بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:- نعم … أن المنطقة آخذه بالتبلور والتغيير الكبير والطبقة السياسية العراقية مُصرّة على ان تكون خارج السرب وكالأطرش بالزفة. ولازالت تصر وضع بيضها في السلة الإيرانية. وبعبارة ادق لا يزال الساسة العراقيين وخصوصا الشيعة منهم وحلفاءهم من جماعة الاخوان المسلمين واصحاب الصفقات السنة يفضلون الركوب والإبحار بالسفينة الإيرانية التي باتت تترنح ولن تسلم على الإطلاق.

بحيث افضل ما سوف يحل فيها هو الرسو داخل إيران والانكفاء نحو الداخل الإيراني بعد الاستمرار في قصقصة اطراف الأخطبوط الإيراني في المنطقة، والعراق له فصل قادم وقريب في سيناريو القصقصة .( وهذا الكلام لا يقبله حلفاء إيران في العراق ويعتبرون من يكتبه عدو لإيران وعميل لأمريكا واسرائيل) لانهم لم يتعودوا على الواقعية ويكرهون الحقائق !
ثانيا:-لقد حدثت متغيرات دراماتيكية في المنطقة والطبقة السياسية في العراق تتصارع على المناصب، وعلى رئاسة البرلمان، وعلى الانتخابات والتحالفات القادمة في مشهد هزلي ومضحك . ومن هذه المتغيرات الدراماتيكية هي اغتيال الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه في اسقاط طائرته المروحية، واغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في ادق مربع امني بطهران ، واغتيال امين حزب الله السيد نصر الله وجميع رفاقه من الصف الاول ، واغتيال قيادات اخرى من حركة حماس وحزب الله، وتدمير المنشآت النفطية والحيوية والمخازن المهمة في اليمن والبقية ستأتي ، ثم جاءت تصفية زعيم حركة حماس يحيى السنوار ورفاقه المقربين، وقبله حسب الرواية الاسرائيلية تصفية قائد حماس محمد ضيف .وهكذا وضمن مخطط انهاء الإسلام السياسي والجهادي في المشرق العربي وتقطيع اطراف الأخطبوط الإيراني !
ثالثا:-وتزامن هذا بالمتغير الدراماتيكي في السودان حيث انتصارات الجيش السوداني على مليشيات الجنرال حميدتي المدعوم من الإمارات والذي اعترف بنفسه ان الطائرات المصرية وقوت خاصة مصرية لعبت دورا في تقهقر قواته لصالح الجيش السوداني وهذا متغير جديد ومهم . ثم قرار مصر ارسال قوات عسكرية ودبابات وقوات برية وقوات خاصة إلى الصومال بعد تلاسن مع إثيوبيا التي تحركت لتجد موطأ قدم لها على البحر الأحمر بمساعدة ( اقليم ارض الصومال الصومالي ).وطبعا هناك انتشار عسكري تركي قبل سنوات ولازال في الصومال. وبدأت مصر بنشر قواتها في الصومال على مقربة من المنطقة الاستراتيجية لباب المندب وهذا مؤشر خطير ورساله لايران والحوثيين !
رابعا:- والحدث المثير للجدل هو تغيير رئيس المخابرات المصرية “عباس كامل” المقرب جدا إلى الرئيس المصري السيسي وتعيين بدلا عنه اللواء ” حسن رشاد” المختص والخبير بالملف الإيراني ويعتبر هذا موشر غاية في الاهمية وبتناغم مع المخطط الاميركي الغربي الخليجي الإسرائيلي لتصفية اذرع ايران . بحيث استلمت طهران الرسالة فأرسلت وزير الخارجية الإيراني الجديد عرقتشي في القاهرة بعد انقطاع منذ عام ٢٠١٤ .من الجانب الاخر نزل في القاهرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي دعم مصر في انتشارها العسكري في الساحل الغربي في الصومال وصولا لمحاذاة باب المندب ، ومن ثم وضع وديعة سعودية جديدة في مصر قيمتها “15 مليار دولار ” .وهذا كله بضوء اخضر أميركي لحصار وتصفية اذرع ايران في المنطقة وملأ فراغ افول ايران القادم في المنطقة وصولا للعراق !
خامسا :- من هناك شعر الرئيس التركي اردوغان بالخطر خصوصا عندما يأس من مصالحة الرئيس السوري بشار الاسد معه” ويبدو عدم رغبة الاسد بالمصالحة مع اردوغان باشارة خليجية واميركية ” . فتيقن اردوغان ان الدور قادم عليه بعد ايران .فهرول اردوغان اخيرا نحو خطة المصالحة مع الأكراد في تركيا من خلال عقد صفقة وتنازلات .فقدم الدعوة إلى رئيس اقليم كردستان “نيجرفان برزاني” ليزور أنقرة من اجل مساعدة اردوغان وتركيا في دعم الحوار بين أنقرة والأتراك، واستعداد تركيا لتقديم تنازلات حتى في سوريا لصالح الأكراد.كل هذا عندما عرف وتيقن اي الرئيس التركي ان المنطقة في طريقها لتشكيل جديد ومختلف وان هذا التشكيل قد يضرب التركيبة الجيوسياسية في تركيا !
سادسا:-طبعا معروف للجميع ان القيادة السياسية في العراق وبنسبة واسعة منها وصولا للمليشيات هي واحدة من اذرع ايران في المنطقة وضدها معارضة واسعة جدا من الشعب العراقي وشعوب المنطقة .وبالتالي لن يستثنيها مخطط أمريكا والغرب وإسرائيل والسعودية ودول اخرى بانهاء اذرع إيران في المنطقة. ولكن الواضح ان العراق هو آخر فصل من فصول انهاء اذرع ايران في المنطقة وذلك لاهمية العراق الاستراتيجية بالنسبة للمصالح الاميركية والبريطانية والغربية ( اي بعد التفرغ من من غزة ولبنان وسوريا واليمن سيأتي الدور على العراق وبنسبة ٩٩٪؜ ) لتغيير المشهد السياسي تماما وولادة نظام جديد مهمته النهوض بالعراق كدولة وطنية ومحورية تلعب دورا في استقرار المنطقة ومثلما كان سابقا !.

سابعا:-وان معظم الطبقة السياسية الحالية ستساق إلى المحاكم و ستخضع للمحاسبة بتهم ( الفساد، دعم الارهاب ، انتهاكات حقوق الإنسان ، سرقة وتمييع ثروات وأصول الدولة العراقية ، وتهريب ثروات العراق لإيران ومنظمات محضورة وجهات اخرى، وقتل المتظاهرين باثر رجعي … الخ )

سمير عبيد
١٩ اكتوبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی المنطقة اذرع ایران

إقرأ أيضاً:

قمة بكركي خارطة طريق لإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة

البيان الذي صدر عن القمة الروحية في بكركي كان متوقعًا في عناوينه العريضة، خصوصًا أن مسودته أٌرسلت قبل أيام إلى مختلف الرؤساء الروحيين، وبالأخص إلى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اللذين وافقا على المشاركة في القمة على أساس أن ما في المسودّة لا يتناقض مع نظرتهما العامة إلى ما يجري على أرض الواقع. وعليه، فإن ما ورد في البيان الختامي جاء بمثابة نداء لا بدّ من أن تواكبه حملة ديبلوماسية ضاغطة على إسرائيل لوقف عدوانها المستميت على لبنان. وقد يكون لدور الفاتيكان، التي يقصدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حاملًا معه بيان القمة، الفعالية المجدية هذه المرّة، لما يمكن أن يتوجّه به قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس من كلام مباشر إلى العالم الحر من خلال كلمته في حفل تقديس الأخوة المسابكيين الموارنة. ووفق ما يتوقعه البعض فإن البابا فرنسيس، الذي يكنّ للبنان عاطفة خاصة، سيتوجه إلى ضمائر قادة العالم للعمل سريعًا على إيقاف المجازر التي تُرتكب في حق هذا البلد – الرسالة، إذ أن لبنان في نظر حاضرة الفاتيكان ليس مجرد بلد كسائر البلدان الأخرى، وذلك لأنه البلد الوحيد الباقي في الشرق العربي وفي العالم، حيث يعيش فيه المسيحيون والمسلمون تحت سقف واحد، ويتقاسمون لقمة خبز واحدة، ويسعون معًا إلى الحفاظ على القيم الإنسانية النابعة من التعاليم السماوية على رغم الصعوبات والمشاكل الموسمية، التي تعرّض لها اللبنانيون على مدى السنوات الأخيرة، التي لم تفقدهم الأمل في استعادة ما حاول بعض الخارج زعزعته من خلال حروبهم البديلة على أرض لبنان المقدسة، التي قيل عنها في الكتاب المقدس أنها "وقف لله".   صحيح أن القمم الروحية الكثيرة التي عُقدت سواء في بكركي أو في أي مكان آخر لم يكن لها ترجمة عملية على أرض الواقع، خصوصًا تلك التي عُقدت في 4 تشرين الثاني من العام 1975، في بكركي صباحاً، وفي دار الفتوى بعد الظهر، وأصدر بعدها المجتمعون بياناً أكّدوا فيه على أهمية التلاقي والحوار ورفض التقسيم وضرورة الإصلاحات واحترام السيادة الوطنية، إلا أن ذلك لم يحل دون الاستمرار في حرب امتدّت سنوات، وكان للعامل الخارجي التأثير الأكبر على تسعيرها، لكن قمة الأمس، وقد لامست ما يعانيه جميع اللبنانيين من وحشية القصف الإسرائيلي ووضعت أصبعها مباشرة على الجرح، سيكون لصداها في الخارج كما في الداخل الصدى المنتظر. فهي لم تنعقد لمجرد أخذ صورة جامعة، بل جاءت نتيجة ما يترتب على القادة الروحيين، الذين اجتمعوا في هذا الصرح الوطني التاريخي، من مسؤوليات تجاه وطن يقف على شفا هاوية سحيقة قد يكون من الصعب جدًّا الخروج منها، خصوصًا إذا ما استمرّ العدو الإسرائيلي في حربه المدّمرة، والتي أنست مجازره التي يرتكبها في لبنان ما سبق أن فعله في غزة.     قبل قمة 16 تشرين الأول من العام 2024 كان الاعتقاد السائد لدى معظم اللبنانيين أن قمم القادة الروحيين الجامعة لا تختلف في نتائجها كثيرًا عن مفاعيل طاولات الحوار، التي فرّقت بدلًا من أن تجمع.  ومرد هذا الاعتقاد أن القمم السابقة المشابهة لم تحمل في الغالب أي جديد على صعيد العمل والإنتاج.   وقد تضمّن البيان الختامي لقمة بكركي تسع نقاط، تناولت دعوة مجلس الأمن الدولي الى الانعقاد فورًا، ومن دون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار، دعوة اللبنانيين جميعاً إلى إنقاذ وطنهم، "فالوقت ليس وقتاً للجدل العقيم، والزمن ليس زمن المطالب والمكاسب"، حثّ اللبنانيين جميعاً على القيام بواجباتهم تُجاه وطنهم، واولها إعادة تكوين المؤسسات الدستورية، ولاسيما قيام مجلس النواب، وفوراً، بالشروع في انتخاب رئيس للجمهوريـة، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملًا بروح الميثاق الوطني وتغليبًا للمصلحة الوطنية وتجاوزًا للمصالح الخارجية، الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعمٍ جيش اللبناني وتعزيز إمكانياته وقدراته للدفاع عن لبنان، التأكيد على وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم لبعضهم الآخر، التأكيد على أنّ القضية المركزية التي تتمحور حولها معظم القضايا في المنطقة العربية، هي القضية الفلسطينية المحقّة التي ما تزال تنتظر الحلّ العادل والشامل ليكون للفلسطينيين وطنهم وتكون لهم دولتهم السيدة المستقلة.   ما يمكن قوله هو أن هذه القمة في هذا الوقت المفصلي في حياة الوطن قد رسمت خارطة طريق انقاذية لإبعاد لبنان مرّة أخيرة عن الصراعات الإقليمية على أرضه.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • القيادة الامريكية تؤكد مقتل قيادي كبير في داعش بالعراق
  • القيادة الامريكية تؤكد مقتل زعيم كبير في داعش بالعراق
  • عاجل:- الرئيس السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيراني لمناقشة التطورات الإقليمية
  • الرئيس السيسي يستقبل وزير الخارجية الإيراني لمناقشة التطورات الجارية في المنطقة
  • قمة بكركي خارطة طريق لإبعاد لبنان عن صراعات المنطقة
  • بحضور العطاس .. الرئيس العليمي لسفراء أوروبا في عدن :هذا القرار هو خارطة الطريق المثلى لإحلال السلام في اليمن
  • “المنفي” يُجري مباحثات ثنائية مع الرئيس “تبون”
  • وزير الدفاع الإيراني يرد على تهديدات العدو الصهيوني ونشره لمنظومة “ثاد” في المنطقة.. وهذا ما قاله
  • لأول مرة منذ سنوات.. القوات الامريكية تضاعف خزينها اللوجيستي في قاعدتين بالعراق - عاجل