يحيى السنوار، القائد الذي سيخلده التاريخ كأحد أبطال المقاومة الفلسطينية الأكثر صلابة وشجاعة، لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للعزيمة والتضحية، فقد عاش سنوار حياته محاربًا من أجل حرية شعبه وكرامته.

وفي لحظة استشهاده، جسد السنوار معاني البطولة، حيث أصبح هدفًا للاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يستطع إلا أن يعلن مقتله بطريقة تظهر مدى خوفه من هذا القائد.

تفاصيل الواقعة

ففي حادثة اهتز لها قطاع غزة بأكمله، أعلن الاحتلال الإسرائيلي مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، بعد استهدافه في رفح جنوب قطاع غزة.

ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على إعلان وفاته، إلا أن تفاصيل جديدة ما زالت تنكشف، لتظهر مدى الأهمية التي كان يمثلها السنوار في معادلة الصراع مع الاحتلال.

ووفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن"، فقد تم التأكيد على أن السنوار قُتل برصاصة أصابته في الرأس.

حيث جاء هذا التصريح من قبل كبير الأطباء الشرعيين، الذي أكد أن هوية الجثمان تأكدت بعد فحص الحمض النووي، الذي أُجري على إصبع كان قد أُرسل للاختبار بعد العثور على الجثة.

التحقيقات الأولية

وتشير المصادر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تكن واضحة في بداية الأمر بشأن كيفية مقتله، حيث ذكر متحدث باسم جيش الاحتلال لشبكة "سي إن إن" أن هناك تبادلًا لإطلاق النار قبل أن يتم إطلاق قذيفة دبابة على المبنى الذي كان يتواجد فيه السنوار، ولم تكن القوات الإسرائيلية قد أعلنت في البداية عن إطلاق رصاصة قاتلة.

وبحسب تشين كوجل، كبير أخصائيي علم الأمراض في المركز الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي، تم تحديد هوية السنوار عن طريق قطع إصبعه وإجراء اختبار الحمض النووي، الذي قورن بالبروفايل الجيني الذي كان محفوظًا لدى السلطات الإسرائيلية منذ فترة سجنه.

يحيي السنوار 
السنوار قائد لا يقهر

أمضى السنوار أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية، ليخرج بعدها بصفقة تبادل أسرى في عام 2011، ليعود إلى ساحات المقاومة أقوى وأكثر تصميمًا على تحرير وطنه.

فكان السنوار في سنواته الأخيرة رمزًا للوحدة الفلسطينية وصمود المقاومة أمام محاولات الاحتلال المستمرة لتفتيت عزيمة الشعب الفلسطيني.

وأظهرت مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت بعد الحادث أن السنوار كان يرتدي ساعة في يده اليسرى وسترة عسكرية، كما ظهر جرح كبير في رأسه مما أكد مقتله بطلقة في الرأس.

ورغم كل ما تعرض له، بقيت صورة السنوار في أعين شعبه صورة القائد الصامد الذي لم ينحنِ أمام آلة الحرب الإسرائيلية.

وعلى الرغم من الجراح التي تعرض لها، إلا أن السنوار بقي في ذاكرة شعبه أسد المقاومة الذي لا يُقهر، فلقد واجه الموت بشجاعة، وترك إرثًا لا يُمحى في تاريخ الكفاح الفلسطيني، كما إن استشهاده لن يكون إلا دافعًا جديدًا لاستمرار المقاومة حتى تحقيق النصر الذي ما دام حلم به.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استهداف استشهاد الاحتلال الاسرائيلي التحقيقات الحمض النووي السنوار الشرعي السلطات السجون المقاومة الفلسطينية المركز الوطني المكتب السياسي لحركة حماس النصر تفاصيل الواقعة جنوب قطاع غزة حركة حماس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صفقة تبادل فحص الحمض النووي قائد عسكري مقتل يحيي السنوار يحيى السنوار

إقرأ أيضاً:

ما الاحتمالات في إصابة جندي لواء غولاني جنوبي غزة؟ الفلاحي يجيب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن إعلان الاحتلال إصابة جندي من لواء غولاني بجروح خطيرة جنوبي قطاع غزة، لا يعني بالضرورة إصابته خلال اشتباك مباشر مع المقاومة، معددا احتمالات مختلفة للواقعة.

وأضاف الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الرواية الإسرائيلية لم توضح ما إذا كانت الإصابة نتيجة اشتباك مسلح أو حادث عرضي، مشيرا إلى أن الأمر قد يرتبط بسقوط من مبنى أو حادث فردي في ساحة المعركة، وهي وقائع سبق حدوثها خلال الحرب.

وأوضح أن فصائل المقاومة لم تصدر حتى الآن أي بيان تعلن فيه خوض معركة أو اشتباك مسلح في تلك المنطقة، مما يعزز فرضية أن الحادث ليس نتيجة لمواجهة مباشرة بين الجانبين.

وتزامن الإعلان الإسرائيلي مع هجوم بري على مدينة رفح وقصف جوي على 40 هدفا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفقا لبيان جيش الاحتلال، في وقت تواصل فيه فرقة الاحتلال 36 عملياتها على محور موراج جنوبي القطاع.

وأشار الفلاحي إلى أن الاحتلال يقوم منذ انتهاء الهدنة بعمليات قصف وتوغّلات في مناطق خالية من السكان بعد فرض الإخلاء القسري، دون أن يقابل ذلك رد مباشر من المقاومة عبر اشتباكات ميدانية.

ولفت إلى أن غياب الصور الميدانية من طرف المقاومة -كما كانت تُنشر في المواجهات السابقة- يؤكد أن فصائلها لم تُعلن عن أي اشتباكات، وهو ما يُضعف الادعاء الإسرائيلي بوجود معركة فعلية وراء الإصابة.

إعلان

وأكد أن إصابة جندي واحد لا تعني الكثير من الناحية العسكرية، خاصة في ظل تفوق ناري إسرائيلي واضح، وغياب المعارك الحقيقية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة داخل القطاع حتى اللحظة.

اقتصاد القوة

ورأى الفلاحي أن المقاومة تعتمد حاليا على إستراتيجية "اقتصاد القوة" حفاظا على قدراتها، وتنتظر توقيتا ميدانيا ملائما لخوض المواجهات، مشيرا إلى أن الاشتباك في هذه المرحلة قد لا يُحقق نتائج فعالة.

وأضاف أن المقاومة تدرك أن أي اشتباك أو استخدام للسلاح سيعطي الاحتلال ذريعة لشن المزيد من القصف العنيف، مما سيفاقم من مأساة المدنيين في ظل الحصار الكامل وغياب المساعدات الإنسانية.

ونوّه إلى أن استخدام الأسلحة يكشف أيضا مواقع المقاومة، ما قد يعرضها لخسائر كبيرة إن تم استهدافها جويا، وهو ما تسعى الفصائل لتجنّبه، بانتظار مرحلة ميدانية أكثر مناسبة.

وأوضح أن قوى المقاومة ما زالت تراهن على مسار المفاوضات لتخفيف الضغط عن المدنيين، وتأجيل المعركة إلى لحظة أكثر توازنا ميدانيا، بدلا من الوقوع في فخ الاستنزاف الإسرائيلي.

وشدّد على أن غياب الاشتباك لا يعني تحقيق إسرائيل لأهدافها، مؤكدا أن المقاومة ما زالت تمتلك زمام المبادرة جزئيا وتحتفظ بعشرات الأسرى، وهو ما يُجبر إسرائيل على التفاوض.

واعتبر أن عدم قدرة الاحتلال على استعادة أسراه بالقوة -رغم مرور أشهر من القتال- دليل على فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب، التي لم تنحصر في الدمار بل تضمنت إنهاء وجود المقاومة.

وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة على غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط مجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.

مقالات مشابهة

  • غزة: فلسطينيو القطاع ومرارة النزوح مجددًا إثر أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة
  • اللواء الصمادي: استمرار صواريخ المقاومة إعجاز يسقط سردية الاحتلال
  • ما الاحتمالات في إصابة جندي لواء غولاني جنوبي غزة؟
  • ما الاحتمالات في إصابة جندي لواء غولاني جنوبي غزة؟ الفلاحي يجيب
  • حرب الرسوم.. ضربة أمريكية جديدة والصين تطلق الرصاصة الأخيرة
  • 4 أشهر من الانتظار.. ما الذي أوقف مسرحية يحيى الفخراني؟
  • ترامب: نحقق تقدما بشأن استعادة المحتجزين في غزة
  • “لجان المقاومة”: ما يجري في رفح جريمة حرب
  • لجان المقاومة: ما يجري في رفح جريمة حرب
  • حنا: إسرائيل تحاول تدمير مخيمات الضفة لإنهاء فكرة المقاومة