في ظل تقارير متزايدة حول مقتل وإصابة العشرات من المهاجرين الأفغان على الحدود الإيرانية، أثناء محاولتهم الدخول إلى إيران من باكستان، ارتفعت أصوات تطالب بفتح تحقيق دولي شفاف.

يأتي ذلك بعد أن اتهمت منظمات حقوقية محلية ودولية، حرس الحدود الإيراني بإطلاق النار على هؤلاء المهاجرين في منطقة "سارافان" الواقعة بمحافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، يوم 13 أكتوبر، علما أن تلك منطقة معروفة بتقلباتها السياسية والاجتماعية، وتعتبر من أفقر المناطق الإيرانية وأكثرها اضطرابًا.

ووفقًا لتقرير نشره موقع "راديو أوروبا الحرة"، فقد نفت السلطات الإيرانية وقوع الحادثة، بينما أكدت الحكومة الأفغانية بقيادة طالبان، أنها أطلقت تحقيقًا في الأمر.

من جانبها، لفتت منظمة حقوق الإنسان البلوشية "هالفيش"، إلى استخدام الحرس الإيراني للرصاص والقذائف الصاروخية ضد المهاجرين، مما أدى إلى مقتل العشرات، لكن لم تتمكن وسائل الإعلام من التحقق بشكل مستقل من تلك المزاعم.

وبدوره، عبّر المقرر الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان بالأمم المتحدة، ريتشارد بينيت، عن قلقه الشديد حيال التقارير، وطالب إيران بإجراء تحقيق شفاف وفوري، إذ نشر عبر منصة "إكس" أن "الوضوح مطلوب بشكل عاجل".

مايكل ماكول لـ"الحرة": تقرير الانسحاب من أفغانستان هدفه كشف الحقيقة رفض رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايكل ماكول في مقابلة مع قناة "الحرة" هجوم الديمقراطيين على تقرير خرج الاثنين بشأن الانسحاب من أفغانستان الذي ألقى باللوم على إدارة الرئيس جو بايدن معتبرا أن عملية سحب القوات الأميركية في 2021 كانت "فوضوية".

ويأتي هذا في ظل تزايد الشكاوى من قبل اللاجئين الأفغان في إيران، بشأن تعرضهم للعنف والمضايقات من قبل السلطات الإيرانية، التي رحلت أكثر من مليون منهم خلال العام الماضي وحده.

من جانبه، أشار موقع "صوت أميركا" إلى أن السلطات في حكومة طالبان، تجري تحقيقات موسعة عبر هيئات حكومية مختلفة.

وأكد المتحدث باسم طالبان، حميد الله فطرت، أن المعلومات بشأن الحادثة لا تزال غير مؤكدة، نظرًا لأن الحادث وقع خارج الحدود الأفغانية.

وتشير التقارير إلى أن هذه الحادثة قد تزيد من تعقيد العلاقات المتوترة أصلًا بين إيران وحكومة طالبان. فقد شهدت الحدود بين البلدين عدة مناوشات مسلحة في السنوات الأخيرة، مما زاد من حالة التوتر بينهما.

وأشار تقرير "راديو أوروبا الحرة" إلى أن هذه الحادثة قد تؤدي أيضا إلى ضغوط دولية متزايدة على إيران، بسبب معاملتها للأفغان الذين يقدر عددهم بـ4 ملايين شخص، يعيشون على أراضيها.

وفي السياق ذاته، قالت السلطات الإيرانية إن "من حق أي دولة التعامل قانونيًا" مع محاولات الدخول غير القانونية عبر حدودها. 

"مسارات جوية تجلب الأموال".. كيف استفادت "طالبان" من التوترات في الشرق الأوسط؟ تشهد الأجواء الأفغانية نشاطًا غير مسبوق في حركة الطيران الدولي، حيث أصبحت المسار المفضل للعديد من شركات الطيران العالمية بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "إندنبدنت" البريطانية.

وفي تصريح نشره المبعوث الرئاسي الخاص، سفير إيران في كابل، حسن كاظمي قمي، أشار إلى أن ما ورد بشأن مقتل العشرات من الأفغان "غير صحيح". إلا أنه أكد أن حرس الحدود ملزم بمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين.

وشدد قمي على أن تنظيم حركة العبور هو "مسؤولية مشتركة" يجب على الدول المجاورة تحملها.

أوضاع إنسانية صعبة

وتعاني أفغانستان من أزمة إنسانية كبيرة مع استمرار موجات النزوح إلى الدول المجاورة. وحذرت منظمات دولية مثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من تزايد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في أفغانستان.

"المسمار الأخير في النعش".. طالبان تكمم أفواه الأفغانيات يثير قانون "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي أصدرته حركة طالبان، أواخر الشهر الماضي، مخاوف جدية بشأن حقوق الإنسان في البلاد، إذ يمثل بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، المسمار الأخير في نعش أحلام وطموحات النساء الأفغانيات.

وتشير تقارير إلى تسجيل حالات "مقلقة" من سوء التغذية الحاد بين الأطفال، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تدني الدخل والكوارث الطبيعية المستمرة نتيجة تغير المناخ، إضافة إلى تبعات عقود من الحروب والصراعات.

ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الإنساني في أفغانستان مع تقلص التمويل الدولي، حيث قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية، إن 3 من كل 10 أطفال في البلاد سيعانون من "أزمة جوع طارئة" هذا العام.

كما أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 815 ألف طفل أفغاني تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، يعانون من "الهزال الشديد"، وهو مؤشر على سوء التغذية الذي يؤدي إلى ضعف شديد في الجسم. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيرواني يؤكد رفضه الشديد للادعاءات ضد إيران بشأن اليمن

يمانيون../ أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، رفضه الشديد للادعاءات الواردة في تقرير فريق خبراء اليمن ضد إيران.. مشددا على أن إيران لم يكن لها أبدًا أي مجموعات بالوكالة، ولا تعتبر الدول الأخرى في المنطقة وكيلة عنها.

وبحسب ما نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ندد إيرواني بالتقرير الصادر عن فريق خبراء اليمن، والذي تضمن اتهامات ضد إيران.. واصفًا إياه بأنه غير واقعي ويفتقر إلى أي أساس موضوعي.

وفي رسالة وجهها إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، اعتبر إيرواني أن التقرير يعتمد على افتراضات خاطئة ومتحيزة، حيث يصور “الحوثيين” على أنهم يفتقرون إلى القدرات الفنية والتقنية، ما يبرر مزاعم تلقيهم دعمًا من “مدربين أجانب”.. حسب قوله.

وأشار إلى أن التقرير، في الفقرة 65، يستند إلى “تشابه مزعوم” بين الأسلحة التي يستخدمها “الحوثيون” وتلك المرتبطة بإيران.. مُدعيًا أن ذلك يشير إلى تلقيهم دعمًا وتدريبًا إيرانيًا.

إلا أن إيرواني شدد على أن السلطات الإيرانية قامت بمراجعة دقيقة لهذه الادعاءات ورفضتها بشكل قاطع.. مؤكدًا أن التشابه بين الأسلحة لا يمكن أن يكون دليلًا على مصدرها، لأن الأسلحة المشابهة قد تُصنع في أماكن مختلفة حول العالم عبر عمليات الهندسة العكسية.

وأضاف: إن الصور والوثائق المقدمة في التقرير تفتقر إلى المصداقية، ولا ترقى إلى مستوى الأدلة القابلة للتحقق.. مشيرًا إلى أن التقرير يعاني من خلل في المنهجية، حيث يعتمد على فرضيات بدلاً من حقائق مثبتة.

وفي ردّه على ادعاءات أخرى صادرة عن هذه اللجنة بشأن تدريب “الحوثيين” في القواعد العسكرية الإيرانية.. قال إيرواني: “تدّعي اللجنة أن الحوثيين تلقوا تدريبات في القواعد العسكرية داخل إيران، لكنها لا تقدم أي توضيح حول كيفية تأكيد هذه المعلومات، ولا تعترف بعدم وجود أي دليل يثبت ذلك.. إيران ترفض بشكل قاطع ودون أي شك هذه الاتهامات التي لا أساس لها.. مثل هذه الادعاءات يجب أن تكون مدعومة بمعلومات موثوقة، قابلة للتحقق، ومستندة إلى أدلة واضحة.”

وفي جزء آخر من هذه الرسالة، وردًا على الادعاءات المتعلقة بعمليات “الوعد الصادق”، كتب إيرواني: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفض بشكل قاطع الاتهامات الواردة في الفقرة 67 من التقرير، والتي تتعلق بـ”مستوى التنسيق بين الحوثيين والجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها من فصائل المقاومة” فيما يخص “عملية الوعد الصادق””.

وقال: “هذه العملية كانت مبادرة عسكرية إيرانية بحتة، تم تنفيذها في إطار الحق الأصيل في الدفاع عن النفس.. وجاءت كاستجابة مباشرة ومتناسبة للهجوم الإرهابي الصهيوني على المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في دمشق بتاريخ 1 أبريل 2024، وهو انتهاك صارخ للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، لا سيما مبدأ عدم التعرض للمنشآت والممثلين الدبلوماسيين.. إن مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها تهدف إلى تحريف الطبيعة المشروعة لرد إيران على عمل عدواني غير قانوني.”

كما كتب ممثل إيران في جزء آخر من هذه الرسالة: “تعترض إيران بشدة على اعتماد اللجنة على وسائل الإعلام وإجراء مقابلات مع أفراد يتحدثون بصفة شخصية حول قضايا لا تتعلق بمهامهم أو مسؤولياتهم الرسمية.. فمثل هذه المصادر لا يمكن أن تعكس الموقف الرسمي لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.”

كما أن الادعاء بأن وكالات أنباء مثل “تسنيم” و”نورنيوز” تابعة للجهات العسكرية الإيرانية لا أساس له من الصحة.. فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها ناطق رسمي حكومي، ولا يمكن اعتبار آراء أو تحليلات الأفراد غير المرتبطين بالحكومة انعكاسًا للموقف الرسمي لمؤسسات الدولة.. بحسب إيرواني.

وفي ردّه على الادعاءات بشأن امتلاك إيران لجماعات بالوكالة في المنطقة.. شدّد على أن: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن لديها أبدًا أي جماعات بالوكالة، كما أنها لا تعتبر الدول الأخرى في المنطقة ككيانات تعمل بالنيابة عنها.. مضيفاً: “أنصار الله جزء من الحكومة الشرعية في صنعاء، ويعملون باستقلالية سياسية كاملة، حيث يتخذون قراراتهم وإجراءاتهم بناءً على مصالحهم وأولوياتهم الخاصة.. لذلك، فإن أنشطتهم وقراراتهم لا ترتبط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بأي شكل من الأشكال.”

مقالات مشابهة

  • غرق مهاجرين في بحر إيجه قبالة السواحل التركية
  • مراسلنا في طهران: مقتل وإصابة ثلاثة من كبار القضاة بالمحكمة العليا في إيران بهجوم مسلح
  • مجلس "الشيوخ" يحيل عددًا من تقارير اللجان النوعية إلى الحكومة لتنفيذ توصياتها الأسبوع المُقبل
  • بايدن يوجه "رسالة أخيرة" لنتنياهو بشأن الفلسطينيين
  • إيرواني يؤكد رفضه الشديد للادعاءات ضد إيران بشأن اليمن
  • مجلس الشيوخ يحيل عددا من تقارير اللجان إلى الحكومة لتنفيذ ما ورد بها من توصيات (تفاصيل)
  • إيرواني يرد على الادعاءات ضد إيران بشأن اليمن
  • تداعيات تعاون الهند وحركة طالبان الأفغانية على المنطقة
  • محافظ بني سويف يناقش تقارير وحدة قياس رضا المواطنين بشأن الوحدات الصحية
  • مقتل 3 ضباط بتحطم طائرة شمال إيران