موقع 24:
2024-10-19@06:50:50 GMT

من حرب التحرير إلى حرب الإلغاء

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

من حرب التحرير إلى حرب الإلغاء

ليس من السهل صنع التاريخ حين يكون قدر الجغرافيا ضاغطاً كما في حال قطاع غزة. لكن عملية "طوفان الأقصى" على يد "حماس" يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 دخلت التاريخ، بصرف النظر عن لعبة الجغرافيا والصراع الجيوسياسي والاستراتيجي. وليس مصرع يحيى السنوار، وقبله محمد الضيف، وعدد كبير من قادة حماس العسكريين سوى فصل في تراجيديا فلسطينية طويلة كانت ولا تزال محل توظيف من قوى إقليمية ودولية عدة.




أما الرؤى، فإنها كانت بطبائع الأمور متناقضة منذ البدء. وأما الاحتكام إلى الوقائع، وهو البرهان الحاسم في الخلاف بين المواقف، فإنه لم يبدل شيئاً في اليقين الأيديولوجي لدى المختلفين. فضلاً عن أن الوقائع لم تكتمل بعد في المتاريس، ولا قادت إلى صورة كاملة في الكواليس للمتغيرات، فالتطورات في سيولة شديدة، والرهانات لدى أطراف الصراع بقيت كبيرة على رغم ما حدث في الميدان.
ذلك أن "محور المقاومة" بقيادة إيران استخدم الدهاء في لعبة مزدوجة، أوحى، من جهة، أنه فوجئ بالعملية، وفتح، من جهة أخرى، عبر حزب الله يوم الثامن من أكتوبر حرب "إسناد" لحركة حماس في حرب غزة. ثم جاء التدرج في "الإسناد" ضمن "وحدة الساحات" حيث حزب الله هو القائد والوكيل الإقليمي للجمهورية الإسلامية.
وأقل ما سجّله "محور المقاومة" على الفور من مكاسب "طوفان الأقصى" هو أربعة أمور. أولها قطع المسار "الإبراهيمي" نحو التطبيع مع إسرائيل. وثانيها إعادة الاعتبار إلى تحرير فلسطين بالمقاومة من البحر إلى النهر بعد عقود من التسويات السياسية بدأها الرئيس أنور السادات في زيارة القدس، ثم التوصل إلى معاهدة السلام في كامب ديفيد. وثالثها تقدم الدور الإيراني في الصراع مع إسرائيل كما في النفوذ الإقليمي والتفاوض مع "الشيطان الأكبر" إلى كونه الدور الوحيد المقابل إلى طاولة المفاوضات بعد الحرب. ورابعها هز سمعة الجيش الإسرائيلي وكشف نقاط الضعف وإنهاء أسطورة الجيش "الذي لا يقهر".


كذلك وجدت حكومة بنيامين نتانياهو، فرصة سانحة أمامها، وسط خطر كبير، لتصفية الحسابات مع حماس، وحزب الله، وحشر إيران في موقف صعب لدفعها إلى الانخراط المباشر في المواجهة مع إسرائيل بما يجبر أمريكا على الدخول المباشر في المواجهة لحماية الدولة العبرية. وهذا أكثر ما تريد طهران تجنبه خوفاً على نظامها أو على برنامجها النووي. وهي دمرت قطاع غزة وقتلت قادة في حماس، من دون أن تحقق هدف "القضاء على حماس" وترتيب حكم غزة في اليوم التالي.

وهذا ما أرادته أمريكا بصرف النظر عن الخلاف أحياناً في الأداء العسكري مع إسرائيل وسط تكرار التزامها بالدفاع عن حليفتها الصعبة والمزعجة والتي تؤذي المصالح الأمريكية أحياناً. وخلف أمريكا مشت أوروبا، وإن رفعت الصوت في انتقاد بعض المواقف والرفض لإيذاء المدنيين و"الإبادة الجماعية".
 لكن السؤال الذي طرحه كثير من المحللين والمفكرين وحتى من المتعاطفين مع قضية فلسطين هو: هل كانت قيادة حماس بارعة في الحسابات السياسية والعسكرية، أم أنها ذهبت في مغامرة مغرية بسبب سوء التقدير؟ هل أرادت هذه القيادة، وهي تكسر باب "غلاف غزة" وتصدم الإسرائيليين وتزلزل سمعة الجيش الإسرائيلي، أن تحرج إيران والعرب بالدعوات إلى "فتح كل الجبهات" لخوض معركة لا بد منها على الطريق إلى تحرير فلسطين أم أنها كانت ضحية توريط في حرب تخدم المركز القيادي لـ"محور المقاومة"؟ وهل كانت حرب "الإسناد" قرار حزب الله، وإصراره على الاستمرار فيها على مدى عام أم قرار إيران في الإفادة من حرب تحت سقف مخفوض وأزمات وفوضى تخدم دورها؟
الأجوبة متعددة بالطبع. لكن الجواب الواقعي ملموس. حكومة تتانياهو ذهبت في التصعيد إلى النهاية في غزة ثم في لبنان، حيث تحولت حرب "الإسناد" إلى حرب كاملة الأوصاف بلا ضوابط ولا خطوط حمر. وما كان في حسابات حماس، وحزب الله، فصلاً في حرب لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر صار "حرب إلغاء" إسرائيلية لـ"حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله"، بصرف النظر عن استحالة إلغاء فكرة ولو جرى قتل القادة وتدمير جزء مهم من القدرة العسكرية. وليس أمراً قليل الدلالات أن يكون المطلب الملح في غزة ولبنان، هو وقف النار من دون تعديل في المواقف  والمواقع، وهو عكس ما تطلبه أمريكا وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، تحدثت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن "غلطة كبيرة "لقيادة حماس"، إذ "أرادت حرباً زلزالية تعيد تشكيل الشرق الأوسط، لكن الأمور سارت عكس الخطة. غزة مدمرة، حماس مسحوقة، حزب الله فقد قائده وقادته العسكريين وسمعته في الجدارة، إيران تشعر أنها قابلة للعطب. لا حكومة عربية سقطت ولا حكومة مطبعة مع إسرائيل قطعت العلاقات معها". لكن الواقع هو أن "التاريخ للحروب وليس السلام تاريخاً"، كما قال هيغل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إيران وإسرائيل مع إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

حركات المقاومة تنعى السنوار وتؤكد استمرار النضال ضد إسرائيل

نعت حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة وأطراف إقليمية اليوم الجمعة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، بعد إعلانها رسميا استشهاده جنوبي قطاع غزة، مؤكدة أن استشهاده سيكون حافزا إضافيا للمقاومة ومواصلة النضال ضد الاحتلال.

فقد نعت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس السنوار معتبرة أنه "ارتقى مقبلا غير مدبر في أشرف المعارك".

وقالت -في بيان- إن "مسيرة الجهاد لن تتوقّف حتى تحرير فلسطين.. وإن إسرائيل تخطئ إن ظنت أنها باغتيال قادة المقاومة ستدفعها الى التراجع".

قائد كبير

كما نعى زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "قائدا فلسطينيا كبيرا أمضى حياته مجاهدا وتقدم الصفوف ولم يتردد ولم يضعف".

وأكد أن أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته سيبقون أوفياء لدماء الشهيد القائد يحيى السنوار، وأن استشهاده لن يزيد المقاومة في فلسطين والمنطقة إلا قوة وصلابة وعزيمة.

كما قالت "لجان المقاومة الشعبية في فلسطين" إن "القائد الملهم يحيى السنوار سيبقى قلب الأمة الحي النابض بالثورة والمقاومة".

وأضافت أن "اسم السنوار سيظل ملازما لصورة الإذلال والهزيمة التي كست العدو الصهيوني".

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نعت بدورها "القائد الوطني الكبير يحيى السنوار الذي استشهد مقاتلا حتى اللحظة الأخيرة"، مشيرة إلى أن استشهاده "لن يكون إلا حافزا إضافيا يدفع شعبنا ومقاومته للتماسك ومواصلة النضال".

كما قالت "المبادرة الوطنية الفلسطينية" إن "اغتيال القادة المناضلين لم يكسر يوما ولن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن مصير السنوار سيكون "ملهما" لجميع المقاتلين في جبهة المقاومة بالمنطقة.

وأضاف أن "السنوار لم يخف الموت وكان يسعى للشهادة في غزة وقاتل بشجاعة حتى النهاية"، مشددا على أن قضية تحرير فلسطين من الاحتلال حية اليوم أكثر من أي وقت مضى.

كما نعى حزب الله اللبناني "القائد الشهيد يحيى السنوار الذي واجه المشروع الأميركي والاحتلال الصهيوني وبذل دمه في سبيل ذلك"، مؤكدا وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني.

ونعت جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية "المجاهد العظيم والقائد الكبير يحيى السنوار"، مؤكدة استمرار دعمها للمقاومة الفلسطينية.

درب السنوار

يشار إلى أن رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية أعلن اليوم رسميا استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، مشددا على السير على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره.

وجاء في بيان للحركة "بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس، رجلا كرس حياته من أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدقه الله، واصطفاه شهيدا مع من سبقه من إخوانه الشهداء".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد أمس الخميس قتل السنوار خلال اشتباكات في جنوب قطاع غزة.

وقال -في بيان- إن جنوده نفذوا عمليات خلال الأيام الماضية جنوب قطاع غزة بناء على معلومات استخباراتية تفيد بأن قادة في حركة حماس موجودون في المنطقة، مشيرا إلى أن قوة من اللواء 828 كانت موجودة في المنطقة اشتبكت مع 3 مقاتلين وقتلتهم، وتبيّن بعد الفحص أن السنوار أحدهم.

وتعتبر إسرائيل السنوار العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى مقتل أكثر من ألف عسكري ومستوطن إسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل لا تنوي التوقف
  • اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تنعى يحيى السنوار وتدعو لتعزيز الوحدة الوطنية
  • القوى السياسية والمدنية الكويتية تنعى السنوار.. استشهاده يعبد طريق التحرير
  • حركات المقاومة تنعى السنوار وتؤكد استمرار النضال ضد إسرائيل
  • “ماضون حتى التحرير”.. حماس تنعى السنوار رسمياً
  • قمّة موسعة كانت ستعقد قبل استشهاد السنوار.. ماذا ستناقش؟
  • عراقجي: الجزر الثلاث كانت دائماً وستظل إلى الأبد جزءا من إيران
  • إيران.. قائد الحرس الثوري يتوعد إسرائيل بضربة "موجعة"
  • إيران أمام اختبار صعب بعد انهيار حزب الله