خالد بن محمد بن زايد: دور محوري للبحث والتطوير والابتكار في توطيد دعائم اقتصاد المعرفة
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
ترأس سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة.
واعتمد سموّه خطط ثلاثة مشاريع تحت إدارة “فنتشر ون”، ذراع التسويق التجاري التابعة للمجلس، وذلك في مجالات أمن البيانات في عصر التكنولوجيا الكميّة، والتنقّل الذكي المستقل، والزراعة باستخدام التقنيات الروبوتية.
وتهدف هذه المشاريع الحيوية، التي من المقرر إطلاقها في وقت لاحق من العام الجاري، إلى إحداث نقلة نوعية في عدد من القطاعات الرئيسية والإستراتيجية، وذلك تماشياً مع الجهود الرامية إلى تحقيق الرؤى والأولويات الاقتصادية لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، من خلال ترجمة الأفكار العلمية والدراسات البحثية والتكنولوجية إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة الرؤية الإستراتيجية لمبادرات البحث والتطوير على مدى السنوات الخمس المقبلة، واستعراض التقدُّم الذي تم إحرازه في العديد من المجالات البحثية، والاطلاع على سير المشاريع الحالية، واعتماد خطة الميزانية لتوجهات المجلس في السنوات المقبلة ، ترسيخاً لمكانة إمارة أبوظبي ودولة الإمارات كوجهة رائدة لاحتضان مشاريع البحث والتطوير والابتكار.
وأكّد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، أهمية تسريع وتيرة التقدُّم التكنولوجي في مختلف القطاعات ذات الأولوية، تماشياً مع الإستراتيجية الوطنية للابتكار، مشيراً سموّه إلى الدور المحوري للبحث والتطوير والابتكار في توطيد دعائم الاقتصاد القائم على المعرفة، وتعزيز التنافسية الوطنية في المجالات البحثية والتكنولوجية على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما أكّد سموّه على أهمية مواصلة السعي إلى تحقيق الريادة في جميع مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مشيراً إلى ضرورة التركيز خلال السنوات الخمس المقبلة على تأهيل الكفاءات الوطنية في مختلف القطاعات الحيوية الناشئة، لاسيَّما في مجالات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذاتية والتقنيات الكميّة والرادارات والتكنولوجيا الحيوية والطاقة النظيفة؛ حيث تُشكِّل هذه القطاعات ركيزة أساسية لتعزيز التفوّق التكنولوجي، وتسهم في ترسيخ ريادة دولة الإمارات في مجالات البحث والابتكار والعلوم التكنولوجية المتقدمة.
واستعرض المجلس أيضاً عدداً من المحاور الرئيسية؛ ومن أبرزها تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطوير القدرات الذاتية، من خلال توسيع نطاق الأبحاث في الحلول المستقلة القائمة على الذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات، بما في ذلك النقل والطاقة والرعاية الصحية والخدمات العامة، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين جودة الخدمات.
وناقش الاجتماع أهمية تشجيع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا الكميّة عبر تطوير تقنيات الحوسبة الكميّة والاتصالات ، والحلول الأمنية المتقدمة، بالإضافة إلى دعم أبحاث تكنولوجيا الرادار التي تستطيع تصوير التضاريس والخصائص الجغرافية تحت الأرض بدقة عالية تصل حتى عمق 25 متراً، إلى جانب تقنيات الرادار المدعومة بالذكاء الاصطناعي، للكشف عن الألغام الأرضية للأغراض الإنسانية.
واستعرض المجلس خطط تعزيز قطاع الاستدامة والطاقة النظيفة، من خلال تسريع البحث في حلول الطاقة المستدامة، بما في ذلك ابتكارات الطاقة المتجددة والتقنيات الفعّالة في مجال الطاقة، دعماً لأهداف إستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050؛ بالإضافة إلى التركيز على التكنولوجيا الحيوية والزراعة، للاستفادة من التطورات في مجالات التكنولوجيا الحيوية والروبوتات لدعم جهود تعزيز قطاع الرعاية الصحية، ومعالجة تحديات الأمن الغذائي العالمي، وتعزيزالإنتاجية الزراعية في البيئات الجافة.
كما سلَّط المجلس الضوء على المشاريع الحالية، وناقش مبادرات دعم تطويرالكفاءات الوطنية المؤهلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي تهدف إلى دعم منظومة الابتكار التكنولوجي في دولة الإمارات، من خلال الاستثمار في تطوير الكوادر الوطنية، ترسيخاً لمكانة الدولة كمركز عالمي للتميُّز والابتكار في هذه المجالات الاستراتيجية.
وخلال الاجتماع، قدّم معالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجية المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، مقترح الميزانية للسنوات الخمس المقبلة، والذي يعكس التزام المجلس بالحفاظ على التميُّز البحثي، مع استكشاف فرص الشراكات الإستراتيجية بين القطاعين العام والخاص؛ وذلك بهدف دعم قابلية التوسّع وتعزيز الجدوى التجارية للتقنيات المبتكرة، بما يعزز قدرة دولة الإمارات على تحقيق التطور المستدام في مجالات البحث والتطوير والابتكار التكنولوجي.
وتركّز الميزانية على سبل تعزيز التعاون العالمي للمجلس، من خلال تخصيص استثمارات إستراتيجية لشراكات مع مؤسسات بحثية دولية مرموقة.
حضر الاجتماع كلٌّ من معالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الإستراتيجية رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومعالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجية المتقدمة الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ومعالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، ومعالي أحمد تميم الكتاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، وسعادة شهاب عيسى أبو شهاب، مدير عام مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، وحمد عبدالله القايدي، سكرتير مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ذياب بن محمد بن زايد وبيل غيتس يبحثان تعزيز الشراكات الدولية
التقى الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، أمس الأربعاء، بيل غيتس، رئيس مؤسسة بيل ومليندا غيتس، الذي يقوم حالياً بزيارة للدولة.
حضر اللقاء، مريم بنت محمد المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، عضو مجلس الشؤون الإنسانية الدولية.
تعزيز التعاونوجرى خلال اللقاء، بحث سُبل التعاون والعمل المشترك، واستعراض التقدم المحرز في المبادرات المشتركة بين دولة الإمارات ومؤسسة بيل ومليندا غيتس في مجالي الصحة والزراعة عالمياً، وإمكانات تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة على مواجهة تحديات التنمية في قطاعات الصحة والتعليم والنظم الغذائية.
تحسين حياة الناسوناقش الطرفان أيضاً سبل التعاون لتحسين حياة الناس ومعيشتهم على مستوى العالم، بما في ذلك مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل شلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قد قدم منذ عام 2011 دعماً كبيراً للجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، بما في ذلك تمويل حملة التطعيم العاجلة ضد شلل الأطفال، التي أطلقت في غزة خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).
كما جرى خلال اللقاء استعراض الإنجازات التي تحققت في عدد من المبادرات الرائدة التي سبق وأعلن عنها أثناء انعقاد مؤتمر الأطراف “COP28” في العام الماضي، والتي أطلقت بدعم مشترك من قبل دولة الإمارات مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس.
وشملت إعلانات المؤتمر في ذلك الحين الكشف عن توسع كبير في صندوق بلوغ الميل الأخير، وهو صندوق متعدد المانحين أنشئ عام 2017 بمبادرة من صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله"، واضعاً ضمن أهدافه القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة أفريقيا، وهما مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوية.
وتم خلال مؤتمر الأطراف “COP28” الإعلان عن زيادة حجم الصندوق من 100 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، كما تم الإعلان عن أهداف طموحة تتمثل في استئصال المرضين من قارة أفريقيا بشكل كامل.
وشمل اللقاء استعراض التقدم الذي أحرزته "شراكة الابتكار الزراعي"، وهي مبادرة أطلقتها دولة الإمارات مع مؤسسة بيل ومليندا غيتس لدفع المساعي المعنية بالمناخ وتقوية النظم الغذائية.
وساهمت هذه الشراكة منذ إطلاقها، في دعم العديد من المشاريع ذات الأولوية لكل من دولة الإمارات ومؤسسة غيتس، ومن أبرزها تسخير قوة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في معالجة تحديات الزراعة والنظم الغذائية، وذلك باستحداث حلول متطورة منها مثلاً نظم متقدمة لرصد حالة الطقس ونشر معلومات الأحوال الجوية، بشكل يساعد ملايين المزارعين حول العالم على مواجهة تبعات التغير المناخي.
وشملت الشراكة دعم مبادرات أخرى معنية بالزراعة، مثل "اتحاد سوسة النخيل الحمراء"، الذي يهدف لإنشاء تحالف من المنظمات الدولية والحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة المحليين، للعمل بشكل مستدام على مكافحة واحدة من الآفات الزراعية التي تمثل تهديداً ملموساً لأشجار النخيل في جميع أنحاء العالم.
وأشاد غيتس، خلال اللقاء، بما أثمر عنه التعاون بين مؤسسته ودولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العقد الماضي، وعبر عن تقديره لجهود الدولة في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم.