لبنان ٢٤:
2024-10-19@08:40:04 GMT

موقف ميقاتي من حديث قاليباف... حيط لبنان مش واطي

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

موقف ميقاتي من حديث قاليباف... حيط لبنان مش واطي

لم يكن مستغربًا استغراب رئيس حكومة كل لبنان نجيب ميقاتي موقف رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من ان طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، خصوصًا أن الذين يعرفون تمام المعرفة بموضوعية ومن دون تحامل ما يبذله من يتلقى بصدره كل السهام الموجهة إليه يدركون أنه يوازن بدّقة متناهية ما يتخذه من مواقف قد يعتبرها البعض، عن خطأ، أنها لا تتماشى مع ما يتعرّض له لبنان من مخاطر، فيما يرى كثيرون من أصحاب الرأي والمشورة أن السير بين النقاط الساخنة في هذا الظرف الدقيق والحسّاس ليس بالأمر السهل على الاطلاق، لأن أي خطأ في التقدير قد يقود لبنان، ومعه جميع اللبنانيين، إلى التهلكة، وإلى ما لا تُحمد عقباه.

فكل كلمة تُقال وكل موقف يُتخذ مدروسان بعناية، وتزانان بميزان الجوهرجي. فالظرف المصيري والمفصلي الذي يمرّ به الجميع يتطلب عدم الانجرار وراء بعض المواقف الغرائزية والمتهورة، والتي ستؤدي حتمًا إلى المزيد من التأزيم والتعقيد وصب الزيت على نار الفتن المتنقلة، والتي يبدو أن ثمة من "لا شغلة لديه ولا عملة" سوى تأجيجها ودسّ السمّ في الدسم عبر فبركة الشائعات المغرضة، والتي لا يمكن وضعها في سوى في خانة من لا يريد حقيقة وقف النار، التي تحرق الأخضر واليابس.
من يراقب بدقة الحركة الديبلوماسية، التي يقوم بها الرئيس ميقاتي، من خلال لقاءاته واتصالاته الخارجية والداخلية، يدرك أن لا همّ له سوى وقف إطلاق النار مهما كان الثمن. وللوصول إلى هذا الهدف على الجميع تقدير خطورة ما يمكن أن تقود إليه مفاعيل الحرب، التي أعلنتها إسرائيل مفتوحة على لبنان، غير آبهة بالنداءات الأممية، التي تدعوها إلى إطفاء محركات آلة الموت والدمار، التي تحصد أرواح الأبرياء يوميًا. ومتى اقتنع الجميع بأن الحرب لا بد من أن تحط رحالها في يوم من الأيام، وبأن العنف لم يأتِ ولن يأتي بأي حلّ، يدركون أنه لا بد من الذهاب إلى وقف للنار. ولكن لوقف هذه الحرب أصول وشروط، ويأتي تطبيق القرار 1701 من قِبل إسرائيل أولًا ومن قِبل "حزب الله" ثانيًا، أو بالتوازي، كشرط لازم لضمان عدم العودة إلى "النغمة القديمة"، وإلى التخاطب بالحديد والنار.
وللوصول إلى تطبيق هذا القرار الدولي، الذي على أساسه توقفت الحرب في صيف العام 2006، أصول ومعايير يجب على الجميع احترامها، وبالتالي عدم تخطّي الحكومة اللبنانية بما تمثّله من شرعية دستورية، وعدم السماح لأي كان، لا في الداخل ولا في الخارج، أن "يستوطوا" حيطها، وأن يتجاوزوا الخطوط الحمر المرسومة بدقة. وكل تجاوز لما أُعطيت الحكومة من صلاحيات رئاسية دستورية سيواجه بمثل الموقف الذي اتخذه الرئيس ميقاتي من حديث المسؤول الإيراني، وقد طلب من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث قاليباف، معتبرًا "أن هذا الموقف الذي يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان، علما اننا كنا ابلغنا وزير خارجية ايران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما الى لبنان اخيرا بضرورة تفهم الوضع اللبناني، خصوصا وان لبنان يتعرض لعدوان اسرائيلي غير مسبوق ونعمل لدى جميع اصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار. فموضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية، ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه، لا السعي لفرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية".
ولأن الخارجية الإيرانية قد أدركت مغزى الموقف اللبناني الرسمي، الذي أعلنه الرئيس ميقاتي، تعتبر ان مضامين حديث قاليباف قد حُرّفت.
ولكن وعلى رغم هذا الموقف التوضيحي المنتظر فإن الموقف العالي السقف للرئيس ميقاتي موجّه إلى إيران وإلى غيرها من الدول، التي ستسمح لنفسها بالتعاطي مع لبنان وحكومته الشرعية بفوقية وعنجهية. وقد يكون إشهار سلاح الموقف، رحم الله قائله، أمضى من أي سلاح آخر. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بسبب موقف فاضح لطهران.. ميقاتي يعلن استدعاء القائم بالأعمال الإيراني

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، الجمعة، إنه يرفض تدخل إيران في الشأن اللبناني.

جاء ذلك بعد أن قال رئيس البرلمان الإيراني إن بلاده مستعدة للتفاوض مع فرنسا حول قرار الأمم المتحدة 1701.

وفي سياق متصل، أكد مكتب رئيس الوزراء، الجمعة، أن "لبنان سيستدعي القائم بالأعمال الإيراني".

والقرار الذي تم تبنيه في 2006 يدعو إلى أن تكون المنطقة الحدودية بجنوب لبنان خالية من الأسلحة والقوات إلا إذا كانت تابعة للدولة اللبنانية، بهدف حفظ السلام على الحدود المشتركة مع إسرائيل.

وأدلى رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، بالتصريحات في مقابلة نشرت، الخميس.

ونقل بيان حكومي لبناني عن ميقاتي القول "نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان".

وأضاف ميقاتي أن "موضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي 1701 تتولاه الدولة اللبنانية".

وبموجب القرار 1701، فوض مجلس الأمن الدولي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في "مساعدة" القوات اللبنانية في ضمان خلو جنوب لبنان من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة غير تلك التابعة للحكومة اللبنانية.

وتقول إسرائيل إن الجيش اللبناني واليونيفيل فشلا في تأمين المنطقة. وبدأت إسرائيل عملية برية في لبنان في الأول من أكتوبر بعد مرور ما يقرب من عام على اندلاع الأعمال القتالية المستمرة مع جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة بالتوازي مع الحرب في غزة.

وعبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن مخاوفه الشديدة بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لإطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الوقت حان لسحب قوات اليونيفيل.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، لرويترز، الاثنين الماضي، إنه يريد أن يرى "تفويضا أقوى لقوات اليونيفيل لردع حزب الله".

ويمتد تفويض بعثة حفظ السلام الحالي حتى 31 أغسطس 2025.

مقالات مشابهة

  • قاليباف يفجّرها مع ميقاتي والحساسيات تتزايد
  • ميقاتي ـ قاليباف: لبنان وحده المُفاوض لا إيران
  • ميقاتي ينتفض بوجه الوصاية الإيرانية: تصريحات قاليباف عن القرار 1701 تدخل فاضح
  • ميقاتي: تصريحات قاليباف بشأن العمل مع فرنسا لتحديد مستقبل لبنان "وصاية مرفوضة"
  • بسبب موقف فاضح لطهران.. ميقاتي يعلن استدعاء القائم بالأعمال الإيراني
  • نجيب ميقاتي يهاجم تصرحات قاليباف حول لبنان: تدخل فاضح ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة
  • ميقاتي يطلب من بوحبيب استدعاء القائم بالأعمال الإيراني وإبلاغه الموقف اللبناني
  • ميقاتي: الوصاية الإيرانية على لبنان مرفوضة.. وتصريحات قاليباف تدخل فاضح
  • ميقاتي يستغرب موقف قاليباف: يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة