الخليج 54 عاماً من العطاء والشموخ
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
إعداد- جيهان شعيب:
منذ 54 عاماً، وتحديداً في 19 أكتوبر عام 1970، صدر العدد الأول من صحيفة «الخليج»، التي أسسها الشقيقان، المغفور لهما، تريم عمران تريم، والدكتور عبد الله عمران تريم، رحمهما الله، ومنذ يومها الأول كانت صوتاً للحقيقة، ومنبراً للصدقية، والكلمة المتوازنة، ورمزاً واقعياً للصحافة الملتزمة القيم والأخلاقيات.
ولا تزال «الخليج» تواصل مسيرتها المهنية الإعلامية العريقة، بأخبار غير مسبوقة، وتحليلات موضوعية، ونقاشات حيادية، لقضايا متنوعة، فضلاً عن المتابعات الشاملة لأحداث سياسية، واقتصادية واجتماعية، فأضحت منبراً إعلامياً خليجياً راسخاً في الدولة، والمنطقة.
حلم انتصر بالإرادة
وقصة تأسيس «الخليج» لا تنحصر في كونها كانت حلماً قصياً، مملوءاً بالعثرات أمام الشقيقين، انتصرا عليها بإرادتهما، وإصرارهما، فأخرجا للواقع واجهة إعلامية بارزة، وليست قصتها في مجرد تاريخ تأسيس نستذكره سنوياً، فنحتفي بها، وإنما هي حكاية ملأى بالإبداع والعطاء، عايشت فيها الصحيفة ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيام الاتحاد على يد المؤسسين المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما.
وعراقة الصحيفة بمؤسسيها تتركز في تعزيزهما الأهداف التي كان ينشدها الاتحاد، ومواكبتهما الخطوات التي مرّ بها، حتى جاءت الإمارات الشامخة، دولة تباري القمة في علوها، ولا تنافس سوى نفسها في التحضر، والتقدم، والابتكار.
قهرا المستحيل
وبالقراءة في صفحات التاريخ، لتذكر البداية في قصة تأسيس «الخليج»، والجهود التي بذلها الشقيقان، وطموحهما الذي قهر المستحيل أمام ترجمة حلمهما إلى واقع، نجد أنه في عام 1968، كان تريم عمران مع شقيقه د. عبد الله، ضمن الوفد الرسمي لإمارة الشارقة في المفاوضات التي سبقت قيام الاتحاد، وفكّرا في العمل الصحفي، حيث رأيا أهمية الكلمة الحرة في نقل تفاصل الأحداث وقتذاك، ودورها في تنوير المجتمع، ونقل نبض مواطنيه، والتعبير عن الأحلام، والآمال، والمطالب.
الوضع السياسي
وحينذاك قال تريم عمران: «كان الوضع السياسي حينذاك مقلقاً جداً، وينذر بمخاطر جمة، وصعوبات ستواجهها الإمارات، إذا استمر وضعها السياسي المتصف بالتجزئة والتفتت، الإنجليز قرروا الانسحاب، والمنطقة مجزأة، وليس هناك أي كيان سياسي واحد يستطيع التعامل مع احتمالات المستقبل، بينما شاه إيران لديه مطامع أعلنها، فكانت الدعوة إلى إقامة كيان قادر على مواجهة التحديات، والعمل على تحقيق وحدة المنطقة، كانت الأخطار كبيرة، والعمل المنظم شبه معدوم في منطقة تزداد أهميتها الاستراتيجية، بعد تدفق النفط في أراضيها.»
مشروع وحدوي
ومع الوقت، فكّر الشقيقان في إصدار أول صحيفة سياسية، متوازنة الفكر، تهدف رسالتها الإعلامية إلى قيام مشروع وحدوي في الخليج بعمق عربي، وانتماء قومي، وترسيخ الهوية الحضارية العربية والإسلامية، والتأكيد المستمر للذاتية الثقافية العربية، وطرح أفكار للنهوض والتنوير والمعرفة والحريات العامة، ومناصرة الحق في كل مكان، فيما لم يكن الأمر سهلاً، ولا الطريق ممهداً لحلمهما، وبالفعل أصدرا مجلة سياسية شهرية، هي «الشروق»، ثم اتجها إلى التفكير في إصدار صحيفة.
السعي الحثيث
وهنا أعاقهما عجزهما المادي عن تحمل نفقات إصدار مثل هذه الجريدة التي يفكران فيها، فضلاً عن عدم وجود مطابع مؤهلة في الإمارات، مع عدم قدرتهما على تحمل أي خسائر مادية، أو كُلفة إصدار مثل هذه الجريدة المطبوعة، ومع ذلك لم يتراجعا عن السعي الحثيث لتحقيق حلمهما، فتوجها إلى دولة الكويت الشقيقة، واختارا الناشر فجحان هلال المطيري، الذي كان يصدر مع زوجته غنيمة فهد المرزوق، مجلة أسرية باسم «أسرتي»، وكانا يمتلكان مطبعة حديثة.
ووافق المطيري، على طباعة مجلة «الشروق»، وصحيفة «الخليج» لاحقاً، وتحت الحساب، تكريماً للشقيقين، لكونهما يماثلانه فكراً، ومبادئ، فيما أتاح لهما استغلال العناصر «الطبوغرافية» المتوافرة في مطبعته لإبراز المادة التحريرية، وإخراجها على النحو الذي رسم للمطبوعتين، شخصية مميزة، وكان تريم عمران يحمل في الأسبوع الأخير شهرياً، المادة الصحفية التي تكتب في الشارقة، إلى الكويت، ويعود بها مطبوعة.
حروب مهنية
ولم تستقبل «الخليج» بالورد، أو تقابل بالترحيب، وإنما خاضت منذ يوم صدورها الأول، حروباً مهنية وسياسية، فضلاً عن شعور أصحاب الصحف في الكويت بذلك «الوافد» والمنافس الجريء الذي رأوا فيه دخيلاً، فطالبوا الحكومة الكويتية، بوقف إصداره في بلادهم، ولم ينجحوا، وواصلت «الخليج» الصدور، من دون تراجع عن التزامها مبادئ الصحافة الحرة، ومواكبة تطورات الوقت.
وكانت «الخليج» حريصة على تشكيل الوعي الاجتماعي، والسياسي، والثقافي في المنطقة، لكن وفي 29 فبراير 1972، قرر الشقيقان إيقاف الصحيفة عن الصدور، بعدما كلفهما المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مهام في خدمة دولة الاتحاد، وبالفعل توقفت عن الصدور.
وشارك الشقيقان تريم وعبد الله، في المفاوضات التي واكبت قيام الدولة، وشاركا بوطنية حقة، وجهود مخلصة، وأمانة تامة، في تأسيس الاتحاد، عبر عملهما في المؤسسات والوزارات الاتحادية.
وانشغل الشقيقان بمهام كبرى، حيث تولى المغفور له تريم عمران منصب أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية، إبان قيام الدولة عام 1972. وفي عام 1976 كان رئيساً لوفد الإمارات في الجامعة العربية.
أما الراحل عبد الله عمران فقد عين وزيراً للعدل في أول حكومة اتحادية خلال الفترة 1971-1972 ثم وزيراً للتربية والتعليم خلال الفترة 1972-1979.
استئناف الصدور
وعقب عشر سنوات، وفي 5 إبريل عام 1980، استأنفت «الخليج» نشاطها، حين تفرغ المغفور لهما تريم وعبد الله عمران، لقيادتها على التوالي بمجلس إدارتها، الذي تولاه أولاً الراحل تريم، ثم الراحل الدكتور عبد الله عمران. ومع السنوات قفزت صحيفة «الخليج»، من 8 صفحات اشتمل عليها عددها الأول إلى العدد حالياً، فضلاً عن كثير من الملاحق المصاحبة لها، إلى جانب إصدارها صحيفة «غلف توداي» اليومية، بالإنجليزية، ودخولها عالم الصحافة الرقمية، بحضور إلكتروني مميز وباهر.
مركز الدراسات
لم ينقطع تفكير الشقيقين تريم، وعبد الله، عن النهوض بالصحيفة الغرّاء، لتصبح مؤسسة إعلامية شاملة، ولذلك في منتصف 1980 تأسس «مركز الخليج للدراسات» في إطار مؤسسة «دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر»، وتطور من قسم صغير إلى وحدة متخصصة عام 1999. وفي عام 2004 جرى تطويرها إلى مركز للدراسات، يُعنى بإصدار الكتب، والبحوث والتقارير، وينظم الندوات العلمية، والثقافية الفكرية المتخصصة، إلى جانب تنظيم الندوات والمؤتمرات المتخصصة، وإصدار الكتب المهمة.
التوزيع والإعلان
تأسست إدارة التوزيع في «الخليج» عام 1980، وتهدف إلى الإسهام في نشر المعرفة، عبر إيصال الصحيفة إلى أكبر عدد من القرّاء في أسرع وقت. وتعدّ إدارة التوزيع من الإدارات السباقة إلى إدخال مهنة توزيع الصحف والمجلات في دولة الإمارات.
أما إدارة الإعلان والتسويق، فتعد أحد أبرز الأعمدة الأساسية في هيكلية العمل ضمن دار «الخليج»، وتشكل رافداً حيوياً لنشاطها، وتنظر إليها الدار، على أنها نافذة حيوية تقوي لحمة تواصلها مع مختلف الجهات.
مركز المعلومات
مركز المعلومات أحد أهم أركان العملية التحريرية، لتعامله مع الأقسام المختلفة المسؤولة عن إصدارات مطبوعات «الخليج»، فضلاً عن ذلك يعدّ أحد أقدم الأقسام في الإمارات، حيث ارتبط تأسيسه بتاريخ إطلاق الجريدة.
الإعلام الرقمي
يعدّ موقع جريدة «الخليج» على «الإنترنت»، ومواقع التواصل من أهم المواقع الإخبارية في المنطقة، ببنية تحتية قوية، لمواكبة الأعداد المتزايدة لزوّار الموقع والمتصفحين اليوميين.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات صحيفة الخليج الإمارات تریم عمران
إقرأ أيضاً:
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله
زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وابنة عمه وأقرب أزواجه إليه نسبا وأكثرهن مهرا وأبعدهن عنه حين خطبها، ومن أوائل من أسلم في مكة. هاجرت إلى الحبشة وتوفي زوجها هناك، فأرسل النبي لملك الحبشة النجاشي يريد الزواج منها، فزوّجها منه وجهزها وأعطاها مهرا ثم أرسلها للمدينة.
المولد والنشأةولدت رملة بنت صخر المكنى بأبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، قبل بعثة الرسول بـ17 عاما، وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، الزوجة الأولى لأبي سفيان، وأخوها من أبيها معاوية كاتب وحي رسول الله، وعتبة والي عمر بن الخطاب على الطائف.
عمتها هي أروى بنت حرب (أم جميل) زوجة عبد العزى بن عبد المطلب (أبو لهب)، وفيهما نزلت سورة المسد في القرآن الكريم تنذرهما بالنار. وعمها ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وكنيّت أم حبيبة نسبة لابنتها من زوجها الأول عبيد الله بن جحش الأسدي، وتزوج ابنتها حبيبة داود بن عروة بن مسعود الثقفي.
وعرفت أم المؤمنين (أم حبيبة) رضي الله عنها بذكائها ودهائها وفطنتها وحصافتها وسداد رأيها.
تزوجت رملة بنت أبي سفيان من عبيد الله بن جحش الأسدي، وأسلمت معه مبكرا في بدايات الدعوة المكية، وهاجرت معه إلى الحبشة في الهجرة الثانية.
وحلمت بزوجها حلما سيئا ظهر فيه "بأسوأ صورة"، فلما أصبحت جاءها يقول "يا أم حبيبة، إني نظرت في الدين قبل إسلامي، فلم أر دينا خيرا من النصرانية، وكنت قد دنت بها، ثم أسلمتُ ودخلتُ في دين محمد، ولكني الآن أرجع إلى النصرانية"، ففزعت مما قال ونهرته، وأخبرته بما رأت، لكنه بقي على شركه، فتركته حتى مات على النصرانية.
إعلانوتقول أم حبيبة إنها حزنت مما آل إليه زوجها، حتى حلمت بشخص يناديها "أم المؤمنين"، فأوّلتها بزواجها من ابن عمها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
وفور انتهاء عدتها، جاءتها جارية أرسلها النجاشي لتخبرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه ليزوجها له، ففرحت أم حبيبة وقالت "بشّرك الله بخير"، فردت عليها الجارية "يقول لك الملك وكّلي من يزوّجك"، فأرسلت إلى خالد بن سعيد العاص فوكّلته، وأعطت الجارية ما عندها من حليّ وجواهر مكافأة لها على ما بشّرتها به.
وأمر النجاشي بعدها بحضور جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين، وخطب فيهم، ثم قال "إن رسول الله كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبته إلى ما دعا إليه، وقد أصدقتها 400 دينار".
ثم سكب النجاشي الدنانير بين يدي قومها، فتكلم خالد بن سعيد وقال بعدما خطب "فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوّجته أم حبيبة ابنة أبي سفيان، فبارك الله لرسوله"، ثم قام ودفع لأم حبيبة مهرها، ولمّا هموا بالانصراف قال النجاشي "اجلسوا؛ فإنّ سنّة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على الزواج".
وبعد انقضاء الجمع نادت أم حبيبة بالجارية التي بشرتها، فلما جاءتها أعطتها 50 درهما جزاء نقلها للبشرى، لكن الجارية رفضت، وأعادت لها المال وكل ما أعطته إياها سابقا، وقالت إن الملك أمرها ألا تأخذ شيئا منها، وطلبت من أم المؤمنين أن تنقل لرسول الله سلامها وتخبره بإسلامها.
وأُرسلت أم حبيبة مع شرحبيل بن حسنة عام 7 للهجرة، وعمرها 36 عاما، ومع عمرو بن أمية الضمري مبعوث رسول الله إلى النجاشي، ويقول بعض المفسرين إن زواجها هذا من نبي الله هو سبب نزول قوله تعالى: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) (سورة الممتحنة-7).
فرح خالها عثمان بن عفان بقدومها المدينة زوجة لرسول الله فأقام لها وليمة كبيرة، طعم منها الناس في أجواء فرح عامرة، خاصة وأن ذلك صادف زمنا قريبا من فتح خيبر.
إعلان
صلح الحديبية
تضمن صلح الحديبية -الذي وقّع في السنة السادسة للهجرة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش- بندا يمنح القبائل حرية الانضمام إلى أحد الطرفين والتحالف معه، فاختارت قبيلة خزاعة التحالف مع النبي، بينما انضمت بنو بكر إلى قريش، وهما قبيلتان كانت بينهما عداوة قديمة.
استغل بنو بكر الفرصة لمهاجمة خزاعة وأخذ ثأر قديم، فهجموا عليها ليلا وقتلوا عددا من رجالها، وقدمت قريش الدعم سرا لبني بكر بالسلاح والرجال، وكان ذلك خرقا واضحا لشروط الصلح مع النبي.
وبناء على ذلك أمر النبي المسلمين بالاستعداد للتحرك نحو مكة نصرة لحلفائهم، وأوصى بأن يحاط الأمر بالكتمان حتى لا تتهيأ قريش لمواجهة جيش المسلمين.
وعندما أدركت قريش خطورة الموقف، سارع زعيمها أبو سفيان إلى المدينة المنورة في محاولة للصلح وتمديد الهدنة مع المسلمين، لكن كان الأوان قد فات، وعزم النبي على المسير إلى مكة وأصدر أمره بالتجهيز للحملة، فذهب أبو سفيان لمنزل ابنته خلسة، ليعرض عليها مطلب قريش لعلها تتوسط له عند رسول الله.
تفاجأت أم حبيبة بأبيها في منزلها، وكان لم يرها منذ هجرتها إلى الحبشة، ولمّا همّ ليجلس على فراش النبي، اختطفته من تحته وطوته، فسألها مستفهما "يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟" قالت "بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك"، فقال "يا بنية، لقد أصابك بعدي شر" وانصرف.
الوفاة
عندما شعرت بقرب أجلها، دعت أم حبيبة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم، وقالت لها "قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك"، فأجابتها عائشة "غفر الله لك ذلك كله وحللك منه" فردت عليها "سررتني سرك الله"، ثم أرسلت إلى أم سلمة وفعلت معها الأمر ذاته.
توفيت أم حبيبة سنة 44 للهجرة زمن خلافة أخيها معاوية، كما يذكر الواقدي وأبو عبيد والفسوي، وقيل سنة 42 للهجرة كما يورد المفضل الغلابي، وتفرّد أحمد بن زهير فقال توفيت قبل معاوية بسنة أي عام 59 للهجرة.
إعلانوروت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 65 حديثا، صحح البخاري منهما حديثين ومسلم مثلهما، وحدث عنها أخواها معاوية وعتبة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة، والصحابي عروة بن الزبير وأبو صالح السمان وصفية بن شيبة وينبت بنت أبي سلمة، وغيرهم.