خبراء يحللون ملامح مرحلة تصعيد جديدة أعلنها حزب الله
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
بيروت- في خطوة لافتة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان-حزب الله عن الانتقال إلى ما سمته "مرحلة جديدة وتصعيدية في المواجهة مع العدو الإسرائيلي" دون الإفصاح عن التفاصيل، مؤكدة أن الأيام المقبلة ستكشف طبيعتها.
جاء هذا الإعلان في توقيت حرج يتزامن مع تطورات ميدانية، أبرزها استشهاد قائد حركة حماس يحيى السنوار في غزة، إضافة إلى أحداث أخرى تزامنت مع هذا الإعلان تشمل:
مرور 20 يومًا على بدء العمليات البرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، وتصاعد المواجهات العسكرية مع حزب الله على مختلف جبهات الاشتباك، والتي امتدت إلى عمق الجانب الإسرائيلي، حيث تكبد جيش الاحتلال خسائر بشرية جسيمة.تأكيدات ميدانية على الجاهزية الكاملة لمقاتلي حزب الله للتصدي لأي توغل بري إسرائيلي نحو القرى الجنوبية، حيث دفعت إسرائيل بـ5 فرق عسكرية تضم أكثر من 70 ألف ضابط وجندي، إلى جانب مئات الدبابات والآليات العسكرية. إعلان نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قبل أيام في خطابه أن المقاومة دخلت مرحلة "إيلام العدو" وأن الميدان هو الذي سيحسم النتيجة، مع استمرار المعارك البرية واستخدام القوة الصاروخية والجوية. استمرار تعثر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى مبادرة جدية لوقف إطلاق النار في لبنان، وسط إصرار إسرائيل على المضي قدمًا في حربها المدمرة. مرحلة جديدة
يرى الخبير العسكري حسن جوني أن البيان الصادر عن حزب الله يقدم إطارا عاما للعمليات الدفاعية التي ينفذها على مختلف الأصعدة، برا وبحرا وجوا "وقد تميز البيان بتفصيله حول إستراتيجيات الدفاع وشكل المعركة، بما في ذلك كيفية استخدام الوسائل العسكرية والصواريخ، مع الإشارة إلى ما تحقق حتى الآن" ولفت إلى أن المعركة لا تزال على التخوم، مما يعني عدم وجود تقدم ملحوظ للإسرائيليين.
ويشير -في حديثه للجزيرة نت- أن البيان يؤكد وقوع إصابات في صفوف "العدو" الإسرائيلي، سواء من القتلى أو الجرحى، مع ذكر أرقام محددة تتعلق بالمعارك والاشتباكات، ويبرز أيضا نية حزب الله الدخول في مرحلة جديدة تصعيدية، تتضمن احتمالية استخدام أسلحة جديدة مثل الصواريخ الإستراتيجية.
ويعتقد جوني أن هناك احتمالية لاستهداف مناطق وأهداف حساسة ذات أهمية للأمن القومي الإسرائيلي، على شكل عمليات مفاجئة خاصة باتجاهات غير متوقعة، ويرجح أن تشمل هذه العمليات أيضًا جوانب أخرى مثل العمليات البحرية، مما يشير إلى أن الحزب يستعد لمفاجآت جديدة.
وعن احتمالات التطور في العمليات، يشير جوني إلى 3 مجالات رئيسية: تطور أساليب العمليات، تحسين الوسائل المستخدمة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة أو وسائل دفاع جوي، بالإضافة إلى التركيز على استهدافات جديدة وحساسة تؤثر على الجانب الإسرائيلي.
ووفقا للخبير العسكري، فإن الهدف النهائي هو تطوير معادلة الردع، مما يعني أن احتمالات التصعيد ستستمر، بغض النظر عن الاتجاه الذي ستأخذه الأحداث، "وبالتالي، فإن المعركة لا تزال قائمة، وتستند رؤية حزب الله في إدارتها على إستراتيجية طويلة الأمد، تتضمن تدرجًا في استخدام القوة وتطوير القدرات، مما يضمن دائمًا إمكانية تحقيق المفاجآت".
أوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر للجزيرة نت أن الجميع يترقب استخدام حزب الله أسلحة جديدة لم تُستخدم بعد، مشيرا إلى أن الحزب لم يلجأ بعد لاستخدام بعض الأسلحة المتوفرة لديه مثل صواريخ أرض بحر والصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات، معتبرا أن ذلك "يؤكد أننا أمام مرحلة جديدة من التصعيد".
أما في ما يتعلق بالمعارك على الأرض، فأكد جابر أن التكتيكات العسكرية لن تشهد تحولات جذرية، مشيرًا إلى أن حزب الله سيواصل اعتماده على أسلوب "حرب العصابات" من خلال استدراج "العدو" إلى العمق وتنفيذ غارات وكمائن محكمة، وأضاف أن تطور التكتيكات العسكرية يعتمد على الميدان والتطورات اليومية.
أما الباحث بالعلاقات الدولية والمحلل السياسي علي مطر فيرى أن حزب الله يسير وفق مراحل متعاقبة، حيث تمحورت المرحلة الأولى -التي تلت أحداث الاغتيالات- حول استعادة السيطرة في الميدان، فبدأت باستهداف المستوطنات الشمالية وصولًا إلى حيفا، مع توجيه رسائل متعددة إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الضربة القوية في قاعدة بنيامينا، والتي كان لها تأثير كبير على مراحل الحرب الحالية ومراحل الميدان.
ويقول مطر -في حديثه للجزيرة نت- إن حزب الله وباستمراره في إستراتيجياته، يواصل استهداف مناطق مثل صفد، مستخدمًا الطائرات المسيّرة والصواريخ، بما في ذلك أسلحة نوعية مثل "قادر 1″ و"قادر 2" إلى جانب بعض الصواريخ غير المعلنة.
وفي ضوء ذلك، يعتقد المحلل السياسي أن الحزب يسعى في المرحلة الحالية إلى زيادة "إيلام العدو" حيث يخطط لاستهداف مستوطنات جديدة بالشمال وضواحي تل أبيب، وقد يصل إلى قلب تل أبيب نفسها، كما يضيف أن "العدو هو من بدأ هذا العدوان وشمل المناطق اللبنانية، مما يجعله يتحمل تكاليف باهظة نتيجة الاستهدافات المتزايدة".
وفي سياق آخر، يعتقد مطر أن أهداف إعادة المستوطنين لن تتحقق، مشيرًا إلى أنه "من المحتمل أن نشهد نزوح آلاف المستوطنين من المناطق الشمالية نحو حيفا" ويشير إلى أن هناك نحو مليون إلى مليوني شخص إسرائيلي يعيشون بجوار الملاجئ، مع تفاقم معاناتهم بسبب الاستهدافات المتكررة "وبذلك، يبدو أن المرحلة المقبلة ستتسم بهذه الصورة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مرحلة جدیدة حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
جولة أردوغان في آسيا.. هل ترسم تركيا خارطة جديدة لقوتها العسكرية؟
سلط موقع "فورميكي" الضوء على الجولة الدبلوماسية التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في آسيا، والتي شملت ماليزيا، وإندونيسيا، وباكستان، بهدف تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية ضمن مبادرة "آسيا من جديد".
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الزيارات التي قام بها فريق الرئيس أردوغان إلى ماليزيا وإندونيسيا وباكستان أدت إلى توقيع عدة اتفاقيات ذات طابع عسكري.
وتشمل التفاهمات مجالات تتراوح بين بيع السفن والطائرات المسيّرة إلى التعاون في الحرب الإلكترونية. ففي الأسابيع الماضية، بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جولة دبلوماسية جرت تحت شعار المبادرة الجديدة التي تروج لها أنقرة، والمعروفة باسم "آسيا من جديد"، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط بين تركيا ودول القارة الآسيوية.
وكان برفقة الرئيس التركي كل من وزير الشؤون الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ووزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، ووزير الزراعة والغابات إبراهيم يومقلي، ووزير التجارة عمر بولات.
وشملت جولة الزعيم التركي زيارة إلى ماليزيا وإندونيسيا، واختتمها بزيارة إلى باكستان. ولم يكن هذا السفر متعدد المحطات مجرد وسيلة لتعزيز العلاقات بين تركيا والدول التي تمت زيارتها، بل كان أيضا فرصة لتوقيع اتفاقيات تعاون في مجال الدفاع تتيح عقودًا مربحة للشركات التركية.
وأوضح الموقع أنه خلال إقامة وفد أردوغان في ماليزيا، تم توقيع أحد عشر اتفاقا من أنواع مختلفة بين إسطنبول وكوالالمبور. أحد هذه الاتفاقات هو خطاب قبول مبدئي لشراء سفن مهام متعددة الأغراض من إنتاج أحواض بناء السفن التابعة لشركة "ديسان" من قبل وزارة الشؤون الداخلية الماليزية.
وأعلنت الحكومة الماليزية أن أول سفينة من هذا النوع من المتوقع أن تصبح جاهزة للعمل بشكل كامل في الربع الأول من عام 2027، وأنها ستكون قادرة على العمل بشكل متواصل لمدة ثلاثين يومًا.
وتشمل تجهيزات السفينة على متنها منصة لهبوط طائرات الهليكوبتر للإسعاف، وطائرتين مسيّرتين، وأربع زوارق اعتراض سريعة. وقال مسؤول رفيع في البحرية الماليزية إن "هذه السفينة التي يبلغ طولها 99 مترًا، والقادرة على نقل 70 فردًا من الطاقم و30 راكبًا، ستركز على مراقبة الأنشطة في بحر الصين الجنوبي، لا سيما لمواجهة توغلات السفن الأجنبية، والصيد غير القانوني، والجرائم العابرة للحدود مثل التهريب والاتجار بالبشر".
وذكر الموقع أن الثلاث عشرة اتفاقية التي تم توقيعها في إندونيسيا تشمل عقودًا تتعلق بقطاع الدفاع، وخاصة القدرات غير المأهولة. وستقوم الشركة التركية المصنعة للطائرات المسيّرة "بايكار" بتزويد إندونيسيا بستين طائرة مسيّرة قتالية من طراز "بيرقدار تي بي 3" وتسع طائرات مسيّرة للاستطلاع من طراز "أقنجي"، وذلك وفقًا للاتفاقية التي وقعها الرئيس التنفيذي لشركة "بايكار" خلوصي بيرقدار ومؤسس الشركة الإندونيسية "ريبوبليكورب" نورمان يوسف.
وبموجب الاتفاقية، "سيتم إنشاء شركة مشتركة (JVC) في إندونيسيا تتولى مهام الإنتاج والتجميع والصيانة للطائرات المسيّرة"، وفقًا لما ورد في بيان شركة "ريبوبليكورب".
وستساهم "بايكار" بخبرتها في مجالات الإنتاج، ونقل التكنولوجيا، والتدريب، بينما ستضمن "ريبوبليكورب" الامتثال التنظيمي، وتطوير البنية التحتية، وشهادات اعتماد الخبراء المحليين، والاندماج في المنظومة الدفاعية الإندونيسية.
ولفت الموقع إلى أن زيارة باكستان أسفرت عن توقيع بعض الوثائق المرتبطة بمجال الدفاع، وقد اتفقت الدولتان على تعزيز التعاون في تطوير الحرب الإلكترونية الجوية والتعاون في إنتاج المعدات العسكرية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين أمانة صناعات الدفاع التركية ووزارة الإنتاج الدفاعي الباكستانية، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم أخرى بين الصناعات الجوية التركية الحكومية ومعهد البحث والتطوير البحري الباكستاني.
كما أنشأت الدولتان لجنة دائمة مشتركة جديدة للأمن والدفاع والاستخبارات في إطار المجلس الرفيع المستوى، حسب التقرير.
وأكد الموقع أنه في العقد الأخير، كثّفت باكستان وتركيا تعاونهما في إنتاج الأسلحة الدفاعية. ويشمل هذا التعاون الإنتاج المشترك لأربع سفن حربية من طراز "كورفيت ميلغم" لتسليمها إلى باكستان، إضافة إلى تقديم المساعدة للبلد الواقع في جنوب آسيا في تحديث أسطوله القديم من مقاتلات النفاثة، فضلا عن تبادل ونقل تقنيات الدفاع.