تحل اليوم ذكرى وفاة المخرج المصري نيازي مصطفى، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية بأعماله المتميزة، التي تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا.

 

نيازي مصطفى، الذي أبدع في تقديم أفلام ذات طابع فني رفيع، يُعد من الأسماء اللامعة التي ستظل محفورة في أذهان عشاق الفن السابع.

بداية حياته وقصة حبه مع كوكا

 

ولد نيازي مصطفى في 20 أكتوبر 1910 بالسودان لأب سوداني وأم تركية، وشق طريقه في عالم الفن بعد قصة حب ملهمة جمعته بالفنانة كوكا.

 

تعرف نيازي على كوكا خلال تصوير فيلم "مصنع الزوجات"، حيث نشأت بينهما علاقة عاطفية توجت بالزواج.

 

ورغم اختلاف مجالاتهما الفنية، إلا أن نيازي مصطفى كان الداعم الأول لكوكا، حيث أخرج لها العديد من الأفلام التي ساهمت في شهرتها، وأبرزها فيلم "عنتر بن شداد".

عنتر بن شداد: الإبداع في تجسيد البطولات التاريخية

 

قدم نيازي مصطفى فيلم "عنتر بن شداد"، الذي يروي قصة حياة الفارس العربي الشهير عنترة بن شداد.

 

جسد الفيلم بطولة فريد شوقي وكوكا، ونجح في رسم صورة سينمائية ساحرة عن الصراع الذي عاشه عنترة، بين الاعتراف بنسبه وحبه لابنة قبيلته عبلة.

 

كان هذا الفيلم من أبرز الأعمال التي رسخت اسم نيازي مصطفى في تاريخ السينما العربية، وأظهر قدراته الإخراجية في تصوير مشاهد البطولات والتحديات التاريخية.

الأزمة الصحية لكوكا وتضحيات نيازي

 

واجه نيازي مصطفى تحديات شخصية عندما اكتشف أن زوجته كوكا لا تستطيع الإنجاب، وهو ما دفعها لإقناعه بالزواج من امرأة أخرى تستطيع تحقيق حلم الأبوة له. 

 

بعد إلحاح كوكا، ارتبط نيازي بالراقصة نعمت مختار، إلا أن الحظ لم يحالفه في تحقيق هذا الحلم، لينفصل عن نعمت ويعود إلى كوكا بعدما اكتشف إصابتها بمرض السرطان. وظل نيازي بجانبها حتى وفاتها في يناير 1979.

نهاية غامضة لمخرج أسطوري

 

رحل نيازي مصطفى عن عالمنا في 20 أكتوبر 1986 في ظروف غامضة، حيث وُجد مقتولًا في شقته بالقاهرة، لتبقى هذه النهاية لغزًا في تاريخ السينما المصرية. ومع ذلك، يظل إرثه الفني هو الشاهد الأبرز على موهبته وإبداعه.

أعمال خالدة في تاريخ السينما

 

قدّم نيازي مصطفى عددًا كبيرًا من الأفلام التي تميزت بالتنوع والإبداع، حيث وصلت أعماله إلى 100 فيلم، منها "رصيف نمرة 5"، "أبو حديد"، "سر طاقية الإخفاء"، و"لعبة الحب والجواز"، لكن من بين تلك الأعمال، يظل فيلم "سلامة في خير" واحدًا من أبرز الأفلام التي أخرجها، حيث تدور أحداثه حول ساعي يتم الخلط بينه وبين أمير قندهار، وهو من بطولة نجيب الريحاني، الذي أبدع في تجسيد دوره.

"سلامة في خير": كوميديا المواقف العفوية

 

يُعتبر فيلم "سلامة في خير" من الأعمال الكوميدية البارزة التي أخرجها نيازي مصطفى. يحكي الفيلم قصة ساعي يعمل في محل تجاري، يُكلف بإيداع مبلغ مالي في البنك، إلا أن تأخره في العودة يقوده إلى مغامرة غير متوقعة عندما يتم الخلط بينه وبين أمير قندهار. 

 

ويُظهر الفيلم براعة نيازي مصطفى في توظيف الكوميديا العفوية والمواقف الطريفة، التي صنعت من هذا العمل أحد أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

 

رحيل نيازي مصطفى ترك فراغًا كبيرًا في عالم السينما، لكن أعماله ستظل شاهدة على موهبته الاستثنائية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نيازي مصطفى السينما المصرية الكوميديا تاريخ السينما المصرية مرض السرطان فی تاریخ السینما السینما المصریة نیازی مصطفى فی بن شداد

إقرأ أيضاً:

مصطفى خليل رئيس الوزراء الذي غير الحياة السياسية بمصر.. لماذا رفض كتابة مذكراته؟

في تاريخ السياسة المصرية، يبرز اسم الدكتور مصطفى خليل كأحد الرموز البارزة التي ساهمت في تشكيل ملامح الحياة السياسية والاقتصادية خلال فترة حافلة بالتحولات. ولد الدكتور مصطفى خليل في قرية كفر تصفا بمحافظة القليوبية عام 1920، وتدرج في مسيرة علمية ومهنية مميزة جعلت منه أحد أعمدة الإدارة والعمل الحكومي في مصر. رحل عن عالمنا في 7 يونيو 2008، بعد حياة مليئة بالعطاء السياسي والاجتماعي.

نشأ الدكتور مصطفى خليل في بيئة ريفية، لكنه سرعان ما أثبت جدارته العلمية بدراسته الهندسة في جامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1941. بدأ مسيرته المهنية مهندسًا بهيئة السكك الحديدية بين عامي 1941 و1947، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1951، مما أكسبه خبرة علمية دولية ساعدته لاحقًا في التخطيط الاستراتيجي لمصر.

مناصب بارزة 

تقلد الدكتور خليل العديد من المناصب القيادية منذ أوائل الخمسينيات. بدأ كأستاذ بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، ثم شغل مناصب وزارية متعددة، منها وزير النقل والمواصلات، ووزير الإسكان، ونائب رئيس الوزراء. تولى أيضًا وزارة الصناعة والطاقة، ثم رئاسة الإذاعة والتلفزيون عام 1971.

بلغت مسيرته السياسية ذروتها حين كُلِّف برئاسة الوزراء بين عامي 1978 و1980، كما شغل حقيبة وزارة الخارجية عام 1979. وخلال هذه الفترة، قاد جهودًا سياسية كبرى مثل مرافقة الرئيس السادات في زيارته التاريخية للقدس عام 1977.

قصور الثقافة تصدر ديوان وردة علمتنا التنقيب لـ زين الرزيقي ذعر وغضب.. هل تم المساس بأحجار هرم خوفو؟| خبير أثري يجيب  تطوير الاقتصاد والسياسة

ساهم الدكتور مصطفى خليل في إعداد العديد من الخطط القومية، من أبرزها تحديث وسائل النقل والمواصلات خلال الفترة من 1959 إلى 1965، ووضع الهيكل التنظيمي لأول قطاع عام في مصر.

 كما ساهم في صياغة القوانين المتعلقة بالقطاع العام، ما ساعد على دفع عجلة التنمية الصناعية والاقتصادية.

في المجال السياسي، كان من أبرز المساهمين في التحول من نظام الحزب الواحد إلى نظام الأحزاب في عهد الرئيس السادات. تولى منصب نائب رئيس الحزب الوطني عام 1980، حيث استمر في تقديم رؤى إصلاحية.

أعمال فكرية ومواقف مميزة

كان للدكتور مصطفى خليل العديد من المؤلفات التي تجاوزت ستة كتب، من أهمها كتاباته عن صناعة البترول العالمية وأزماته، وكذلك دراساته حول السياسة البترولية العربية خلال حرب أكتوبر.

 رغم تعدد مهامه، لم يكتب مذكرات شخصية. وقد برر ذلك في أحد لقاءاته بأن الحفاظ على أسرار الدولة يتطلب عدم الاحتفاظ بأية وثائق خاصة.

ترك الدكتور مصطفى خليل إرثًا غنيًا من الإنجازات السياسية والاقتصادية التي لا تزال تلهم صناع القرار في مصر. 

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. أحمد زكي إمبراطور السينما المصرية الذي لا ينسى
  • مصطفى خليل رئيس الوزراء الذي غير الحياة السياسية بمصر.. لماذا رفض كتابة مذكراته؟
  • فيلم Gladiator 2 يحتل قمة شباك التذاكر في السينما المصرية
  • ذكرى وفاة عبدالمنعم إبراهيم.. دخل الفن من باب علي الكسار و«بابا عبده»
  • مصطفى بكري في ذكرى استشهاد محمد مبروك: «بطل.. افتدى الوطن بحياته»
  • ذكرى وفاة الفنانة هاجر حمدى.. أيقونة السينما المصرية التي لم تُنسى
  • هيئة خريجي الجامعات.. هنا تاريخ الجامعات المصرية
  • يسري نصر الله: باسم سمرة فتح لي آفاقًا جديدة في السينما المصرية
  • في ذكرى ميلاد ماري كويني.. أسرار وتفاصيل جديدة عن حياة حسناء السينما المصرية
  • اليوم.. عرض فيلم "غزة التي تطل على البحر" ضمن مسابقة آفاق السينما العربية