بعد مقتل نصر الله والسنوار.. ماذا تبقى لنتنياهو؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أحرز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزعيم حركة حماس يحيى السنوار هدفين لطالما تحدث عن رغبته الشديدة خلال الحرب على تحقيقهما.
وضع نتنياهو السنوار هدفا يوازي أهدافه الأخرى في الحرب والتي لطالما رددها، الرهائن والقضاء على حماس وقتل زعيمها العسكري الذي تسلم دفة قيادتها سياسيا عقب مقتل إسماعيل هنية في طهران.
لم يكن السنوار هدفا عاديا، لاسيما أن إسرائيل أطلقت عليه لقب "مهندس هجوم 7 أكتوبر" الذي كشف الستار عن فشل استخباراتي لم يكن بحسبان نتنياهو على الإطلاق.
حسن نصر الله أيضا ليس بالهدف العادي، وباغتياله وضعت إسرائيل حزب الله أمام "معادلة فقدان القائد" الذي فرض بدوره على إسرائيل معادلة أخرجت سكان الشمال من منازلهم وأضافت إلى الوضع الأمني المعقد في إسرائيل تعقيدا.
ومع تحقيق هذين الهدفين، تواصل إسرائيل عملياتها في غزة وفي لبنان، علما بأن الأصوات تتعالى من أكبر الحلفاء لإسرائيل لإمكانبة استغلال فرصة ما حدث وإيقاف إطلاق النار، وهو ما جاء مؤخرا على لسان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
ومع كل هذا التعقيد والدمار والخسائر البشرية في لبنان وغزة، يظهر سؤال جلي مفاده.. ماذا تبقى لنتنياهو من أهداف؟
في لبنان
يتقدم الجيش الإسرائيلي ببُطء في الجنوب اللبناني على وقع تسريبات صحفية بأنه يتطلع إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات. ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي يُخطط لمنع عودة النازحين اللبنانيين إلى القرى الحدودية في أي اتفاق مستقبلي. كشفت وسائل إعلام لبنانية أن واشنطن نقلت إلى المسؤولين اللبنانيين أن إسرائيل تريد الدخول إلى لبنان بعمق 3 كيلومترات وتحويل هذه المساحة بكاملها إلى منطقة محروقة. يتزامن ذلك مع الإبقاء على مطلبها السابق بإقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات على أن تكون المنطقة بين الـ3 والـ10 كيلومترات من مسؤولية اليونيفل والجيش اللبناني. المنطقة العازلة ليست الهدف الوحيد، فإسرائيل تقول إن هدف التوغل الإسرائيلي في لبنان هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود بين البلدين.في غزة
من وجهة نظر نتنياهو، اليوم التالي لحماس يتمثل في تحويل الحركة على إثر الخسائر الكبيرة في قادتها السياسيين والعسكريين، إلى جسم لا وزن له على الساحتين الفلسطينية والإقليمية، أمر قد يجبرها على القبول بشروط إسرائيل. هناك أيضا إشارة قوية، في الأوساط الإسرائيلية إلى وجود مخططات عسكرية وسياسية بشأن غزة واليوم التالي للحرب. تشمل هذه المخططات سيناريوهات عدة منها إرساء إدارة مدنية في غزة وعودة السلطة الفلسطينية للقطاع أو حتى الحكم العسكري الإسرائيلي.ماذا عن الرهائن؟
مع تعثر صفقة تبادل الرهائن لأشهر، كان كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية يأملون في أن يتم القضاء على السنوار في نهاية المطاف، مما قد يفتح آفاقاً جديدة غير ممكنة في الظروف الحالية. خلال المناقشات حول صفقة شاملة تُعرف بـ"الكل مقابل الكل" – والتي تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل كل الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم حماس – وهي صفقة تُعد بعيدة المنال إلى حد كبير، كان بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن تلك الفكرة قد تصبح ممكنة إذا تم القضاء على السنوار. من الممكن أن يدفع مقتل السنوار حماس إلى قبول بعض مطالب إسرائيل، أو يمنح نتنياهو انتصارا رمزيا يتيح له الغطاء السياسي اللازم لتخفيف موقفه التفاوضي. تعنت نتنياهو في حال حدث سيقابل بلا شك بتعنت من حماس وهذا قد يفشل جهود أي صفقة ممكنة بين الطرفين وبالتالي فإن أهم أهداف نتنياهو المعلنة بضرورة عودة جميع الرهائن قد يفشل. نتنياهو سيكون أمام خطر خسارة جميع الرهائن الأمر الذي سيكلفه كثيرا على الساحة الداخلية في إسرائيل.الحرب أو نهاية السلطة
تعرض نتنياهو لانتقادات من عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس، ومن مسؤولين حاليين وسابقين ومحللين سياسيين، متهمينه بالسعي لإطالة أمد الحرب والمفاوضات من أجل التمسك بالسلطة. يواجه نتنياهو تهما بارتكاب ممارسة فساد وخيانة الأمانة، وبمجرد انتهاء الحرب ستعود هذه القضايا إلى الواجهة مجددا الأمر الذي سيهدد مستقبله السياسي بشدة.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القضاء على حماس إسماعيل هنية حسن نصر الله إسرائيل لويد أوستن إسرائيل التوغل الإسرائيلي غزة حماس الرهائن حماس السنوار يحيى السنوار نصر الله نتنياهو القضاء على حماس إسماعيل هنية حسن نصر الله إسرائيل لويد أوستن إسرائيل التوغل الإسرائيلي غزة حماس الرهائن حماس شرق أوسط فی لبنان
إقرأ أيضاً:
يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن الدروز في سوريا يواجهون تهديداً كبيراً، موضحة أن "إسرائيل ملزمة بالتحرك باتجاههم".ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّه "ليس هناك يقين بعد إلى أين يتجه النظام الجديد في دمشق"، مشيراً إلى أنه "يجب على الدروز في سوريا أن يحصلوا على كافة المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها". وأضاف: "على رغم أنه من الجيد سماع أصوات من الدروز تطالب بضم مناطقهم إلى إسرائيل، إلا أنه لا ينبغي تشجيع ذلك. من الممكن أن تكون هناك علاقات وثيقة، لكن الإتحاد السياسي بين إسرائيل والدروز في سوريا ليس مطلوباً".
واعتبر التقرير أنه "طالما لا يوجد تهديد حقيقي لإسرائيل، فإنه لا ينبغي على الأخيرة مواصلة تقدمها في عمق سوريا أيضاً"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك سلسلة من الأهداف المشتركة بين إسرائيل وسوريا الجديدة، وقال: "اليوم، يشكل "حزب الله" في لبنان التهديد الرئيسي للحكومة في دمشق. فالنظام الجديد لا ينسى أن مقاتلي "حزب الله" كانوا الأكثر نشاطاً في الحرب السورية إلى جانب نظام الرئيس السابق بشار الأسد".
وأضاف: "إن الهدف المشترك الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل ودمشق يتلخص في إرغام "حزب الله" على نزع سلاحه الثقيل، والسماح له بالاستمرار في الوجود كحزب سياسي فقط في لبنان. كذلك، يجب تفكيك جميع المؤسسات التي أنشأها الحزب في لبنان والتي تشمل مؤسسات الاتصالات والمصارف غير الخاضعة لرقابة الدولة هناك وغيرها من الأمور".
ويتابع: "نحو 70% من المواطنين اللبنانيين يريدون ذلك أيضاً. بادئ ذي بدء، المطلوب هو أغلبية الثلثين في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد لا يعتمد على "حزب الله"، وبعدها الانتقال للعمل على نزع سلاح "حزب الله". هذا الأمر ممكن أيضاً حتى من دون انتخابات، لأنّ بعض الأطراف التي دعمت "حزب الله" انتقلت إلى الجانب الآخر بعد الحرب الأخيرة بين لبنان وإسرائيل".
وذكر التقرير أيضاً أن "الجماعات الشيعية في العراق يُمكن أن تشكل مصدر إزعاجٍ خطير لإسرائيل وسوريا"، موضحاً أن "الحكومة العراقية ستكون سعيدة أيضاً بالتخلص من تلك الجماعات".
ورأى التقرير أن "النظام الجديد في دمشق لديه مصلحة عليا في إعادة بناء الاقتصاد السوري المدمر"، وأضاف: "إذا تبين أن النظام يسعى إلى الاستقرار والسلام، فسوف يكون للكثير من البلدان العربية مصلحة في الاستثمار في إعادة إعمار سوريا. في المقابل، يمكن لإسرائيل أن تساهم في إعادة بناء الاقتصاد السوري بعدة طرق، على سبيل المثال، في مجال الري إذ تعاني سوريا من الجفاف الشديد".
المصدر: ترجمة "لبنان 24"