لاشك أن الجميع يريد أن يتجنب أسرع عقوبة بسبب الذنوب، خاصة وأنه من المعروف أن الذنوب سبب كثير من المصائب والابتلاءات والكروب والهموم في الدنيا ، كما أنها طريق الهلاك في جهنم بالآخرة ، وهو ما يجعل السؤال عن ذلك الذنب الذي يجعل أسرع عقوبة
تصيبك في الدنيا ضرورة والنجاة من أسرع عقوبة مطلب يسعى إليه كل منا.

ما معنى عقوق الأباء للأبناء؟.. علي جمعة يحذر الوالدين من 8 أفعال هل على الزوجة خدمة الزوج بدون مقابل؟.. علي جمعة يرد: لا يعجبني أسرع عقوبة

قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن البر وصلة الرحم يُعدان أسرع الأعمال الصالحة ثوابًا في الدنيا.

واستشهد «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما ورد في سُنن ابن ماجه، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْرَعُ الْخَيْرِ ثَوَابًا الْبِرُّ وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِم».

أسرع الأفعال عقوبة

وأضاف أنه حَذَّرَ اللهُ سُبحانه وتَعالى منَ الظُّلمِ في كتابِه العزيزِ في أكْثَرَ من موْضِعٍ، وأكَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على هذا التَّحذيرِ في أحاديثَ كثيرةٍ، وكذلك حَذَّرَ من قَطيعَةِ الرَّحِمِ وأمَرَ بالعدْلِ والقِسْطِ والصِّلَةِ، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "ما مِن ذَنبٍ أجْدَرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العُقوبةَ في الدُّنيا".

وتابع:  أي: ليس هناك منَ الذُّنوبِ ذنبًا أوْلى بتَعجيلِ العُقوبةِ لصاحِبِ الذَّنبِ في الدُّنيا "مع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ"، أي: مع ما يكونُ له مِن عُقوبةٍ في الآخِرَةِ على هذا الذَّنبِ، والمرادُ: أنَّ عُقوبةَ الدُّنيا لا تَرْفَعُ عنه عُقوبةَ الآخِرَةِ، بل هي مِن بابِ مَزيدِ العذابِ والوعيدِ لصاحبِه، "مِثلُ البَغْيِ"، أي: مِثلُ ذَنبِ البَغي وهو الظُّلمُ والجَوْرُ.

وأشار إلى أن "وقَطيعَةِ الرَّحِمِ"، أي: وكذلك ذنْبُ قَطيعةِ الرَّحِم، والرَّحِمُ هي الصِّلةُ التي تكونُ بين الشَّخْصِ وغيرِه، والمرادُ بها هنا: الأَقارِبُ، ويُطلَق عليهم: أُولُو الأرحامِ، منوهًا بأن في الحَديثِ: التَّحْذيرُ منَ الظُّلْمِ وقطْعِ الرَّحِمِ، وفيه: الحَثُّ على العَدْلِ وصِلَةِ الرَّحِمِ.

ونبه إلى أن صِلةُ الرَّحِمِ أجرُها كبيرٌ، وشأنُها عظيمٌ عِندَ اللهِ، وقد بيَّنَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك، فقال: "قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا الرَّحمنُ"، أي: مُتَّصِفٌ بكَثرةِ الرَّحمةِ وسعَتِها، "وهي الرَّحِمُ"، أي: الَّتي آمرُكُم بِوَصلِها، والرَّحِمُ هي الصِّلةُ الَّتي تَكونُ بينَ الشَّخصِ وغيرِه، والمرادُ هنا الأقرَبون، "شَقَقتُ لها اسمًا مِن اسْمِي"، أي: أخَذتُ لها مِن اسمي الرَّحمنِ اسمًا، "مَن وصَلَها وصَلتُه"، أي: مَن أحسَن إلى أهلِه، ورَفَق بهم، وداوَمَ على الاتِّصالِ بهم، أحسَنتُ إليه ورَفَقتُ به وأنعَمْتُ عليه، "ومَن قطَعَها"، أي: هجَر أهلَه ولم يُحسِنْ إليهم ويتَّصِلْ بهم، "بَتتُّه"، أي: قطَعتُه مِن رَحمتي وإحساني.

 وأفاد بأن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُنا  بأنْ نَتَّقي الوقوعَ في الظُّلم، وهو كلُّ أذًى يَتسبَّبُ فيه المسْلمُ لغَيرِه، سواءٌ كان إنسانًا أو حيوانًا، فَيأمُرُ المسْلِمينَ بالخوفِ والحذَرِ وَالابتعادِ عنه، ثمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ تَحذيرِه مِن الظُّلمِ؛ وهو أنَّه يكونُ ظُلماتٍ يومَ القيامةِ على صاحبِه لا يَهتدِي بِسَببِها، على حِين يَسْعى نورُ المؤمنينَ بيْن أيْدِيهم وبأيمانِهم، ويَحتمِلُ أنَّ الظُّلماتِ هنا الشَّدائدُ والأهوالُ الَّتي يكونُ فيها الظَّالمُ، ويَحتمِلُ أنَّها عِبارةٌ عن الأنكالِ والعُقوباتِ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة فی الدنیا علی جمعة ى الله

إقرأ أيضاً:

حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته

النبي محمد.. قالت دار الإفتاء المصرية إن علماء الأمة من المذاهب الأربعة وغيرها، أجمعوا على جواز واستحباب التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وبعد انتقاله صلى الله عليه وآله وسلم، واتفقوا على أن ذلك مشروعٌ قطعًا ولا حرمة فيه، وهو ما ندين الله به؛ أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مستحبٌّ وأحد صيغ الدعاء إلى الله عز وجل المندوب إليها، ولا عبرة بمن شذ عن إجماع العلماء.

 

 التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته

 

و أوضحت دار الإفتاء، مفهوم التَّوَسُّل وهو ما يُتَوَصَّلُ به الإنسان إلى الشيء ويُتَقَرَّبُ به، كما قال العلامة ابن الأثير في "النهاية" (5/ 185، ط. المكتبة العلمية).

وأكدت الإفتاء أن من رحمة الله بنا أن شرع لنا العبادات وفتح باب القربة إليه، ليتقرب المسلم إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، والقرآن كله يأمرنا بالوسيلة إلى الله، أي بالتقرب إليه سبحانه.

وجاءت النصوص والأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة بمشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ذلك حاصل قبل مولده، وفي حياته الدنيوية، وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى ذلك اتفقت المذاهب الأربعة:

فمن الكتاب قوله تعالى يخبر عن حال أهل الكتاب قبل مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البقرة: 89].
وقوله تعالى: ﴿ولو أَنَّهم إذ ظَلَمُوا أَنفُسَهم جاءوكَ فاستَغفَرُوا اللهَ واستَغفَرَ لهم الرسولُ لوَجَدُوا اللهَ تَوّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64].
وأما الأدلة من السنة النبوية المطهرة:
فحديث الأعمى الذي علَّمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّد إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ» رواه الترمذي وابن ماجه والنسائي وصححه جمع من الحفاظ، وفي بعض رواياته أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «وَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَمِثْل ذَلِكَ»، وعند الطبراني وغيره أنَّ راوي الحديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه علَّم هذا الدعاء لمن طلب منه التوسط له في حاجة عند عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته، وفي ذلك طلب صريح للمدد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

وحديث الخروج إلى المسجد للصلاة: فعن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ؛ فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُنْقِذَنِي مِنَ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَأَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ» رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة، وهو حديثٌ صحيحٌ؛ أشار إلى صحته الحافظ ابن خزيمة عندما استدل به في العقائد؛ قال الحافظ البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 98، ط. دار العربية): [رواه ابن خزيمة في "صحيحه" من طريق فضيل بن مرزوق؛ فهو صحيح عنده] اهـ.

وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند موت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنهما، وهو حديث طويل، وفي آخره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اللهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، اغْفِرْ لِأُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ ولَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 67، ط. دار الحرمين)، و"الكبير" (24/ 351)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 121، ط. السعادة)، وغيرهما. قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 257): [رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح] اهـ.

وورد عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ يقول: "يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وآله وسلم على مشركي العرب -يعني بذلك أهل الكتاب- فلما بعث الله محمدًا صلى الله وآله عليه وسلم ورأوه من غيرهم، كفروا به وحسدوه".

مقالات مشابهة

  • أسامة الجندي: لا شيء في الدنيا يعادل قيمة الوطن (فيديو)
  • دعاء نهاية عام 2024.. أدعية تغفر ذنوبك وتدخلك الجنة
  • شروط محبة الله حتى تكون في معيته.. علي جمعة يوضحها
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • هيثم شعبان: صالح جمعة قد يعود للكرخ في يناير
  • هيثم شعبان: صالح جمعة قد يعود للكرخ العراقي في يناير
  • هيثم شعبان : صالح جمعة قد يعود للكرخ في يناير
  • قصة المثل الشعبي «على قد لحافك مد رجليك».. بدأت من شاب غرته الدنيا فانقلبت عليه
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح
  • فاطمة الزهراء.. سيدة نساء الجنة وأم الأئمة