شدد تقرير نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، على إحراز الصين تقدما في مجال الأسلحة النووية، مشير إلى أن ذلك يثير مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين تعدّ في الوقت الراهن ثالث أكبر دولة من حيث الترسانة النووية بعد روسيا والولايات المتحدة، لكنها تطمح إلى تطوير ترسانتها.



وذكرت الصحيفة أن الصين أجرت أول اختبار لقنبلة ذرية قبل ستين عاما، في صحراء منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم، ومثّل هذا الحدث بداية دخول بكين إلى نادي الأسلحة النووية.

وشهدت تلك الفترة تفكك التحالف العسكري بين الصين والاتحاد السوفييتي وتوقفت موسكو عن تقديم المساعدة التكنولوجية لبكين في مجال الأسلحة النووية. كما عانى الاقتصاد الصيني من أزمة حادة بسبب سياسات ماو تسي تونغ.


وأضافت الصحيفة أن عدة أسباب دفعت الصين لصناعة قنبلة ذرية في سنة 1964، من بينها رغبتها في الانضمام إلى النادي النووي الذي كان يضم فقط الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وبريطانيا، لتنضم إليه فرنسا في وقت لاحق.

وجاءت معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لاحقا لتنص على أن الدول التي امتلكت أسلحة الدمار الشامل قبل الأول من كانون الثاني/ يناير عام 1967، هي الوحيدة التي لها الحق في امتلاكها بشكل شرعي.

وهكذا أُسندت صفة النادي النووي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا والصين، وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لاحقا حصلت الهند وباكستان وإسرائيل على أسلحة نووية.

مناورة صينية تثير المخاوف
أوردت الصحيفة أن الترسانة النووية الصينية وترسانة مركبات نقل الأسلحة النووية آخذة في التطور، ففي أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلقت الصين صاروخا باليستيا عابرا للقارات في جنوب المحيط الهادئ بعد إعلام الولايات المتحدة بهذه الخطوة.

ووصف عدد من الخبراء هذه التجربة بالقفزة إلى الأمام فيما يتعلق بتحديث الترسانة النووية الصينية، وأنها خطوة تتطلب من واشنطن تعزيز التنسيق مع شركائها في شرق آسيا -اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان- النظر في كيفية الرد للتصدي للمخاطر المحتملة واحتمال تغير موازين القوى في المنطقة، حسب التقرير.

وأوضحت الصحيفة أن اليابان التي لم تكن على علم بالمناورة الصينية الأخيرة، ورغم زيادة ميزانيتها الدفاعية ب53.15 مليار دولار، لا تمتلك سلاحا مستقلا مضادا للصواريخ قادرا على صد هجوم صاروخ صيني مجهز بعدد كبير من الرؤوس الحربية.


وتنقل الصحيفة عن كبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد فاسيلي كاشين، قوله إن "هذا هو الاختبار الثاني كامل المدى لصاروخ باليستي صيني عابر للقارات على مسافة تسعة آلاف كيلومتر.. تمتلك روسيا مساحة واسعة جدا، ومن الممكن إطلاق الصواريخ من المناطق الغربية والشمالية الغربية في اتجاه ميدان التدريب في كامتشاتكا. في المقابل، تعد أراضي الصين أقل اتساعا، ولكن استنادا إلى التكنولوجيا المحسنة، قرر الصينيون إطلاق النار على مسافة أطول هذه المرة".

وحسب رأيه، تسعى الصين من خلال عملية الإطلاق إلى إظهار التقدم في مجال صناعاتها الدفاعية، مرجحا إمكانية نشر نوع جديد من الأسلحة.

ويستبعد كاشين موافقة الصين على المشاركة في المفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة بشأن الأسلحة النووية قبل حصولها على مؤشرات بأمن أسلحتها يمكن أن تُضاهي بالأسلحة الروسية والأمريكية.

وأضاف كاشين: "إلى ذلك الحين، لن يتفاوض الصينيون، ولن يقبلوا فرض قيود على عدد الرؤوس الحربية النووية لتكون أقل من التي بحوزة الولايات المتحدة وروسيا، حيث تسعى الصين إلى التساوي مع روسيا في المجال النووي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين النووية الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين النووي اسيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأسلحة النوویة الصحیفة أن

إقرأ أيضاً:

الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن يتذكره الناس باعتباره صانع سلام، وقال مرارا وتكرارا، إنه يريد إنهاء "حمام الدم" في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا - والذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

 وقال الكرملين،  إن موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي يبعث على الرضا لدى موسكو لكنه رفض التعليق على آمال ترامب في التوصل إلى اتفاق سلام هذا الأسبوع.

ترامب يريد إنهاء حمام الدم 


قال المبعوث الأمريكي الجنرال كيث كيلوج يوم الأحد إن عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) "غير واردة" بالنسبة لأوكرانيا. وكان ترامب قد صرّح بأن الدعم الأمريكي السابق لذلك كان سببًا للحرب.


وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين: "سمعنا من واشنطن على مختلف المستويات أن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو مستبعدة. بالطبع، هذا أمر يُسعدنا ويتوافق مع موقفنا".

تهديد المصالح الروسية


وأضاف بيسكوف أن انضمام أوكرانيا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من شأنه أن يهدد المصالح الروسية. "وفي الواقع، هذا أحد الأسباب الجذرية لهذا الصراع".


في عام 2022، أمر الرئيس فلاديمير بوتن بإرسال قوات إلى أوكرانيا، مما أدى إلى أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.


ووصف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وزعماء أوروبا الغربية وأوكرانيا الغزو بأنه استيلاء على الأراضي على الطريقة الإمبراطورية وتعهدوا مرارا وتكرارا بهزيمة القوات الروسية.


الحرب لحظة فاصلة في علاقات موسكو مع الغرب


ويرى بوتن أن الحرب كانت بمثابة لحظة فاصلة في علاقات موسكو مع الغرب الذي يقول إنه أذل روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1991 من خلال توسيع حلف شمال الأطلسي والتعدي على ما يعتبره مجال نفوذ موسكو.


في قمة بوخارست عام ٢٠٠٨، اتفق قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الحلف يومًا ما. وفي عام ٢٠١٩، عدّلت أوكرانيا دستورها، ملتزمةً بمسار العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
 

شروط روسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا


وقال بوتن مرارا وتكرارا إن روسيا ستكون مستعدة لإنهاء الحرب إذا تخلت أوكرانيا عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي وسحبت قواتها من المناطق الأربع الأوكرانية التي تطالب بها روسيا وتسيطر على معظمها.


وذكرت وكالة رويترز في نوفمبر أن بوتن مستعد للتفاوض على صفقة مع ترامب، لكنه سيرفض تقديم تنازلات إقليمية كبيرة وسيصر على أن تتخلى كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.


وقال ترامب، إنه يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع.

قال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "سيبدأ كلاهما بعد ذلك في إقامة علاقات تجارية ضخمة مع الولايات المتحدة الأمريكية المزدهرة، وتحقيق ثروة طائلة!".


تم تداول الروبل الروسي عند مستوى يقارب 80 روبل مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى مقابل الدولار منذ يونيو 2024. وارتفع الروبل بأكثر من 40% مقابل الدولار منذ بداية العام وسط توقعات بالسلام.


وعندما سُئل عن تصريحات ترامب، قال بيسكوف: "لا أريد الإدلاء بأي تعليقات الآن، وخاصة فيما يتعلق بالإطار الزمني".


لا يزال الرئيس بوتين والجانب الروسي منفتحين على السعي للتوصل إلى تسوية سلمية. ونواصل العمل مع الجانب الأمريكي، ونأمل بالطبع أن يُثمر هذا العمل نتائج.

سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم 


ورفض التعليق بشكل مباشر على تقرير بلومبرج الذي أفاد بأن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم كجزء من اتفاق سلام أوسع نطاقا. 


وقال بيسكوف: "لا يجوز، ولا ينبغي، العمل على إيجاد تسوية سلمية علنًا. بل يجب أن يتم ذلك بسرية تامة.

مقالات مشابهة

  • تحليل إسرائيلي حول سر توجه الجيش المصري نحو روسيا والصين
  • الصين تدعم المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • تداعيات معارك ترامب.. الولايات المتحدة تواجه خطر فقدان نفوذها في القارة مع توسّع نفوذ الصين
  • الصين: ندعم المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة
  • الصين: الباب مفتوح لمحادثات تجارية مع الولايات المتحدة
  • مخاوف تايوانية من تراجع دعم إدارة ترامب لها أمام الصين
  • (نيويورك تايمز): الصين تحذر الدول من التعاون مع الولايات المتحدة ضدها في التجارة
  • الصين تخفض وارداتها من أهم سلع الولايات المتحدة وتوقف استيراد الغاز المسال
  • الكرملين راضٍ عن موقف الولايات المتحدة بشأن الناتو.. وترامب يضغط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا
  • الصين تحذّر الدول من إبرام صفقات تجارية مع الولايات المتحدة على حسابها