موقع النيلين:
2024-09-02@15:12:53 GMT

خلال 4 أشهر.. كيف غيرت الحرب حياة السودانيين؟

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

خلال 4 أشهر.. كيف غيرت الحرب حياة السودانيين؟


يئن السودان تحت وطأة ظروف معيشية وإنسانية بالغة الصعوبة، فمنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي، قتل الآلاف وهُجّر الملايين، وسط تدهور كامل للبنية التحتية في البلاد.
وتقول مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إديم وسورنو، التي زارت السودان أخيرا، إن “الوضع مقلق بشكل خاص في الخرطوم وكذلك مناطق دارفور وكردفان”.


وأضافت أن 80 بالمئة من المستشفيات في أنحاء البلاد لا تعمل، وأن 14 مليون طفل في السودان، أي نصف أطفال البلاد، بحاجة إلى دعم إنساني.
ويقول المحلل السياسي السوداني البشير دهب لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “منذ 15 من أبريل الماضي وإلى الآن تزداد الأوضاع الإنسانية والأمنية في السودان سوءا يوما بعد يوم، فبينما تواجه القوات المسلحة قوات الدعم السريع في مدن العاصمة وولايات درافور وكردفان، يواجه السودانيون يوميا معاركهم من أجل لقمة العيش في ظل ظروف بالغة التعقيد”.
وأسفرت الحرب في السودان، التي تتركز في الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية، عن مقتل نحو 3900 شخص على الأقل، ودفعت أكثر من 4 ملايين آخرين إلى النزوح عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
مصانع خارج الخدمة
وبحسب دهب، خرجت 80 بالمئة من المصانع الحكومية في الخرطوم تماما عن الخدمة، بينما تعرض مخزون استراتيجي سلعي كبير للنهب والدمار، وفقد آلاف الموظفين والعمال مصدر رزقهم، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بجانب انهيار كبير للقطاع الصحي وندرة الأدوية.
ويشير إلى أن “هذا غيض من فيض مقارنة بتدهور الوضع الأمني، خاصة في ولايات درافور وكردفان، مع نشوب مواجهات إثنية وقبلية دامية، إذ تعد تلك المناطق الأكثر هشاشة في السودان اجتماعيا وأمنيا”.
وذلك “إلى جانب موجات نزوح كبيرة داخل البلاد في مناطق آمنة نسبيا، لكنها تواجه أصلا مشكلات خدمية واقتصادية كبيرة”، وفق دهب.
وضع كارثي
رغم توالي المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لوقف الحرب أو إيصال المساعدات الإنسانية على الأقل، فإن الصراع في السودان يتوسع يوما بعد يوم، وفقا لدهب.
كانت المواجهات الدامية تتركز في البداية في مدن العاصمة الثلاثة (الخرطوم، بحري، أم درمان)، مما أدى إلى إحداث دمار كبير في البنية التحية.
بعد أسابيع من اندلاع المعارك، تجددت صراعات أكثر دموية في مدن دارفور خاصة الجنينة، في أشبه ما يكون بحرب أهلية أكثر من كونها مواجهات بين الجيش والدعم السريع، وفق دهب.
يقول المحلل السياسي إن “السودانيين يتطلعون جميعا إلى صوت الرحمة وسط أصوات القذائف الصاروخية وزخات الرصاص، وهذا ما يفسر التفاؤل الشعبي الكبير في مباحثات جدة، إذ يعلق عليها السودانيين آمالا عريضة في إحداثها اختراق لأن الظروف الاقتصادية لم تعد تطاق”.
للمفارقة، أصبح مواطنو دولة وصفت ذات يوم بأنها سلة غذاء العالم العربي، أحوج ما يكون لمساعدات الغذاء والدواء، فضلا عن حاجة ماسة لحل جذري وشامل للأزمة السودانية، بحسب دهب.
مخاطر خارجية
ومع بروز جبهة مواجهات بين الحكومة الإثيوبية وقوات متمردة عليها في الحدود الشرقية للسودان، تظهر مخاوف أمنية كبيرة في الشرق الذي كان يوصف بعروس السودان المتكئة على البحر الأحمر، تنذر باندلاع صراع فيه.
ويرى دهب أن “الوضع المعيشي والصحي والأمني في السودان يزداد سوءا وخطورة، ولم تعد هناك طبقة وسطى الآن فمعظم السودانيين يخوضون معركة البقاء (الغذاء والدواء) في ظل اقتتال الجيش والدعم السريع”.

سكاي نيوز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

كيف يغذّي إيلون ماسك الحرب في السودان عبر منصة إكس؟

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، مقالا، لمرام مهدي، وكايل هيربرت، قالا فيه إن موقع التواصل الاجتماعي "إكس" التي يملكها إيلون ماسك، تسهمُ في تغذية النزاع في السودان. 

وأوضح المقال، أن الحرب في هذا البلد، غطّت عليها الحرب في أوكرانيا وغزة، مع أنها أدّت لتدمير معظم السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وخلّفت عشرات الآلاف وشرّدت  الملايين وانتهكت فيها حقوق الإنسان ودمرت المستشفيات والمدارس والطرق. 

وتابع: "وسط هذا النزاع القاتل، استخدم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الدّعاية الرقمية، وهما يشتركان في الرغبة لتبييض صورتهما في الخارج، وفي الوقت نفسه إقناع السودانيين بأنهما الخيار المفضل.

لكنّ نهج عدم التدخل الذي يتبعه إيلون ماسك، تجاه موقع "إكس" (تويتر سابقا) هو الذي مكّن قوات الدعم السريع التي يقودها أمير الحرب محمد حمدان "حميدتي" دقلو، من بناء واجهة إلكترونية من التعاطف، وإخفاء الفظائع الشنيعة التي ارتكبتها مجموعته. 

وباعتباره رئيس الدولة الفعلي في السودان، يتمتّع قائد القوات المسلحة السودانية، الجنرال عبد الفتاح البرهان، بفرصة للوصول إلى قنوات الإعلام الحكومية والمنافذ الإخبارية المتعاطفة. 

وعلى النقيض من ذلك، استخدمت قوات الدعم السريع بمهارة وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة تسويق نفسها باعتبارها داعما للديمقراطية. وفي حين تمتد هذه القضايا إلى منصات مختلفة، إلا أن "إكس" كانت إشكالية وبشكل خاص. 

وأبرز المقال نفسه، أنّه "بعيدا عما حققته قوات الدعم السريع على الأرض إلا أن مقاتليها روعوا المدنيين ونهبوا البيوت وسرقوا تحفا وقطعا لا تقدر بثمن ومحت مجتمعات بالكامل. فبعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب، وبعد وقت قصير من اندلاع القتال الأولي في الخرطوم، أنشأت قوات الدعم السريع في أيار/ مايو 2023 ما يسمى بـ"الخط الساخن" على تطبيق واتساب، لربط السكان في المناطق المحتلة بالمساعدات الإنسانية والمساعدة في عمليات الإجلاء". 


كذلك، تم إنشاء قوة مهام متخصصة تشبه دورية الشرطة المحلية، مع تفويض معلن بحماية المدنيين من الجريمة مع انهيار القانون والنظام. فيما سلّطت المنشورات على المنصة في الأشهر الأخيرة، الضوء، على لجنة جديدة للمصالحة والسلام توزع الطعام والإمدادات، وتزور الفصول الدراسية للأطفال ومخيمات النازحين. 

"أظهرت مقاطع فيديو أخرى، المجموعة وهي تزعم أنها تقوم بتركيب مضخات مياه أو إعادة الممتلكات المسروقة. وفي 12 آب/ أغسطس وضع حميدتي فيديو من 8 دقائق على "إكس" وهو يعلن عن إنشاء قوة حماية مدنية. وهذه القوة الجديدة تشكل في الأساس تعزيزا لجهود السلام والإنسانية المزعومة التي قامت به المجموعة في وقت سابق" وفق المقال.

وأضاف: "وأعلن حميدتي عن بدء المجموعة عملها عملها  فورا والتوسع في المدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في مختلف أنحاء البلاد، مع تفويض بحماية أرواح وممتلكات المدنيين وتسهيل العمليات الإنسانية وضمان سلامة العاملين في مجال الإغاثة".

وأبرز المقال نفسه، أن المجموعة كلفت كذلك بتسهيل العودة الطوعية للنازحين إلى مجتمعاتهم الأصلية، وأكثر من ذلك. وحصل فيديو حميدتي على صفحته الرسمية لـ800,000 مشاهدة، وصور الفيديو حميدتي بالرجل الحريص والقائد الملتزم بحماية الناس وخدمتهم. فيما تتوافق مجالات مسؤولية القوّة الجديدة المعلن عنها والموضحة في الفيديو، بالفعل مع مخاوف المواطنين، مع أن  قلة من الناس تتوقع نتيجة منها.

ومع ذلك، فإن نيّة قوات الدعم السريع، وفق المقال، هي مخاطبة المجتمع الدولي واضحة، فإن الفيديو يوضّح أنها تسعى إلى تأكيد نفسها كجهة فاعلة شبه دولة مسؤولة داخل السودان في محاولة لجعل أنشطتها المسلحة منسية بطريقة أو بأخرى. وكما هو متوقع، لم يتم ذكر أي شيء عن كيفية تشكيل هذه القوة الجديدة ولا كيفية عملها. 

وبينما تصوّر قوات الدعم السريع نفسها بأنها تسهل المساعدات الإنسانية والخدمات الاجتماعية وغير ذلك من التسهيلات، كشفت وكالات الأمم المتحدة أن المجموعة قد أعاقت الإغاثة الإنسانية وأوقفت تسليم المساعدات الغذائية المحمّلة على شاحنات الإغاثة. 


ويجد المراقبون بشكل روتيني صعوبة في الثقة أو تصديق المعلومات الواردة على وسائل التواصل الاجتماعي لقوات الدعم السريع . 

وفي الوقت نفسه، يقول المقال إن رجال حميدتي ممّن جّندهم من القبائل العربية في الغرب السوداني، تتّهم بالتطهير العرقي والانتهاكات الجنسية ضد غير العرب في دار فور. وما يزيد الأمر سوءا هو أن قوات الدعم السريع تستغلّ خدمات الإنترنت من "ستارلينك" للالتفاف على انقطاع الإنترنت والعمل كآلة قتالية أكثر كفاءة. 

وتحصل قوات الدعم السريع على خطوط تابعة لشركة ستارلينك، وهي شركة أخرى يسيطر عليها ماسك، عبر طرق تهريب غير مشروعة تربط السودان بتشاد وجنوب السودان الدولتين القريبتين من السودان.


وحتى في سياق قواعد موقع التواصل الاجتماعي "إكس" الجوفاء، والتي تمنع الكيانات الداعية للعنف والكراهية، فهذه أدلة كافية لوقف الحسابات التابعة لقوات الدعم السريع على المنصة، والتي يبلغ مجموع متابعيها ما يقرب من نصف مليون متابع. وفي النهاية فإن الحرب في السودان ستظل قائمة، بحسب المقال.

وأردف٬ "ستظلّ الحرب الأهلية في السودان طويلة الأمد، طالما ظلّت جهود السلام دون نتيجة، كما أنّ فرض القيود لوقف الحرب في المجال الرقمي هي ثمرة سهلة المنال يمكن أن تترك أثرها في الوقت الحالي على حرب المعلومات".

مقالات مشابهة

  • هذه هي المؤامرة الخفية على وحدة السودان
  • كيف يغذّي إيلون ماسك الحرب في السودان عبر منصة إكس؟
  • موقع بريطاني: هكذا تعمل منصة إكس على تأجيج الحرب في السودان
  • دارفور وأمة السودان: أن تأتي متأخراً (1-2)
  • «حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين .. طالب القادةَ الميدانيين بتنفيذ «التعليمات وقواعد الاشتباك»
  • تقرير بريطاني: السودان يحترق وعاصمته الخرطوم سُوّيت بالأرض
  • مقتل «7» مدنيين غربي العاصمة السودانية جراء قصف لقوات الدعم السريع
  • قتلى بقصف لـالدعم السريع غربي الخرطوم.. والبرهان يدعو لردع حميدتي
  • المكتب التنفيذي لحملة إيقاف الحرب في السودان يعقد أول اجتماعاته غدًا
  • التهاب ملتحمة العين والكوليرا.. أمراض تهدد السودانيين وتفاقم محنة الحرب