دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اعتاد هواة الطيران الشراعي الاستمتاع بالمناظر الجوية الآسرة لبعض أشهر المعالم الأثرية القديمة في العالم، وذلك من خلال التحليق عالياً في السماء. 

وهذه المعالم لا تعلوها عادةً الكلاب المتسكّعة.

غير أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أثناء تحليق الطيار الأمريكي مارشال موشر وزملائه من الطيارين المظلّين فوق أهرامات الجيزة الشهيرة في مصر عند شروق الشمس، رأوا مشهدًا غير متوقّع لكلب ضال، كان أيضًا يستمتع بالمناظر حول قمة إحدى عجائب الدنيا القديمة المتبقية.

وقال موشر لـCNN: "لاحظنا كائنًا يركض ذهابًا وإيابًا فوق الهرم. اعتقد أحد الأشخاص بأنّه أسد جبلي".

تعد الكلاب الضالة مشهدا مألوفا عند سفح أهرامات الجيزة، ولكن ليس على قمتها.Credit: Marshall Mosher

وسارع المغامرون بالتقاط هواتفهم المحمولة واتجهوا نحو قمة هرم الملك "خفرع"، ثاني أطول هرم في العالم، الذي لا يُسمح للبشر بدخوله، ليجدوا كلبًا يبدو وكأنه يطارد بعض الطيور على قمة الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه 136 مترًا.

يتذكّر موشر أنه شعر حينها ببعض القلق. "ربما كان عالقًا هناك (الكلب)؟"، لكن مخاوفه سرعان ما تلاشت.

وتابع مازحًا: "إذا تمكن من الصعود، فإنه يستطيع النزول ما لم يجد بوابة سرية تساعده على الانتقال الفوري إلى قمة الهرم".

في اليوم التالي، وبدافع الفضول، بغية معرفة ما إذا كان الكلب لا يزال هناك، حلّقت المجموعة فوق الهرم مجدّدًا، لكن من دون جدوى. ومع ذلك، قام أحد المغامرين بتصوير مقطع فيديو لما بدا أنه الكلب فيما يشقّ طريقه بأمان إلى أسفل الهرم.

انتشار على نطاق واسع في هذه الصورة المأخوذة من مقطع الفيديو، يظهر كلب وهو ينزل من قمة هرم الملك "خفرع" في الجيزة بمصرCredit: Marshall Mosher

وأوضح موشر أنه ليس واضحًا إذا كان هو الكلب ذاته، حيث تجوب مئات الكلاب الضالّة مجمع أهرامات الجيزة، وغالبًا ما يُرى بعضها بالقرب من القاعدة.

وأشار المظلي إلى أنه يبحث بنشاط عن ملاجئ للحيوانات في القاهرة لمساعدة هذه الكلاب الضالة على العثور على منازل أكثر أمانًا وأقلّ مغامرة.

View this post on Instagram

A post shared by Marshall Mosher (@marshallmosher)

انتشرت مقاطع الفيديو للكلب بسرعة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ حصد المنشور الأول لموشر ملايين المشاهدات على منصة "إنستغرام" بين عشية وضحاها.

ورغم أن موشر كان ينشئ محتوى منذ  سنوات عدة، إلا أنه فوجئ بالاهتمام الواسع بمغامرة الكلب. وقال: "اعتقدت أن فرصة التحليق فوق الأهرامات كانت تجربة مثيرة للاهتمام إلى حد ما، لكن لا أحد يهتم بذلك".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: آثار الجيزة حيوانات طيران أهرامات الجیزة

إقرأ أيضاً:

نعم نحن في أسفل الهرم .. لكن ما الخطوة التالية؟

لم يناقش مقال آنا كراوثامر الناقدة والمنسقة التنفيذية لمركز كوولومبيا للفكر النقدي المعاصر جديدا بخصوص استخدام قضايا العنف الجنسي لتبرير التدخل الغربي فيما يعرف بدول «العالم الثالث». المقال الذي عُنون بـ«كيف يستخدم الغرب العنف الجنسي لتعزيز مصالحه»، الذي نُشر الأسبوع الماضي على مجلة the baffler

مع أن ما حدث يوم السابع من أكتوبر وما تلاه من بروباجندا إعلامية ضخمة قادتها دولة الاحتلال الإسرائيلي وروجت فيها سردية اغتصاب للنساء سُوغَ من خلالها بداية مشروع إبادة للفلسطينيين والفلسطينيات. قد أعادت هذا الموضوع لمركز النقاشات النسوية في كل مكان، حتى أن أصواتا مريضة خرجت تحاضرنا عن العدالة لكل النساء حتى وإن كن «إسرائيليات» ضد الاغتصاب، في قبول كامل لسردية الاحتلال بأن الاغتصاب قد تم بالفعل، كان منهن كاتبات خليجيات معروفات إحداهن كاتبة بحرينية، تتمشى في كل المحافل الثقافية خلال العام الماضي وتُدعى هنا وهناك دون مساءلة لدورها في تكريس قصة الاحتلال ودورها بالتالي في الإبادة. إلا أن كرواثامر أعادت الإشارة للمقال الذي نشرته نيويورك تايمز بعنوان «صراخ بلا كلمات» وتضمن روايات النساء عن الاعتداءات يوم السابع من أكتوبر، هذا التحقيق الذي تبين لاحقا أن نيويورك تايمز لا تملك أي إثبات عليه، وفشلت الصحيفة في تقديم أي أدلة عند مساءلتها من قبل جهات صحفية وحقوقية أخرى، وكان نتنياهو وآخرون قد استغلوا هذه المزاعم، فيما يُظهر حرص القوى الإمبريالية على استغلال ادعاءات الاغتصاب لتبرير مشاريعها.

أقول: إن الكاتبة لم تأت بجديد خصوصا بعد أطروحات عديدة كان من أبرزها كتاب «هل تحتاج المرأة المسلمة إلى إنقاذ»، لليلى أبو لغد الذي صدر بالإنجليزية سنة 2013 وناقشت فيه الكاتبة باستفاضة مساهمة موضوع تمكين النساء وإنقاذهن في كل من أفغانستان والعراق في البروباجندا الإعلامية التي صنعتها أمريكا قبل الحرب على البلدين. فالغرب استثمر كل ما يتعلق بالنساء بداية من تعليمهن وصولا لقضايا مثل الختان والعنف الجنسي لتبرير التدخل الإمبريالي في هذه الحالة. إلا أن الخلاصة التي وصلت إليها لغد والقادمة من منظور «النسوية ما بعد الاستعمارية» حول فهم وضع النساء وفقا لسياسة ثقافتهن الخاصة وتفاعلهن وفقا لموقعهن داخل هذه الثقافة وعدم الحكم عليهن بمعايير ثقافية من الخارج لم يكن معقولا بالنسبة لي، وقد كتبت مقالا كاملا في جريدة عُمان قبل سنوات عن الكتاب.

وتأتي عدم المعقولية هذه مما يطلق عليه سلافوي جيجك «الابتزاز المزدوج»، والذي يصبح فيه اليسار والنقاد عموما في حالة خوف وتهيب من نقد أي ثقافة أخرى، خصوصا تلك التي تنتمي إلى «العالم الثالث»- مع تحفظي على هذا المفهوم كما هو واضح منذ بداية المقال- خشية أن تُتهم هذه الأصوات الناقدة بأنها استعلائية أو استعمارية تُعلق من موقع المتفوق أخلاقيا بالإضافة لكونها متمركزة حول منظومتها وما تطرحه من معايير ومُثل، للحكم على ثقافة أخرى. الأمر الذي يجعل أي ثقافة تنطوي على قدر من العنف والتمييز الجنسي القائم على النوع، شأنا يخص تلك الثقافة ولا يمكن الإشارة للخطأ فيه. إذ أنني أؤمن بأن هنالك قيما كونية ينبغي أن نحتكم إليها في النظر لأي مظهر ثقافي، أما مصدر القيم الكونية هذه فهو المختلف عليه وما ينبغي أن نتحاور عليه على نحو أوسع شرقا وغربا، فهل يمكن أن يكون إجبار المرأة على الزواج من رجل لا تريده مقبولا باسم اختلاف وخصوصية ثقافة ما؟ أو انعدام حقها في الاختيار مشروعا لأن الثقافة التي تنتمي إليها هذه المرأة تضع مسألة الاختيار في أسفل أولويات هذه المرأة مقارنة بعلاقتها الوثيقة بالعائلة والمجتمع من حولها؟ لا يمكن قبول هذا بالنسبة لي تحت أي مبرر ثقافوي.

انتهكت أجساد الفلسطينيات بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ونُشرت مقاطع مصورة لفلسطينيين تعرضوا للاغتصاب إما من الكلاب أو السجانين في السجون الإسرائيلية، إلا أن هذا لم يلقَ رد الفعل نفسه في العالم مقارنة بالسردية التي طرحها الاحتلال في أول أيام عدوانه وبطشه، إن أجسادنا تقع في أسفل التسلسل الهرمي للجسد بالنسبة للغرب، وإن رؤية كرواثامر حول النظر لشروط الخيال الاجتماعي للاغتصاب، من نعتقد أنه يرتكبه وفي حق من يُرتكب وأهمية العِرق والهُوية في النظر لمسائل الاغتصاب الذي يجعل أمريكا وأي دولة غير موثوق بها لتحقيق أي عدالة كانت، لم يعد كافيا، أن التلويح بإعادة موضعة الجسد الفلسطيني أو العربي أو المسلم داخل هذه التسلسل الهرمي لم يعد كافيا ولم يُثمر عن أي شيء بعد سنة ونصف تقريبا من التوحش الإسرائيلي أمريكي.

إننا بحاجة لخطوات فعلية، تُجبر المعتدي على مواجهة جرائمه وتحمل عواقب هذه الجرائم. لقد سئمنا من هذه الفتوحات النظرية التي تبدو «متبصرة» للمرة الأولى حول استغلال الغرب للنساء لتمرير أجندته ومشاريعه التي تتضمن القتل والتهجير. وفي الوقت نفسه نحتاج نحن كنساء عربيات ومسلمات أن نفتح حوارنا الخاص عما يحدث، وأن نحاسب أنفسنا وكل من يسول لنفسه استغلالنا يمينا أو يسارا إما بدعوى تغريبنا أو بدعوى عدم تغريبنا. وينبغي أن نعيد التفكير في دور «النخبة» في حشد الجهود لتمييز مظلوميتنا داخل نظام هذا العالم وعدم الاكتفاء بالإشارة إليه بل الدفع نحو تحقيق العدالة لنا.

مقالات مشابهة

  • نعم نحن في أسفل الهرم .. لكن ما الخطوة التالية؟
  • “إيلون مصر”.. رامز جلال يفاجئ الجمهور باسم برنامجه الجديد
  • عاجل| كولر يفاجئ الزمالك بـ3 لاعبين في القمة.. مصير بن شرقي
  • رامز جلال يفاجئ جمهوره باسم و بوستر برنامجه الجديد في رمضان 2025
  • «الداخلية»: ضبط المتهم بسحل طليقته وشقيقتها أمام إحدى المحاكم في الجيزة
  • حسن الرداد يفاجئ إيمي سمير غانم في “عقبال عندكوا”.. ولكن كيف؟
  • الاقتصاد الياباني يفاجئ الأسواق بنمو أقوى من المتوقع
  • أكثر من 10 آلاف دولار للكيلو.. أول كافيار في إفريقيا يفاجئ صناعة الأغذية الفاخرة
  • الزمالك هيجبلك فلوس منين.. عصام الحضري يفاجئ «زيزو» برسائل نارية
  • بميزانية 40 مليون دولار.. تركي آل الشيخ يكشف كواليس فيلم «الكلاب السبعة»