"نسيج كبد خارق للطبيعة" مزروع في الفضاء يغير قواعد التبرع بالأعضاء
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
في خطوة مهمة إلى الأمام في مجال هندسة الأنسجة، يستخدم العلماء بيئة انعدام الجاذبية على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) لإنشاء نسيج كبد بشري يتمتع بوظائف فائقة.
و على عكس النهج التقليدي المرتبط بالأرض والذي يستخدم أطراً اصطناعية لتوجيه نمو الخلايا، تسمح بيئة انعدام الجاذبية للخلايا بالتجمع الذاتي بشكل طبيعي، ونتيجة لذلك، تظهر أنسجة الكبد المتكونة في الفضاء تمايزاً ووظائفَ محسّنة مقارنة بتلك التي نمت في ظروف أرضية، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وتُستخدم السقالات الاصطناعية أو ألواح لتوفير بنية لنمو الخلايا، ولكن هذه المواد الغريبة يمكن أن تتداخل مع وظيفة الخلية، ومع ذلك، في الفضاء، يسمح غياب الجاذبية للخلايا بالطفو بحرية وتنظيم نفسها دون الحاجة إلى مصفوفات خارجية.
ويؤدي هذا إلى أنسجة تحاكي بشكل أوثق الفسيولوجيا الطبيعية، وهو عامل رئيسي في إنشاء غرسات قابلة للتطبيق للأغراض الطبية.
وقال الدكتور تامي تي تشانج، أستاذ الجراحة في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: "تشير نتائجنا إلى أن ظروف انعدام الجاذبية تمكن من تطوير أنسجة الكبد ذات التمايز والوظائف الأفضل من تلك المزروعة على الأرض، ويمثل هذا خطوة حاسمة نحو إنشاء غرسات أنسجة كبدية قابلة للحياة يمكن أن تكون بمثابة بديل أو مكمل لزراعة الكبد التقليدية".
وللحفظ بالتبريد، يعد تطوير مفاعل حيوي مخصص، يُعرف باسم "Tissue Orb"، والذي تم تصميمه خصيصاً لدعم تجميع الأنسجة ذاتياً في الفضاء، أحد المكونات الأساسية للمشروع.
ويتميز هذا المفاعل الحيوي بنظام أوعية دموية اصطناعية وتبادل وسائط آلي، يحاكي تدفق الدم الطبيعي وتبادل المغذيات الذي تعيشه الأنسجة البشرية في الجسم.
ومن خلال تكرار هذه الظروف في بيئة انعدام الجاذبية، يأمل الفريق في إنشاء أنسجة وظيفية أكثر مناسبة للزرع أو التطبيقات الطبية الأخرى.
وأحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الفريق هو الحفاظ على الأنسجة الهندسية ونقلها إلى الأرض، ولمعالجة هذه المشكلة، يتضمن البحث تطوير تقنيات الحفظ بالتبريد المتقدمة، وستختبر المرحلة التالية من المشروع التبريد الفائق المتساوي، وهي طريقة تسمح بتخزين الأنسجة في درجات حرارة دون الصفر دون التسبب في تلف الخلايا.
وإذا نجحت هذه الطريقة في الحفظ، فقد تعمل على إطالة العمر الافتراضي للأنسجة المصنعة بشكل كبير، مما يجعلها قابلة للنقل والاستخدام في مجموعة من السيناريوهات الطبية، بما في ذلك نمذجة الأمراض، واختبار الأدوية، وفي النهاية، الزرع العلاجي.
من المقرر أن يمهد هذا المشروع الطريق للتقدم المستقبلي في مجال البحث والتصنيع الطبي الحيوي القائم على الفضاء.
وتوفر القدرة على زراعة الأنسجة المعقدة في ظل انعدام الجاذبية، نهجاً جديداً لهندسة الأنسجة يمكن أن يحول إنتاج المواد البيولوجية الأخرى في الفضاء.
بالإضافة إلى ذلك، يهدف البحث إلى استكشاف كيفية تطبيق هذه التطورات في نهاية المطاف على الحفاظ على الأعضاء بالكامل، مما قد يحل أحد أكبر التحديات في زراعة الأعضاء: التوافر المحدود للأعضاء القابلة للحياة.
وسيتم إطلاق هذا التكوين إلى الفضاء وتثبيته في محطة الفضاء الدولية خلال أول تجربة طيران في فبراير 2025.
ويسلط هذا التعاون الضوء على الدور المتزايد لاستكشاف الفضاء في تطوير البحث الطبي الحيوي، مما يوفر فرصاً مثيرة لكل من العلوم الطبية الفضائية والأرضية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية انعدام الجاذبية محطة الفضاء الدولية استكشاف الفضاء محطة الفضاء الدولية انعدام الجاذبیة فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي يحذر من أزمة اجتماعية عالمية: زيادة الفقر وقلق بشأن فقدان الوظائف
لا يزال الكثيرون في أنحاء العالم على حافة الفقر على الرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققت في هذا المجال، فيما يشعر حوالي 60% من الناس بالقلق من فقدان وظائفهم، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة حذر من أزمة اجتماعية متفاقمة بسبب انعدام الأمن الاقتصادي، ومستويات التفاوت المذهلة، وتراجع الثقة الاجتماعية.
التغيير ــ وكالات
التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية يدعو إلى اتخاذ إجراءات سياسية فورية وحاسمة لمعالجة هذه الاتجاهات المقلقة.
وقال التقرير الاجتماعي العالمي لعام 2025 إن أكثر من 2.8 مليار شخص – أي أكثر من ثلث سكان العالم – يعيشون في ظل الفقر إذ يتراوح دخلهم بين 2.15 و6.85 دولار في اليوم. ويمكن لأي انتكاسة طفيفة أن تدفع الناس إلى الفقر المدقع.
قلق عالمي بسبب فقدان الوظائفويفاقم عدم الاستقرار في التوظيف على نطاق واسع حالة عدم اليقين الاقتصادي، إذ يشعر حوالي 60 في المائة من الناس على مستوى العالم بالقلق من فقدان وظائفهم وعدم قدرتهم على العثور على وظائف جديدة.
وفي الوقت نفسه، يعيش 65 في المائة من سكان العالم في بلدان تشهد زيادة في تفاوت الدخل. ولا يزال جزء كبير من إجمالي تفاوت الدخل يعزى إلى التفاوت على أساس خصائص مثل العرق والطائفة ومكان الميلاد والخلفية الأسرية.
وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيظل هدف “عدم ترك أحد خلف الركب” – الذي حددته أهـداف التنمية المستدامة – بعيد المنال بحلول عام 2030 ما لم يتسارع التقدم.
نصف سكان العالم لا يثقون بحكوماتهمويؤدي تزايد انعدام الأمن والتفاوت إلى تقويض التماسك الاجتماعي وإجهاد أسس التضامن والتعددية. ولا يثق أكثر من نصف سكان العالم بحكوماتهم إلا قليلا أو لا يثقون بها على الإطلاق.
ومن المثير للقلق أن مستويات الثقة تتراجع من جيل إلى جيل، مما يشير إلى انهيار منهجي للتماسك الاجتماعي. ويؤدي الانتشار السريع للمعلومات المضللة والمغلوطة إلى تفاقم هذه الاتجاهات المقلقة.
في حين أن الأزمات الأخيرة سلطت الضوء على انعدام الأمن والثقة بشكل حاد، يؤكد التقرير أن هذه التحديات الاجتماعية عميقة ومتراكمة على مدى عقود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “يتفشى التفاوت وانعدام الأمن وانعدام الثقة بشكل عميق في جميع أنحاء العالم. ويكافح عدد لا يحصى من الناس لتغطية نفقاتهم في حين تتركز الثروة والسلطة في القمة. وتستمر الصدمات الاقتصادية والصراعات والكوارث المناخية في محو المكاسب التنموية التي تحققت بشق الأنفس. وبالنسبة للكثيرين، تتسم الحياة بعدم اليقين وانعدام الأمن، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تأجيج الإحباط وتعميق الانقسامات. وأهداف التنمية المستدامة بعيدة للغاية عن المنال”.
ويتطلب التغلب على هذه التحديات – وتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة – تحولات أساسية في السياسات والمؤسسات والأعراف والعقليات.
وعن ذلك قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لي جونهوا: “يدعو التقرير إلى تقييم نُهج السياسات. ويتطلب الحفاظ على التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة كسر الحلقة المفرغة المتمثلة في انعدام الأمن وتدني الثقة وتقلص الحيز السياسي. ويجب على الحكومات والمجتمع الدولي أن يقيّموا بشكل نقدي أوجه قصور السياسات الاقتصادية والاجتماعية – أو حتى تفاقمها لانعدام الأمن”.
قطر تستضيف القمة العالمية للتنمية الاجتماعية
يشار إلى أن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة من 4 إلى 6 تشرين 2025.
وذكر التقرير أن المؤتمر سيوفر منصة حاسمة للحكومات لتقييم التقدم المحرز واتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لهذه التحديات الاجتماعية الحرجة.
الوسومأزمة عالنية إنعدام الأمن الحكومات فقدان وظائف