النظام السابق في فتح طريق الجولان وطريق دمشق للاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد أن أعلن الجهادي الإسلامي صراحة أنه لن يحارب إسرائيل.

الأكذوبة الثانية لأحمد الشرع «انتقلت وتنظيمي إلى الاعتدال وقطعنا صلاتنا بداعش والقاعدة. في الأيام الأولى للجولاني في دمشق تم إحالة القاضيات السوريات للمعاش لأن المرأة في الفكر السلفي الوهابي ليست مواطنا كاملا بالطبع لا تصلح للإمامة الكبرى من قضاء أو رئاسة الدولة. وتبدو هنا التقية الجهادية مرجحة ومسألة إطفاء أنوار التسامح مع النساء والأقليات مسألة وقت.

الأكذوبة الثالثة: هو أن ثوار سوريا استوعبوا دروس الربيع الربيع العربي ولن يكرروا أخطاء الإسلاميين في الدول الأخرى ومنها التمكين واحتكار السلطة ونبذ الكفاءات الوطنية. إذ تم تعيين رئيس وزراء إسلامي لسوريا من أهل الثقة وكل خبرته أنه كان وزيرا في حكومة الجولاني في منطقة إدلب الصغيرة المحافظة الثامنة من حيث مساحة سوريا الكلية وهي الحكومة التي لم تتوقف مظاهرات أهل إدلب احتجاجا علي عدم فعاليتها وعلى سجونها وقسوتها على السكان وهي قسوة طالت القريب قبل البعيد فتنسب مصادر عدة لمحمد الجولاني قيامه قبل شهور باعتقال ثم باغتيال ميسر الجبوري أهم رفيق في رحلته الجهادية من العراق إلي سوريا.

سقوط القناع الفلسطيني حمساويا / فتحاويا : حقق بعض قيادات حماس في الخارج أعز أماني وتوقعات بعض الدوائر الإسرائيلية التي قالت: إن المكسب الرئيسي لغياب «استشهاد» السنوار هو تمتع قيادات حماس في الخارج بالتحرر من سيطرة قيادات الداخل وجناحها العسكري الذي قد ينعكس في مرونة أكبر في المفاوضات. انقلبت هذه القيادات علنا على إرث السنوار وهنية وصالح العاروري الأهم في الابتعاد عن الشؤون الداخلية للدول العربية وتصحيح أخطائها في الربيع العربي الذي جعلها تنحاز آنذاك للإخوان المسلمين في مصر وسوريا. فقد قام السنوار بإعادة العلاقات مع إيران وحزب الله ومكن ذلك المقاومة الفلسطينية من مضاعفة قوتها عشرات المرات ومباغتة إسرائيل في طوفان الأقصى في أكبر لطمة في تاريخها. مكن ذلك حماس من تغيير ميثاقها وإعادة صياغة هويتها ليست كفرع فلسطيني من الإخوان المسلمين ولكن كحركة تحرر وطني. عندما قام طوفان الأقصى اتضحت قيمة ما فعله السنوار إذ توحدت كل الشعوب العربية وكل تياراتها حول المقاومة ولم يفكر أحد في جذرها الأيدلوجي القديم. لكن هذا الإنجاز التاريخي تبدد مع تطورات المشهد السوري الجديدة. فمع انحياز حماس للقيادة الجهادية الجديدة في دمشق تم إحياء كل الخلافات معها وعليها في الشارع العربي عندما عادت وارتدت الثوب الأيدلوجي الصريح وأعادت الخصومة مع طهران وحزب الله داعميها الوحيدين بعد تخلي النظام العربي عنها هل أقنعت أنقرة مشعل بأنها بعلاقة الشراكة القائمة بينها وبين أمريكا وإسرائيل في سوريا ستكون قادرة على ضمان مكان لها في مستقبل غزة لا أحد يعلم. وسيكون من عادوا لرفع راية الإخوان أن يواجهوا معارضة الداخل التي تضم من ينتمون أكثر لإرث السنوار ومنهم خليل الحية وزاهر جبارين.

السلطة الفلسطينية التي تسابق الزمن للعودة إلى غزة وحكمها بأي ثمن. رفعت عنها قناع التحجج بأن منعها انتفاضة الضفة والتي كانت لتغير مسار ومصير الطوفان إنما يفرضه عليها الاتفاقات الأمنية مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: إسرائيل كانت الطرف الرئيسي الذي بادر بالتدخل في سوريا (فيديو)
  • زمن سقوط الأقنعة «1 من 2 »
  • نظرة إسرائيل إلى جبهات المقاومة وإيران
  • لجان المقاومة: العدوان على مستشفى كمال عدوان إمعان صهيوني في حرب الإبادة
  • ما هي السيارات التي يفضلها العرب في تركيا؟ نظرة على أكثر الموديلات مبيعًا
  • بالأرقام.. أعداد الأسر والأفراد الذين يعيشون بحالة فقر في إسرائيل
  • تقرير: إسرائيل تتوسع في إبادة المدن كأداة لتنفيذ الإبادة الجماعية في غزة
  • إسرائيل تتوسع في “إبادة المدن” كأداة لتنفيذ الإبادة الجماعية في غزة
  • الأسلحة الكيميائية وسر نظام الأسد المظلم الذي تخشاه إسرائيل والغرب
  • روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل