موقف ميقاتي من حديث قاليباف... حيط لبنان مش واطي
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
لم يكن مستغربًا استغراب رئيس حكومة كل لبنان نجيب ميقاتي موقف رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من ان طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، خصوصًا أن الذين يعرفون تمام المعرفة بموضوعية ومن دون تحامل ما يبذله من يتلقى بصدره كل السهام الموجهة إليه يدركون أنه يوازن بدّقة متناهية ما يتخذه من مواقف قد يعتبرها البعض، عن خطأ، أنها لا تتماشى مع ما يتعرّض له لبنان من مخاطر، فيما يرى كثيرون من أصحاب الرأي والمشورة أن السير بين النقاط الساخنة في هذا الظرف الدقيق والحسّاس ليس بالأمر السهل على الاطلاق، لأن أي خطأ في التقدير قد يقود لبنان، ومعه جميع اللبنانيين، إلى التهلكة، وإلى ما لا تُحمد عقباه.
من يراقب بدقة الحركة الديبلوماسية، التي يقوم بها الرئيس ميقاتي، من خلال لقاءاته واتصالاته الخارجية والداخلية، يدرك أن لا همّ له سوى وقف إطلاق النار مهما كان الثمن. وللوصول إلى هذا الهدف على الجميع تقدير خطورة ما يمكن أن تقود إليه مفاعيل الحرب، التي أعلنتها إسرائيل مفتوحة على لبنان، غير آبهة بالنداءات الأممية، التي تدعوها إلى إطفاء محركات آلة الموت والدمار، التي تحصد أرواح الأبرياء يوميًا. ومتى اقتنع الجميع بأن الحرب لا بد من أن تحط رحالها في يوم من الأيام، وبأن العنف لم يأتِ ولن يأتي بأي حلّ، يدركون أنه لا بد من الذهاب إلى وقف للنار. ولكن لوقف هذه الحرب أصول وشروط، ويأتي تطبيق القرار 1701 من قِبل إسرائيل أولًا ومن قِبل "حزب الله" ثانيًا، أو بالتوازي، كشرط لازم لضمان عدم العودة إلى "النغمة القديمة"، وإلى التخاطب بالحديد والنار.
وللوصول إلى تطبيق هذا القرار الدولي، الذي على أساسه توقفت الحرب في صيف العام 2006، أصول ومعايير يجب على الجميع احترامها، وبالتالي عدم تخطّي الحكومة اللبنانية بما تمثّله من شرعية دستورية، وعدم السماح لأي كان، لا في الداخل ولا في الخارج، أن "يستوطوا" حيطها، وأن يتجاوزوا الخطوط الحمر المرسومة بدقة. وكل تجاوز لما أُعطيت الحكومة من صلاحيات رئاسية دستورية سيواجه بمثل الموقف الذي اتخذه الرئيس ميقاتي من حديث المسؤول الإيراني، وقد طلب من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث قاليباف، معتبرًا "أن هذا الموقف الذي يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان، علما اننا كنا ابلغنا وزير خارجية ايران ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما الى لبنان اخيرا بضرورة تفهم الوضع اللبناني، خصوصا وان لبنان يتعرض لعدوان اسرائيلي غير مسبوق ونعمل لدى جميع اصدقاء لبنان ومنهم فرنسا للضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار. فموضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية، ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه، لا السعي لفرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية".
ولأن الخارجية الإيرانية قد أدركت مغزى الموقف اللبناني الرسمي، الذي أعلنه الرئيس ميقاتي، تعتبر ان مضامين حديث قاليباف قد حُرّفت.
ولكن وعلى رغم هذا الموقف التوضيحي المنتظر فإن الموقف العالي السقف للرئيس ميقاتي موجّه إلى إيران وإلى غيرها من الدول، التي ستسمح لنفسها بالتعاطي مع لبنان وحكومته الشرعية بفوقية وعنجهية. وقد يكون إشهار سلاح الموقف، رحم الله قائله، أمضى من أي سلاح آخر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ميقاتي يعلن ارتفاع قتلى الجيش اللبناني إلى 36
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأحد، أن عدد القتلى بصفوف جيش بلاده ارتفع إلى 36 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وشدد ميقاتي، في بيان، على ضرورة تمكين الجيش من القيام بمهامه وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، بما يتوافق مع القرار الأممي 1701.
وقال "بسقوط شهيدين جديدين للجيش اليوم (الأحد) نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزا له بشكل مباشر في بلدة الماري-حاصبيا، يرتفع عدد شهداء الجيش منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 36 شهيدا".
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، مقتل جنديين بصفوفه وإصابة 2 آخرين إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركزا له في بلدة الماري بقضاء حاصبيا جنوبي لبنان.
وأضاف ميقاتي "علينا جميعا التعاون كي لا تذهب تضحياتهم سدى، من خلال العمل أولا على وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتمكين الجيش من القيام بكل المهام المطلوبة منه، لبسط سلطة الدولة وحدها على كل الأراضي اللبنانية".
ولفت إلى أن "الحكومة، التي لا تدخر أي جهد لدعم الجيش وتعزيز قدراته، ماضية في العمل مع كل أصدقاء لبنان والدول الفاعلة والمقررة ومع الشرعية الدولية لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، وبسط سلطة الجيش على كل الأراضي اللبنانية".
ويدعو القرار 1701، الصادر في 11 أغسطس/آب 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على لبنان أسفر إجمالا عن 3 آلاف و452 قتيلا و14 ألفا و664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.