تشابه عقليات الانهزام والإجرام
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
ارتباط وثيق وعميق بين عقليات الانهزام والإجرام الأول يمثل وجه النفاق والثاني الكفر والإجرام والله سبحانه وتعالى جمع بينهم قال تعالى ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ)) فمثلا حاخام اليهود الذي يمثل المرجعية الدينية “يقول: في الحرب لا رحمة يجب قتل النساء والأطفال والشيوخ وحتى البهائم ، يجب القضاء عليها وقبلها كانت تصريحات المجرم نتنياهو ورئيس الكيان أيضا.
واحدث تصريح كان لما يسمى وزير العدل في كيان الاحتلال عندما قال: إن حركة حماس ليست مثل الأردن ومصر، بل انها من الجحيم ولا يمكن السماح لها بحكم غزة، وحينما رد عليه المذيع (الجزيرة)اذا كانت حماس من الجحيم لأنهم قتلوا الفاً إلى الف ومائتين، فأين أنتم وقد قتلتم ما يزيد على مائة الف طفل وامرأة وهنا ينسحب من المقابلة .
الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت حينما هزم عند أسوار عكا الفلسطينية 1799م دعا إلى إقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين وإصدار بيان دعا كل يهود العالم إلى القدوم للقدس تحت حماية ورعاية الإمبراطورية الفرنسية.
الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس (بريطانيا) جاءت بعدهاعام1840م لترسل مبعوثا رسميا إلى السلطان العثماني يطالبه السماح بهجرة اليهود إلى فلسطين وكان عددهم لا يتجاوز ثلاثة آلاف إنسان حتى عام1885م .
واتفقت سياسات الدول الاستعمارية الكبرى آنذاك (فرنسا وبريطانيا وروسيا وأمريكا) على توطين اليهود في فلسطين بموجب اتفاقيات التفاهمات لحماية المصالح المشتركة لهم.
ونشطت الجمعيات اليهودية بدعم لامحدود من حكومات الاستعمار في معظم الدول فتم إنتاج فيديوهات دعائية لصالح دعم الاستيلاء على أرض فلسطين وفق خطط معدة تحت إشراف السلطات الاستعمارية (خلال خمسة وعشرين عاما1926م تم الاستيلاء على 177 الف دونم وخلال الخمسة والعشرين القادمة سيتم الاستيلاء على مليون دونم وضمها لصندوق الأراضي اليهودية.
الفلسطينيون قاوموا تلك الإجراءات وقاموا بالعديد من الثورات إلا أن عقليات الانهزام والإجرام خذلوهم وأشاعوا ان الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود.
علماء المسلمين اصدروا فتواهم بتحريم بيع الأراضي للأجانب وخاصة اليهود.
الرئيس الأمريكي هاري ترومان الحاصل على ارفع وسام ماسوني اعترف بأنه تم طرد ما بين 5 – 6 ملايين فلسطيني واستبدالهم بمثل ذلك العدد من اليهود.
والملك السعودي عبدالرحمن آل سعود يلتزم بسياسة بريطانيا العظمى ولا يخرج عنها؛ ولا يمانع من إعطاء فلسطين “للمساكين اليهود ” أو غيرهم واتفق الشريف حسين على مناقشة مسألة توطين اليهود في فلسطين بعد الاستقلال من الحكم العثماني ولما بدا الاستقلال أعطوا وعدا لليهود (بلفور) ووعدا له نفذوا لليهود واخلفوا موعدهم معه وعمّدوا صدق وعدهم بقتل المتظاهرين وتدمير القرى والمدن وتشريد الأهالي منها بواسطة الجيش البريطاني والعصابات الصهيونية التي تم استقدامها تحت إشراف وتمويل سلطات الاحتلال، وتفاقمت عمليات التدمير اكثر بعد صدور وعد بلفور.
حيث تم تدمير أكثر من 531 قرية ومدينة من إجمالي 774 قرية ومدينة تدميرا كاملا وبما يعادل ثلاثة أرباع المساحة التي تحت سيطرة الاستعمار البريطاني تنفيذا للوعد “سلم لهم الأراضي الأسلحة والمناصب ومدهم بالقتلة والمجرمين من الفرق المدربة الخاصة مساعدة لهم لإكمال المهمة.
العقليات الإجرامية والانهزامية شنت دعايات تبرر جرائم اليهود والاستعمار ان أهل فلسطين باعوا أرضهم.
قامت الثورة الإسلامية في إيران وقطعت العلاقات مع اليهود وصرح المرشد الأعلى آية الله الخميني: “إسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول” وأعلن يوم القدس العالمي دعما لفلسطين، قامت الحرب بين العراق وإيران واستمرت لأكثر من ثمان سنوات وذلك تحت عناوين مواجهة المد الثوري وتتابعت الأحداث حتى رأينا الأنظمة العربية معظمها تتعامل مع اليهود وكيانهم المحتل وتتهم النظام الإيراني بالعمالة لليهود لكن الأحداث أثبتت أن إيران تدعم المقاومة الفلسطينية بينما يدعم المطبعون كيان الاحتلال سرا وعلانية.
الإجرام الصهيوني يرتكب المجازر ضد الأبرياء من النساء والأطفال ويرتكب أبشع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والمنافقون يبررون ويباركون لهم ويعملون جاهدين على حصار المقاومة وامداد اليهود والحلف الصليبي الصهيوني بكل الإمكانيات التي يحتاج لها.
اعتمدوا منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني وتعاونوا مع اليهود عليها حتى وقعت على الاتفاقيات المفرطة بحقوق فلسطين وجاء الدور على بقية الحركات لمحاصرتها ووصف نضالها بالإرهاب وتم فتح السجون والمعتقلات لممثليها بموجب التفاهمات السرية والعلنية مع الحلف الصهيوني الصليبي، ورغم المحاولات بمنع التعرض لها ما بالك بدعمها لكن ذلك كان مستحيلا فالإملاءات والأوامر كانت صارمة.
إيران دعمت الحركات الجهادية سرا وعلانية
أما الانهزاميون فقد طبعوا علاقاتهم ووجهوا سياساتهم لخدمة اليهود والنصارى انحلالا في الأخلاق وإفسادا للمجتمعات وسعيا للفتن والفرقة بين المسلمين بعضهم ضد بعض .
غزة اليوم تعاني من تعاون وتكاتف الخذلان والإجرام وتحالفهم ضدها والآن لبنان يتم التضحية به لإرضاء القتلة والمجرمين ومع ذلك نجد معظم الأنظمة العربية تدعم وتؤيد كل تلك الجرائم ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سبت المظاهرات الكبير في سول.. بين مناصرة فلسطين وتأييد الرئيس المعزول
تخصص كوريا الجنوبية يوم السبت من كل أسبوع للتظاهر، فيخرج الناس في هذا اليوم أفواجا من كل حدب وصوب يتظاهرون في أي شأن شاؤوا، وتغلق الشوارع الرئيسية في العاصمة سول، وتوضع سيارات وحافلات الشرطة والإسعاف في حالة تأهب لحماية المتظاهرين من ناحية ولمنع الشغب من ناحية أخرى.
يبدأ المتظاهرون بالنزوع إلى الشوارع منذ الساعة الـ12 ظهرا بالتوقيت المحلي للبلاد، إلى أن تحدث التجمعات الكبرى بحلول الساعة الثانية عصرا، وتستمر بعد ذلك إلى الساعة السادسة مساء أو بعد ذلك بقليل.
ورغم صخب المظاهرات حيث يستخدم منظمو كل مظاهرة مكبرات الصوت وبعضها ضخم جدا لمخاطبة الحشود فإنها تتميز جميعها بسلميتها، فلا تجدها تخرج عن المكان الذي حُدد لها، كما لا تصدر عن المشاركين فيها أي سلوكيات مخلة بالأمن العام.
وللمفارقة، كانت أول مظاهرة صادفتنا عند الخروج من الفندق مناصرة لفلسطين، ورغم خيبة الأمل في البداية عندما رأينا أن المشاركين فيها بضعة كوريين وكوريات يحملون أعلام فلسطين فإننا مع ذلك قررنا متابعتهم لنجد أنهم التقوا مع حشد أكبر يقدر بالعشرات يهتفون جميعا "فلسطين حرة".
وضع المتظاهرون -الذين حمل كثير منهم أعلام فلسطين- شاحنة صغيرة بشكل عرضي وسط الشارع، وعلى منصة أمامها وقفت فتاة كورية تتزين بالوشاح الفلسطيني الشهير وتتحدث بالميكروفون بشكل حماسي، وكانت تردد كلمة "فلسطين" بشكل متكرر في كلامها وخلفها شاشة تعرض صورا من الحرب الإسرائيلية على غزة.
إعلان
ميدان غوانغهوامون
أغلب المظاهرات والاحتجاجات تكون في ميدان غوانغهوامن في وسط سول، ويحمل هذا الميدان رمزية تاريخية، إذ يقع أمام قصر غيونغبوكغونغ، وتحيط به مبانٍ حكومية رئيسية مثل البيت الأزرق ومركز الفنون سيجونغ، مما يجعله نقطة تجمّع رئيسية للحركات السياسية والاجتماعية.
وقد شهد هذا الميدان بعضا من أكبر الاحتجاجات وأكثرها تأثيرا في البلاد -بما في ذلك المظاهرات التي أدت إلى عزل الرئيس يون سوك يول في 2024- رغم أنها تركزت أمام البرلمان بشكل أساسي، وأيضا المظاهرات المليونية التي قادت إلى عزل الرئيسة باك غن-هيه في 2017.
تتميز المظاهرة المناصرة لفلسطين بأن جميع المشاركين فيها من فئة الشباب، وكثير منهم يرتدون الوشاح الفلسطيني ويحملون أعلام فلسطين، وعلى جانب الرصيف طاولتان لبيع تذكارات فلسطينية متعددة، وخلفهما على سور الشارع يافطتان كبيرتان باللغة الكورية، إحداهما مكتوب فيها "المحكمة الجنائية الدولية" وتحت ذلك مكتوب "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو"، وإلى يسار الكلام صورتان لنتنياهو كُتب فوقهما بخط كبير بالإنجليزية "مطلوب".
وبعد كل خطاب حماسي تصدح الفتاة بالميكروفون باللغة الإنجليزية بأقصى قوتها "فلسطين حرة"، وبعد سلسلة خُطب بدأت تُعرض تذكارات ومطرزات فلسطينية للبيع بالمزاد العلني دعما لغزة.
التقينا خلال تلك المظاهرة بالسيدة لي شون (40 سنة) التي كانت تبيع التذكارات للمناصرين لفلسطين، وعندما سألناها قالت "قبل بداية الحرب على غزة لم يكن لدي اطلاع على الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، كنت أعرف فقط أنها تحتل أراضي فلسطينية لإقامة المستوطنات".
وتضيف "مع بداية الحرب بدأت أرى صور الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين، وكان واضحا أنها جرائم بشعة غير قابلة للتبرير، فبدأت أقرأ وأبحث أكثر، ثم بدأت أشارك في المسيرات الداعمة لفلسطين بشكل أسبوعي".
إعلانكما قابلنا الفتاة داهيون تشو (16 سنة) التي تتحدث الإنجليزية بمهارة، وقالت "هذه هي المرة الثالثة التي أشارك فيها في المظاهرات الداعمة لغزة، وقد جئت من مدينة سوون (شمال غربي كوريا)".
وأضافت أن "الإعلام الكوري يتبنى رواية الإعلام الأميركي ولا يظهر الحقيقة كما هي للشعب الكوري، لذلك أعتقد أن أغلب الناس في كوريا ما بين لا مبالين بما يجري وما بين من يصدقون الدعاية الصهيونية، لكن مع ذلك أعتقد أن الناس المؤيدين للقضية الفلسطينية في ازدياد بفضل مواقع التواصل الاجتماعي".
ورغم صغر تلك المظاهرة فإنها في غاية الأهمية، فهي مظاهرات أسبوعية وتشير إلى يقظة الضمير الشعبي المؤيد للقضية الفلسطينية في كل بقاع الأرض شرقها وغربها.
كما أنها لم تكن المظاهرة الوحيدة الداعمة لفلسطين، فقد صادفنا بعد صلاة الجمعة في مسجد سول المركزي منشورات عديدة تدعو إلى مظاهرة حاشدة مؤيدة لفلسطين أمام السفارة الإسرائيلية في سول، في حين لم نشهد مظاهرة واحدة مؤيدة لإسرائيل.
الرئيس المخلوعغادرنا تلك المظاهرة على صدى أصوات صاخبة جدا تصدر من مكبرات صوت ضخمة، كانت تلك مظاهرة لأنصار الرئيس المعزول، والتي قدّر أحد المشاركين فيها عدد الحضور بنحو 700 ألف شخص.
كانت بالفعل مظاهرة تضم عشرات الآلاف نصبت أمامهم منصة كبيرة مرتفعة وخلفها شاشة ضخمة، وعلى تلك المنصة يتحدث أنصار الرئيس المعزول واحدا تلو الآخر بحماس بالغ وهتافات تتخللها أغانٍ حماسية، وقد وُضعت للحشود الذين تزاحموا على امتداد شارع سيجونغ الرئيسي في ميدان غوانغهوامون كراسٍ بلاستيكية نظرا لأن معظم المشاركين في هذه المظاهرة قد تجاوزا سن الشباب.
إعلانامتدت تلك المظاهرة الصاخبة لساعات عدة، حيث غربت الشمس وكان كثير من المشاركين فيها لا يزالون جلوسا، والمتحدثون على المنصة يتبادلون الأدوار في الخطاب الحماسي.
كانت الخطابات تتحدث عن التحذير من الشيوعية ومن الفساد ومن سرقة البلد، وقد وزع علينا بعضهم ملصقات بالإنجليزية كُتب فيها "أوقفوا السرقة"، يقصدون فيها أن الرئيس المعزول كان يحاول منع تزوير الانتخابات الرئاسية والمحلية على يد الدولة العميقة التي يقولون إن وراءها حلفاء لكوريا الشمالية والحزب الشيوعي الصيني.
أعلام أميركا في كل مكاناللافت في هذه المظاهرات أن العلم الكوري كان يرافقه العلم الأميركي تقريبا بيد كل مشارك، كما تنتشر عبارات تصف التعاون الأميركي الكوري بأنه أبدي، ويعود ذلك إلى إحساس الكوريين بالجميل للولايات المتحدة التي كان دعمها لهم في الحرب ضد كوريا الشمالية حاسما، كما أن رفع العلم الأميركي صار رمزا سياسيا يميزهم عن المناصرين للتقارب مع كوريا الشمالية والصين.
وخلال جولتنا وسط هذه المظاهرات التقينا بهيسو لي (55 سنة) الذي قال لنا "أنا هنا للتظاهر دفاعا عن الرئيس يون، إنه يريد إنقاذ البلاد من الجواسيس الذين يتآمرون مع كوريا الشمالية والحزب الشيوعي الصيني لتحويل كوريا الجنوبية إلى دولة شيوعية"، على حد قوله.
كما قابلنا الشابة جيسيكا (25 سنة) التي قالت إن "الحزب الشيوعي الصيني يحاول أن يسيطر على كوريا الجنوبية، والقوى السياسية التي تدعم كوريا الشمالية خلعت الرئيس، وأنا كما كثير من الشباب ندافع عن الرئيس يون وندافع كذلك عن كوريا جنوبية ليبرالية وديمقراطية".
من جهته، قال ليي جوتشول (65 سنة) إنه جاء من ولاية تكساس في الولايات المتحدة ليدافع عن الرئيس يون "لأن الشيوعيين يريدون إعادة كوريا الجنوبية إلى سيطرة الصين"، حسب قوله.
وما بين المظاهرة الداعمة لفلسطين والمؤيدة للرئيس المعزول مررنا بعدد من المظاهرات الصغيرة جدا لا يتعدى المشاركون فيها بضعة أفراد، مثل مظاهرة مؤيدة للشواذ وتحمل راياتهم، لكن بكل تأكيد كانت هناك مواقع أخرى في العاصمة تجري فيها مظاهرات أخرى في سبت المظاهرات الكبير هذا، وعلى الأرجح كان بينها مظاهرات ضد الرئيس المعزول.
إعلانيذكر أن الحكومة الكورية حاولت في السنوات الأخيرة فرض قيود على الاحتجاجات في ميدان غوانغهوامون بذريعة أن المنطقة تعد معلما سياحيا وثقافيا رئيسيا، وأن المظاهرات تعرقل حركة المرور وتؤثر على الأنشطة التجارية وتقلل جاذبية المكان للزوار.
لكن هذه المحاولات واجهت رفضا قويا من الجماعات المدنية وتحديات قانونية، وأصدرت المحاكم أحكاما عدة لصالح المتظاهرين، مشددة على أن القيم الديمقراطية تأتي في المقام الأول.