عربي21:
2025-02-21@12:10:38 GMT

الشامتون والسنوار

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

في الحرب العالمية الصهيونية على أبطال المقاومة، لا يوجد فقط، كما عهدنا سابقا أو كما يبدو في الصورة الخارجية، عدوٌّ بأذنابه يبيد ما يدبّ في الأرض، ومقاومة فريدة وحيدة، تفتّت الصخر، وإنما هناك شعب صامت، وخاصة جيش كبير من الشامتين، الذين يترصدون الأخبار مثل “نساء صقلية”، ينتظرون أخبارا، تثلج صدورهم، خاصة إذا تعلّق الأمر، باستشهاد أحد أبطال المقاومة.



وإذا كان التعريف اللغوي العريق للشماتة، قد ربط هذه الخصلة المنبوذة بالجُبن، فقد قيل دائما إن الفارس المغوار لا يشمت في ضحيته عندما يجهز عليها، بل إن أكبر الجبابرة والظالمين في العالم ما كانوا يشمتون في ضحاياهم من الأبرياء، كما يفعل حاليا الكثيرون من المحسوبين علينا، فيستكثرون على هؤلاء الأبطال أن نترحم عليهم، وبقدرة قادر يتحوّلون إلى علماء فقه، يعلكون فتاوى عُجنت في مخابر بني صهيون.
لم يطلب يحيى السنوار في حياته المساعدة من أحد ولم يقل أبدا إنه وحده على حق
لم يطلب يحيى السنوار في حياته المساعدة من أحد، ولم يقل أبدا إنه وحده على حق، فقد عاش سنوات طويلة في السجون الصهيونية، ولم يقل فيه أيّ عالم كلمة حق، وعندما خرج من السجن راح يجتهد بمفرده بعيدا عن مغريات الحياة، ليحارب وحده من يريدون هدم بيت المقدس، واستعمار بلاد العرب والمسلمين، وحتى عندما استُشهد لا أحد تركه يهنأ في مثواه.

كانت الأمة مصابة بوباء ابتعاد الناس عن الجهاد المفروض على كل مسلم ومسلمة دفاعا عن الأرض والعرض، ولكن مصابها الآن جلل، بعد أن ظهر أناس من شيوخ وقادة وعامة الشعب، يُكفّرون المجاهدين، وإذا استُشهدوا يشمتون فيهم ويلعنونهم ويحرّمون الصلاة على أرواحهم، والترحُّم عليهم، حتى صار في الأمة دينان، لا يلتقيان، أو أمتان على خطين متوازيين.

أيّ بؤس هذا الذي وصلنا إليه، فقد عاشت الأمة الإسلامية الفتن، منذ ما بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، إلى سقوط بلدان الإسلام بين أنياب الاستعمار، ولكن الأمور لم تصل قطّ إلى هذا الحد الذي صرنا نجد فيه مشاعر محسوبين على الإسلام ومنهم دعاة وأئمة، مختلطة بمشاعر الصهاينة، يلتقيان على فرح واحد وفي قرح واحد، ويضيفون على فرحته، شماتة، وعلى قرحهم، نحيبا.

أي بؤس هذا الذي تحوّل فيه إتيان الشر، من السر إلى الجهر، ولبس ثوب الدين بعد السياسة، فقد كان بعض الشيوخ يخوضون في أحكام الطلاق وحرمة لبس الذهب للرجال، كلما اندلعت حرب بين المقاومة والصهاينة، ولكنهم هذه المرة صاروا يُخرجون كل كتب الدين، ويجتهدون بتكفير أبطال المقاومة، وكان الدور هذه المرة على رجل لا يعرفهم، عاش لأجل الأقصى، ومات في ساح المعركة، كما استُشهد مصعب بن عمير وحمزة بن عبد المطلب وعمر المختار والعربي بن مهيدي والشيخ ياسين…
للأسف، صدق بايدن هذه المرة، عندما قال: “إن تصفية يحيى السنوار، تمثّل يوما جيدا لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم”، فهو يعني “أناسا” بأعينهم، بكلمة العالم.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة حماس غزة الاحتلال المقاومة استشهاد السنوار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

معاملة الأسرى بين إنسانية المقاومة ووحشية الاحتلال

شاهد الكثيرون طريقة وشكل تسليم جثث أسرى الاحتلال في قطاع غزة، التي تؤكد للعالم بأسره إنسانية وأخلاقية وتحضّر المقاومة مقابل وحشية وطريقة ونازية الاحتلال في تسليم الاحتلال الأسرى الشهداء بأكياس بلاستيكية بلا كفن ولا تابوت، إضافة إلى استخدام عدد من الأساليب الوحشية التي يتبعها الاحتلال في التعامل والتنكيل بجثامين الشهداء في الضفة الغربية من خلال إلقائها من أسطح المباني، وتركها ملقاة في الشوارع، فضلا عن عمليات التسليم المهينة وغير الموثقة، كما حدث في عدة حالات في قطاع غزة، حيث دفن البعض في قبور جماعية مجهولة الهوية وتسليم بعضها الآخر في أكياس نايلون.

ينبغي أن يعلم العالم أن أسرى الاحتلال قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة بصواريخ الطائرات الحربية والقنابل الأمريكية، ولعل العدو فهم رسائل المقاومة التي انطوت بعضها على تحذير نتنياهو الذي ظهرت صورته كمصاص دماء وسط منصة التسليم والمطلوب للعدالة الدولية؛ في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وعلى أسطح الأبنية والبيوت المهدمة في محيط عملية التسليم في منطقة بني سهيلا في خان يونس، رفعت المقاومة لافتات تُذكّر بالكمائن التي كبدت جيش الاحتلال خسائر كبرى، من بينها كمين الفراحين الذي أوقع 8 قتلى من قوات الاحتلال، وفي إشارة للكمين كتبت المقاومة: لم يكن نزهة بل محرقة. ولمنطقة بني سهيلا خصوصية، عندما اجتاحتها قوات الاحتلال لمدة 4 أشهر على فترات وقامت بنبش القبور وقتل فلسطينيين بحثا عن جثامين أسرى "إسرائيليين"، لكنها عجزت عن العثور عليهم.

وفي خطوة هامة وغير تقليدية تحمل رسائل سياسية وعسكرية واضحة، كشفت قناة "كان" العبرية أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، سلمت جثامين الأسرى "الإسرائيليين" بتوابيت مغلقة، وأرسلت معها مفاتيح لا تطابق الأقفال، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذا التصرف وما يحمله من دلالات في سياق الصراع الدائر بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.

ومن رسائل الإيحاء بسيطرة المقاومة الكاملة على مسار التبادل من خلال إرسال مفاتيح لا تفتح التوابيت، وجهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسالة ضمنية إلى "إسرائيل" مفادها أن المقاومة وحدها تملك مفتاح هذا الملف، وأن أي محاولة لفرض إملاءات من الاحتلال ستبوء بالفشل، فالاحتلال الذي طالما ادعى أنه هو من يحدد شروط أي صفقة، وجد نفسه يتلقى الأسرى وفقا لشروط المقاومة وبتوقيتها الخاص.

لم يكن هذا التصرف مجرد خطأ تقني، بل كان إهانة مباشرة لجيش الاحتلال وحكومته، اللذين فشلا طوال الأشهر الماضية في استعادة أسراهم أحياء. فبعد كل عمليات البحث الاستخباراتي والهجمات الوحشية، انتهى الأمر بعودة الجنود في نعوش مغلقة، وبمفاتيح لا تعمل، وهو ما يعكس عجز الاحتلال في تحقيق أهدافه، سواء عسكريا أو تفاوضيا.

لا شك أن مع كل دفعة جديدة من الجثامين، يتزايد الغضب الشعبي "الإسرائيلي"، حيث يتهم أهالي الأسرى حكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب والتفاوض مع المقاومة. ومما يزيد الأزمة تعقيدا هو أن المرحلة الثانية من تبادل الأسرى لا تزال متعثرة بسبب تعنت الاحتلال، ما يفتح الباب أمام المزيد من التوتر الداخلي.

هذه الخطوة من حركة "حماس" ليست مجرد جزء من تبادل الأسرى، بل هي استراتيجية محسوبة تهدف إلى إدارة الصراع النفسي والسياسي بدقة ومهارة. وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه، يثبت الواقع أن المقاومة لم تعد فقط تقاتل على الأرض، بل تدير المعركة على كل المستويات، بما فيها الحرب النفسية.

لذلك عند الحديث العالمي المتزايد عن تسليم جثامين الأسرى "الإسرائيليين" لدى غزة يجب أن يُقابل بتذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني، لأن احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين لم يبدأ مع الحرب الحالية على قطاع غزة، بل هي قضية ممتدة على مدار التاريخ، وعلى كافة الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين بما يليق بكرامتهم الوطنية والإنسانية، فنحن نعيش اليوم في ظل أساليب قمعية وغير إنسانية في التعامل مع الجثامين.

مقالات مشابهة

  • معاملة الأسرى بين إنسانية المقاومة ووحشية الاحتلال
  • من اليمن إلى سيد المقاومة.. رسائل وفاء الدم
  • تحقيق صهيوني جديد: الضيف استغرب ردة فعل الاحتلال صبيحة الـ7 من أكتوبر 
  • المقاومة الفلسطينية تسلم جثامين 4 أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر
  • أول تعقيب من نتنياهو على استلام جثث الإسرائيليين من غزة
  • هل حزن أسامة حمدان على سقوط بشار؟!
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • الشيطان ليس رحيمًا بمن يناصرونه
  • خريس يُحذر: نمر باخطر المراحل
  • هل اليهود أحفاد القردة والخنازير؟!