القصة الكاملة لصاحب جواز السفر الذي وجد مع السنوار: يعمل مدرس وليس الحارس الشخصي
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
بعد ساعات قليلة، لم تتجاوز 24 ساعة، على اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس، في منزل بمخيم تل السلطان في رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، سارع جنود الاحتلال الإسرائيلي بالتقاط الصور والمقاطع فيديو له من كل الزوايا، في محاولة منهم لاستيعاب أن الشخص الذي اشتبكوا معه لمدة 6 ساعات كاملة، من الساعة 10 صباح الأربعاء الماضي حتى الساعة 4 مساء نفس اليوم، هو «زعيم حماس» الذي كان يحمل معه سلاحه وذخيرته الحية وبدلته العسكرية، وجواز سفر لشخص يدعى «هاني زعرب».
وزعم جنود الاحتلال الإسرائيلي، أن جواز السفر خاص بالحارس الشخصي لـ«السنوار»، وأنه تم اغتياله في نفس الواقعة، وتداولت وسائل الإعلام العبرية صورة زعيم حماس ومتعلقاته على نطاق واسع، حتى خرج صاحب جواز السفر الحقيقي ليكذب «الاحتلال» وينفي مزاعمه.
عائلة هاني زعرب تكذب المزاعم الإسرائيليةأبو فادي زعرب، نجل عم «هاني زعرب» صاحب جواز السفر، قال في حديثه لـ«الوطن»، إنّ «هاني» ليس له علاقة بحركة المقاومة على الإطلاق، وهو متواجد في مصر منذ 6 أشهر تقريبا، وتحديدا في 28 أبريل الماضي، رفقة زوجته وأبنائه، مضيفا: «أبو أنس مدرس في وكالة الغوث الأونروا وخرج من غزة قبل الاجتياح البري لرفح الفلسطينية بأيام قليلة»
وحول وصول جواز السفر إلى المنزل الذي استشهد فيه «السنوار»، قال: «الجواز كان موجود في بيته اللي بمنطقة تل السلطان وقريب على منزل أبو طه اللي شهد الاشتباكات بين السنوار والاحتلال، فمن الوارد أن يكون الجنود سرقوه أثناء مداهمة واقتحام منازل المواطنين في المنطقة عشان يتهموا موظفي الأونروا إنهم بيشتغلوا مع حماس، وتاريخ إصدار الجواز قديم من سنة 2012، وهو استخرج بعده جوازين آخرين».
تعليق صاحب جواز السفرمن جهته علق هاني زعرب، صاحب جواز السفر الذي عُثر عليه بجوار جثة يحيى السنوار، على أنباء مقتله رفقة زعيم حركة حماس على أيدي قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، من خلال منشور عبر صفحته الشخصية التي تحمل اسمه، قائلًا: «يا جماعة الخير، أنا موجود بمصر وليس لي علاقة بأي شيء من الموجود على فيسبوك».
الأونروا تنفي المزاعم الإسرائيليةوكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، نفت المزاعم الإسرائيلية على لسان المفوض العام فيليب لازاريني، حيث قال في منشور عبر حسابه على «إكس»: «مرة أخرى، يتم استخدام معلومات غير مؤكدة لتشويه سمعة الأونروا وموظفيها، وفي وقت سابق من اليوم، تداولت وسائل الإعلام الاجتماعية والإسرائيلية أنباء عن مقتل أحد موظفي الأونروا مع رئيس حركة حماس في غزة، وأؤكد أن الموظف المذكور على قيد الحياة، وهو يقيم حاليا في مصر حيث سافر مع عائلته في شهر أبريل نيسان عبر معبر رفح، ولقد حان الوقت لوضع حد لحملات التضليل».
معلومات عن صاحب جواز السفر- هاني حميدان سليمان زعرب.
- مدرس بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بقطاع غزة.
- متزوج ولديه أبناء.
- حاصل على ماجستير مناهج وطرق تدريس من الجامعة الإسلامية بغزة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السنوار يحيى السنوار استشهاد يحيى السنوار الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال رفح تل السلطان الشوك والقرنفل صور يحيى السنوار حركة حماس
إقرأ أيضاً:
القصة الكاملة لحصول نظام الأسد على 900 مليون دولار من أهالي السجناء
لم تكن شبكة السجون الكبيرة التي أقامها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مجرد أداة لقمع معارضي حكمه فحسب، بل كذلك وسيلة لأنصاره لجني المال.
ويقول سوريون يائسون متمسكون بحلم رؤية أبنائهم وأزواجهم وأشقائهم المفقودين مرة أخرى إنهم تعرضوا للابتزاز بشكل ممنهج لدفع رشاوى يصل مجموع قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات.
لكن أسوأ ما في الأمر أن هؤلاء المسؤولين على اختلاف مناصبهم والمحامين والمحتالين وأنصار الأسد الذين كانوا يطلبون الرشاوى في كثير من الأحيان لم ينقلوا أي معلومات عن المعتقلين الذين فارق عشرات الآلاف منهم الحياة، وفقا لمراقبين معنيين بحقوق الإنسان.
وجاءت سناء عمر (38 عاما) من مدينة حلب شمالي سوريا إلى العاصمة دمشق سعيا للحصول على أخبار تتعلق بشقيقها محمد الذي اختفى عندما كان في الـ15 من عمره.
مسلسل من الكذبقدمت سناء إلى مشرحة أودع فيها مقاتلو المعارضة جثثا مجهولة الهوية عُثر عليها في سجون دمشق، وقالت "شقيقي مفقود منذ عام 2011، لا نعرف عنه أي شيء أو في أي سجن".
وأضافت بأسى "دفعنا لكل المحامين، كانوا يعدوننا بأنه موجود وبمعلومات" عنه، موضحة "عندما فُقد بحثنا في كل سجلات الأمن ولم نجده".
وقالت "كان أبي يذهب كل سنة إلى الشام (دمشق) يرى محامين أو ضباطا من النظام، كنا ندفع 200 أو 300 ألف"، و"كانوا يعدوننا: بعد شهر سترون ابنكم، وكنا ننتظر شهرا واثنين أن يأتونا بطلب موافقة (لزيارته) وكانوا يكذبون علينا".
إعلانوأشارت إلى أن الأسرة استمرت في دفع الرشاوى لـ5 أعوام "بعدها فقدنا الأمل".
وقبل عامين حاولت مجموعة حقوقية تقدير المبلغ الذي دفعته عائلات المعتقلين على مر سنوات.
وأجرت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا مئات المقابلات لسؤال الأسر عن المبالغ التي دفعتها مقابل وعود بمعلومات أو زيارة أو حتى إطلاق سراح أبنائها.
ووفقا لبيانات الرابطة، جنى مسؤولون حكوميون ومؤيدون للنظام نحو 900 مليون دولار، وقد اعتقل مئات آلاف الأشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد مطلع عام 2011.
سجلات مهجورة
وبعد مرور 13 عاما على اندلاع النزاع في سوريا باتت أبواب سجن صيدنايا (نحو 30 كيلومترا شمال دمشق) -وهو مبنى كبير قاتم ذو جدران رمادية ومطل على واد قاحل تظهر فيه بعض الفيلات الفخمة- مفتوحة.
وهذه المرة بدلا من أن تدفع الأسر مالا للمسؤولين أو الوسطاء مقابل فتات المعلومات يبحث هؤلاء بشكل يائس في سجلات مهجورة عن أخبار أقاربهم المفقودين.
وقال الشاب حسن هاشم -الذي جاء من ريف حماة شمالي سوريا- إنه جاء للبحث عن شقيقه المعتقل في سجن صيدنايا منذ 2019، في محاولة يائسة أخيرة لمعرفة مصيره.
وأضاف هاشم أن شقيقه الآخر كان يزور شقيقه المعتقل لكن "منذ سنة أخذوه لإعادة التحقيق إلى فرع 48، وكنا نلاحقه ودفعنا أكثر من 12 ألف دولار".
وأشار إلى وعود بأنه "سيخرج اليوم، سيخرج غدا"، مضيفا أن شقيقه "متزوج ولديه 4 بنات واتُّهم بالإرهاب".
ويتابع هاشم أنه لدى نقل شقيقه المدان بـ"الإرهاب الدولي وحمل السلاح ضد الدولة" إلى قاعدة المزة الجوية في دمشق تم ربط الأسرة بأحد أقرباء مسؤول كبير في النظام.
ويقول "قالوا إنهم بحاجة إلى 100 ألف دولار لإخراجه، قلت لهم حتى وإن بعت قريتي كاملة فلن أحصل على 100 ألف دولار، من أين لي أن أحصل على هذا المبلغ؟".
إعلانالآن، يتجول المدنيون المذهولون ومقاتلو الفصائل المعارضة المسلحة في قاعات صيدنايا الخرسانية التي تضم الزنازين، ويركلون حصائر النوم المهجورة القذرة التي تظهر أن كل زنزانة كانت مكتظة وتضم 20 سجينا.
وقام رجال الإنقاذ بثقب الجدران للتحقق من شائعات عن وجود طوابق سرية تضم سجناء مفقودين، لكن آلاف الأسر تشعر بخيبة أمل لاحتمال أن يكون أقاربها قد ماتوا وقد لا يعثر عليهم أبدا.
نريد الحقيقة
ويقف مقاتلون وزوار في الطابق الأرضي من أحد أقسام السجن أمام مكبس هيدروليكي يقول معتقلون سابقون إنه كان يستخدم لسحق السجناء أثناء جلسات تعذيب.
وأرضية الغرفة المجاورة -التي تضم معدات صناعية أكثر- زلقة بسبب مواد شحمية ذات رائحة كريهة.
أيوش حسن (66 عاما) -التي جاءت من ريف حلب بحثا عن ابنها- تقول بغضب "منذ شهر طلبوا 300 ألف، وقالو إنهم طلبوا ملفه، وهو موجود في صيدنايا وبخير".
وأضافت باكية "ليس هنا، إنه ليس معنا"، واصفة مشهد السجلات المحروقة فيما تجمع بعض الأشخاص لسماع قصتها ومعرفة ما يحزنها.
وقالت "نريد أولادنا أحياء أو أمواتا، محروقين أو رمادا أو مدفونين جماعيا، فقط أبلغونا".
وتضيف بحرقة "كذبوا علينا، لقد كنا نعيش على الأمل لمدة 13 عاما معتقدين أنه سيخرج خلال شهر أو في الشهرين المقبلين أو هذا العام أو في عيد الأم، كل هذه أكاذيب".