شبكة انباء العراق:
2024-12-18@21:41:18 GMT

رمزية السنوار ودوره في المعركة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

بقلم : تيمور الشرهاني ..

يكشف دور السنوار في المعركة عما تتطلبه القيادة الحقيقية من شجاعة وإخلاص، حيث خاض معاركه بجسارة مرتدياً رداء الشهادة ببدلته العسكرية وتجهيزاتها. إذ قام بصياغة تجربة نضالية استثنائية فريدة تفخر بها الأجيال، لذلك يُعتبر رمزاً للمدافعين عن القضية الفلسطينية. فقد واجه السنوار التحديات بجرأة وأعلن عن استعداده للتضحية.

هذا الهمام كيف استطاع تحويل تضحياته إلى مصدر إلهام للأجيال المُقبلة مقارنة بين قيادة السنوار وقيادات أخرى سواء في العراق واليمن وباقي الدول المقاومة الأخرى.
عند دراسة قيادة السنوار نجد وجود فروقات ملحوظة مقارنة بقيادات أخرى. كان السنوار بعيداً عن مظاهر الجكسارات والتاهوات، كما أنه اختار البقاء بين شعبه في الأوقات الحرجة مدافعاً عنهم بكل بسالة وإقدام. في المقابل، سعى بعض قادة المقاومة إلى تجنب الخطر وفضلوا الحياة في الرفاه هم وعائلاتهم، مما يعكس اختلافاً كبيراً في مواقفهم. لذا تعتبر هذه المقارنة محورية لفهم ما الذي يجعل القائد محبوباً وفعّالاً في نظر شعبه.
من هنا ترتبط الشجاعة بالتضحية بشكل فريد في شخصية السنوار، فكانت خياراته الحياة على خط المواجهة بدلاً من السلامة الشخصية. فتجسدت معاني النبل، وهذا الأمر يعكس ضرورة وجود قيادات تنحاز لشعوبها في أثناء الأزمات، حيث تُشكل هذه الرمزية في عقل الجماهير وتتحول إلى رسائل قوية تشجع الأجيال الجديدة على الاستمرار في المقاومة.
سيما أن قرارات السنوار العسكرية كانت محورية في تعزيز الروح الوطنية بين الجماهير. من خلال قيادته في المعارك استطاع التأثير على توجهات المجتمع وتحفيز الشباب للمشاركة في النضال، وإن شعور التضامن الذي أحدثه كان له وقع عميق على العائلات والمجتمعات المحيطة. هذا التفاعل بين القائد وجماهيره يضعنا أمام دراسة شاملة لآثار القيادة العسكرية في السياقات المجتمعية.
فكان لهذه التضحية خير إيثار والتأمل في ذكرى الحسين (عليه السلام) ومعانيها المعاصرة. هذه الذكرى تحمل معانٍ عميقة ترتبط بالتضحية والفداء، ويعكس ذلك تطلعات شعوب تعاني من القهر والحرمان، وتتجلى هذه المعاني في تضحيات المقاتلين أمثال السنوار بالمقابل يواصل الناس استحضار ذكرى الحسين (عليه السلام) كرمز للثبات في مواجهة الظلم. الواجب علينا كشعوب عربية أن نتأمل في كيفية نقل تلك المبادئ إلى العصر الحديث بدلاً من الاكتفاء بالتأبين.
ثم إن مفهوم الشهادة شهد تطوراً كبيراً في العقود الأخيرة، حيث أصبح يُنظر إليه كرمز للعزة والكرامة.
وربطاً بما سبق، فإن الشهادة لم تعد مرتبطة بالتضحية فقط، بل هي دعوة للتغيير الاجتماعي والسياسي. لذا يتطلب من الأفراد التفكير في معاني الشهادة وكيف يمكن أن تكون ملهمة لأجيال جديدة. هذا النقاش أساسي لتفسير تأثير هذه الظاهرة على المجتمعات المختلفة.
بيد أننا نستطيع أن ننتقد الثقافة السائدة حول التأبين والرثاء التي تكتفي بالبكاء على القادة الشهداء دون النظر إلى الأسس الفكرية وراء ذلك. هذا النقد مهم لتسليط الضوء على جوانب العمل النضالي بدلاً من التركيز على الجوانب العاطفية فقط. وإن الرسالة التي تحملها تضحيات القادة تتجاوز الحزن إلى العمل الجاد لتحقيق التغيير، فلا بد أن ننظر إلى كيفية استلهام تلك الأفكار للانطلاق نحو مستقبل أفضل.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

خالد الإعيسر- بين إرث الولاء القديم وقمع حرية الإعلام والتعبير

خالد الإعيسر، بصفته وزير الإعلام السوداني الحالي، يواجه تحديات كبيرة في إدارة المشهد الإعلامي وسط أزمة سياسية وعسكرية عميقة تمزق السودان. ومع ذلك، يبدو أن أداء الإعيسر يعكس انحيازاً واضحاً إلى طرف دون الآخر، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرته على تمثيل صوت جميع السودانيين. في وقت تعاني فيه البلاد من انقسامات سياسية واجتماعية حادة، يُفترض أن يكون وزير الإعلام شخصية جامعة، قادرة على تقديم خطاب وطني يعكس تطلعات جميع مكونات المجتمع السوداني دون تمييز أو انحياز.

منذ توليه منصبه، اتُهم الإعيسر بالانتماء إلى الحركة الإسلامية، وهو أمر يعزز الشكوك حول حياده وقدرته على الفصل بين انتماءاته الشخصية وبين مسؤوليته كوزير في حكومة يفترض أن تمثل كافة الأطياف السودانية. انتماؤه هذا يجعل من الصعب عليه أن يكون قادراً على بناء خطاب موحد يلامس تطلعات السودانيين بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية. الإعلام في مثل هذه الأزمات ينبغي أن يكون صوتاً للشعب بكل مكوناته، وليس مجرد أداة لتعزيز خطاب السلطة. بدلاً من ذلك، فإن الإعيسر يظهر كرجل يروج لرؤية سياسية محدودة، ما يعمق حالة الاستقطاب ويضعف ثقة قطاعات واسعة من الشعب السوداني في الخطاب الرسمي.

تصريحات الإعيسر الأخيرة التي تضمنت تهديدات بملاحقة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي لا تلتزم بالخط الإعلامي الداعم للجيش تعكس منهجاً يقوم على الإقصاء بدلاً من الحوار. هذه التصريحات، التي وصفها العديد من الصحفيين بأنها تمثل "اتجاهاً خطيراً"، تُظهر أن الإعيسر يرى في الإعلام أداة للإملاءات بدلاً من كونه منصة حرة لنقل الحقائق ومناقشة الآراء المختلفة. التهديد بالملاحقات القانونية لكل من يخالف الخط المرسوم لا يعكس فقط ضعف الثقة في قدرة الإعلام الرسمي على التأثير، بل يشير أيضاً إلى فشل الوزارة في استيعاب التنوع الموجود في الساحة السودانية.

الإعلام، بطبيعته، ينبغي أن يكون مساحة مفتوحة لتمثيل جميع الأصوات، لا سيما في أوقات الأزمات. لكن النهج الذي يتبعه الإعيسر يبدو وكأنه يستهدف تكميم الأفواه وفرض وجهة نظر واحدة. هذا الأسلوب لا يؤدي فقط إلى تآكل حرية الصحافة، بل يساهم أيضاً في تعميق الانقسامات داخل البلاد، حيث يشعر السودانيون الذين لا يتماهون مع خطاب الحكومة أو الجيش بأن أصواتهم غير مسموعة ومصالحهم غير ممثلة. الأزمات الوطنية تتطلب خطاباً إعلامياً جامعاً يركز على القضايا المشتركة والتحديات التي تواجه الأمة ككل، بدلاً من التركيز على دعم طرف واحد على حساب الآخرين.

المشكلة الكبرى التي يواجهها الإعيسر هي أنه، بسبب خلفياته السياسية وانحيازه الواضح، غير قادر على كسب ثقة جميع الأطراف في الساحة السودانية. الإعلام ليس مجرد أداة للدعاية، بل هو جسر بين الحكومة والشعب، وإذا كان الوزير غير قادر على تمثيل جميع مكونات الشعب السوداني، فإنه يفشل في أداء دوره الأساسي. الانحياز الواضح الذي أظهره الإعيسر في تصريحاته الأخيرة يعزز الشعور بأن الحكومة لا تسعى إلى بناء توافق وطني بقدر ما تسعى إلى فرض رؤيتها بالقوة، سواء كانت قوة السلاح أو قوة الإعلام الموجه.

ما يزيد الأمر تعقيداً هو أن التهديد بالملاحقات القانونية لا يعكس فقط نهجاً قمعياً، بل يفتح الباب أمام أزمات إضافية مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، سواء المحلية أو الدولية. الصحافة، بحسب ما أكد العديد من الصحفيين، ليست أداة للدعاية، بل هي سلطة رابعة من مهماتها تسليط الضوء على الحقائق، حتى وإن كانت هذه الحقائق تتعارض مع مصالح السلطة الحاكمة. محاولة الوزير إغلاق المجال أمام التعددية الإعلامية لا تضرب فقط مصداقية الإعلام الرسمي، بل تعرض البلاد لانتقادات دولية حادة، مما يضعف موقف الحكومة ويزيد من عزلتها.

علاوة على ذلك، فإن الإعيسر، بدلاً من أن يعزز الثقة في مؤسسات الدولة، يبدو أنه يسهم في إضعافها من خلال فرض قيود على العمل الإعلامي وتهديد الصحفيين. السودان في حاجة ماسة إلى قيادة قادرة على تجاوز المصالح السياسية الضيقة والعمل على بناء خطاب وطني جامع يعزز الوحدة الوطنية. ولكن الإعيسر، بمنهجه الحالي، يظهر كرجل يدير الإعلام كأداة لإرضاء طرف واحد، ما يجعل من المستحيل عليه أن يكون ممثلاً لكل السودانيين.

التاريخ يُظهر أن محاولات تكميم الإعلام وفرض السيطرة عليه لم تؤدِ في أي وقت إلى تحقيق الاستقرار. بدلاً من ذلك، فإن الدول التي اعتمدت على هذه السياسات شهدت مزيداً من التوترات والانقسامات. إذا كان الإعيسر جاداً في أداء دوره كوزير إعلام يمثل السودان بكافة أطيافه، فإنه بحاجة إلى تغيير جذري في سياساته. المطلوب الآن ليس مزيداً من التهديدات والملاحقات، بل فتح المجال أمام حوار وطني يشمل الجميع، بحيث يكون الإعلام منصة لهذا الحوار وليس عائقاً أمامه.

خالد الإعيسر، من خلال تصريحاته وسلوكياته، لا يمثل صوت كل السودانيين، بل يمثل صوتاً منحازاً لطرف معين في صراع معقد. هذا الانحياز، إلى جانب التهديدات التي أطلقها، يعزز الانقسامات بدلاً من أن يخفف منها، ويضعف الأمل في بناء خطاب إعلامي يسهم في إخراج البلاد من أزمتها. السودان اليوم بحاجة إلى إعلام حر وقيادة إعلامية حكيمة، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل السياسات الحالية التي ينتهجها الإعيسر.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • زمن سقوط الأقنعة «1 من 2 »
  • خالد الإعيسر- بين إرث الولاء القديم وقمع حرية الإعلام والتعبير
  • إبراهيم عيسى: "لحم كتاف نتنياهو من يحيى السنوار.. يتجول بسوريا نتيجة بركات الجولاني"
  • برج الثور .. حظك اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 : وقت عصيب
  • مكنزي بدلاً من دوسكي في خليجي 26
  • بين التردد والخوف من المواجهة.. نقطة ضعف برج الدلو
  • خطوات بسيطة لتغذية العقل والجسم
  • شاهد بالفيديو.. الإبن الأصغر للشيخ عبد الحي يوسف يقود المجاهدين في الصفوف الأمامية وزميله بأرض المعركة يصفه بالشهيد الحي
  • مديرة مرصد الأزهر: المعركة الحالية عن الوعي والأزهر دوره حماية المجتمع
  • برلمانية تطالب الحكومة بمواجهة سرقة الكهرباء بدلاً من رفع أسعارها