لم يكن لبنان بحاجة إلى عدوان على أرضه لتزداد قائمة أزماته الممتدة منذ سنوات، فالجمود يغلف المشهد السياسي اللبناني على وقع فراغ رئاسية، تجاوز العامين، ووجود حكومة مهمتها تصريف الأعمال، ويحيط بها العديد من التحديات الاقتصادية والمعيشية.

إسرائيل تعلن اعتراض 20 صاروخًا من لبنان وبيان عاجل من حزب الله أفضل 7 أدعية قبل النوم.

. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر

لكن الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، وماتبعها من تداعيات مؤلمة على شعبه، أحدثت حراكًا مكثفا للخروج من هذا الجمود، حيث يتقاطع الحراك الداخلي مع مساعي دولية، تدفع نحو انتخاب رئيس جديد يعيد التوازن لمؤسسات الدولة.

فيما تسعى باريس لانتهاز ماتراه فرصة سانحة لتغير المعادلة السياسية في لبنان، وذلك في أعقاب حرب إسرائيلية تهدف لإضعاف نفوذ وقوة جماعة حزب الله، التي لا طالما حملتها أطراف دولية وداخلية مسؤولية الجمود السياسي في البلاد، لكن يبدو أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون يرى أهداف أخرى لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد استهداف جيش الاحتلال لأهداف مدنية لبنانية، ما جعل «الإليزيه» يفكر في إحداث تحول جذري في المشهد السياسي اللبناني، يفضي إلى إنهاء الشغور الرئاسي، مع استضافة باريس في الـ 24 من أكتوبر الجاري، مؤتمر دولياً لحشد الدعم للبنان، وتلبية احتياجات شعبه، والحفاظ على وحدته واستقراره.

 

في المقابل هناك في لبنان من يرى أن هذه المساعي قد تواجه تحديات كبيرة أبرزها الانقسام السياسي الحاد، على الرغم من محاولات توحيد الصف من خلال لقاء «معراب 2» الذي عقد تحت عنوان دفاعاً عن لبنان، وكذلك القمة الروحية لرؤساء الطوائف الدينية في «بكركي» إلى جانب تحديات داخلية أخرى تتمثل في رفض حزب الله وحلفاؤه أي خطوات سياسية قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

 

وعلى مدار أكثر من عامين، ظل لبنان بلا رئيس ما أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار السياسي، وتعمؤيق الأزمة الاقتصادية، التي تعصف بالبلادم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لبنان بنيامين نتنياهو حزب الله نتنياهو إسرائيل جيش الاحتلال الاحتلال

إقرأ أيضاً:

ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟

يقول ناشطون دانماركيون إن تسمية الطرق والميادين في كوبنهاغن تتم عادة من دون الكثير من الضجة أو حتى جذب انتباه الجمهور، ولن يكتشف معظم المواطنين أن طريقا أو ساحة تمت إعادة تسميتها إلا عندما تظهر علامة جديدة على زاوية الشارع.

لكن ما حدث مع منطقة نوربرو (شمال غربي العاصمة كوبنهاغن) كان مختلفا تماما، وشهدت بلدية المنطقة فصولا من الجدل والإثارة التي استمرت على مدى أكثر من عام ونصف العام حتى حانت ساحة الحسم وصدر قرار بتسمية المنطقة "ساحة فلسطين".

الساحة تقع ضمن بلدية كوبنهاغن في منطقة نوربرو (الصحافة الدانماركية)

فما القصة؟

بدأت القصة في المجلس البلدي لمدينة كوبنهاغن عندما تقدمت 4 أحزاب (القائمة الموحدة، والشعب الاشتراكي، والبديل، والراديكالي اليساري) وكلها داعمة للقضية الفلسطينية بطلب، من أجل تسمية ساحة في منطقة نوربرو باسم "ساحة فلسطين"، وكان ذلك في أغسطس/آب 2023.

لكن قبل مناقشة الطلب بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فطلبت أحزاب المعارضة تأجيل البت في المقترح، بحجة أن ذلك قد يثير جدلا وأزمات سياسية في ظل "الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين".

ولم يتوقف الجدل هنا، إذ تقدمت أحزاب اليسار بشكوى للهيئة العليا للمراقبة بشأن القضية، واستندت هذه الأحزاب إلى أن صراعات السياسة الخارجية لا يمكن للمجالس المحلية التعامل معها، ولذلك قررت الهيئة المضي قدما في مشروع تسمية الساحة.

إعلان

وتصاعدت القضية أكثر عندما تحول الملف إلى بلدية كوبنهاغن من أجل الاستشارة الفنية في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وتلقت البلدية 162 استفسارا حول التسمية، وكانت أغلبها (153) إيجابية، ولم تتلق إلا 9 اعتراضات فقط لتسمية المنطقة المعنية، ولذلك قررت لجنة التكنولوجيا والبيئة الموافقة على مقترح "ساحة فلسطين".

والخميس الماضي، صوتت الأغلبية في مجلس بلدية كوبنهاغن لصالح تسمية "ساحة فلسطين" بموافقة 29 صوتا من أصل 55 عضوا، وصدر القرار بالموافقة على التسمية التي ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أبريل/نيسان القادم.

خلافات سياسية

وقد يمثل الجدل المصاحب لمقترح التسمية هذا انعكاسا لطبيعة الصراع بين الأحزاب المحلية في كوبنهاغن، وكذلك الحساسية السياسية المحيطة بالقضية الفلسطينية.

لذلك يقول كاشف أحمد العضو في الحزب الراديكالي اليساري، وهو أحد الأحزاب التي قدمت مقترح التسمية، "إننا واجهنا عدة أطراف حاولت تعطيل عملية التسمية، أو تدفعنا للتراجع عن قرارنا"، متذرعة بأن التسمية تتعلق بالسياسة الخارجية وستثير الجدل ويجب رفضها.

وأضاف أحمد -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن منطقة الساحة يسكنها أفراد متعددو الثقافات والعرقيات، وبعضهم من خلفيات شرق أوسطية، و"ساحة فلسطين" ستوفر حضورا واعترافا بهذه المجتمعات وإسهاماتها في الحياة الثقافية في كوبنهاغن، كما "ستعزز الحوار ومناقشة المواضيع الشائكة بدل تجاهلها وصولا لمصالحة مجتمعية وفهم مشترك".

وأشار عضو الحزب الراديكالي إلى أن "ساحة فلسطين" ستكون رمزا للسلام والاعتراف بالفلسطينيين في كوبنهاغن، و"ستشجع على النقاشات والحوار بشأن السلام والعدالة والتعايش، حيث يمكن للهويات المختلفة أن تتفاعل معا وتحترم التاريخ المغاير لدى كل منها".

رمزية سياسية

ربما لا تشغل الساحة التي يدور الحديث عنها مساحة كبيرة من الأرض، أو قد تكون مجرد ساحة مثل غيرها من الساحات ضمن بلدية المدينة الكبيرة، لكنها لدى الناشطين في الدانمارك تمثل رمزية سياسية ذات دلالات مؤثرة، خاصة في هذا التوقيت.

إعلان

ولهذا يقول عيسى طه نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في الدانمارك إن هناك صراعا حقيقيا حول من يتصدر المشهد ويمثل الرأي العام هنا في كوبنهاغن، وذلك عبر ما تسمى "حرب السرديات"، لا سيما أن الدعم المقدم للقضية الفلسطينية بعد الإبادة الجماعية على قطاع غزة وفلسطين في ازدياد، وشمل جوانب عدة مثل العمل القضائي والحقوقي والإغاثي والنقابي والطبي والشعبي والسياسي.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، أضاف طه أن القرار في حد ذاته له دلالات رمزية سياسية، ويمثل صفعة لكل من يناصر الاحتلال ويدعي أن الدانمارك ومؤسساتها الحكومية وغير الحكومية تدعم الاحتلال الإسرائيلي، "بينما الواقع يقول عكس ذلك ولدينا 3 منظمات غير حكومية (أمنستي وأوكسفام وأكشن إيد) رفعت قضية على الحكومة الدانماركية لتصديرها السلاح لإسرائيل.

ويشرح نائب رئيس المنتدى الفلسطيني التركيبة السياسية في الدانمارك بأن الأحزاب التي تبنت مشروع "ساحة فلسطين" تمثل أغلبية في بلدية مدينة كوبنهاغن، وهي كلها داعمة للحق الفلسطيني. بينما الحكومة الدانماركية تتألف من أحزاب اليمين والوسط واليسار، وهي أحزاب مناصرة للاحتلال الإسرائيلي.

ولعل هذا ما يفسر العديد من المبادرات التي تثبت أن الشارع الدانماركي له رأي مختلف عما يقوله السياسيون، ومشروع التسمية هذا يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، ولعله جزء من الدور التراكمي الذي يصب في خدمة القضية الفلسطينية، حسب ما قاله عيسى طه.

الدعم الشعبي

والاختلاف السياسي الذي أشار إليه عيسى طه سابقا، يضرب عليه مثالا الناشط والإعلامي الدانماركي نيلز بريك بأنهم قدموا العام الماضي مقترحا شعبيًا للاعتراف بخطر الإبادة الجماعية في غزة، ولكن أقل من 7% فقط من أعضاء البرلمان صوّتوا لصالحه. مؤكدا "أن هناك دعمًا أكبر في كوبنهاغن لحقوق الإنسان والحرية والعدالة لجميع الناس، بما في ذلك الفلسطينيون، ولهذا السبب لدينا ساحة فلسطين في كوبنهاغن اليوم".

إعلان

وأضاف بريك -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الحركة المؤيدة لفلسطين في كوبنهاغن "شاركت في مظاهرات كل أسبوع تقريبا على مدى أكثر من عام في جميع أنواع الطقس". مبينا أن هذا الحراك الشعبي أسهم في تهيئة المناخ السياسي الذي وافق على أن تكون هناك ساحة في كوبنهاغن تسمى ساحة فلسطين.

وأشار بريك إلى أن الحركة المؤيدة لفلسطين بذلت جهدًا كبيرًا في انتقاد الإعلام عندما كان يحرّف الأحداث أو يعتمد فقط على الرواية الإسرائيلية ودعايتها ونشرها الأكاذيب. قائلا "إننا فعلنا ما بوسعنا لضمان وصول أكبر قدر ممكن من الحقيقة إلى عامة الناس، وبالطبع الحقيقة التي تخدم القضية الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • العواك: النظام السياسي الرئاسي ضمن مسودة الإعلان الدستوري لا يسمح أن تقوم سلطة بعزل سلطة أخرى
  • الاتفاق السياسي يُعطل ملف الاستجوابات داخل البرلمان
  • الاتفاق السياسي يُعطل ملف الاستجوابات داخل البرلمان - عاجل
  • صمود في انتظار الفرج.. «القاهرة الإخبارية» ترصد الجهود المصرية في إيصال المساعدات للفلسطينيين
  • "القاهرة الإخبارية" : واشنطن وطهران في مواجهة جديدة وتصعيد حول الملف النووي الإيراني
  • «القاهرة الإخبارية»: المجاعة تستشري الآن في قطاع غزة
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: حالة مجاعة تستشري الآن في قطاع غزة
  • بشأن التطبيع بين لبنان وإسرائيل.. هذا ما قاله مصدر سياسيّ
  • طريق المطار تغيرت.. قرار سياسي بدّل معالمها
  • ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟