يواجه الفلسطينيون في غزة خطر المجاعة واستفحال الجوع، بعد مرور أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية على عليهم، فالتقارير الصادر عن الهيئة الدولية المعنية بأزمات الجوع، تحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني، متوقعة مضاعفة مستويات الجوع الكارثية في الأشهر المقبلة.

اعلان

يعاني أكثر من 1.8 مليون شخص، أي نحو 86% من سكان غزة، من مستويات حرجة في انعدام الغذاء.

فالشتاء ببرده وأمطاره وظروفه القاسية، يهاجم الناس في مخيمات تحا العراء مع الرصاص والقذائف والمدافع، لا شيء بين أيديهم، انقطع الماء والغذاء وغابت المرافق الصحية

وسط مدينة غزة التي يحطها الدمار من كلّ جانب، تصطف الحشود من النساء والأطفال بأوانٍ وبطون فارغة، أمام مطبخ جماعي للحصول على حساء رقيق من الطماطم والبازلاء والمعكرونة.

تقول وكالات الإغاثة الدولية إن غزة تعاني من نقص في الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى نتيجة للحرب الإسرائيلية على غزّة، فلسطينيون يصطفون للحصول على وجبة في رفح، Fatima Shbair/Copyright 2023 The AP. All rights reserved

 يقول محمد عابد، نازح من مدينة غزة: "منذ أسبوعين لم نحصل على ما يكفي من الطعام لأطفالنا ولأنفسنا، اختفت المواد الغذائية من الأسواق بسبب إغلاق المعابر ونقص المساعدات الإنسانية."

وتضيف نهاد قيمص، نازحة من الزوايدة مع عشرين فرداً من عائلتها: " إننا لا نجد ما نأكله أو نشربه أينما ولينا وجوهنا، لقد تراجعت المساعدات الإنسانية، إلا إذا كان لدى أحدنا مخزون من البازلاء أو الفاصوليا أو العدس، نحتاج إلى خضروات مفيدة لنا ولأطفالنا، لقد مللنا من البقوليات والأطعمة المحفوظة التي تقتلنا." حتّى الغذاء المفقود أصلا يزيد المأساة ويُحكِم الحصار.

فيما تسيطر إسرائيل على الحدود البرية لغزة منذ مايو، حيث تعرقل جهود وكالات الأمم المتحدة ومجموعات المساعدات لإدخال المساعدات الإنسانية، وتؤكّد هذه الهيئات عرقلة جهودها بشدة بسبب القيود الإسرائيلية والقتال المستمر والنزوح، وانهيار القانون والنظام في مناطق عديدة.

تقول وكالات الإغاثة الدولية إن غزة تعاني من نقص في الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى نتيجة للحرب الإسرائيلية على غزّةFatima Shbair/AP

فيما تنفي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية (كوغات) وضعها لأي قيود على دخول المساعدات الإنسانية، متهمة وكالات الأمم المتحدة ومجموعات المساعدات بالتقصير في توصيلها.

الأرقام العسكرية الاسرائيلية تفيد بأنه دخل حوالي 5 آلاف و800 طن من الغذاء إلى غزة خلال هذا الشهر، مقارنة بنحو 76 ألف طن في سبتمبر، ولم تصل جميع هذه الشحنات إلى السكان.

سيدة فلسطينية وأطفالها تحاول ان تحضر لهم طعاما وسط تجويه ممنهج يفرضه الجيش الإسرائيليAbdel Kareem Hana/AP

فيما تبقى أكثر من 500 شاحنة عالقة على الحدود، حيث تواجه الأمم المتحدة صعوبة في استرداد الشحنات بسبب الحرب الإسرائيلية على غزّة.

وقد نزح معظم سكان شمال غزة بعد تحذيرات الإخلاء في بداية الحرب، ولم تسمح لهم إسرائيل بالعودة، إذ يُقدر أن 400 ألف شخص بقوا هناك رغم الظروف القاسية. ويقول الفلسطينيون إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع المحاصر، ولا وجود لماء ولا دواء ولا غذاء، فقط القذائف ورصاص الموت في كلّ مكان، في انتظار شِتَاءٍ تبدأ معه حِكايَةُ الموت جوعا.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الحرب بيومها الـ376: إسرائيل تقايض واشنطن:الغذاء لغزة مقابل السلاح وقصف عنيف على النبطية بجنوب لبنان أمريكا تهدد إسرائيل: الدعم العسكري مقابل تحسين الوضع الإنساني في غزة .. ونتنياهو يقايض من هو الخليفة المحتمل ليحيى السنوار؟ مجاعة غزة اعتداء إسرائيل اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين المتطرف في أوروبا يعرض الآن Next حماس تنعى قائدها ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.. "سلام عليك أبا إبراهيم" يعرض الآن Next كيف تفاعل الإسرائيليون في شوارع القدس مع خبر مقتل زعيم حماس يحيى السنوار؟ يعرض الآن Next "يسرائيل هيوم": جثة السنوار نُقلت إلى مكان سرّي.. هل ستسخدمها إسرائيل كورقة تفاوض مقابل الرهائن؟ يعرض الآن Next عودة ترامب المحتملة تثير هواجس صناع القرار في برلين اعلانالاكثر قراءة "السنوار يقاتل إسرائيل حتى الرمق الأخير".. صور لما يقول الجيش إنها اللحظات الأخيرة في حياة زعيم حماس حماس تنعى قائدها يحيى السنوار مهندس الطوفان العرمرم.. نتنياهو نال من عدوه الأول وانتشى فهل يوقف حربه دراسة: ممارسة الجنس جزء أساسي في حياة من هم فوق 65 عاما القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو من هو الخليفة المحتمل ليحيى السنوار؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024يحيى السنوارإسرائيلطوفان الأقصىغزةحركة حماسالصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسياألمانياقطاع غزةحروبكوريا الشمالية Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 يحيى السنوار إسرائيل طوفان الأقصى غزة حركة حماس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 يحيى السنوار إسرائيل طوفان الأقصى غزة حركة حماس مجاعة غزة اعتداء إسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 يحيى السنوار إسرائيل طوفان الأقصى غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا ألمانيا قطاع غزة حروب كوريا الشمالية السياسة الأوروبية المساعدات الإنسانیة الإسرائیلیة على یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة

لم يعد السكان في غزة يجدون ما يطعمون به الأطفال أو الرضّع الذين يموتون ببطء بسبب مواصلة إسرائيل محاصرة القطاع، ومنعها إدخال أي مساعدات منذ شهرين.

ففي ما تبقى من مستشفيات القطاع، يرقد أطفال صغار بلا غذاء ولا دواء، يصارعون الموت البطيء، وهو مشهد تعيشه آلاف الأسر في غزة.

ومن بين هؤلاء، الطفل أسامة ذو الأربعة أعوام، الذي فقد 4 كيلوغرامات من وزنه بسبب عدم وجود دواء أو غذاء، كما تقول والدته التي أشارت إلى أن وزنه كان 13 كيلوغراما، لكنه وصل اليوم إلى أقل من 9 كيلوغرامات.

وكمئات الأطفال في غزة، يعاني أسامة بسبب إغلاق المعابر من انعدام الدواء والغذاء ومنعه في الوقت نفسه من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع.

لا طعام ولا دواء

وقالت والدة الطفل إنها لا تجد له طعاما أو دواء، وإنها في الوقت نفسه لا يمكنها شراء الغذاء والأدوية في حال توفرها، وناشدت بتسريع إخراج طفلها لتلقي العلاج في الخارج.

ووفقا لرئيس قسم الأطفال بمستشفى خان يونس جنوبي القطاع الدكتور أحمد الفرا، فإن الوزن الطبيعي لطفل في سن أسامة يجب ألا يقل عن 16 كيلوغراما، مما يعني أنه فقد نصف وزنه بسبب التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين.

وتحتاج حالة هذا الطفل إلى البروتين بشكل يومي حتى يمكنه تعويض ما فقده من وزنه، لكنه لم يحصل على أي بروتين منذ استئناف إسرائيل الحرب ومنعها إدخال المساعدات قبل 59 يوما، كما يقول الفرا.

إعلان

هذا النقص في البروتين أصاب أسامة بنحول شديد وفقدان للعضلات والنسيج الشحمي، وهو في وضع يقول الفرا إنه ينذر بالوفاة، ويتطلب تحويله وغيره من الأطفال للخارج ما لم يتم إدخال الغذاء والدواء.

لكن الفرا يقول إن إرسال هؤلاء الأطفال لتلقي العلاج في الخارج ليس حلا، وإن فتح المعابر ووقف الحصار هو الحل الصحيح، لأنه من غير المعقول أن يتم نقل كافة أطفال أو سكان القطاع للخارج لأن إسرائيل قررت تجويعهم.

وقال الفرا إن على العالم التحرك لوقف هذا التجويع والقتل الذي يتعرض له المدنيون في غزة، لأنهم بشر وليسوا أرقاما.

المساعدات غير قابلة للتفاوض

في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء، وطالب بفتح معابر قطاع غزة فورا لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.

في الوقت نفسه، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الـ60 حصاره المطبق على قطاع غزة، عبر إغلاق كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة.

وأكدت الحركة، في بيان، أن "فصول المجاعة في القطاع تشتد مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف ضمن حرب الإبادة الوحشية"، واعتبر البيان أن مواصلة حكومة الاحتلال استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة "يعتبر استخفافا بالمجتمع الدولي".

ودعت الحركة دول العالم ومؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج، كما جددت النداء للدول العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إعلان

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المساعدات غير قابلة للتفاوض، وإن على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيل تنفيذها.

وأضاف أنه يشعر بالقلق من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأدوات ضغط عسكري، وقال إن الوقت قد حان لوقف التهجير المتكرر في غزة.

وتواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع كافة، ومنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود، فضلا عن استهدافها المستمر للمستشفيات ومخازن الطعام.

مقالات مشابهة

  • 700 ألف فلسطيني بلا طعام وتحذيرات من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
  • الصين تدعو إسرائيل للتخلي عن "وهم تحقيق النصر بالقوة" في غزة
  • أطفال من غزة في صرخة جماعية للعالم: نحن نموت جوعا
  • «أونروا»: تجويع ممنهج في غزة يهدد حياة مليون طفل
  • بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة
  • الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة والأمم المتحدة: الوضع يفوق التصور
  • "الغذاء والدواء" تجري تحديثات جديدة لترخيص وتسويق الأجهزة الطبية
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد مخزونه من الغذاء بغزة
  • الإعلام الحكومي بغزة: مجاعة تهدد 2.4 مليون فلسطيني وكارثة غير مسبوقة
  • عناية رئيس الشيفت///أرباح سابك السعودية تقفز إلى 985 مليون ريال في الربع الأول من 2025