سرايا - قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن استخدام الجيش الإسرائيلي للتهجير القسري والتجويع كسلاح حرب في قطاع غزة يرقى إلى جرائم حرب. وذكرت المنظمة في بيانها -اليوم الجمعة- أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية شملت 85% من مساحة قطاع غزة، حيث أمر الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة البالغ عددهم 400 ألف نسمة بمغادرة منازلهم منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.



وقالت المنظمة إن الجيش الإسرائيلي، مع تصعيد عدوانه على أهالي شمال غزة، منع وصول المساعدات الغذائية إلى أي شخص يبقى في المنطقة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وأكد البيان أن الجيش "يجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل غير قانوني على ترك شمال غزة"، دون توفير مكان آمن أو ضمان عودتهم في المستقبل.

وأوضحت "هيومن رايتس ووتش" أن هذه الأفعال تشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر الترحيل القسري للسكان المدنيين دون وجود ضرورة عسكرية ماسة. ويُسمح بالإخلاء المؤقت في حالات الضرورة القصوى لحماية المدنيين، ولكن يجب أن يتبع ذلك توفير الحماية والمساعدات لهم، وضمان عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء العمليات العسكرية.

كما نبهت المنظمة إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يلتزم بتوفير هذه الشروط، مما يجعل هذه العمليات تتجاوز نطاق الضرورة العسكرية وتتحول إلى وسيلة لإحداث تهجير طويل الأمد. وأشارت إلى أن المناطق التي يتم إخلاؤها في شمال غزة تتعرض للقصف حتى أثناء محاولات المدنيين للفرار إلى المناطق الجنوبية.

وتحدثت المنظمة عن أوضاع السكان النازحين من شمال غزة، حيث لجأ معظمهم إلى أماكن مؤقتة كالمباني العامة والخيام، وسط نقص شديد في الغذاء والماء والرعاية الطبية. ولا يزال هناك نحو 400 ألف شخص في شمال غزة يواجهون أوضاعا إنسانية كارثية، خاصة مع منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الشمالية.

وانتقدت "هيومن رايتس ووتش" الحكومة الإسرائيلية على خلفية خطط تهجير طويلة الأمد، حيث أكدت أن بعض المسؤولين الإسرائيليين اقترحوا علنا تقليص مساحة غزة وتهجير سكانها. وأشارت إلى أن عمليات القصف المستمرة دمرت البنية التحتية، بما في ذلك 87% من الوحدات السكنية والمدارس، مما يزيد من احتمال عدم قدرة السكان على العودة إلى منازلهم.

كما أفاد بيان المنظمة بأن الولايات المتحدة وجهت رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تطالب فيها بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وهذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها الولايات المتحدة بذلك، ولكن لم يكن لهذه المطالب تأثير يذكر.

ومع استمرار تدهور الوضع في غزة نتيجة القيود المفروضة على دخول الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والماء والمساعدات الطبية، يدعو الكثيرون إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزما من قبل الولايات المتحدة.

ودعت المنظمة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات، بما في ذلك تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في كافة قطاع غزة وحمايتهم من التهجير القسري.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، بدعم أميركي واضح وأمام العالم، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 139 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود حتى الآن. ويعاني القطاع من دمار هائل طال البنية التحتية والمنازل، مع انتشار المجاعة التي أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، وسط غياب المساعدات الإنسانية الكافية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة رایتس ووتش قطاع غزة شمال غزة

إقرأ أيضاً:

خبير استراتيجي: لا بد من تدخل العالم لوقف المجازر الدموية بغزة ولبنان

أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهمية مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمجتمع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى الشعبين المنكوبين.

أمجد الشوا: الاحتلال يحاول فصل شمال غزة عن القطاع بارتكاب أبشع أنواع العدوان وزيرا خارجية أمريكا وألمانيا: السنوار عرقل وقف إطلاق النار في غزة

وأضاف  مختار غباشي،  في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إسرائيل ترتكب مجازر دموية بلا وازع ولا مانع ولا رادع ولا بد من تدخل  العالم لمنع ارتكاب المجازر الدموية في غزة ولبنان، لافتا إلى أن إسرائيل تمارس حرب الجوع ضد الشعب الفلسطيني في غزة بالإضافة إلى منع إدخال المساعدات الطبية إلى شمال قطاع غزة.

 مصر تلعب دورا هاما في آليات الصراع بمنطقة الشرق الأوسط 

وتابع نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مصر تلعب دورا هاما في آليات الصراع بمنطقة الشرق الأوسط وأصبحت جزء من هذا الصراع، موضحا أن المنطقة على مشارف الانهيار ولا بد من الاحتكام إلى لغة العقل لإنقاذ ما تبقى، لافتا إلى أن دور الولايات المتحدة الأمريكية مخزي ويساهم في جرائم إسرائيل.

قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن المجاعة ضربت وتضرب الآن بشكل أعنف بمختلف مناطق القطاع، مشيرًا إلى أنه منذ بداية شهر أكتوبر الجاري والاحتلال الإسرائيلي يقيد دخول المساعدات الإنسانية بأشكالها المختلفة، وفي مقدمتها المواد الغذائية إلى مختلف أنحاء قطاع غزة.

وأضاف «الشوا» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية »، أن هناك نقص حاد في مختلف أصناف المواد الغذائية لاسيما الخضروات والمواد الغذائية الأساسية التي بدأت تختفي بشكل كبير، موضحًا ان المساعدات التي تدخل قليلة جدا مقارنة بالاحتياجات المتزايدة جراء العدوان الإسرائيلي والنزوح المتزايد في شمال القطاع.

عشرات الآلاف خرجوا من شمال قطاع غزة

ولفت إلى أن هناك عشرات الآلاف خرجوا من شمال قطاع غزة، وهناك أكثر من 120 ألف مواطن لا زالوا صامدين في مخيم جباليا، ومنطقة شمال قطاع غزة يتعرضون لأبشع أنواع العدوان من خلال قطع الإمدادات  الغذاء والدواء والمياه، في ظل المجاعة والعطش والمرض والاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • رايتس ووتش: النزوح القسري والتجويع جرائم حرب ترتكبها إسرائيل في غزة
  • خبير استراتيجي: لا بد من تدخل العالم لوقف المجازر الدموية بغزة ولبنان
  • عاجل - أبرز تصريحات وزير الخارجية مع أحمد الطاهري: مصر تتصدى لمخططات إسرائيل وترفض التهجير القسري للفلسطينيين وتحذر من حرب إقليمية
  • رايتس ووتش: شراكة أميركية إسرائيلية تشكل خطرا حقوقيا
  • «هيومن رايتس ووتش» تطالب إسرائيل وقف حملتها الهجومية ضد «الأونروا»
  • إسرائيل تواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • “هيومن رايتس ووتش” تطالب العدو الصهيوني بوقف حملته التدميرية ضد الأونروا
  • "هيومن رايتس ووتش" تطالب إسرائيل بوقف حملتها الهجومية ضد الأونروا
  • قادة فصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق: المجازر الصهيونية بحق المدنيين في غزة جرائم حرب ضد الإنسانية وعملية إبادة جماعية