الجزيرة:
2025-05-01@12:36:14 GMT

نحن نُباد نداء من بقعة الموت في جباليا

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

نحن نُباد نداء من بقعة الموت في جباليا

غزة- "أشهد ألا إله إلا الله" كان أبو حسن يرددها بلسان ثقيل بدأ يتذوق طعم الموت، قاد الصوت الدفين أم حسن لمكان زوجها العالق تحت الأنقاض بعد بحث مطول، عقب نسف الاحتلال منزلهم وهم محاصرون بداخله في منطقة التوام شمال قطاع غزة، بعد تقدمه بشكل مفاجئ في عملية عسكرية أعلن عنها لاحقاً.

تقول أم حسن خلف للجزيرة نت "خرج قلبي من مكانه حين سمعته، وظللت أُلح عليه بأن يكون قوياً، وأن يحاول التنفس" وبكفّيها الهزيلتين وبضوء مصباح الهاتف الذي يحمله حفيدها تمكنت من القيام بأصعب مهمة إنقاذ يمكن أن تقوم بها امرأة، غير آبهةٍ بحصار المنطقة براً بالآليات وجوّا بالطائرات، وبعد ساعتين متواصلتين من الحفر انتشلت أبو حسن مصاباً.

وكان عليهم جميعا بعدها الفرار من بقعة الموت عبوراً من أمام الدبابات، تقول أم حسن "خرجنا حفاةً نسير على الزجاج والردم، ثم بدأت الدبابات بإطلاق نيرانها، فانبطحنا أرضاً وصرت أسحب زوجي من يده السليمة، لأنه لم يكن قادراً على دفع نفسه بسبب إصابته، حتى وصلنا إلى حافة النجاة".

واضطرت عائلة أبو حسن للنزوح قسراً من بيتهم حين استهدفه جيش الاحتلال بالقنابل، بعد بقائهم فيه 7 شهور، تقول أم حسن "عقب انسحاب قوات الاحتلال الأول من شمال القطاع، استصلحنا طابقاً من البيت، رقّعنا الفجوات بالأسمنت، ولما بدأنا نشعر بشيء من الاستقرار باغتونا بالاجتياح مجدداً".

فتح الباب موت

تمكنت أم حسن و18 فرداً كانوا محاصرين في منزلها من الفرار من الموت "بمعجزة" كما يقولون، لكن آمنة و6 نساء أُخريات ما زلن محاصراتٍ في مخيم جباليا منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول حتى وقت كتابة هذا المقال.

تواصلت الجزيرة نت مع آمنة التي لم تستطع الخروج من المنزل بسبب تحملها مسؤولية والدتها المسنّة غير القادرة على المشي، وتقول "كان فتح الباب للخروج بمثابة موت محقق، لوجود عشرات الآليات التي تقدمت بشكل مفاجئ وتمركزت أمامه، لذا فلم يكن أمامنا خيار سوى البقاء".

أما عن ظروفهن المعيشية، فتخشى آمنة من نفاد المياه، مع محاولة التقنين من استخدامها وشُربها بالحد الأدنى، لأنهن لا يعلمن متى سيُفك الحصار.

ولا تمنع الستائر الممزقة المطرزةٌ بالرصاص دخول غبار الجرافات العسكرية، كما أنها لا تحجب ضوء الآليات، ولا تحول دون عبور الشظايا والحجارة نحو المحاصرين، لكن هذا هو أصعب موقف وشعور تمرّ به آمنة مع السيدات المحاصرات المتكدسات في أمتارٍ قليلة من غرفة بالطابق السفلي من المنزل الذي لا تتوقف الآليات عن ضربه بالقذائف المدفعية.

"تحمينا الملائكة ويثبتنا الله" تجيب آمنة عن سؤال الجزيرة نت عن مصدر وسبب السكينة التي تتحدث بها، وتكمل "نحن لا نريد الدنيا ولسنا متمسكين بها، ولا شيء لنخسره أكثر مما خسرنا".

شارع الهوجا بمخيم جباليا الذي دمره الاحتلال بشكل كامل قبل أيام خلال حصاره مخيم جباليا (الجزيرة) ضربة نيزك

أما المحاصر محمد عويص، فقد رفض ترك مخيم جباليا والنزوح جنوباً، ويقول في حديثه مع الجزيرة نت "إن فكرة النزوح لم تكن واردة لدينا، لأننا لن نسمح بتكرار النكبة ولن نُعيد مأساة أجدادنا".

وبحسب شهادة عويص فإن قوات الاحتلال تتقدم ليلاً، وتقوم بزراعة روبوتات مفخخة، محملة ببراميل من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية، ويتحكم بها جيش الاحتلال عن بُعد، واصفاً المناطق المنسوفة بأنها "كأنها تلقّت نيزكاً من السماء سقط على الأرض".

ويستذكر منزله في حي الفالوجا والمكون من 5 طبقات، وقد طاله النسف، ويقول "سكنتُ منزلي حديثاً ولم أنته من تسديد أقساطه بعد، وحين خرجنا كانت القذائف تنهال علينا فلم نحمل منه شيئا".

وانتقل عويص وعائلته لمأوى آخر داخل جباليا المحاصرة التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، فتوزيع المساعدات الإنسانية في مناطق شمال القطاع توقف قبل بدء العملية العسكرية بـ3 أسابيع، مما فاقم الوضع الإنساني للعالقين داخل طوق الحصار الإسرائيلي.

الصحفي محمد الشريف: حجم الإبادة التي نتعرض لها أكبر من أن يوثقها صحفيون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة (الجزيرة) صوت المحاصرين

"وضعٌ مأساوي" وصفه الصحفي محمد الشريف للجزيرة نت، وذلك خلال وجوده في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، ويضيف "المستشفى في مرمى القذائف الإسرائيلية، كما أنها مهددة بالتوقف عن العمل في أية لحظة جراء شح الوقود ونقص الأكسجين".

وأوضح الشريف أن الكادر الطبي بالمشفى لا يزال حاضرا مع مئات المصابين، وأنّ الذين تم إجلاؤهم عن طريق منظمة الصحة العالمية هم ذوو الإصابات بالغة الخطورة، ولفت الشريف إلى أن المجاعة وصلت إلى أسوأ مراحلها اليوم، حيث يكتفي الناس بوجبة طعام واحدة "فمن لم يمت قصفاً سيموت جوعاً وعطشاً".

وفي رده على سؤال الجزيرة نت عن سبب بقائه شمال القطاع، يقول "خُلقت الصحافة لنقل الحقيقة، ولو غادرنا جميعاً فمن سيتولى هذه المهمة؟" كما يرى الشريف أن الذين صمدوا شمال القطاع بحاجة لمن ينشر صوتهم ومعاناتهم للعالم، وأن المسؤولية الملقاة على عاتقه أن يكون صوت المحاصرين الصامدين في بيوتهم.

وختم الشريف حديثه بقوله "أشعر بالتقصير، لأن حجم الإبادة التي نتعرض لها أكبر من أن يوثقها صحفيون لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة".

مخطط الإبادة

بحسب مصادر طبية، فقد أودت الإبادة بحياة أكثر من 450 فلسطينياً خلال أسبوعين في محافظة شمال قطاع غزة، بينما يشي التصعيد باستمرارها، وذلك بعد استدعاء وتعزيز قوات إسرائيلية وتجنيد قوات احتياطية إضافية، وتوسيع الغارات والقصف والاستهدافات العشوائية، وقطع شبكات الاتصالات والإنترنت.

وبينما تسعى إسرائيل لتنفيذ مخطط تطهير عرقي، تريد له أن يكون في العتمة، بهدف تجفيف الوجود الفلسطيني شمال قطاع غزة، ودفع الناس للخروج منه، يصر أكثر من 100 ألف فلسطيني محاصرين شمال القطاع على إفشاله، ويوثرون الموت في بيوتهم على تمريره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات شمال قطاع غزة شمال القطاع الجزیرة نت أم حسن

إقرأ أيضاً:

والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر

بعث قائد الفرقة السادسة مشاة بالفاشر ، اللواء الركن محمد أحمد الخضر صالح ، ببرقية تهنئة لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، القائد العام للقوات المسلحة ، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، ونوابه ، ورئيس هيئة الأركان ونوابه ، وأسود الغربية ، والشعب السوداني عامة ، بمناسبة صدها للهجوم العنيف والغادر الذي شنته المليشيا الإرهابية يوم الاثنين على مدينة الفاشر مؤكداً أن القوات المسلحة ، والقوات المساندة لها ، قد الحقت بالعدو هزيمة كاملة في كافة المحاور.ووجه الخضر رسالة للمواطنين بعدم الالتفات للشائعات المغرضة ، وان النصر قادم بمشيئة الله ، وبعزم الرجال .من جهته هنأ والي ولاية شمال دارفور المكلف ، الحافظ بخيت محمد ، الشعب السوداني ، وأهالي الولاية بالإنتصارات التي حققتها الفرقة السادسة مشاة ، والقوات المساندة لها ، في صدها للعدوان الغاشم ، والذي شنته مليشيا آل دقلو الأرهابية على مدينة الفاشرمؤكدآ وقوف حكومته الكامل خلف القوات المسلحة حتى تحرير آخر شبر من تراب الوطن . وحيا بخيت أبطال الفاشر على الصمود والشجاعة.على صعيد متصل ، كشفت الفرقة السادسة مشاة ، أن المليشيا الإرهابية ، قد إرتكبت جريمة جديدة امس الثلاثاء عبر قصفها العشوائي الذي نفذته يوم أمس الثلاثاء بالمحورين الشمالي ، والجنوبي للمدينة ، مما أسفر عن إستشهاد 12 مدنياً ، بينهم نساء وأطفال ، وإصابة 7 آخرين تم نقلهم للمستشفيات ، لتلقي العلاج.وتوجهت بالدعاء للمولي عز وجل سائلة الرحمة على أرواح الشهداء الذين إرتقوا إلى بارئهم ، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.وقالت الفرقة في إيجازها الصحفي أن القوات المسلحة الباسلة تمكنت يوم الثلاثاء من تنفيذ ضربات موجعة ، مما ادى إلى تدمير ثلاث مركبات قتالية ، و”عربة صرصور” ، بالإضافة إلى وقوع عشرات القتلى ، والمصابين من عناصر المليشيا وأشارت أن الضربات زلزلت العدو ، وأعادت رسم خارطة معركة الكرامة.وأوردت الفرقة ، أن عناصر مليشيا آل دقلو الإرهابية ، واصلت عملية الهروب من أطراف مدينة الفاشر ، نحو جهات مختلفة خارج المدينة ، وتحت وطأة ضربات أبطال القوات المسلحة.وطمأنت الفرقة السادسة مشاة ، المواطنين بالداخل والخارج ، بأن الأوضاع بمدينة الفاشر تحت السيطرة ، وان قواتها ، والقوات المساندة لها ، متماسكة وفي روح معنوية عالية وقالت أن النصر بات قريباً مما يتصوره الناس بإذن الله.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
  • مثلث الموت والجوع والمرض يهدد حياة سكان القطاع وحماس تدعو إلى حراك عمّالي عالمي
  • عاصفة رملية تعصف بغزة.. والغزاويون ما زالوا محاصرين بثلاثية الموت| تفاصيل
  • بالأرقام.. تداعيات أزمة الجوع في قطاع غزة
  • بالأرقام.. تداعيات أزمة الجوع في غزة
  • الأمم المتحدة: إعلان رفح بغزة منطقة آمنة خطة لتهجير السكان قسراً
  • اغتيال خلف القضبان.. عبدالله البرغوثي يواجه الموت في سجون الاحتلال
  • الامم المتحدة: إعلان رفح بغزة منطقة آمنة خطة لتهجير السكان قسراً
  • قصف إسرائيلي على تجمع للفلسطينيين شرق مخيم جباليا شمال غزة
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل قتلت أكثر من 52 ألف شخص في غزة