الثورة نت:
2024-10-19@00:44:12 GMT

المقاومة خيار الأحرار

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

 

 

المقاومة فكرة والأفكار لا تموت وإن استشهد حملتها فإنها تنتقل آليا إلى أبطال آخرين يواصلون السير على طريق الحرية والكرامة.
والمقاوم يختاره الله ليكون كذلك، ومن يقاوم الظلم الاجتماعي ومن يقاوم الاحتلال وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي فإن الرسالة واحدة وتلتقي أهدافها ويلتقي أبطالها على ضفاف الحرية والكرامة.


خلال العقد الأخير شهدت أقطارنا- كما شهدت أمتنا- الكثير من ظواهر القهر والاستبداد والغطرسة، ربما كان من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى دور أداه أحد مجاهدي الأمة وأحد أبطال المقاومة الذي وضع أمامنا- ومنذ وقت مبكر- سيناريو المرحلة الحالية التي نعيشها.. رجل تحدث عن أمريكا الاستعمارية وخطورة مشروعها التأمري على أمتنا، مؤكدا أن تآمرها لن يقف في نطاق فلسطين أو في نطاق العراق الذي كان حينها يتعرض لحالة حصار من قبل أمريكا وحلفائها.
ربما لم يكن بمقدورنا _حينها _استلهام طروحات البطل والمقاوم الذي قرع أجراس الخطر من على جبال (مران)، محذرا من القادم الاستعماري الذي تعده أمريكا الصهيونية وحلفاؤها ومرتزقتها للأمة ووجودها الحضاري وقيمها الدينية والثقافية والحضارية.!
تداعيات اللحظة التاريخية التي نعيشها وتعيشها أمتنا اليوم، تكشف لنا أهمية طروحات المجاهد والمقاوم والمصلح الاجتماعي السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي نعيش اليوم تداعيات، حذرنا منها منذ أن أعلنت أمريكا نفسها قائدة للعالم الحر أوائل التسعينيات من القرن الماضي، تزامنا مع تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار المعسكر الاشتراكي.. في تلك اللحظة الزمنية المفعمة بالتداعيات التراجيدية، انطلقت (الصرخة) من قبل مجموعة (الشباب المؤمن) بالتزامن أيضا مع تأسيس جهاز الأمن القومي في البلاد الذي كان ذا نكهة أمريكية خالصة..!
كثيرون لم يستوعبوا تحذيرات هذا المقاوم الذي اجتهد الكثيرون في توصيفه وتوصيف أهدافه ودوافعه، وكنت أحد هؤلاء الذين خاضوا في توصيف الرجل، ولكنني فعلت هذا لبعض الوقت وليس لكل الوقت، حين بنيت مواقفي على فداحة ظلم اجتماعي تعرض له أبناء (صعدة)، واعتبرت مناصرة قضيتهم واجباً وطنياً وكانت -الحرب الثالثة – قد حطت أوزارها، فيما قناعتي بدت بالتشكيك بطروحات الخطاب الإعلامي الرسمي.
اليوم أجد المنطقة تعيش سيناريو حذرنا منه السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، قبل أكثر من عقدين من حدوثه.. اليوم يمكننا أن نعرف لماذا استهدف السيد الشهيد حسين بدر الدين؟ لأن دوافع استهدافه هي ذات الدوافع التي كانت وراء استهداف الشهيد قاسم سليماني، وهي ذاتها التي تقف وراء استهداف سيد شهداء القدس السيد الشهيد حسن نصر الله، وهي وراء استهداف الشهيد اسماعيل هنية، وهي كذلك وراء استهداف الشهيد يحيى السنوار، الذي قطعا لن يكون آخر الشهداء.
الأمر قطعا لا يتوقف هنا، بل يتصل اتصالا مباشرا بما حدث في بلادنا من انقسام وفتنة ثم عدوان وتحالف دولي وإقليمي، وعدوان وحصار وخراب ودمار لكل قدرات بلادنا وشعبنا، ثم كانت معركة طوفان الأقصى وما تبعتها من جرائم امتدت إلى لبنان واليمن والعراق وإيران وسوريا، أحداث دامية ومتوحشة واستهداف القيادات والرمزيات المقاومة، كل هذا لم يكن سوى امتداد لما بدأ في جبال (صعدة) التي واجهت ست حروب قبل أن يأتي العدوان الأمريكي متدثرا بزي (الشرعية) وقبل أن يأتي العدوان على غزة ولبنان متدثرا برداء الثأر من معركة طوفان الأقصى التي أحبطت المخطط الأمريكي الذي سبق وأحبطته حركة السيد الشهيد حسين بدر الدين، التي تلقفها السيد حسن نصر الله، فكانت مواقفه في سوريا أولا ثم في مناصرة مظلومية الشعب اليمني في مواجهة عدوان التحالف الدولي، وصولا إلى طوفان الأقصى ومناصرة أشقائنا في غزة، ثم كانت ( وحدة الساحات) بين أطراف محور المقاومة، وهو المصطلح الذي أطلقه الشهيد المقاوم يحيى السنوار (وحدة الساحات) لتلتحم صنعاء مع فلسطين وليس غزة وحسب مع بيروت ودمشق وصولا إلى بغداد و طهران، هذا التلاحم حملته رؤية أول شهداء المحور- إن جاز التعبير- وهو الشهيد السيد حسين بدر الدين.
فبدأ السيناريو الذي حذرنا منه أول شهداء المحور أكثر وضوحا، وكأن السيد حسين كان يقرأ المستقبل الذي تحاول أمريكا رسم أطيافه لوطننا ومنطقتنا والقضايا العادلة لأمتنا وفي المقدمة قضية فلسطين التي تحاول أمريكا- من وراء كل ما تقوم به اليوم- القضاء على المقاومة وطمس القضية الفلسطينية وإدخال المنطقة في اسطبل التبعية المطلقة للكيان الصهيوني الذي وضع مدماك إقامة هذا الاسطبل عبر ما أطلق عليه (الاتفاق الإبراهيمي)، في وقاحة غير مسبوقة بلغت حد تحريف دين الله ومسخ هوية المسلمين من خلال إلزامهم بدين بديل يتناسب مع الرغبة الصهيونية وهدفها في استلاب إرادة الأمة، برعاية أمريكية ومباركة أنظمة الذل والخيانة في الأمة.
إن العودة لطروحات ومحاضرات السيد الشهيد حسين بدر الدين كافية ليدرك المتابع والمهتم قدسية وأهمية المعركة التي يخوضها اليوم محور المقاومة وأن دور اليمن في المعركة لم يكن اعتباطيا ولا نتاج عواطف تضامنية، بل هو دور استراتيجي رسمته الأقدار له، فكان خارج دائرة وعي الأعداء الذين أربكهم الموقف اليمني كما أربك حلفاءهم في المنطقة، فشكل الموقف اليمني المساند أهم رافعة لمعركة الأقصى في السياق العملياتي، ثم هو استراتيجيا يتماهى مع حادثة الطوفان في 7 أكتوبر 2023م.. لماذا أقول هذا؟
لأن الموقف اليمني يرتبط ارتباطاً مباشراً بالمواجهة مع أمريكا التي ترى فيه خطورة على مصالحها في المنطقة، ليس على مستوى البحار والملاحة، بل وعلى استقرار أتباعها ومخزن مصالحها في نطاق الجوار الجغرافي لليمن الواقع تحت سيطرة اليمن ورغبتها، إذا ما تطورت المواجهة بين الأعداء وبين محور المقاومة، إذ يمكن القول إن الصهاينة العرب مجتمعين ومعهم أمريكا والصهاينة يقعون تحت رحمة الموقف اليمني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار

(CNN)-- علقت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل زعيم حماس، يحيى السنوار واللحظات الأخيرة الظاهرة في مقطع الفيديو الذي نشره الجيش مقارنة آخر لحظاته بلحظات إلقاء القبض على الزعيم العراقي الأسبق، صدام حسين.

جاء ذلك في تدوينة للبعثة على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا) ناشرة صورة للسنوار من مقطع الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، قائلة بتعليق: "عندما قامت القوات الأمريكية بسحب صدام حسين من حفرة تحت الأرض، توسل لهم ألا يقتلوه رغم كونه مسلحا، أولئك الذين اعتبروا صدام نموذجاً لهم في المقاومة، قد انهاروا في نهاية المطاف، ومع ذلك، عندما يتطلع المسلمون إلى الشهيد السنوار واقفاً في ساحة المعركة - بالزي القتالي وفي العراء، وليس في مخبأ، في مواجهة العدو - فإن روح المقاومة ستتقوى. وسيكون نموذجاً للشباب والأطفال الذين سيواصلون مسيرته نحو تحرير فلسطين. وطالما استمر الاحتلال والعدوان فإن المقاومة ستبقى، فالشهيد يبقى حيا ومصدر إلهام".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، إن وزيرها أنتوني بلينكن، اتصل بنظيريه في السعودية وقطر لمناقشة أهمية الجهود الجارية لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحركة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن بلينكن ناقش مع مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان "العمل الجاري نحو فترة ما بعد الصراع في غزة، والتي تضمن عدم بقاء حماس في السلطة، وتوفر مسارا لشعب غزة لإعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم، كما ناقش الوضع في لبنان والحاجة الملحة لتقديم المساعدات الإنسانية لجميع السكان المعرضين للخطر هناك".

ويشار إلى أنه وإلى جانب حزب الله والحوثيين وجماعات أخرى، تعد حماس جزءًا من تحالف تقوده إيران يشمل لبنان واليمن وسوريا وغزة والعراق، والذي هاجم إسرائيل وحلفائها منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة. ويقولون إنهم لن يتوقفوا عن ضرب إسرائيل وحلفائها حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع.

مقالات مشابهة

  • نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد يحيى السنوار
  • فيديو| كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله) في استشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد يحيى السنوار
  • "الأحرار": استشهاد السنوار لن يكسر عزم الشعب ولا المقاومة
  • قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار
  • عماد الدين حسين: إيران تدرك أهمية وثقل الدور المصري وتعول عليه كثيرا
  • عماد الدين حسين: إيران تدرك أهمية وثقل الدور المصري في المنطقة
  • السيد القائد يؤكد اهمية الوعي بالأعداء وما الذي يفيد في مواجهة خطرهم الكبير
  • مجزرة داخل مدرسة أبو حسين التي تؤوي نازحين / مشاهد مفزعة
  • من هو أيمن فتحي حسين الذي خلف عدلي القيعي؟