مجاملات أم انتقاد.. كيف تعامل ترامب وهاريس مع تقليد سياسي قديم؟
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
تشهد الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية تقليدا يهدف إلى إظهار روح الود على الرغم من التنافس السياسي، من خلال، تبادل المجاملات بين المرشحين، وغالبا ما يؤدي إلى لحظات غير متوقعة، حيث يُطلب من المتنافسين الإشارة إلى صفات إيجابية في بعضهم البعض.
وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2024، جاء تبادل المجاملات بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، محملًا بالتحفظ والانتقادات المباشرة وغير المباشرة، ما يعكس حجم الاستقطاب السياسي الذي يعيشه المجتمع الأمريكي.
انتقاد مغلف بمدح
وخلال مقابلة تلفزيونية أجرتها شبكة "يونيفيجن"، طُلب من ترامب ذكر ثلاث مزايا إيجابية حول منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، حيث وصف ترامب السؤال بأنه "الأصعب"، وبدأ بإبداء امتعاضه من هذا الطلب، مشيرًا إلى أن "الأسئلة الأخرى سهلة بالمقارنة".
وبعد لحظات من التردد، امتدح هاريس على "قدرتها على البقاء"، في إشارة إلى انسحابها من السباق الرئاسي الديمقراطي في 2020 ثم عودتها إلى الساحة السياسية بقوة، حتى أصبحت نائبة الرئيس جو بايدن ومرشحة بارزة في انتخابات 2024.
وأضاف ترامب أن هاريس "تبدو أنها تملك صداقات طويلة الأمد" و"لديها أسلوب لطيف"، ولكنه لم يستطع إخفاء انتقاداته، حيث قال إنها "أضرت ببلادنا بشكل فظيع"، مما يُظهر تعارضه العميق مع سياساتها ونهجها في إدارة شؤون البلاد.
حب العائلة
من جهة أخرى، وفي لقاء منفصل، طُرح على هاريس نفس السؤال بشأن ترامب، وطُلب منها ذكر ثلاث صفات إيجابية عنه، حيث بدأت هاريس ردها بنقد سياسي مباشر لنهج ترامب، قائلة إن "سياساته تؤلمها" ولا تعتقد أنها صحية للولايات المتحدة، ولكنها حاولت تقديم مجاملة مهذبة، بالإشارة إلى حب ترامب لعائلته، واعتبرت ذلك جانبًا إيجابيًا.
واعترفت هاريس بأنها لا تعرف ترامب جيدًا على المستوى الشخصي، حيث قالت: "لقد التقيته مرة واحدة فقط، لذا ليس لدي الكثير لأقوله." رغم هذا الرد المتحفظ، فإنه يعكس نوعًا من الاحترام المتبادل، على الرغم من الانقسامات السياسية الحادة بين الطرفين.
انتخابات سابقة
هذا النوع من المجاملات السياسية ليس جديدًا في الانتخابات الأمريكية. ففي عام 2016، عندما سُئل ترامب وهيلاري كلينتون عن الأشياء التي يحترمونها في بعضهم البعض، جاءت الإجابات متحفظة أيضًا، حيث أشادت كلينتون بأبناء ترامب ووصفهم بأنهم "متمكنون ومخلصون"، فيما رد ترامب بأنه يحترم إصرار كلينتون وعدم استسلامها بسهولة.
لكن مع مرور الزمن، يبدو أن المجاملات بين المرشحين أصبحت شكلية ومترددة، ما يعكس التوتر المتزايد في السياسة الأميركية. فالمرشحون اليوم يواجهون ضغوطًا أكبر من مؤيديهم للبقاء على موقفهم الحاد تجاه الطرف الآخر، مما يجعل تقديم إشادة حقيقية بمنافسهم أمرًا نادرًا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب هاريس امريكا الانتخابات الرئاسية ترامب هاريس المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: صد الناس عن تعلم اللغة العربية داء قديم وإن استشرى في زماننا
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، باحتفالية الأزهر باليوم العالمي للغة العربية، إن الأزهر الشريف ليس مجرد مدرسة نظامية تخرج المعلمين والوعاظ، بل رسالته العظمى هي حمل مشكاة النور المبين، ونشرُ الإسلام، والمحافظة على تراثه ولغته، والمرابطةُ على ثغور فكر الأمة وثقافتها ووعيها وتبصيرِها بالحق في حوالك الظلمات، وشحذُ همم الأمة لإعادة مجدها وعزها، الأزهر هو المؤئل الذي تأوي إليه اللغة علما وتعليما ونشرا لها في آفاق الدنيا، مهما قوبلت من بعض أهلها بالعقوق، فالأزهر أحنى على اللغة العربية من أخ وأب.
وتابع رئيس جامعة الأزهر أن ابن سينا عالم الطب المشهور صاحب " القانون في الطب " كان متقنا لكثير من العلوم، وكان شاعرا مجيدا، وتعجب من تسميته هذا الكتاب بالقانون، كأنه كان يرى من وراء حجب الغيب أن الله جل وعلا سيجعل هذا الكتاب دستورا لعلم الطب، حتى إن نهضة الطب في أوربا كانت بفضل هذا الكتاب، ومن تمكن ابن سينا في الطب أنه لم يكتف بكتاب القانون، بل نظم قواعد الطب في أرجوزة من ألف بيت في علم الطب، كما نظم ابنُ مالك ألفيته في علم النحو من ألف بيت، وكان ابن سينا الطبيب شاعرا مبدعا.
وبيّن دكتور سلامة داود أنه مما صرف الناس عن اللغة العربية في زماننا دعوى صعوبة اللغة وصعوبة النحو، وهي دعوى ليس وراءها إلا صرفَ الناس عن لغتهم التي يقرؤون بها القرآن الكريم ويقرؤون بها تراث حضارتهم، ولا ريب أن من صرفهم عن لغتهم كمن صرفهم عن قراءة القرآن وتعلم أسراره وكم صرفهم عن تراثهم وحضارتهم، لأن اللغة العربية هي مفتاح تراثنا وحضارتنا.
وأوضح دكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر أن صد الناس عن اللغة العربية وعن تعلم النحو والشعر ليس جديدا، بل هو داء قديم وإن استشرى في زماننا، حتى عقد الإمام المتفرد عبد القاهر الجرجاني فصلا مهما جدا في صدر كتاب دلائل الإعجاز عن الرد على من ذم النحو والشعر وزهد في تعلمهما، وذكر أن الصد عنهما صد عن كتاب الله، وأن من يمنع الناس تعلم النحو والشعر كمن يمنعهم أن يحفظوا كتاب الله تعالى ويقوموا به ويتلوه ويُقْرئوه، ولا فرق بين من منعك الدواء الذي تستشفي به من دائك وتستبقي به حُشاشة نفسك، وبين من منعك العلم بأن فيه لك شفاءً واستبقاءً لحياتك.
ودعا رئيس جامعة الأزهر القائمين على المجالس التشريعية في عالمنا العربي والإسلامي إلى سن تشريع يجرم وضع الأسماء الأجنبية على المحلات والشركات والمؤسسات والإعلانات وغير ذلك مما عمت به البلوى، وأذكرهم بأن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأن الحفاظ على اللغة حفاظ هلى هوية الأمة وثقافتها.
واختتم دكتور سلامة داود كلمته بدعوة القائمين على سياسة التعليم في العالم العربي والإسلامي إلى العودة إلى العناية بحفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والشعر العالي والنثر البليغ، فإن هذا هو السبيل إلى صقل المواهب وتجويد اللغة والمحافظة عليها، فإن خلو مناهجنا من حفظ هذه النصوص العالية يضعف اللغة ويزدها وَهْنًا على وهن، معلنا عزم جامعة الأزهر على تعريب العلوم، لأنها نشأت في أصلها عربية على لسان ابن سينا والخوارزمي والبيروني وابن الهيثم وغيرهم من كرام علمائنا.
اقرأ أيضاًرئيس جامعة الأزهر: الفتوى الرقمية ضرورة ملحة لتعزيز الأمن الفكري في المجتمع
رئيس جامعة الأزهر: الحوار منطق العقول الراشدة التي تسعى للصواب بعيدا عن الضجيج
أمين عام «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي