الوطن:
2025-04-15@13:37:21 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: السنة النبوية ضرورة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: السنة النبوية ضرورة

السنة النبوية ضرورة يقتضيها الدين والعقل، لا من حيث إنها بيان وتفصيل لما أجمل فى القرآن الكريم فقط، ولكن أيضاً من حيث إنها فى مجملها الصورة الحية الواقعية للدين، والتطبيق العملى له فى الحياة.

ومن حيث ضرورة وجود أسوة يتأسى بها الناس ويتمثلونها فى تطبيق هذا الدين، ولولا هذه الأسوة لاختلف الناس فى فهم الدين وتطبيقه اختلافاً شديداً قد يصل إلى القتال والتناحر، ولتوقف آخرون عن تطبيقه بدعوى تعذره أو جهلهم بطرائق تطبيقه!فبيان الرسول الكريم للكتاب الذى جاء به، وجعله واقعاً حياً بين الناس، وتقويمه لأفعال من حوله بناءً على تعاليمه، وأوصافه الخلقية وهيئته التى اتسمت بسمات هذا الوحى، كل هذا هو سنته التى لا بد منها حتى ينتفع الناس بالوحى.

وإذا كان هذا ضرورةً فى كل وحى سماوى، فإنه فى الإسلام أشد ضرورةً وأعظم تأكيداً، لأن الإسلام يتميز بأنه الدين الخاتم لكل العالمين، وهذا يقتضى وجود سنة تبين للناس كيف يطبقون هذا الدين العالمى الخاتم بحسب اختلاف الأحوال والأزمان، ولن يتوافر هذا إلا من خلال التطبيق النبوى الكريم الذى ضمن الله تعالى له العصمة والتطبيق الصحيح الذى يظهر مزية هذا التشريع الصالح للتطبيق مع اختلاف الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، وهذا يقتضى أيضاً أن تظل هذه السنة باقية ما بقى مخاطبون بهذا الدين، فالسنة إذن ضرورة يقتضيها الدين كما يقتضى أيضاً أن تبقى حية محفوظة، وإلا ما أدرك البشر كيف يجعلون هذا الدين واقعاً معيشاً؟!

وقد يرفض البعض هذا الكلام، ويرى أن القرآن الكريم محفوظ من حيث إنه منقول بتواتر، أى من خلال جمع كبير من الناس عن جمع كبير آخر يستحيل اتفاقهم على الكذب، فى حين أن أغلب السنة منقول عن طريق آحاد أى: أفراد لم يبلغوا حد التواتر، وبالتالى فهى لديهم محل شك وارتياب.

وأصحاب ذلك الرأى لم يدرسوا بدقة طرائق نقل السنة وشروط قبولها وردها، حتى يكون حكمهم بالرفض مبنياً على أساس من العلم صحيح.ثم إن التزامهم بمبدأ الشك بسبب النقل غير المتواتر يلزمهم أن يرفضوا -تبعاً لنفس المبدأ- كل معرفة أو ثقافة أو علم نقله إلينا أفراد من الناس! فيرفضون كل تاريخ نقله إلينا آحاد المؤرخين ولم نقف له على آثار ملموسة! بل عليهم أن يتوقفوا فى قبول الأخبار الحالية التى ينقلها إلينا أفراد قلائل من المراسلين الإخباريين!

وعليهم أن يرفضوا الأحكام القضائية التى يحكم فيها بناءً على شهادة أفراد! ويرفضوا كذلك كل درجة علمية تمنح لباحث؛ لأن مانحها فى الواقع أفراد لا يبلغون عدد أصابع يد واحدة! وأن يتشككوا فى أى تشخيص طبى يقوم به طبيب واحد أو عدد من الأطباء لم يبلغوا حد التواتر!بل على مذهب أولئك يلزم التشكك فى كل الرسالات السماوية والكتب المنزَّلة جميعها، لأنها فى أصلها نقل بشر واحد فقط هو الرسول الذى بلغها!والتفريق بين السنة وبين غيرها فى هذا الأمر تعنت سافر ليس من المنهج العلمى السديد، ولا من التفكير العقلى المتزن، ولا من الإنصاف الخلقى الذى يتمتع به كل ذى خلق كريم.وإذا قال أولئك: إن السنة دين فينبغى أن يتشدد فيها، نقول: نعم هذا صحيح، وقد قام العلماء بذلك فعلاً، ولكنكم لم تقفوا على شىء من جهودهم، فرفضتم السنة رغم اعتمادها على مناهج قويمة لم يدرك طرفاً منها شىء مما قبلتموه من المعارف التى بنيتم على أساسها أحكاماً ودراسات علمية تبلغ مبلغ اليقين أو تكاد، فأساس ذلك الرفض ليس مقبولاً.. لا بمعيار الدين، ولا بمعيار العلم، ولا بمعيار العقل، ولا بمعيار الواقع الإنسانى، ولا بمعيار الخلق الذى يقتضى الإنصاف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القرآن الكريم السنة النبوية المطهرة فهم الدين تطبيق الأحكام هذا الدین من حیث

إقرأ أيضاً:

استثمار المآسي !

الحرب "المنسية" في السودان من قبل الاعلام العالمي و المستمرة لمدة عامين، واحد من تأثيراتها السلبية و النفسية التي أصابتني بها قد علمتني أن لا اندهش، لكن عندما قرأت الخبر الذى سوف اذكر تفاصيله ادناه، ليس فقط أصابتني الدهشة و لكن صاحبها أيضا غثيان.
الإعلان يخاطب السودانيين في النزوح و المهجر و يقول لهم ان ( الشركة المعلنة ) على اتم استعداد لإدارة و صيانة منزلك الذى دمرته الحرب و يتمثل ذلك، في زيارة ميدانية للعقار مع تصويره لتبيان ما أصابه من دمار، القيام بتفتيش العقار و ازالت أي أجزاء غريبة في مساحته و أظنهم يقصدون القذائف غير المتفجرة و الألغام !!
تنظيف، تطهير و تعقيم العقار طبعا (بعد إزالة الجثث ) التي دفنت به ، و القيام باعمال السباكة و الكهرباء مع تأمين و حراسة العقار الكترونيا و توصيل ذلك بهاتفك الخاص في أي مكان في العالم، أما اذا رغبت بتأجيره أو بيعه فهم سوف يقومون بذلك مع عرض أفضل الأسعار. انتهى الاعلان المدهش الذى يعنى قيام هذه الشركة بكل مهام مؤسسات الدولة المنهارة !!
السؤال الذى يطرأ مباشرة على ذهن أي قارئ للإعلان هو ....هل انتهت الحرب في السودان حتى يتم هذا التعمير الفاخر أم ان الحرب انتقلت مرحليا الى مناطق أخرى ؟!..... ثم من هو المواطن المقصود الذى يستطيع صيانة أو بناء منزله حاليا و من جديد ؟! ....وهل يمكن العودة الى السودان في الوقت الراهن مع دمار كل البنية التحتية بالكامل و انعدام خدمات أساسية مثل الصحة ، التعليم و الأمن ؟!.... كيفية التعامل مع أثار الحرب النفسية و الاجتماعية التى شملت كل من يعيش ويلات الحرب ؟! ....هل هنالك في السودان سلطة تمتلك الحد الأدنى من الارادة للتعامل مع ما خلفته الحرب ؟!.....و من يثق في التعامل مع الإسلاميين و كتائب الجبهة القومية " البراء " أو غيرها..... من جديد ؟!

2
الدهشة منبعها ليست استحالة ما تعلن القيام به هذه الشركة، ولكن في الأساس كيف واتت هذه ( الفكرة غير المسبوقة ) الجهة المعلنة !! ..... هذا التساؤل البريء يحيلنا مباشرة لما سببته سلطة الكيزان طيلة ثلاثين عاما و كان الكثيرون و من ضمنهم كاتب المقال قد حذروا من نتائجه.... ما تم تدميره على مستوى الأخلاق ، الأمانة، الكرامة و إحلال قيم جديدة هي الدجل ، الكذب و الاحتيال و استغلال الدين و تفسيره وفق الطلب و المصلحة من فقهاء السلطان.... هل بالضرورة ان نقول هذا الاعلان أحد مظاهره.
المواطن السوداني مشرد في ارجاء العالم الأربع بعد أن فقد كل شيء و أصبح معتمدا في تدبير حياته على بعض من ذويه الذين كانوا في الخارج قبل الحرب، فكيف تريد الشركة صاحبة الإعلان من هذا المواطن أن يعود و يعمر منزله بتلك المواصفات التي لا تتوفر الى لدى لصوص " الإنقاذ " و اكلى فتاتها و هم كثر !
التهافت في الإعلان يثير تساؤلا مهما..... هل يمكن من خلال التوكيل الاستيلاء على املاك الأخرين في ظل الفوضى الضاربة اطنابها و انهيار مؤسسات الدولة ؟!

3
ان هذه الحرب و ما سببته من آلام و فظائع خلفت الام يصعب تحملها، و مع ذلك هنالك مؤسسات سياسية اجتماعية تجارية تنتمى للسلطة التي فجرت الحرب و دمارها تسعى للاستثمار في مآسي الناس ؟ بالطبع الحرب أظهرت كثير من كل ما كان مخفيا، وكما هو معلوم فالطحالب تنمو في المستنقعات و ها نحن نشاهد كثير من تلك الطحالب تتكاثر هذه الأيام في مستنقعات الحرب.
هذا الاعلان ليس فقط كل افرازات الحرب، فعلينا أن نكون مستعدين فهؤلاء ( الدببة السمان ) كانوا في بيات شتوي بعد الثورة، و هم يستعدون الآن للعودة لمواصلة نهبهم و فسادهم السابق . جذوة ثورة ابريل لا زالت مشتعلة، فلنساعد على كشفهم و التصدي لخرابهم..... يتأتى ذلك ابتداء بالعمل على إيقاف هذه الحرب اللعينة و التنظيم و التضامن مع المواطن في حلله مشاكله ما يعانيه من صعاب.

عدنان زاهر
10 ابريل 2025

elsadati2008@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • السيد عبد الباري: الدين لا يؤخذ من الريلز والمنشورات وإنما من العلماء الموثوقين
  • وصول رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد شيباني دولة قطر واستقبالهم من قبل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة
  • عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • فرض عقوبات أوروبية على 7 أفراد وكيانين إيرانيين لانتهاكهم حقوق الإنسان
  • رئيس النواب يطالب الحكومة بتدوين ملاحظات النائب ضياء الدين والتأكد من مدى مطابقتها للواقع
  • ياسر قورة: الأحزاب الجديدة سيكون لها دور في انتخابات مجلس النواب القادم
  • بمناسبة ذكرى ميلاده.. احتفالية عمار الشريعى.. أعز الناس فى الأوبرا
  • استثمار المآسي !
  • ياسر حتاتة يستقبل رئيس جامعة دمياط