تشرق الشّمسُ من جديدٍ على غزةَ ولبنانَ من دون هيمنة حزب الله، وحماس، سواء كنا نراهما مقاومةً أم ذراعين إيرانيين. مشهدٌ مختلفٌ ويومٌ جديدٌ يوشك أن يبدأَ، ويتطلّبُ تحركاً فلسطينياً ولبنانياً وعربياً ودولياً لتقليلِ الخسائرِ الإنسانيةِ والسياسيةِ، والسعي لوقفِ المزيدِ من الانهيارات.
عدَ مقتلِ السنوار وتدميرِ قوّةِ حماس، نرى إسرائيلَ اليوم في موقعٍ أقوى من الأمس، نتيجةَ سوءِ إدارةِ الأزمةِ منذ مطلعِ العام.
بعدَ مقتلِ حسن نصر الله، ومعظمِ قادةِ حزب الله، لبنان أيضاً لم يعدْ يقبل، أو أن تكتفي إسرائيلُ بما كانت تطالبُ به وترفضُه الضاحية، وهو القرار 1701، بمنعِ إطلاقِ القذائفِ ومنعِ مقاتلي الحزب، مقابلَ منعِ إسرائيلَ من عبورِ الحدود. الممكنُ أن يقومَ الجيشُ اللبناني بواجبِه بحمايةِ الحدود، وإنهاءِ دور حزب الله العسكري. من دون ذلك ستستمرُّ إسرائيلُ في عملياتِها العسكريةِ إلى الرَّبيع المقبل، حتى القضاء على آخر مسلحٍ هاربٍ في لبنان، وتكونُ البلادُ بسببها قد دُمّرت، وحزب الله انتهى عسكرياً وسياسياً.
لا لمْ تنتهِ الحربُ بعدُ. فهناكَ نذرُ مواجهةٍ جديدةٍ على جبهةٍ ثالثة هي سوريا، ورابعة مع إيران. إسرائيلُ بعد نجاحِها في القضاءِ على حماس، وتدمير معظمِ قدراتِ حزب الله، تخشَى أن تعودَ التهديداتُ ضدها ما لم تقضِ على الخطِّ الإيراني الممتد إلى العراق ثم سوريا. هدفُها في هذه المرحلة قد يكون إخراجَ الإيرانيين من سوريا، وإن لم تكن هذه ليست سياسةً معلنة، لكن ما تفعلُه على الأرضِ يشير إلى ذلك، مع ما يُطرح داخلَ إسرائيل. فقد قامت بنزعِ الألغامِ المزروعةِ على حدودِ الجولان المحتل مع سوريا، وتطالبُ بإبعادِ القوةِ الدولية، ما يوحي بأنَّها تنوي القيامَ بعملياتٍ عسكرية. ومع أن دمشقَ، تبنَّت سياسةً حصيفة، عندمَا امتنعت عن التَّورطِ في مغامراتِ حماس، وحزب الله، ولم تعطِ الإسرائيليين أية ذريعةٍ لاستهدافِها، إلا أنَّ نتانياهو وحكومتَه عبرا عن العزم على إنهاء التهديداتِ الإيرانيةِ المحيطة، وهذا يعني حماس وحزب الله والقواعدَ الإيرانيةَ في سوريا. وما كانَ هجومُها على القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلعَ أبريل (نيسان) الماضي، إلا رسالةً تقول إنه على الإيرانيين أن يحملوا حقائبَهم ويغادروا سوريا.
وسيكون خروجُهم سِلماً مكسباً للحكومة السورية، فقد انتهتْ حاجتُها إبانَ الحربِ الأهلية لوجودِهم، وأصبحوا يشكّلون عبئاً عليها.
قد يبدو نتانياهو مجنوناً يطلق النَّارَ في كل اتجاه، لكنَّه في الحقيقةِ يعمل وفقَ خطةٍ مرسومةٍ لها هدفٌ واضح، لم يكن يظنُّ أحدٌ منا أنَّه قادرٌ على تحقيقِه، وهو القضاءُ على التهديداتِ الإقليميةِ الإيرانيةِ الضخمةِ المحيطة به. والمتوقّع أنه سيهاجم إيرانَ هذا الأسبوعَ، ولن يكتفيَ برأسِ السنوار. الهجومُ إن حدث، سيضعُ إيرانَ أمام خيارين: إما أن تقبلَ بالشروط الإسرائيلية وتنهيَ نشاطَ حرسِها الثوري الخارجي، أو أن تنخرطَ في مواجهةٍ أكثرَ خطورة عليها وعلى المِنطقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
اقرأ غدًا في «البوابة».. ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقرأ غدًا في العدد الجديد من جريدة «البوابة» الصادر بتاريخ السبت 16 نوفمبر، مجموعة من الموضوعات والانفرادات المهمة، ومنها:
ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
نتنياهو يهدد بالتوغل فى لبنان حال فشل جهود وقف الحرب.. والحزب يراهن على الميدان
لجنة أممية: الحرب الإسرائيلية فى غزة تشهد سمات من الإبادة الجماعية
التقرير يوثق تداعيات هجمات إسرائيل المكثفة فى غزة التي دمرت الخدمات الأساسية
عمليات الهدم الإسرائيلية فى القدس الشرقية تشعل موجة غضب دولية
«داعش خراسان» يغتال سياسى فى حزب إسلامي
كيم جونج أون يأمر بإنتاج ضخم للطائرات المسيرة المتفجرة
كيم جونج أون يأمر بإنتاج ضخم للطائرات المسيرة المتفجرة
التجمع الوطنى الفرنسى يتهم القضاء بمحاولة إقصاء المعارضة الحقيقية
العدد