نعى الداعية الإسلامي المصري، محمد حسان، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي استشهد أثناء مواجهة مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان في رفح بقطاع غزة.

وقال حسان في كلمته التي نشرتها قناة الرحمة التي يملكها، "رحل السنوار رحمه الله وتقبله عنده الشهداء خلال اشتباكات مع جيش الاحتلال في رفح في قلب المعركة، وفي ساحة البطولة والشرف، يرتدي ملابسه العسكرية ويحتضن سلاحه.

ويقود جنوده في مقدمة الصفوف، وتلقى الرصاص في صدره، ورأسه لا في ظهره، مقبلا على الموت، غير مدبر".

وأضاف: "لم يصلوا إليه مع أنهم ظلوا يبحثون عنه عاما كاملا بين البيوت والأنفاق والصخور، بل وبين حبات الرمال، ولم يخطر ببالهم قط أن البطل والقائد في الصف الأول في قلب الميدان قريبا جدا من جنودهم ودباباتهم٬ يقود المعركة من الأمام، ويشاء ربك جل جلاله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء أن يكون استشهاده بإذن الله على أيدي أعدائه، وأن يكون نقل خبر موته بهذه الصورة المشرفة".

وكذّب الداعية الإسلامي الاحتلال فيما قال: "قالوا كثيرا إنه يختبئ في أنفاق تحت الأرض، وقالوا إنه يختفي بين النازحين في المناطق السكنية، وقالوا إنه يحيط نفسه بالأسرى الإسرائيليين، وقالوا بأنهم يعرفون مكانه، ولكنهم لا يريدون اغتياله خوفا على أسرارهم الذين اتخذهم هذا الرجل الشجاع دروعا يحتمي به".

وتابع حسان: "ليخرجوا الآن بأنفسهم، ويعلنوا أنه قتل في الخطوط الأولى في ساحة القتال، نسأل الله جل وعلا أن يتقبله وإخوانه الشهداء، أي شرف هذا يا أبا إبراهيم؟ وأي فخر هذا؟ أن تموت في ميدان الجهاد؟ لقد عاش الرجل من أجل هذه اللحظة الكريمة، بل وقال بأنه يتمنى أن يموت شهيدا في سبيل الله على أيدي أعدائه".


وقال: "رحل السنوار رحيلا يليق بقائد بين جنوده، رحل وهو يحتضن سلاحه، وهو يقاتل في مقدمة رجاله وأبطاله، عاش مرفوع الرأس حتى وهو في سجون أعدائه، ومات مرفوع الرأس شامخا وهو يقاتل أعدائه. وعاش كما يحب، ومات كما تمنى، وهو يردد قول القائل سأحمل روحي على راحتي، وألقي بها في مهاوي الردى، فإما حياة ترضي الإله، وإما ممات يغيظ العدى، ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا".

وحذر حسان من يخذل المقاومة قائلا: "فشتان بين من ينظر للمجاهدين أو يخذلهم، بل وحتى يدعوا عليهم، وهو آمن بين أهله وأولاده، وبين من يتلقى الرصاصة في صدره، ورأسه ووجهه ونحره في الميدان، وهو يدافع عن دينه وعن المقدسات. وعن وطنه وشعبه، بل وعن شرف الأمة وكرامتها. شتان بين من مات رافعا رأسه معتزا بربه، معتزا بدينه، وبين من يموت ذليلا منكسرا، مطأطئ الرأس".


والجمعة، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، بشكل رسمي استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، بعد اشتباك خاضه مع جيش الاحتلال في مدينة رفح.

ونعت العديد من القوى السياسية في العالم العربي وحركات المقاومة، بما فيها حزب الله في لبنان وجماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي يعد العقل المدبر وراء عملية "طوفان الأقصى"، التي كبدت الاحتلال خسائر تاريخية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

يذكر أن حركة "حماس" أعلنت في السادس من آب/ أغسطس الماضي، اختيار السنوار  رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا للشهيد إسماعيل هنية، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في مقر إقامته، خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران، في نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية المصري محمد حسان حماس السنوار غزة مصر حماس غزة السنوار محمد حسان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المکتب السیاسی بین من

إقرأ أيضاً:

معاوية بين التوظيف السياسي والواقع المر

لا تزال الدراما العربية وخاصة التاريخية منها تخضع بشكل متفاوت لسلطة السياسة والأيديولوجيا والمال، والعمل الأخير الذي كثر الحديث عنه يدل بوضوح على ذلك. فمعاوية ليس مسلسلا عاديا، إنه في قلب الصراع الدائر حاليا.

تابعت أغلب الحلقات، فبدا لي أن الشخص الذي نحتوه لا علاقة له البتة بذلك الرجل الذي انحرف بالتاريخ العربي الإسلامي إلى درجة الانقلاب عليه وتحويل وجهته سياسيا وعقائديا. فمعاوية بن أبي سفيان في المسلسل شخصية مؤمنة إلى حد التقوى، تحب الخير للأمة، مجاهدة في سبيل الله، من كتبة الوحي وحفظته. لكن معاوية في الواقع التاريخي حكاية أخرى ذات طموح شخصي وقبلي، براغماتي، ومستبد إلى حد التهور والغلو.

لا خلاف حول الدور الهام الذي قامت به الحقبة الأموية في ترسيخ الدولة وتوسيع نطاق سلطتها جغرافيا وحضاريا، لكن ذلك لا يبرر مطلقا أن نضفي على مؤسسها ما ليس فيه، وأن نقارنه بعلي بن أبي طالب، تلك الشخصية النقية التي تمتعت بخصال عديدة، والذي ذهب ضحية المناورات الخسيسة التي قام بها خصومه خلال الفتنة التي قضت على جزء هام من الجيل المؤسس.

ورغم أن الرسول صل الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم معاوية يعتلي منبري فاقتلوه"، ورغم أنه قال أيضا "عمار ابن ياسر تقتله الفئة الباغية"، إلا أن ذلك لم يمنع من أن تميل الرياح لصالح معاوية فينتصر في معركة الخلافة، وتنقسم جبهة علي، فتقع معركة الجمل، ثم تنجح حيلة التحكيم، ويولد الجناح التكفيري ويقوم الخوارج بقتل علي، وصولا إلى يزيد ابن معاوية الذي ورث الحكم عن أبيه فقضى على مبدأ الشورى وقيام الحكم العضوض، وتولى يزيد قتل الحسين مع أهل بيته، وقطع رأسه ورفعه فوق الرماح. وبذلك اكتملت التراجيديا الشيعية الإسلامية.

من الأهمية بمكان أن نحمي الذاكرة ونصححها للأجيال القادمة؛ لأن الذاكرة إذا انحرفت تكون النتائج وخيمة، وينقلب الحق باطلا، وتضرب القيم في مقتل، ولن يفهم تاريخنا فهما صحيحا. ليس المطلوب القيام بلعن معاوية في المنابر كما فعلت الدولة العباسية من قبل، وكما يفعل الشيعة اليوم، ولكن المطلوب وضع الرجل في مكانه وفي سياقه وفي حجمه. مهما حاول البعض التصرف في الشخصية، والتلاعب في تقديمها بوضعها في إطار براق، فإن الحقائق ستفرض نفسها بقوة، وتكشف حجم الزيف الذي تم اعتماده في الإخراج.

الأمة اليوم منهكة، ومقسمة، والعدو الصهيوني يتوغل في الجسم الفلسطيني والعربي، ويعربد كما يشاء. فهل هذا مناخ سليم لكي نعبث بلحظة فارقة في تاريخنا، من أجل ترضية هذا الطرف أو ذاك، فتوجيه ضربة للشيعة في هذا السياق اختيار خاطئ في وقت غير مناسب. فإيران بحساباتها وحزب الله اللبناني والحوثيون بإمكانياتهم المحدودة فعلوا مع أهل غزة ما لم يفعله أهل السنة مجتمعين، ساندوا المحاصرين في لحظات فارقة لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأنها. شهد بذلك الجميع، فهل أن إنجاز مسلسل مثل هذا من شأنه أن يغير في رأي الكثير من الناس؟

فعندما نعلم بأن كل علماء أهل السنة والجماعة الذين يحظون بالثقة من قبل الجمهور، أجمعوا حول عدم إدراج معاوية ضمن أهل الفضائل والمكرمة، وكل ما فعله أغلبهم أنهم تجنبوا الخوض في سيرته، خوفا من بطش السلطة بهم. ومن الغريب أن خالد صلاح كاتب السيناريو اعتبر أن المسلسل "يؤسس لخطاب ديني جديد يعتمد على التحليل والنقد البناء، بعيدا عن التقليد الأعمى، ويعزز من أهمية الفهم العميق للتاريخ الإسلامي بعيدا عن التأويلات المغلوطة أو المبالغة في تقديس الأشخاص"؛ فأي خطاب ديني عقلاني يمكن أن يبنى على أنقاض سيرة معاوية بن أبي سفيان، الذي استعمل كل الوسائل التي تمكنه من البقاء في السلطة، حتى لو أدى ذلك إلى تغذية الفتنة وتبرير قتل الخصوم؟ لقد كان معاوية مثالا لشخصية المستبد غير العادل، ولا أعتقد أن تجديد الفكر الديني يمكن أن يرتبط بالاستبداد والمكيافيلية المقيتة، وإنما يولد من رحم الحرية والشورى الحقيقية والعقلانية المرتبطة بروحانية عالية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. شاهد لحظة ابلاغ الشيخ محمد حسان بوفاة العلامة الشيخ ابو إسحاق الحويني
  • حدث في 8ساعات| السيسي يوجه رسالة طمأنة للشعب المصري.. ووفاة الداعية أبو إسحاق
  • محمد حسان ينهار بالبكاء عند تلقيه نبأ وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني «فيديو»
  • ماذا تصنع لتكون من العتقاء من النار في الشهر الكريم.. محمد مختار جمعة يوضح
  • أبرز علماء السلفية.. وفاة الداعية أبو إسحاق الحويني
  • بالتفصيل.. «هآرتس» تكشف وثائق حول نقاشات الأطراف المعنية بهجوم 7 أكتوبر
  • “هآرتس” تنشر وثائق استولى عليها الجيش من غزة.. نقاشات مع “حزب الله” وإيران حول هجوم 7 أكتوبر
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • معاوية بين التوظيف السياسي والواقع المر
  • محافظ اللاذقية ومدير المكتب السياسي يزوران قرى بريف جبلة لتعزيز السلم الأهلي