الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية : أخذنا عينات للتأكد من استخدام إسرائيل لليورانيوم
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
قال رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية د.بلال نصولي في حديث إلى «الأنباء الكويتية» ان إسرائيل تستخدم في حربها على لبنان «الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية والقنابل الحارقة وهي أسلحة محرمة دوليا وفق اتفاقية جنيف، وتبين ذلك من خلال الميدان. أما فيما يخص القنابل النووية والسلاح الكيميائي والبيولوجي فهي أسلحة دمار شامل، ومحرمة دوليا».
وبالنسبة لليورانيوم المنضب الذي أشارت اليه نقابة الكيميائيين اللبنانيين في بيانها، شرح د.نصولي «أن اليورانيوم المنضب لا يعطي ألوانا مختلفة عن غيره، وأن ما شاهدناه لحظة الغارات المكثفة والمركزة في الضاحية الجنوبية هي ألوان سببها انفجار العبوات أو حشوات البارود بداخل الصواريخ والتي تحوي مئات الأشكال منه، أي أن هول الضربة والرائحة التي انبعثت لا يمكن الجزم إن كان يورانيوم أم لا قبل الذهاب إلى الموقع الذي يشك به الجيش والهيئة، من أجل أخذ العينات، وهذا ما حصل عندما راودتنا الشكوك بعد أن قصفت إحدى المناطق من أن تكون قد تعرضت لسلاح غير اعتيادي أي سلاح خارق للتحصينات وبداخله يورانيوم أو غير يورانيوم، لأن الصواريخ الخارقة للتحصينات 99% منها لا تحتوي على اليورانيوم بل على مواد أخرى. أما المواد الخارقة للدروع فيوجد فيها 99% من اليورانيوم كمضاد للدروع».
وتابع نصولي «الإجابة عن كل الشكوك لا تكون الا من خلال الكشف عن المكان المستهدف. ومن يقوم بهذه المهمة هو الجيش اللبناني مع متخصصين في الموضوع من خلال أخذ عينات، ذلك أن استخدام اليورانيوم يتم بكمية ضئيلة جدا. ومن أجل ذلك، فإن هذا الموضوع بيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبتوجيهاته وبالتعاون معه. وبعد أن تعرضت الضاحية الجنوبية للقصف دخل سلاح الهندسة في الجيش اللبناني ومعه ثلاثة خبراء من الهيئة الوطنية للطاقة الذرية، وكان الوضع خطيرا جدا وجرى أخذ العينات من الموقع المستهدف. والعينات قيد الفحص والإعداد، وستصدر نتائجها اليوم الجمعة».
وبالحديث حول الغبار المتصاعد لحظة الغارات، أوضح نصولي «أن حصول الانفجار القوي الذي هو خارق للتحصينات يحدث في الأسفل، وأن قوة العصف داخلية، أي أن الانفجار حدث تحت التحصين، أي في الطابق السفلي الأول أو السفلي الثاني، وبالتالي كل ما هو موجود من تراب ورمل ومادة البارود الذي كان بكمية كبيرة جدا والشديدة الانفجار، هذا كله أنتج هذا الغبار وهذه الألوان لاسيما اللون الأحمر الذي صدر من الداخل وليس اليورانيوم. لذا عندما جرى تنشقه شعرت الناس بشيء غريب نتيجة خليط المواد الكيميائية ولا يمكن معرفة ذلك إلا من خلال التقييم البيئي».
وأكد نصولي «أن إسرائيل تستخدم الفوسفور الأبيض وهو عبارة عن قنابل حارقة محرمة دوليا. وعندما يجري تنشق الإنسان لما يصدر عنها تؤدي إلى الاختناق، وعندما يلامس الفوسفور الهواء تحصل أكسدة، وهذه الأكسدة تعطي حرارة عالية جدا. لذا يقال عنها مواد حارقة، وهذا سلاح استعمله الأميركي بطرق مختلفة في حربه على اليابان عندما استخدم قنابل النبالم المحرمة دوليا، من أجل حرق اليابس والأخضر، أي الغابات التي يختبئ بداخلها الجنود وطريقة الإصابة بهذه القنابل خطيرة جدا».
واعتبر نصولي «أن موضوع الضرر الكبير الذي لحق بالمزروعات والأشجار والغابات يحتاج إلى عمل طويل، ذلك أن اثاره على البيئة تمتد لسنوات ويلزمه أولا تقييم للتربة وما تحويه، واذا ما عادت صالحة للزراعة أم لا. وثانيا اذا ما زالت تحتوي على الفوسفور الأبيض الذي يذهب بدوره باتجاه المياه الجوفية. وقد استخدمته إسرائيل في حرب 2006 إلى جانب القنابل العنقودية ذات المخاطر نفسها والمحرمة دوليا. والمساحات التي تتعرض لمثل هذه القنابل لا تعد صالحة ليس للسكن فقط، بل أيضا للمشي فوقها».
واشار نصولي إلى أن «الجيش لا يزال حتى يومنا هذا يقوم بالبحث عن القنابل العنقودية نتيجة حرب 2006 ولم ينته منها بعد. ترفض اسرائيل تسليم الخرائط المتعلقة بالقنابل العنقودية والألغام التي زرعتها في المناطق الجنوبية».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القنابل العنقودیة من خلال
إقرأ أيضاً:
تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
بينما تبدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والانخراط في المرحلة الثانية، تواصل إسرائيل مماطلتها بمحاولة فرض شروط جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.
وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- قد أعلن عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة وحتى مع حركة التحرير الوطني (فتح)، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة.
وأشار الحيلة إلى أن حماس وافقت فنيا على ربط هذه اللجنة بالحكومة في رام الله، وأن تشكل بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"بالتالي فهذه الخطوة تقدم حلا للإشكال المطروح بشأن حكم غزة".
إعلانوبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فقد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن إسرائيل لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين.
وقال جبارين إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطا أميركية تمارس على نتنياهو.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال -في وقت سابق أمس- إن "إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماما". وزعم أن حماس لديها خطة للدفع نحو تبني نموذج حزب الله في غزة، وأنها ستنقل الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي جماعة أخرى، لكنها ستظل القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة".
وشدد الوزير الإسرائيلي على إصرار حكومة نتنياهو على نزع السلاح بشكل كامل من غزة. و"لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي جماعة أخرى في غزة. ونطالب بآلية تنفيذية لضمان حدوث ذلك".
ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يرى – أي جبارين- أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به إسرائيل.
وفي تصور الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه إسرائيل، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.
إعلانوأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل.
ويذكر أن خليل الحية أوضح في كلمته أن حماس جاهزة للتفاوض الفوري حول بنود المرحلة الثانية، والتي تشمل "وقفا تاما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى شاملة في رزمة واحدة"، مع ضرورة تحصين ذلك بضمانات دولية ملزمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.