مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق، تشهد العملية الانتخابية حالة من التوتر والتنافس الحزبي الشديد، خصوصًا بعد التصويت الخاص الذي شارك فيه منتسبو الأجهزة الأمنية. وبينما تعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق على التأكيد على الشفافية والنزاهة، تزداد حدة الاستقطاب بين الأحزاب الرئيسية، «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بقيادة مسعود بارزاني و«الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة بافل طالباني، وسط توقعات بتغيرات كبيرة في الخريطة السياسية للإقليم.

استقطاب حزبي وتغيرات منتظرة

تواصل الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان إثارة الكثير من الجدل السياسي، حيث شهدت الانتخابات الخاصة بمنتسبي الأجهزة الأمنية حالة من الاستقطاب الحاد وتبادل الاتهامات بين الأطراف المتنافسة. وبينما يحافظ الحزبان الرئيسيان في الإقليم على نفوذهما في معاقلهما التقليدية في أربيل، دهوك، والسليمانية، فإن مناطق النفوذ المتنازع عليها مثل كركوك ونينوى أصبحت مسرحًا لصراعات جديدة، مما يفتح الباب أمام احتمالات حدوث اهتزازات في الخريطة السياسية للإقليم.

على الرغم من تأكيد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق التزامها بالحياد وشفافية العملية الانتخابية، إلا أن الثقة في مفوضية الإقليم تآكلت بسبب مزاعم التلاعب والتزوير. ولهذا السبب، لجأت الأحزاب إلى المفوضية العراقية لضمان نزاهة الانتخابات.

تنافس متعدد الأبعاد

يواجه الحزبان الرئيسيان تحديات متزايدة في علاقتهما مع بغداد، حيث بات الاتحاد الوطني الكردستاني يدعم «الإطار التنسيقي» الشيعي، بينما يقف الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في صراعه مع أطراف داخل الإطار التنسيقي نفسه. هذه الانقسامات بين الأحزاب الكردية تعمقت أكثر في ظل ظهور قوى سياسية جديدة، مثل حركة التغيير وحزب الجيل الجديد، التي تشكلت نتيجة انشقاقات داخل الاتحاد الوطني.

وبينما يستمر الحزب الديمقراطي الكردستاني في الحفاظ على تماسكه الداخلي بفضل هيكلته العشائرية، فإن التحالفات السياسية في مناطق مثل كركوك أخذت تتغير لصالح منافسه الاتحاد الوطني. في كركوك، تفوق الاتحاد الوطني الكردستاني على خصمه في الانتخابات المحلية السابقة، وشكل مجلس المحافظة بتحالفه مع العرب، مما يعكس التحولات العميقة في المشهد السياسي.

التوقعات: هل ستحدث الانتخابات هزة في الإقليم؟

مع استعداد الإقليم لإجراء الانتخابات العامة، تشير التوقعات إلى إمكانية حدوث تحولات كبيرة في المشهد السياسي، لا سيما في المناطق المتنازع عليها مثل كركوك ونينوى. وتشير الأرقام إلى مشاركة أكثر من 2.9 مليون ناخب في الانتخابات، منهم 215،960 صوتوا في الاقتراع الخاص. ورغم الحملات الانتخابية الحادة، يتوقع المراقبون انخفاض نسبة المشاركة في الاقتراع العام، الذي سيتم يوم الأحد المقبل.

في خضم هذه الأحداث، تسعى السلطات الأمنية إلى تأمين سير العملية الانتخابية. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أنها قدمت الدعم اللازم لتأمين الانتخابات في سبع محافظات، بالتعاون مع مفوضية الانتخابات لضمان سلامة وشفافية العملية الانتخابية.

تظل الأنظار متجهة نحو ما ستسفر عنه هذه الانتخابات، وكيف ستعيد تشكيل المشهد السياسي في كردستان العراق، خصوصًا مع التوترات الحزبية التي تتعمق يومًا بعد يوم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اقليم كردستان العراق كردستان العراق العراق الانتخابات البرلمانية في كردستان العراق العملیة الانتخابیة الاتحاد الوطنی

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأفريقي يرفع تعليق عضوية الغابون بعد الانتخابات الرئاسية

أعلن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، أمس الأربعاء، رفع تعليق أنشطة جمهورية الغابون ورفع العقوبات المفروضة عليها، عقب الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد عام 2023. وجاء هذا القرار ساريا على الفور، ويعكس تقدير المجلس للجهود التي بذلتها السلطات في الغابون لتحقيق الاستقرار السياسي.

تم تعليق عضوية الغابون في 2023 في جميع هياكل الاتحاد الأفريقي بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق علي بونغو في انقلاب عسكري اعتُبر غير دستوري. وطبقا للأنظمة القانونية للاتحاد الأفريقي، كان من المقرر أن تستمر هذه العقوبات حتى استعادة النظام الدستوري في البلاد.

وفي إعلان نشره المجلس عبر منصة إكس، أشار إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد اجتماع لمتابعة الانتقال السياسي في الغابون، حيث تم تقييم التقدم المحرز نحو استعادة النظام الدستوري، مما دفع المجلس إلى رفع تعليق أنشطة الغابون.

من جهته، رحب وزير الخارجية الغابوني ريجيس أونانغا ندايي بهذا القرار، مشيرا إلى أنه يمثل "فخرا وطنيا" ويؤشر على عودة الغابون إلى الساحة القارية.

كما أضاف أن هذه الخطوة تمثل تقديرا من الاتحاد الأفريقي للجهود التي بذلتها السلطات الغابونية، خاصة تنظيم انتخابات رئاسية تم الاعتراف بمصداقيتها، إضافة إلى تأكيد رغبة البلاد في احترام المبادئ الديمقراطية.

كما أكد ندايي التزام الغابون الثابت بمبادئ الديمقراطية والسلام والتنمية المستدامة، مع التأكيد على استمرار تعزيز التضامن الأفريقي.

إعلان

تجدر الإشارة إلى أن الغابون أجرت الانتخابات الرئاسية يوم 12 أبريل/نيسان الماضي، وأسفرت عن فوز الرئيس الانتقالي بريس أوليغي أنغيما بنسبة 94.85% من الأصوات.

وكان أنغيما -الذي يبلغ من العمر 50 عاما- قاد في أغسطس/آب 2023 الانقلاب العسكري، الذي أنهى حكم عائلة بونغو المستمر لمدة 56 عاما في هذا البلد الغني بالنفط.

مقالات مشابهة

  • “الشعبة البرلمانية” تترأس اجتماعا لممثلي المجالس التشريعية الخليجية المشاركين في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي
  • «الشعبة البرلمانية الإماراتية» تشارك باجتماع في الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر
  • الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب يحذر الحكومة من المس بحق الإضراب وأنظمة التقاعد
  • الاتحاد الأفريقي يرفع تعليق عضوية الغابون بعد الانتخابات الرئاسية
  • تعرض للتعذيب.. بريطانيا تحمي لاجئاً كوردياً عارض الاتحاد الوطني بالسليمانية
  • حزب العمال الكردستاني يتبنى هجومَين على البشمركة في شمال العراق  
  • تسجيل ضعيف في الانتخابات البلدية الليبية يعكس أزمة ثقة في العمل السياسي
  • الاتحاد الأفريقى والإيجاد يبحثان الأوضاع فى السودان وسبل إنهاء الحرب
  • «الشعبة البرلمانية الإماراتية» تشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي
  • العراق.. 4 مايو آخر موعد لتسجيل التحالفات الانتخابية