لماذا ظهر سيد الحوثيين مرعوباً في خطابة الأخير ؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
دفع ضغط الموظفين العموميين اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، وفي مقدمتهم المعلمون، زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، لاستئناف لهجة التصعيد والتلويح باستئناف الحرب ونسف التهدئة القائمة، وسط تأكيد الحكومة اليمنية أن الجماعة تتحمل المسؤولية عن إجهاض كافة الحلول المقترحة والمبادرات لإيجاد صيغة لحل الملفات الإنسانية.
الحوثي ظهر السبت الماضي لمناسبة واحدة من الفعاليات السنوية ذات الصبغة الطائفية، مهدداً بالأسلحة التي قال إن جماعته استغلت الهدنة لتكديسها.
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية المطالب بصرف الرواتب، وتحميل الجماعة المسؤولية عن عرقلة الحلول، إلى جانب اتهامها بجني ثلاثة أضعاف ما تجنيه الحكومة الشرعية من الموارد، وتخصيص كل ذلك للإنفاق الحربي، والصرف على قادة الميليشيات والمنتمين إلى السلالة الحوثية.
الخطاب الحوثي التصعيدي زعم أن الجماعة قد أعطت كل الفرص من أجل الوساطات للتوصل إلى اتفاق، بما في ذلك الوساطة العمانية، وأن ميليشياته لن تسكت إلا إذا حصلت على مبتغاها من عائدات النفط الذي كانت الهجمات الإرهابية أدت إلى وقف تصديره منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويفهم من الخطاب الحوثي أن مطالبه، إضافة إلى تقاسم عائدات النفط مع الحكومة الشرعية، تتمثل في تخلي تحالف دعم الشرعية عن إسناد الحكومة، ورفع يدها من الملف اليمني، لكي تكون الجماعة قادرة على الاستمرار في قضم المناطق المحررة، وتكريس نفسها حاكماً لليمنيين.
التهديد بغرض الابتزاز
خلال الأيام الأخيرة، كان قادة الحوثي العسكريون قد كثفوا من تهديداتهم بغرض ابتزاز الشرعية والمجتمع الدولي، مستعرضين ما وصفوه بالقدرات العسكرية التي زعموا أنهم باتوا من خلالها قادرين على تهديد المياه اليمنية، والجزر وطرق الملاحة في البحرين الأحمر والعربي.
الحوثي نفى أن تكون شروط جماعته تعجيزية، حسب زعمه، وقلل من شأن التنازلات التي حصل عليها فيما يخص إعادة تشغيل مطار صنعاء، ورفع القيود عن مواني الحديدة، رغم أن الجماعة باتت تجني من هذه التنازلات مليارات الريالات شهرياً، كما استغلت ذلك لتشديد الحرب الاقتصادية على المواني المحررة وعلى التجار، لإرغامهم على تحويل وارداتهم إلى مواني الحديدة.
وإلى جانب التلويح بالعودة إلى الحرب والهجمات الإرهابية الجوية على دول الجوار بواسطة المُسيَّرات والصواريخ الإيرانية: «إذا لم تحصل تطورات إيجابية» حرص الحوثي على توجيه رسائل لأتباعه، بأنه سيقوم «بتغييرات جذرية» في بنية سلطات الانقلاب التي يديرها، زاعماً أنه يمهد لذلك التغيير.
ومنذ انتهاء الهدنة الأممية رسمياً في أكتوبر الماضي، وبقاء التهدئة النسبية على الصعيد العسكري، اصطدمت كل الجهود الأممية والدولية والإقليمية بالتعنت الحوثي والمراوغة، إذ بات في معتقد الجماعة أنها باستطاعتها أن تستدرج المجتمع الدولي لشرعنة وجودها الانقلابي.
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، كان قد اقترح خطة لتجديد الهدنة وتوسيعها إنسانياً، من خلال إضافة وجهات جديدة من مطار صنعاء، ورفع القيود كلياً عن مواني الحديدة، والاتفاق على آلية لصرف الرواتب، وفتح الطرق بين المحافظات، وإنهاء حصار تعز، والشروع في مسار تفاوضي ينتهي بإحلال السلام، وهو الأمر الذي تقبلته الحكومة الشرعية بإيجابية، غير أن الميليشيات الحوثية رفضت كل ذلك، كما قابلت الجهود السعودية والعمانية بمزيد من الشروط غير المنطقية.
غليان الرواتب وتوضيحات الحكومة
مع تصاعد الغليان في مناطق سيطرة الحوثيين، جراء عدم صرف الرواتب، وتنصل الجماعة من مسؤوليتها رغم الإيرادات الضخمة، اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات بأنها «تحاول إغراق وسائل الإعلام وإلهاء الرأي العام بالحملات الإلكترونية والأكاذيب حول ملف المرتبات، للتغطية على حقيقة أن انقلابها الغاشم على الدولة هو ما أدى إلى وقف صرفها، وأنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن إجهاض كل الحلول والمبادرات لإعادة انتظام صرفها».
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
بكري: ديمقراطية الميليشيات في سوريا تقتل ولا تحنو.. وبدأت المرحلة الثانية من ربيع الخراب العربي
حذر الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، من خطورة سيطرة الفصائل الإرهابية المسلحة على مقاليد السلطة في سوريا، واعتزامها محاكمة الصحفيين والإعلاميين بتهمة دعمهم لنظام الرئيس بشار الأسد تحت مزاعم «الديمقراطية»، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية التي تستهدف الأمن القومي العربي عادت في الوقت الراهن، والتي بدأت أحداثها في 2011.
وقال بكري، في تغريدة على إكس: «الميليشيات ( الديمقراطية ) تنوي محاكمة الإعلاميين والصحفيين السوريين بتهمة دعم النظام السابق بشكل مباشر أو غير مباشر»، متسائلا: «هل أدركتم المعنى الحقيقي والتطور الطبيعي لمفهوم الديمقراطية؟».
وأضاف: «ديمقراطية تقتل ولا تحنو، ديمقراطية تحاسب ولا تُحاسب، ديمقراطية تؤمر فتطاع، ديمقراطية تلغي الدستور وتدمج الميلشيات كبديل للجيش، تحل الهيئات الأمنية وتترك البلد يعيش في فراغ، عصابات تقتل وتصادر وتفتش في النفوس».
وتابع: «هذه ديمقراطية قادرة على منافسة الذكاء الاصطناعي، لقد بدأت المرحلة الثانية من ربيع الخراب العربي بالقوة».
اقرأ أيضاًرئيس حزب سوريا أولاً: الجماعات المسلحة لا تستطيع السيطرة على سوريا بهذه السهولة دون اتفاقات دولية وإقليمة
مصطفى بكري: لا استقرار في سوريا بدون مؤسسات
خبير عسكري: ما يحدث في سوريا مؤامرة حقيقية تهدف إلى تدمير الجيوش العربية
مصطفى بكري يوجه رسالة قوية لـ الناعقين عن مصر بعد أحداث سوريا «التفاصيل»