قال رئيس الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية د.بلال نصولي في حديث إلى «الأنباء الكويتية» ان إسرائيل تستخدم في حربها على لبنان «الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية والقنابل الحارقة وهي أسلحة محرمة دوليا وفق اتفاقية جنيف، وتبين ذلك من خلال الميدان. أما فيما يخص القنابل النووية والسلاح الكيميائي والبيولوجي فهي أسلحة دمار شامل، ومحرمة دوليا».



وبالنسبة لليورانيوم المنضب الذي أشارت اليه نقابة الكيميائيين اللبنانيين في بيانها، شرح د.نصولي «أن اليورانيوم المنضب لا يعطي ألوانا مختلفة عن غيره، وأن ما شاهدناه لحظة الغارات المكثفة والمركزة في الضاحية الجنوبية هي ألوان سببها انفجار العبوات أو حشوات البارود بداخل الصواريخ والتي تحوي مئات الأشكال منه، أي أن هول الضربة والرائحة التي انبعثت لا يمكن الجزم إن كان يورانيوم أم لا قبل الذهاب إلى الموقع الذي يشك به الجيش والهيئة، من أجل أخذ العينات، وهذا ما حصل عندما راودتنا الشكوك بعد أن قصفت إحدى المناطق من أن تكون قد تعرضت لسلاح غير اعتيادي أي سلاح خارق للتحصينات وبداخله يورانيوم أو غير يورانيوم، لأن الصواريخ الخارقة للتحصينات 99% منها لا تحتوي على اليورانيوم بل على مواد أخرى. أما المواد الخارقة للدروع فيوجد فيها 99% من اليورانيوم كمضاد للدروع».

وتابع نصولي «الإجابة عن كل الشكوك لا تكون الا من خلال الكشف عن المكان المستهدف. ومن يقوم بهذه المهمة هو الجيش اللبناني مع متخصصين في الموضوع من خلال أخذ عينات، ذلك أن استخدام اليورانيوم يتم بكمية ضئيلة جدا. ومن أجل ذلك، فإن هذا الموضوع بيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبتوجيهاته وبالتعاون معه. وبعد أن تعرضت الضاحية الجنوبية للقصف دخل سلاح الهندسة في الجيش اللبناني ومعه ثلاثة خبراء من الهيئة الوطنية للطاقة الذرية، وكان الوضع خطيرا جدا وجرى أخذ العينات من الموقع المستهدف. والعينات قيد الفحص والإعداد، وستصدر نتائجها اليوم الجمعة».

وبالحديث حول الغبار المتصاعد لحظة الغارات، أوضح نصولي «أن حصول الانفجار القوي الذي هو خارق للتحصينات يحدث في الأسفل، وأن قوة العصف داخلية، أي أن الانفجار حدث تحت التحصين، أي في الطابق السفلي الأول أو السفلي الثاني، وبالتالي كل ما هو موجود من تراب ورمل ومادة البارود الذي كان بكمية كبيرة جدا والشديدة الانفجار، هذا كله أنتج هذا الغبار وهذه الألوان لاسيما اللون الأحمر الذي صدر من الداخل وليس اليورانيوم. لذا عندما جرى تنشقه شعرت الناس بشيء غريب نتيجة خليط المواد الكيميائية ولا يمكن معرفة ذلك إلا من خلال التقييم البيئي».

وأكد نصولي «أن إسرائيل تستخدم الفوسفور الأبيض وهو عبارة عن قنابل حارقة محرمة دوليا. وعندما يجري تنشق الإنسان لما يصدر عنها تؤدي إلى الاختناق، وعندما يلامس الفوسفور الهواء تحصل أكسدة، وهذه الأكسدة تعطي حرارة عالية جدا. لذا يقال عنها مواد حارقة، وهذا سلاح استعمله الأميركي بطرق مختلفة في حربه على اليابان عندما استخدم قنابل النبالم المحرمة دوليا، من أجل حرق اليابس والأخضر، أي الغابات التي يختبئ بداخلها الجنود وطريقة الإصابة بهذه القنابل خطيرة جدا».

واعتبر نصولي «أن موضوع الضرر الكبير الذي لحق بالمزروعات والأشجار والغابات يحتاج إلى عمل طويل، ذلك أن اثاره على البيئة تمتد لسنوات ويلزمه أولا تقييم للتربة وما تحويه، واذا ما عادت صالحة للزراعة أم لا. وثانيا اذا ما زالت تحتوي على الفوسفور الأبيض الذي يذهب بدوره باتجاه المياه الجوفية. وقد استخدمته إسرائيل في حرب 2006 إلى جانب القنابل العنقودية ذات المخاطر نفسها والمحرمة دوليا. والمساحات التي تتعرض لمثل هذه القنابل لا تعد صالحة ليس للسكن فقط، بل أيضا للمشي فوقها».

واشار نصولي إلى أن «الجيش لا يزال حتى يومنا هذا يقوم بالبحث عن القنابل العنقودية نتيجة حرب 2006 ولم ينته منها بعد. ترفض اسرائيل تسليم الخرائط المتعلقة بالقنابل العنقودية والألغام التي زرعتها في المناطق الجنوبية».
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القنابل العنقودیة من خلال

إقرأ أيضاً:

الوكالة الذرية تطالب إيران بتفسير «أنفاق نطنز» وتحذر من غياب الشفافية

طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، السلطات الإيرانية على تقديم توضيحات حول ما وصفه بـ"أنفاق غامضة" قرب منشأة نطنز النووية، مشددًا على ضرورة احترام قواعد الإبلاغ والشفافية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأنشطة النووية. 

جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها جروسي الأربعاء من العاصمة الأمريكية واشنطن، في أعقاب تقارير كشفت عن وجود إنشاءات جديدة تحت الأرض في المنطقة.

وكان "معهد العلوم والأمن الدولي"، وهو مركز بحثي مقره واشنطن، قد نشر صورًا التقطتها أقمار اصطناعية، تُظهر أعمال حفر لنفق عميق جديد بالقرب من نفق قديم في محيط منشأة نطنز، إلى جانب وجود تحصينات وإجراءات أمنية إضافية، ما أثار شكوكًا حول طبيعة الأنشطة الجارية في الموقع، واحتمال أن يكون مرتبطًا بتخزين مواد غير مصرح بها.

تحصينات تحت الجبل.. إيران تعزز منشآتها النووية.. وواشنطن وتل أبيب تتوعداننتنياهو: سنمنع إيران من الحصول على سلاح نوويإيران: محاولات إسرائيل لحرف مسار الدبلوماسية باتت واضحة تماماإيران: لا نمانع شرط واشنطن بعدم امتلاك السلاح النوويوزير الخارجية الصيني: مستعدون لتعزيز التعاون مع إيران في الشئون الدولية والإقليميةجروسي: لا يمكنني معرفة إلى أين ستصل المفاوضات بين إيران وأمريكاماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب

وفي تصريحاته، أشار جروسي إلى أن الوكالة سبق وأن أثارت هذه المسألة مع الجانب الإيراني أكثر من مرة، لكنه أوضح أن الردود كانت دائمًا "بأن الأمر لا يعني الوكالة"، ما دفعه إلى تجديد مطالبته لطهران بالإفصاح عن طبيعة هذه الأنشطة. وأضاف: "لا يمكننا استبعاد احتمال استخدام هذه الأنفاق لتخزين مواد غير معلنة، لكنني لا أرغب في إصدار أحكام مسبقة أو تخمينات بشأن النوايا".

كما أكد جروسي أن إيران لا تمتلك حاليًا أسلحة نووية، وفق تقييمات الوكالة، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن طهران أجرت في الماضي أنشطة قد تكون على صلة بتطوير مثل هذه الأسلحة، ما يجعل من الضروري تعزيز الرقابة الدولية على برامجها النووية، ومنع أي تجاوزات قد تُعيد فتح هذا الملف الشائك.

تحصينات تحت الجبل.. إيران تعزز منشآتها النووية.. وواشنطن وتل أبيب تتوعداننتنياهو: سنمنع إيران من الحصول على سلاح نوويإيران: محاولات إسرائيل لحرف مسار الدبلوماسية باتت واضحة تماماإيران: لا نمانع شرط واشنطن بعدم امتلاك السلاح النوويوزير الخارجية الصيني: مستعدون لتعزيز التعاون مع إيران في الشئون الدولية والإقليميةجروسي: لا يمكنني معرفة إلى أين ستصل المفاوضات بين إيران وأمريكاماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب

ورغم القلق من التصعيد المحتمل، أبدى جروسي تفاؤله حيال الجولة الجديدة من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرًا إلى عقد جولتين سابقتين بين الطرفين، والاستعداد لجولة ثالثة "فنية" يتوقع أن تُعقد نهاية الأسبوع الجاري. وأعرب عن أمله بأن تجري هذه المحادثات في أجواء بنّاءة، بما يسمح بالوصول إلى اتفاق يمكن للوكالة الدولية التحقق منه ميدانيًا وبصورة مستقلة.

وتعكس تصريحات جروسي حالة التوتر المتزايد بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، لا سيما في ظل انقطاع طويل للتعاون التقني بين طهران والوكالة، وعدم السماح للمفتشين بدخول بعض المواقع أو الاطلاع على سجلات المراقبة، وهو ما دفع عواصم غربية عدة إلى التحذير من "الخطوات التصعيدية" التي قد تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: 30 ألف مشارك وخبير و25 وفداً دولياً شاركوا في «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»
  • وزير الكهرباء يجتمع بقيادات الطاقة الذرية
  • «البترول»: باريك جولد تدرس عينات الذهب بالصحراء الشرقية لتقييم إمكانيات الاستثمار
  • عاجل - إيران تحذر إسرائيل من محاولة عرقلة الجهود الدبلوماسية حول البرنامج النووي
  • روبيو يرسم الخط الأحمر لإيران: لا اتفاق مع تخصيب اليورانيوم
  • الوكالة الذرية تطالب إيران بتفسير «أنفاق نطنز» وتحذر من غياب الشفافية
  • هل ستسمح أمريكا لإيران بتخصيب اليورانيوم بعد الاتفاق النووي المحتمل؟.. روبيو يرد
  • روبيو: على إيران وقف تخصيب اليورانيوم بموجب أي اتفاق مع الولايات المتحدة
  • هذا هو البابا الفقير الذي تكرهه إسرائيل
  • الهيئة اللبنانية للعقارات بعد انهيار طبقة سكنية في حرج بيروت: الله لطف