وزير الخارجية الأسبق: الضربة الإسرائيلية لإيران قادمة.. وطهران لا ترغب في التصعيد
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني للقاهرة ضمن جولة موسعة بالإقليم وعواصم الدولة الفاعلة، تأتي في إطار حرص طهران علي إيصال رسائل مباشرة وعبر عواصم صنع القرار في المنطقة لتوصل عبرهم خاصة للولايات المتحدة عن رؤية إيران لمخاطر المواجهة الحالية مع إسرائيل، وما يمكن أن تتعرض له المنطقة بأكملها من مخاطر في حال تزايد التصعيدالإسرائيلي، وردة فعلة المتوقعة وهو "ما تدركه طهران جيدا"، مما دفع وزير الخارجية الإيراني للقيام بتلك الجولة المكوكية لعدد من عواصم صنع القرار في المنطقة، وللتحذير من مخاطر واحتمالات المواجهة وردة الفعل الإيرانية خاصة لو تجاوزت إسرائيل الأبعاد الممكنة والمحتملة للضربة المتوقعة والتي يجب أن تكون محسوبة وحتي إلا تستدعي ردا ايرانيا شاملا.
وأضاف السفير حجازي، في تصريحات صحفية، أن جولة وزير الخارجية الإيراني ستتيح الفرصة لطهران لعرض تصورها للحراك الدبلوماسي المتوقع في المرحلة القادمة والذي سيشمل تطبيق القرار الأممي ١٧٠١، والذي يقضي بنشر قوات الجيش اللبناني علي طول الخط الأزرق علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وربما التطرق لمستقبل حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية مستقبلا، وأوضح أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الوزير الإيراني دليل علي أهمية الزيارة وتقدير من مصر لمخاطر المرحلة وما يمكن للقاهرة القيام به لإحتواء المشهد وخطورته وتقليل تداعياته المحتملة بالتعاون مع الأطراف الاقليمية والدولية، وأكد علي أن طهران تدرك كذلك دور ومكانة مصر وجهودها في تهدئة الأوضاع وتخفيف التصعيد الجاري واتصالات الرئيس ووزير الخارجية الواسعة بمختلف الأطراف الاقليمية والدولية، ما يتيح للدبلوماسية المصرية لعب دور هام ومؤثر لدي مختلف أطراف الصراع والتنبيه وايصال الرسائل الهامة والتحذير من استمرار عنف إسرائيل وتصعيدها الخطير والدور الأمريكي المتماشي دون ضوابط للمارسات الاسرائيلية ودعمه ومدة بالسلاح علي مختلف الجبهات.
ويرى الدبلوماسي المصري السابق، أن جولة الوزير الإيراني هدفها الأول إرسال رسائل للإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية من خلال تلك العواصم، بضرورة احتواء ردة الفعل الإسرائيلية على العملية التي نفذتها طهران في الأول من أكتوبر الجاري، والتي أطلقت فيها نحو 200 صاروخ على إسرائيل اعتبرتها "رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله".
وأكد السفير حجازي، أن إيران تثبت من خلال تلك الجولة أنها "غير راغبة في اشتعال المنطقة وترديها في حرب ضروس لا يتصور أحد كيف يمكن إنهاؤها"، فتحرك الدبلوماسية الإيرانية يأتي من كمحاولة شرح موقفها وتأكيد رغبتها في عدم الدخول في صراع دموي مع إسرائيل"، وعليه يرجح د. حجازي أن تسعى إيران لإحتواء الضربة الإسرائيلية وليس لمنعها في ظل فهم إيران أن الرد الإسرائيلي "قادم لا محالة"، لكن طهران على حد وصفه "لن تسكت إذا وجهت لها ضربة استراتيجية باستهداف برنامجها النووي أو مشروعاتها ومقدراتها النفطية"، لكن يمكن لإيران أن تتحمل الضربة الإسرائيلية إذا وجهت لأهدف عسكرية داخل إيران.
ويري الخبير الدبلوماسي، أن رسالة الضغط الأهم التي يسعى وزير الخارجية الإيراني للحصول على دعم عواصم المنطقة فيها، هى "الضغط على الإدارة الأمريكية" لأنها هى الوحيدة التي يمكنها الضغط على إسرائيل بشأن دقة ومدى قوة ردها على إيران، معتبرا أن "الولايات المتحدة الأمريكية هى صاحبة قرار الحرب الإسرائيلية ضد إيران" وأنه لا يمكن أن يكون قرارا إسرائيليا خالصا، لأن أي تصعيد بين طهران وتل أبيب هو بمثابة "تهديد مباشر للمصالح الأمريكية في المنطقة بأثرها، وأن الأيام القادمة ستوضح عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة علي كبح جماح إسرائيل أو أن إسرائيل تتصرف بتفويض من الولايات المتحدة وبالتنسيق معها، وأن انتقادات واشنطن الخجولة إحيانا لتل أبيب تأتي في إطار محسوب تستهدف من خلاله واشنطن أبعاد الخطر عن قواتها حال توجيه لإسرائيل لضربة استراتيجية لإيران.
والزيارة حسب السفير حجازي، تأتي ضمن نطاق الدبلوماسية الوقائية المطلوبة في المرحلة القادمة، وفي إطار موقف واعي ومسؤل من كل الأطراف لتقليل تداعيات المشهد في غزة وجنوب لبنان ليمتد بعدهما للمنطقة ومخاطبة صوت العقل وإتاحة الفرصة لدبلوماسية إقليمية ودولية تضع نهاية ليس فقط للعنف المستمر ولكن وضع أساس لعلاقات إقليمية قائمة علي احترام السيادة الوطنية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخل، والأهم إطلاق مسار سياسي يقود لحل الدولتين.
وشدد د، حجازي، على أن الأمن والتنمية والتعاون الإقليمي يستلزم تفاهما بين العواصم العربية والإقليمية الفاعلة، وأن الدعوة لتفاهمات إقليمية للأمن والسلم والتنمية في منطقة عانت شعوبها كثيرا ورغم ما تنعم به من ثروات مادية وبشرية واقتصادية، فأن التدخلات والاستراتيجيات الخارجية خاصة من قوي غربية بعينها هي ما أبقت الشرق الأوسط في صراعاته واستمرار معاناة شعوبه، واختتم تصريحه مؤكدا أن أخذ دول المنطقة بزمام القرار السياسي هو السبيل الوحيد لتغيير مسار الشرق الأوسط نحو مستقبل جديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايران إسرائيل طهران الولايات المتحدة المنطقة وزیر الخارجیة الإیرانی
إقرأ أيضاً:
موسكو وطهران.. أبرز مجالات التعاون عشية توقيع اتفاق شراكة استراتيجية بينهما
طهران- أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عزمه توقيع معاهدة شراكة إستراتيجية شاملة مع روسيا خلال زيارته إلى موسكو غدا الجمعة، التي تستمر 3 أيام يبدأها بطاجيكستان.
وأضاف، في تصريحات صحفية أمس الأربعاء قبيل مغادرته العاصمة طهران، أن المعاهدة تشمل جوانب اقتصادية وزراعية وثقافية وأمنية.
وتعتبر زيارة بزشكيان لموسكو الأولى من نوعها منذ تسلمه مقاليد الحكم الصيف الماضي، وذلك بعد اجتماعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، على هامش قمة مجموعة "بريكس" بمدينة قازان الروسية.
خارطة طريقمن ناحيته، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الاتفاق المنتظر يشمل جميع أبعاد التعاون بين البلدين وعلى شتى الأصعدة، موضحا "أنه ليس وثيقة سياسية فحسب وإنما يمثل خارطة طريق للمستقبل"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء مهر الإيرانية.
كما نقلت الوكالة عن حبيب الله عباسي المدير العام للعلاقات العامة بمكتب الرئاسة الإيرانية، قوله إن بزشكيان سيعقد لقاءات منفصلة مع كل من بوتين ورئيس وزرائه ميخائيل ميشوستين، فضلا عن مشاركته في اجتماع مع التجار والصناعيين الروس للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، واصفا توقيع الاتفاقية بأنه يمثل "أبرز إنجاز" للزيارة.
إعلانمن جانبه، أفاد رئيس الإعلام الحكومي الإيراني علي أحمدنيا، بأن بزشكيان سيترأس وفدا رفيعا يضم وزراء الخارجية عباس عراقجي، والنفط محسن باكنجاد، والاقتصاد عبد الناصر همتي، والزراعة غلام رضا نوري غزلجه، والطرق والتنمية الحضرية فرزانه صادق، والطاقة عباس علي آبادي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي، وحاكم المصرف المركزي محمد رضا فرزين.
حدث تاريخيبدوره، عد السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي التوقيع على اتفاقية الشراكة الشاملة بين طهران وموسكو "حدثا تاريخيا" لتأطير العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى العقدين المقبلين، موكدا أن الوثيقة تهدف إلى مواجهة العقوبات الأميركية.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية، أوضح جلالي أن الاتفاقية تشمل شتى مجالات التعاون السياسي الثنائي والدولي "لا سيما مواجهة الأحادية"، وكذلك التعاون البيئي والاقتصادي والتقني والدفاعي والأمني والاستخباري والثقافة والسياحة والأكاديمي والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
أما علاء الدين بروجردي النائب البارز وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، فوضع الاتفاقية في إطار سياسة تتبناها طهران منذ سنوات في مواجهة ما تعتبرها "الغطرسة الغربية".
وفي مقال نشره بصحيفة "جام جم" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، كتب بروجردي أن السياسة الإيرانية تقوم على تعزيز علاقاتها الخارجية لضمان مصالحها الوطنية بالتوجه إلى الشرق والتعامل مع الدول المؤثرة ومنها روسيا كونها عضوا في مجلس الأمن الدولي، حيث عملت طهران -عقب الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)- بشكل مستمر على توطيد علاقاتها معها.
ووفقا له، تواجه إيران وروسيا ظروفا مشابهة بسبب تعرضهما للعقوبات الأميركية خلال السنوات الماضية. ونظرا إلى الثروات الهائلة لديهما، فإنه بإمكانهما أن يشكلا اقتصادا متكاملا وأن يتعاونا من أجل ضمان مصالحهما الوطنية.
إعلان تحدي الغربولدى إشارته إلى الطاقات الاقتصادية المتوفرة لدى روسيا ومجموعة أوراسيا وتحييد العوائق في المبادلات المالية بين التجار الإيرانيين وأطراف المجمع الاقتصادي الأوراسي، رأى النائب بروجردي أن اتفاق الشراكة بين طهران وموسكو سوف يعزز التعددية القطبية في العالم، ويتحدى التفوق الاقتصادي الغربي من خلال دعمه للتكتلات الدولية ومنها مجموعة "بريكس".
ومن المقرر أن يستبق الرئيسان الإيراني والروسي عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بالتوقيع، غدا الجمعة، على اتفاق إستراتيجي مدته 20 عاما، وذلك رغم إرسال طهران -خلال الأيام الماضية- إشارات عن استعدادها للتفاوض مباشرة مع واشنطن.
ويربط مراقبون إيرانيون توقيت التوقيع على الاتفاق الثنائي بين طهران وموسكو بالتطورات الإقليمية، لا سيما في غزة وسوريا، مؤكدين أنهما تعمدان إلى إرسال رسالة إلى الجانب الغربي بعدم التريث حتى بلورة سياسة ترامب في حكومته الثانية، وأنهما ماضيتان في تعزيز علاقاتهما الثنائية ومواجهة الضغوط الغربية في حال استمرارها.