من يمول الانتخابات الأمريكية.. وما تأثيرهم على رؤساء الولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
سلط تقرير نشره موقع "نيوز ري" الروسي، الضوء على طرق جمع الأموال والتبرعات لدعم ممثلي الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومدى تأثير المانحين والممولين على الحملات الانتخابية ورؤساء الولايات المتحدة أثناء حكمهم.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن ذلك التأثير ظهر بوضوح عندما قرر المانحون في معسكر الحزب الديمقراطي تجميد أموال الحملة إلى حين تسمية مرشح آخر مكان جو بايدن في السباق الرئاسي.
كيف جمد المانحون أموال حملة بايدن؟
ينقل الموقع عن صحيفة "نيويورك تايمز" أن أبرز المانحين في الحزب الديمقراطي جمدوا في 12 تموز/ يوليو 2024 مبلغ قيمته 90 مليون دولار مخصص كجزء من الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي لإجبار بايدن على الانسحاب من السباق الرئاسي.
أصدر المانحون الإنذار النهائي إبان المناظرة التي جمعته مع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب. ونتيجة لذلك، في 20 تموز/ يوليو الماضي، أعرب 32 عضوًا ديمقراطيًا في الكونغرس علنًا معارضتهم بقاء الرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية، حسب التقرير.
وفي الجانب الآخر، تبرع الملياردير إيلون ماسك إلى لجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب، دون الكشف عن المبلغ، وقد وصفت بلومبيرغ المساهمة بأنها أكبر مما تبرع به ماسك في حملة بايدن خلال انتخابات 2020.
من يدفع تكاليف الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
وذكر الموقع أن مجموعة مختلفة من المصادر تتولى تغطية تكاليف الحملات الرئاسية في الولايات المتحدة، حيث يمكن للمرشحين الاستعانة بأموالهم الخاصة وتلقي التبرعات من الأفراد والشركات واستخدام أموال الحزب وأموال لجان العمل السياسي. وتستطيع المنظمات غير الربحية واللوبيات المشاركة في حملات التمويل.
قانونيا، لا يجب أن يتجاوز حجم التبرعات الفردية لجميع أنواع المنظمات التي تدعم أحد المرشحين أن يتجاوز 165 ألف دولار، غير أن الشركات الكبرى ورجال الأعمال يخصصون عشرات الملايين من الدولارات لدعم الحملات الانتخابية. خلال الحملة الرئاسية سنة 2020، سجل الملياردير شيلدون أديلسون رقماً قياسياً بتخصيصه 172.7 مليون دولار لدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
يتيح القانون الأمريكي لبعض اللجان والمنظمات غير الحكومية واللوبيات تلقي وإنفاق أموال غير محدودة، وفي الوقت ذاته يُمنع دعم مرشح ما أو معارضة مرشح آخر بشكل مباشر، لكن يمنحهم القانون حق الترويج لأفكار معينة وحشد المؤيدين، وفقا للتقرير.
وذكر الموقع أن الانتخابات الأمريكية تشهد استخدام "أموال مشبوهة" من "منظمات واجهة" أو أفراد يرفضون الكشف عن هوياتهم. وقد تجاوزت قيمة التمويلات الممنوحة من هذه المصادر في انتخابات 2020 مليار دولار، وذلك يعادل 10 بالمئة من إجمالي الأموال التي تم جمعها آنذاك للحملات الانتخابية في الولايات المتحدة، والتي بلغت 10.8 مليار دولار.
وفي الحملة الانتخابية الحالية، جمعت كامالا هاريس أكثر من مليار دولار، منها 685 مليون دولار من اللجان السياسية، و333 مليون دولار من مصادر أخرى. بينما تلقى ترامب حتى الآن 642 مليون دولار، منها 306 مليون دولار من اللجنة السياسية، و335 مليون دولار من مصادر أخرى.
وبالإضافة إلى إيلون ماسك، تشمل قائمة ممولي حملة ترامب المؤسس المشارك لشركة "بالانتير للتكنولوجيا" جو لونسديل، ومؤسسي بورصة "جيميني" للعملات المشفرة، التوأم كاميرون وتايلر وينكلفوس.
ووفقا لمجلة فوربس، يدعم بعض أكبر أثرياء الولايات المتحدة مساعي ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، من بينهم رجل الأعمال تيموثي ميلون، الذي تقدر حجم ثروته بـ14 مليار دولار، والذي ضخ حوالي 126 مليون دولار في تمويل الحملة.
في المقابل، تحظى كامالا هاريس بدعم أكثر من 75 مليارديرًا أمريكيًا، من بينهم عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ، والمخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ.
ما مدى أهمية تبرعات المرشحين للرئاسة؟
ينقل الموقع عن مدير معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الخبير فاليري غاربوزوف، قوله إن رعاية المرشحين هي أحد أهم مكونات الحملات الانتخابية، ولكنها ليست حاسمة.
وأوضح غاربوزوف: "في ظل غياب المال لن تجرى انتخابات، ولن تتمكن الأحزاب من إجراء حملاتها الانتخابية. رعاية الانتخابات الأمريكية مسألة مهمة للغاية. ولكن إذا استثنينا الولايات المتأرجحة، فبغض النظر عن حجم الأموال التي ستكلفها الحملة، فإن الناخبين في ولاية موالية للديمقراطيين، لن يصوتوا لمرشح جمهوري، والعكس صحيح".
ويلفت غاربوزوف إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار تمثيل رئيس الولايات المتحدة لحزب ما، وانتماء الأغلبية في الكونغرس غالبا إلى حزب آخر، لذلك تقوم الشركات الكبرى بتمويل الحزبين بدرجات متفاوتة.
من جانبه، يقول الخبير السياسي بوريس ميزويف إن "سلوك المانحين هدفه الضغط من أجل تحقيق مصالح معينة. هناك جماعات ضغط يهودية وأخرى تنشط في مجال النفط، والأسلحة، والمال، وغيرها. في بعض الأحيان ترتبط تصرفات اللوبي بتنفيذ أفكاره وتطلعاته، وفي حالات أخرى بالقدرة على تحديد سياسة مرشح معين".
فضائح المانحين
أضاف الموقع، أن فضيحة ووترغيت تعتبر أشهر قضية تتعلق بانتهاك الانتخابات في الولايات المتحدة. ففي سنة 1972، اعتقلت الشرطة خمسة أشخاص كانوا على صلة بلجنة إعادة انتخاب الرئيس، التي دعمت الرئيس الجمهوري آنذاك ريتشارد نيكسون. تتمثل الفضيحة في التنصت على مكتب منافس نيكسون، وبعد تسريب تفاصيل الفضيحة إلى الرأي العام اضطر نيكسون إلى الاستقالة في آب/ أغسطس 1974.
لم يقتصر الأمر فقط على التجسس على منافس سياسي، وفقا للتقرير، فقد تم تمويل هذه العملية وعدد من العمليات المماثلة الأخرى من صندوق سري قدمت له الشركات ورجال الأعمال التبرعات. وبعد استقالة نيكسون، شُددت السيطرة على الأموال الممنوحة للمرشحين.
في سنة 1974، أدخل الكونغرس تعديلات على قانون الحملة الانتخابية الرئاسية، وضعت قيودًا على المساهمات الفردية للمرشحين، والمساهمات المقدمة للمرشحين من قبل لجان العمل السياسي، والإنفاق المستقل من قبل الأفراد والمنظمات.
في سنة 2006، كشفت التقارير أن السياسي الجمهوري السابق توم نوي موّل بشكل غير قانوني الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش سنة 2004.
من يموّل الحزبين؟
ذكر الموقع أن الجمهوريين يرتبطون عادة بالشركات الكبرى وصناعة النفط وإدارة البريد، بينما يحظى الحزب الديمقراطي بدعم الأقليات العرقية وشركات التكنولوجيا الكبرى ونجوم هوليوود.
في هذا الصدد يقول ميزويف: "يحظى الحزب الديمقراطي برعاية شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل رئيسي، بينما يدعم لوبي النفط الحزب الجمهوري. لكن، مؤخرا حدثت بعض التغييرات، حيث أصبحت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى تدعم ترامب".
وحسب غاربوزوف، يرتبط الحزب الجمهوري منذ فترة طويلة بالشركات الكبرى والشركات متوسطة الحجم، التي تسعى لفوز الحزب الجمهوري كونه يتبنى سياسات تركز على دعم رجال الأعمال وتخفيض الضرائب وتطوير آليات السوق، وتشهد أسواق الأسهم عادة فترة انتعاش مع وصول الجمهوريون إلى السلطة.
وأضاف غاربوزوف: "الحزب الديمقراطي هو حزب غالبية السكان الأمريكيين. وهو يهتم في نواحٍ عديدة بمصالح الأقليات. يتلقى هذا الحزب الدعم من الأكاديميين ونجوم هوليوود".
هل يساعد مانحو ترامب في رفع العقوبات عن روسيا؟
يرى ميزويف أن رفع العقوبات عن روسيا سيناريو مستبعد نوعا ما لأنها تخدم مصالح لوبي النفط والغاز الأمريكي، حسب ما أورده التقرير.
ويضيف: "مع ذلك، فإن تطبيع العلاقات مع روسيا أمر وارد باعتبار مناهضة غالبية الجمهوريين للصين، وهو ما سيدفعهم للعمل بجد على فصل روسيا عن الصين. فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، من المنتظر اتخاذ خطوات نحو التطبيع مع روسيا، حتى في حال انتخاب هاريس، لكن التطبيع سيكون أسرع في حال انتخاب ترامب".
في المقابل، يتبنى غاربوزوف وجهة نظر مغايرة لافتا إلى عدم ممارسة اللوبيات ضغطا على ترامب من أجل إقامة معاملات تجارية مع روسيا طيلة فترة رئاسته السابقة، مشيرا إلى أنه في العلاقات الروسية الأمريكية، تأتي المشاكل الجيوسياسية على رأس الأولويات.
ويقول غاربوزوف في هذا السياق: "الشركات الأمريكية نفسها تغادر روسيا ولا تخطط للاستثمار هناك. وعليه من غير المرجح توقع استعادة العلاقات الاقتصادية، حتى في حال فوز ترامب في الانتخابات القادمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن ترامب التمويل هاريس تمويل بايدن الإنتخابات الأمريكية ترامب هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحملة الانتخابیة الحزب الدیمقراطی الولایات المتحدة الشرکات الکبرى ملیون دولار من ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب
كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن تراجع ملحوظ في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة، في ظل توتر سياسي واقتصادي متزايد بين البلدين نتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرضه رسوما جمركية قاسية.
وبيّنت الصحيفة في تقرير لها، أن منظمي الرحلات السياحية في كندا ألغوا الحافلات إلى مدينة نيويورك، وتضاءلت رحلات التسوق اليومية عبر الحدود، كما شهدت وكالات السفر انخفاضا حادا في الحجوزات.
وأوضحت أن مجموعة السفر في فانكوفر سجلت تراجعا بنسبة 90 بالمئة في الحجوزات المستقبلية، فيما أوقفت شركة "ترافاك تورز" رحلاتها إلى الولايات المتحدة حتى تموز /يوليو، وانخفضت أعمال شركة "مابل ليف تورز" بنسبة 70 بالمئة إلى 80 بالمئة.
وقالت كريستين جيري، مؤسسة "مابل ليف تورز" السياحية، في مقابلة مع الصحيفة، "لطالما كانت أوقاتنا سعيدة، سواءً كنا نذهب إلى ميرتل بيتش أو فلوريدا أو بوسطن أو كيب تاون. والآن، يسود القلق والتوجس والتوتر".
وأفادت شركة "إكونوميكس" لتحليلات السياحة بأن التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 20 بالمئة في أعداد الزوار الكنديين هذا العام، ما سيؤدي إلى خسائر أمريكية تقدر بنحو 3.4 مليار دولار.
وفي منطقة شمال نيويورك، أظهرت دراسة استقصائية أن 66 بالمئة من الشركات شهدت بالفعل انخفاضا في الحجوزات من كندا.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوتر السياسي فاقم الأزمة، بعد تصريحات عدائية من ترامب تجاه كندا، وفرضه تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على بعض السلع الكندية. كما أثار احتجاز كنديين وأوروبيين على المعابر الحدودية الشمالية والجنوبية مخاوف إضافية لدى المسافرين.
وأشار التقرير إلى أن المدن الأمريكية، لا سيما تلك الواقعة تحت إدارة ديمقراطية، تبذل جهودا دعائية كبرى لطمأنة الزوار الكنديين، حيث توجه منظمة "زيارة كاليفورنيا" رسالة تقول "أنتم مرحب بكم ومحترمون في كاليفورنيا".
وأكد المدير التنفيذي لتحالف الضيافة في نيويورك، أندرو ريجي، أن "الناس من كندا وأوروبا عموما يعرفون أن مدينة نيويورك مكان مرحب بالناس من جميع أنحاء العالم. لكن الأمر سيتطلب استثمارا لتذكير الناس بأننا نريدكم هنا محليا، وستحظون بتجربة رائعة بغض النظر عن خطابنا الوطني".
وفي السياق ذاته، شددت ماكنزي ماكميلان، مستشارة السفر في مجموعة "ترافل جروب" بفانكوفر، على أن "الكثير من الكنديين يُصارعون الآن فكرة: هل أغادر؟ أم أن هذا أمر يستدعي اتخاذ موقف؟".
وبيّن التقرير أن التأثير الأكبر يلمس في المناطق الحدودية مثل منطقة نورث كانتري في نيويورك، حيث تمثل العلاقات التجارية والسياحية مع كندا جزءا أساسيا من الاقتصاد.
وأوضح المدير التنفيذي لغرفة تجارة المقاطعة، غاري دوغلاس، "نشعر ونقدر بشكل خاص شعورنا بالألم كما يشعر به المرء مع عائلته. ليس لأسباب اقتصادية فحسب، بل لأن تواصلنا الشعبي يحظى بتقدير كبير هنا".
وأظهرت بيانات الجمارك الأمريكية انخفاضا بنسبة 12 بالمئة في عدد المسافرين عبر الحدود الشمالية في شباط /فبراير 2025 مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، مع توقعات بانخفاض أكبر في آذار /مارس.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن "أجندة الرئيس ترامب لجعل أمريكا غنية وآمنة وجميلة من جديد تعود بالنفع على الأمريكيين والزوار الدوليين على حد سواء".
وأضافت في تصريحات سابقة، أن "نيويورك ستحطم الأرقام القياسية في السياحة عندما تنتهي إدارة ترامب من ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين أشعلوا النار في ركاب مترو الأنفاق".
واختتم التقرير بتصريح من كريستين جيري، عبّرت فيه عن تشاؤمها بشأن التعافي القريب لقطاع السياحة، قائلة: "أعتقد أن الأمر سيستغرق أربع سنوات. آمل أن أكون مخطئة، لأنه يُلحق ضررا بالغا بعملي. لكن هناك قلقا كبيرا".