عربي21:
2024-10-19@11:23:44 GMT

أمم متناحرة وليست متحدة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

يقول ميثاق الأمم المتحدة: نحن شعوب الأمم المتحدة، آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، التي، في خلال جيل واحد، جلبت على الإنسانية مرتين، أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان، وبكرامة الفرد وقدره، وبما للرجال والنساء، والأمم كبيرها وصغيرها، من حقوق متساوية، وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة، واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي.



وتقول المنظمة الدولية، إن مقاصدها هي حفظ السلم والأمن الدولي، وذلك بـ "منع الأسباب التي تهدد السلم وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم، وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي، لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم أو لتسويتها. وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام."

إخفاق الأمم المتحدة في مجالات وقف الحروب وحفظ السلام، يقابله نجاح منقطع النظير لكيانات تابعة لها أو شاركت في تأسيسها، من بينها منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الطيران المدني الدولي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة العمل الدولية، واليونيسيف، واليونسكو، وغوث اللاجئين، وبرنامج الأغذية، ومنظمة الصحة العالمية والبرنامج الإنمائي.انظر كيف أن ميثاق الأمم المتحدة لا يتوقف إلا عند الحربين اللتين كانت أوروبا ساحتها الكبرى، وكيف أنها جلبت على البشرية "أحزانا يعجز عنها الوصف"، وظل ذلك الميثاق واقفا في محطة الحربين العالميتين الأولى والثانية، باكيا على أطلال أوروبا عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي، ولم تجسر دولة على تعديله، بتضمين حروب طاحنة كانت ساحاتها آسيا وإفريقيا، وكان المعتدي فيها الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون، الذين ظلوا يخرقون ذلك الميثاق برفضهم العنيف لحق الشعوب في المساواة وتقرير المصير.

والأمر الذي لا شك فيه، هو أن الأمم المتحدة كيان قليل القيمة، فيما يلي عجزه التام عن حفظ السلام في الدول الأعضاء، دعك من جرائم الإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في فيتنام وكمبوديا ولاوس، بل انظر إلى التاريخ القريب جدا: ففي عام 1994 وقفت المنظمة موقف المتفرج بينما قامت الحكومة التي تسيطر عليها قبيلة الهوتو في رواندا، بقتل مليون شخص من قبيلة التوتسي، وعندما غزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003 بذريعة تخليص منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ونشر الديمقراطية في المنطقة، وظلت تسوم العراقيين سوء العذاب، قالت الأمم المتحدة إن ذلك عمل غير قانوني! ثم ماذا بعد؟ ولا شيء، لم تصدر عن المنظمة الدولية أي بادرة لمحاسبة من خرق القانون الدولي.

ولكن من مقتضيات الإنصاف أن نشير إلى أن الأمم المتحدة لم تُقَصِّر في حق الشعب الفلسطيني، فما بين حرب حزيران/ يونيو في عام 1967 وعام 1989 أصدرت المنظمة 131 قرارا يقضي برفض استيلاء إسرائيل على أراض فلسطينية، أو يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية،  وفي السنوات اللاحقة صدرت مئات القرارات المشابهة. ثم ماذا بعد؟ ولا شيء! حتى الدولة المستقلة التي تحدثت عنها قرارات الأمم المتحدة على استحياء، ستكون بموجب تلك القرارات جزرا تطوقها المستوطنات الصهيونية.

ظلت جامعة الدول العربية عاجزة عن "الفعل"، لأن ميثاقها طوباوي، يقضي بأن تكون كل القرارات بالإجماع، ولكن وحتى عندما يكون هناك اجماع على أمر ما، فإن الميثاق لا يشير لأدوات ترجمة القرارات إلى أفعال، وبما ان هذه الجامعة ولدت قبل الأمم المتحدة، التي خرجت من رحم عصبة الأمم، فلربما اهتدت المنظمة الدولية بالميثاق العربي، وجارته في الابهام فيما يتعلق بتنزيل القرارات إلى سوح النفاذ.

وانظر كيف "آلينا نحن شعوب الأمم المتحدة على أنفسنا إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب"، فماذا فعلت تلك الأمم لإنهاء العنف في غزة؟ أو لوضع حد للصراعات في سوريا والعراق وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وجنوب السودان وليبيا وأفغانستان وأوكرانيا؟ لا شيء، فالمنظمة عاجزة تماما عن القيام بأي دور إزاءها، ولكن السؤال: لماذا؟ والجواب: لأن مواقف واشنطن وبيجين وموسكو متضاربة ومتعارضة إزاءها. والدول الثلاث أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي، مع بريطانيا وفرنسا، وهذا الخماسي يملك من الصلاحيات والسلطات داخل الأمم المتحدةـ ما يجعل بقية الدول الأعضاء "تمامة عدد"، وحتى على مستوى الجمعية العمومية للمنظمة الدولية، هناك تكتلات تناوئ بعضها بعضا، إما بإيعاز من الخمسة الكبار، أو دفاعا عن مصالح ذاتية، وتحالفات إقليمية او دولية.

في عام 1994 وقفت المنظمة موقف المتفرج بينما قامت الحكومة التي تسيطر عليها قبيلة الهوتو في رواندا، بقتل مليون شخص من قبيلة التوتسي، وعندما غزت الولايات المتحدة العراق في عام 2003 بذريعة تخليص منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ونشر الديمقراطية في المنطقة، وظلت تسوم العراقيين سوء العذابما يفاقم القصور المؤسسي في الأمم المتحدة، هو منح حق النقض "الفيتو" للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وتم ذلك في ظرف تاريخي معين، وتحديدا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما رأى المؤسسون أن ذلك يمنح الأمم المتحدة فرصة للنجاح فيما فشلت فيه عصبة الأمم. وما لم يحظ قرار بـ "نعم" من الخمسة الكبار، فإن مصيره سلة المهملات، وهكذا ومنذ يومها الأول، صارت الأمم المتحدة مسرحا لصراع الكبار، وتم استقطاب الصغار إلى حلبة الصراع، فصارت المنظمة كيانا يضم أمما متناحرة.

ولكن إخفاق الأمم المتحدة في مجالات وقف الحروب وحفظ السلام، يقابله نجاح منقطع النظير لكيانات تابعة لها أو شاركت في تأسيسها، من بينها منظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الطيران المدني الدولي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة العمل الدولية، واليونيسيف، واليونسكو، وغوث اللاجئين، وبرنامج الأغذية، ومنظمة الصحة العالمية والبرنامج الإنمائي.

إلى يحيى السنوار في عليائه:

هكذا نبدأ من حيث انتهينا/ صخرة أخرى على النهر/ ولكن المنابع/ تلهم التيار مجرىً آخر نحو مصبِّه/ هكذا نبدأ، لكن المنابع/ أبدا تهدر في كل عروق الأرض/ تمتد وترتد وتعلو وتدافع / أول الغيث دم ثم الربيع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأمم المتحدة حروب دور الأمم المتحدة رأي حروب دور مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی عام

إقرأ أيضاً:

"الشعبة البرلمانية" تشارك في اجتماعات اللجان الدائمة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف

شاركت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي، على مدى يومين، في اجتماعات اللجان الدائمة للاتحاد البرلماني الدولي، المنعقدة ضمن أعمال الجمعية 149 للاتحاد والدورة 214 للمجلس الحاكم، في مدينة جنيف بسويسرا.

حضر اجتماعات اللجان كل من الدكتورة سدرة راشد المنصوري، وميرة سلطان السويدي، ومروان عبيد المهيري في اجتماعي لجنة شؤون الأمم المتحدة، ولجنة التنمية المستدامة.
وقدمت الدكتورة سدرة المنصوري، مداخلة الشعبة البرلمانية في اجتماع لجنة شؤون الأمم المتحدة حول موضوع "معاهدات الأمم المتحدة: استعراض التصديقات وبدء التنفيذ".
وقالت: "تضطلع البرلمانات بدور هام في التصديق على معاهدات الأمم المتحدة، ودمجها بطريقة تتلاءم مع التشريعات الوطنية، وعلى البرلمانات التأكد من أنها تنعكس في السياسات والتشريعات التي تعزز من تحقيق أهدافها، وكذلك مراقبة تنفيذ هذه المعاهدات من خلال متابعة التقارير المرحلية التي تقدمها الحكومات إلى هيئات المعاهدات التابعة للأمم المتحدة".
وأضافت أن دولة الإمارات تقوم بمتابعة تنفيذ المعاهدات الدولية التي تصادق عليها، حيث يتم إدماج هذه المعاهدات في التشريعات الوطنية، ومراجعتها وتقييم تنفيذها بشكل دوري، وتقدم التقارير المرحلية إلى هيئات المعاهدات انطلاقاً من مبدأ التزامها بالشفافية والامتثال للمعايير الدولية، ومن أبرز المعاهدات التي تلتزم بها دولة الإمارات، اتفاقيات المناخ والتنمية المستدامة، مشيرة إلى مشاركة البرلمانيين في اجتماع COP28 الذي استضافته دولة الإمارات، بهدف ضمان تحقيق توافق أفضل مع أجندة الأمم المتحدة في هذا المجال.

دعم المساواة

كما شاركت الدكتورة سدرة المنصوري في موضوع اتخاذ إجراءات لدعم المساواة بين الرجال والنساء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستعرضت جهود دولة الإمارات في دعم المساواة بين الجنسين على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنها تعزيز السياسات الداعمة للمساواة الجندرية، ودعم المرأة الإماراتية على المستوى الدولي، والمشاركة في إعداد وتطوير المبادرات الأممية، إضافة إلى تطبيقها أفضل الممارسات في مجال الجندرية على المستوى الوطني.
وخلال اجتماع لجنة التنمية المستدامة ، قالت ميرة السويدي، في مداخلة الشعبة البرلمانية الإماراتية حول الأعمال التحضيرية للاجتماع البرلماني في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “COP29” في أذربيجان، أن المجلس الوطني الاتحادي استضاف الاجتماع البرلماني المصاحب لمؤتمر الأطراف ”COP28" في عام 2023، والذي انعقد في المنطقة الخضراء لأول مرة إلى جانب المفاوضين، والمجتمع المدني، والشركات، والمنظمات غير الحكومية، وغيرها من الأطراف المعنية بمواجهة التغير المناخي، وكان الاجتماع البرلماني لـ”COP28" الأكثر حضوراً في مؤتمر الأطراف بمشاركة أكثر من 400 شخصية يمثلون أكثر من 70 دولة، لوضع الحلول البرلمانية الدولية لأزمة المناخ.
وعكست المشاركة الالتزام العميق من البرلمانات الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي لمعالجة تغير المناخ، ودفع التنفيذ الوطني لاتفاق باريس.

مسؤولية مشتركة

وأضافت السويدي، أنه تم تبني وثيقة ختامية تضمن استمرارية التزام البرلمانات بالعمل المناخي من خلال حثها على تعزيز أدوارها التشريعية والرقابية للتصدي لتغير المناخ، وعكس مسؤولياتها المشتركة في دعم التنفيذ الفعال لإستراتيجيات خفض الانبعاثات والتخفيف منها، وتعزيز مبادرات الاقتصاد الأخضر، وممارسات التكنولوجيا النظيفة والممارسات المستدامة.
وقالت:"في هذا الإطار، ترى الشعبة البرلمانية الإماراتية ضرورة أن يتضمن مشروع الوثيقة الختامية لمؤتمر الأطراف “COP29”، التأكيد على استمرارية العمل ومتابعة نتائج الوثيقة الختامية للاجتماع البرلماني “COP28”، ودعم دور البرلمانيين لتعزيز الابتكار في التقنيات النظيفة بوضع إ ستراتيجيات وطنية مستقبلية لبناء القدرات، ونشر المعرفة، والاستثمار في ابتكارات الطاقة المتجددة، لتوفير طاقة نظيفة ومستدامة، والتأكيد على جهود البرلمانيين في توفير فرص عمل خضراء لشعوبها، وتعزيز التحول الاخضر، بحيث سنشهد ارتفاع في نسبة الوظائف الخضراء من 2.3 مليون إلى 20 مليون بحلول عام 2030، إضافة إلى دعوة الحكومات لتضمين مشاركة المرأة والشباب ضمن وفودهم الرسمية في "COP 29 ".

آثار النزاعات

كما قدمت الدكتورة سدرة المنصوري مداخلة الشعبة البرلمانية الإماراتية حول موضوع:"الإستراتيجيات البرلمانية للتخفيف من الأثر الطويل الأمد للنزاعات، بما في ذلك النزاعات المسلحة، على التنمية المستدامة".
واقترحت الشعبة البرلمانية الإماراتية أن يتضمن مشروع القرار القادم ضرورة حث البرلمانات على وضع التشريعات والقوانين على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، والبيئي للحد من آثار النزاعات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتوظيف الدبلوماسية البرلمانية في جهود التخفيف من أثر النزاعات طويلة المدى، والمشاركة في أعمال المنظمات البرلمانية الدولية لتعزيز الحوار والتعاون مع الدول للتوافق حول القضايا الدولية.
وأشارت المنصوري إلى جهود دولة الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن للفترة “2022-2023”، حيث قدمت الإمارات العديد من الحلول الدبلوماسية للنزاعات، والتوصل إلى حلول سياسية شاملة في الشرق الأوسط وجميع بلدان العالم، بالإضافة إلى نشر ثقافة التسامح والسلام على المستوى العالمي، ومن أبرز الإنجازات، اعتماد مجلس الأمن القرار 2720، المقدم من دولة الإمارات لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض، إضافة إلى القرار التاريخي رقم 2686 حول "التسامح والسلام والأمن الدوليين"، وهو أول قرار يعترف بأن العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري والتمييز بين الجنسين، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها.

مقالات مشابهة

  • محادثات أمريكية مع الأمم المتحدة لضمان إفراج الحوثيين عن موظفي المنظمات الدولية
  • مقرر الأمم المتحدة للنظام الدولي يدعو الأعضاء لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
  • وزير الدفاع الإيطالي: على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للقضاء على الفقر
  • الشعبة البرلمانية تطالب بمتابعة تنفيذ المعاهدات الدولية
  • «الشُعبة البرلمانية» تشارك باجتماعات اللجان الدائمة للاتحاد البرلماني الدولي
  • رداً على الإدانة الدولية..إسرائيل تجدد قصف قوات يونيفيل في لبنان
  • السودان يدعو لتعزيز التعاون الدولي لمحاربة الجريمة المنظمة ويدين جرائم متمردي الدعم السريع ورعاتها
  • "الشعبة البرلمانية" تشارك في اجتماعات اللجان الدائمة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف