«أبوظبي للغة العربية» يستعرض الحلول الرقمية في قطاع النشر في «جيتكس جلوبال 2024»
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
حرص مركز أبوظبي للغة العربية خلال معرض جيتكس العالمي 2024 على إبراز مبادراته الرامية إلى تعزيز حضور اللغة العربية ومكانتها عبر توظيف التكنولوجيا المتقدمة في مشاريعه، إسهاماً في النهوض بها لغة أساسية للعلم، والمعرفة، والتواصل الحضاري، وترسيخ الاهتمام بتعلّمها بين الناطقين، وغير الناطقين بها.
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: تنسجم مشاركتنا في المعرض مع استراتيجيتنا الرامية لإطلاق الحلول الرقمية في قطاع النشر، وتوسيع وصول إصدارات المركز، مستفيدين من الإمكانات التي توفّرها التكنولوجيا المتطورة، بما يسهم في تحقيق أهداف المركز الساعية إلى تعزيز ثقافة القراءة، وتكريس حضور اللغة العربية في أذهان جميع أفراد المجتمع.
في الوقت ذاته، أكّدت هذه المشاركة التزام المركز بتبنّي ثقافة التحول الرقمي التي تنتهجها دولة الإمارات، حيث سعينا لتعزيز دور اللغة العربية في هذا السياق عبر مبادرات مبتكرة تعكس تاريخنا الغني وتطلعاتنا المستقبلية من خلال التعاون مع مختلف الجهات المعنية، والشركات التقنية في هذا المعرض لإيجاد حلول تُسهم في نشر اللغة العربية، وتمكينها في مختلف المجالات.
وأسهمت مبادرات المركز في الاستفادة من حلول التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، في تعزيز المحتوى العربي، وترسيخ وجوده على المنصات، والاستعانة به في مراكز الأبحاث، ودعم حضور المحتوى العربي في المجتمع، وفي أوساط الأكاديميين والمثقفين.
وحول المشاريع التي طرحها المركز خلال مشاركته في المعرض قال إن المركز قدم ضمن منصته في المعرض ثلاثة تحديثات من مشاريعه القائمة على التقنيات المتطورة وهي: معجم دليل المعاني الرقمي، والكتب الصوتية بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب مختبر الذكاء الشعري.
ويعد «دليل المعاني» أول معجم عربي - إنجليزي رقمي متكامل يُلبي حاجة الطالب العربي، ومتعلّم اللغة العربية من الناطقين بغيرها، كما أنه معجم يتضمن مفردات العصر المتداولة، أعده معجميّون ذوو اختصاص وخبرة.
ويتميز المعجم بتوظيف تقنيات حوسبة اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات قواعد البيانات ومحركات البحث، ودمج النصوص بعناصر الصورة والصوت لإثراء محتواه الذي يتضمن 7000 مادة معجمية، من الأكثر استخداماً في اللغة العربية المعاصرة.
ويتيح مشروع منصة «كتب صوتية بالذكاء الاصطناعي» للجمهور قراءة مجموعة واسعة من الكتب الصوتية، التي استخدم فيها المركز تقنية الذكاء الاصطناعي لتحويل نصوصها المكتوبة إلى محتوى صوتي عالي الجودة.
وتعمل المنصة على مشروع لتحويل عدد كبير من إصدارات المركز إلى كتب رقمية تفاعلية بهدف نشر المعرفة والثقافة بتنوعاتها المختلفة، وقد بدأ المشروع بكتاب «ذخائر إماراتية» لما له من أثر كبير في تدوين الكتب التي تعزز الهوية الإماراتية، وتؤرخ للوطن والإنسان.
نتطلع من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز وصول محبي القراءة، والباحثين، والطلبة، وذوي الهمم، للأدب ومصادر المعرفة بسهولة.
ويعنى مشروع «مختبر الذكاء الشعري» بتقديم الشعر بأدوات عصرية حديثة ممتعة تُساعد طلبة اللغة العربية، والمعلّمين على تعلّم فنون هذا النوع من الأدب، وتعليمها، ومساعدة الشعراء الشباب على ضبط قصائدهم، والتأكّد من سلامتها اللغوية والعروضية.
وقال الطنيجي: حرصنا من خلال هذا المشروع على تطوير أدوات مبتكرة لمعالجة تشكيل الشعر لدى الناشرين، والاستفادة من المحتوى الشعريّ الثريّ في تطوير برمجيات حديثة، حيث تقوم الأدوات الخاصة والمضمّنة للمشروع بمهام الكتابة العروضية، والتعرف على البحر، واستخراج التفعيلات، وتحليل القافية، واكتشاف الكسر، والمساعدة في إصلاحه. كما يُقدم البرنامج أدوات لتأليف الشعر وفق الأوزان العربية والموضوعات المختلفة، إلى جانب إمكانية قراءته آلياً.
وأضاف: نحرص في مركز أبوظبي للغة العربية على تسخير مقدرات العلم، والمعرفة، والتقنية المتطورة خدمة لأهدافنا الرامية لتعزيز حضور اللغة العربية، فنحن نؤمن بأن دمج التقنيات المتقدمة بالجهود التي نقوم بها يفتح آفاقاً جديدة لتحقيق رؤيتنا في جعل لغتنا ركيزة أساسية للتواصل والمعرفة في العصر الرقمي.
وقال: سعينا لأن تترجم مشاركة المركز ومبادراته الرقمية، توجهات القيادة الرشيدة، وإمارة أبوظبي، والمضي في تطبيق ثقافة التحوّل الرقمي، كما أردنا لهذه المشاركة أن تتماشى مع توجهات حكومة دولة الإمارات، واستراتيجيتها الرقمية الساعية إلى توسيع مجالات التحول الرقمي بمختلف القطاعات.
وأشار إلى أن المعرض يعد فرصة لعقد الشراكات والتعرف على أبرز المخرجات، والحلول الرقمية المتّبعة في المجالات الثقافية، وهناك الكثير من الخيارات التي يوفّرها، والتي تسهم في تعزيز مجالات العمل سواء في المركز أو مختلف المؤسسات والقطاعات المعنية بالشأن الثقافي، والمعرفي.
وأكد أنه لا يمكننا إنكار الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا المتطورة في النهوض بواقع النشر وصناعة المعرفة، حيث باتت التقنية المتقدمة لاعباً رئيساً في هذا الميدان الحيوي والذي يشكّل العصب المحرّك للعمل الثقافي بصفة عامة، فاليوم سهلت التكنولوجيا عملية الفرز، ومعالجة الأوراق، والطباعة، والنشر، فضلاً عن فتح قنوات جديدة عبر منصات التواصل وشبكة الإنترنت لتوريد الكتب، ونشرها مع تشديد الحرص على ضمان حرية التعبير والملكية الفكرية.
وأوضح أن الحلول الرقمية باتت جزءاً أساسياً من صناعة النشر، ووصول المحتوى الهادف إلى الجمهور، حيث تتشابك صناعة النشر اليوم مع مخرجات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتم إطلاق حلول رقمية لحماية حقوق النشر، والحماية الفكرية.
وعرّفت مبادرات المركز الرقمية ومشاريع الذكاء الاصطناعي بحضوره الرائد على صعيد قطاع النشر إقليمياً، ودولياً، خاصة وأنه بات يعتمد على العديد من الأدوات العصرية التي تهتم بنشر الإنتاجات الفكرية والمعرفية، وإيصالها إلى المتلقين.
وأسهمت البنية التكنولوجية المتقدمة في الدولة بتعزيز قدرة المركز على الانتقال السلس للحلول الرقمية، وإطلاق مبادرات رائدة وملهمة، وسّعت حضوره في الأوساط العالمية خاصة فيما يتعلّق بميدان النشر الذي يشهد اليوم حالة من التطور والازدهار، ونأمل في أن يحمل المستقبل الكثير من خيارات النمو لهذا المجال الحيوي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز أبوظبي للغة العربية أبوظبی للغة العربیة الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة التحول الرقمی
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تُسرع استراتيجيتها الرقمية بشراكة رئيسية بين «مايكروسوفت» و«جي 42»
واشنطن-وام
أعلنت دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي نيابةً عن حكومة أبوظبي إبرام اتفاقية مهمة مع شركة مايكروسوفت، وكور42، التابعة لمجموعة G42 والمتخصصة في السحابة السيادية، والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، لتنفيذ نظام سحابي سيادي مشترك يهدف إلى تعزيز كفاءة تقديم الخدمات الحكومية وابتكار حلول رقمية جديدة.
تم توقيع الاتفاقية التي تمر بمراحل متعددة ويتم تنفيذها على عدة سنوات بين دائرة التمكين الحكومي ومايكروسوفت وكور42 بحضور سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، عضو مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وقع الاتفاقية أحمد تميم هشام الكتّاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، وساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت، وبينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42».
وتؤسس الاتفاقية الثلاثية لحوسبة سحابية موحدة، ذات أداء عال قادر على معالجة أكثر من 11 مليون معاملة رقمية يومياً بين الجهات الحكومية، والمواطنين، والمقيمين، والشركات.
وقال أحمد تميم هشام الكتّاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي: إن التكنولوجيا قادرة على إحداث نقلة نوعية في كيفية تفاعل الحكومات مع الناس، ما يجعل الخدمات أكثر كفاءة وتفاعلاً وتأثيراً، وتعد هذه الشراكة إنجازاً مهماً في مسيرة تحولنا الرقمي، فمن خلال الجمع بين تقنيات مايكروسوفت السحابية، وخبرة «جي 42» في مجال الذكاء الاصطناعي، والرؤية الاستراتيجية للحكومة، نسهم في الوصول إلى منصة قوية تُعيد تعريف الخدمات الحكومية.
وتسعى حكومة أبوظبي لأن تكون أول حكومة بالعالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، وهو ما يعكسه التزامها بتحسين وتعزيز الخدمات الحكومية لتكون أكثر كفاءة وسهولة للمواطنين والمقيمين، وزيادة الشفافية والأمان للمستثمرين والشركات، إلى جانب خلق بيئة عمل أكثر ابتكاراً ومرونة وإبداعاً لموظفي الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي.
من جانبه، قال ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة مايكروسوفت: إن الذكاء الاصطناعي سيدفع حدود وإمكانات عمل الحكومات وخدمة أفراد مجتمعها في كل مكان حول العالم، وتعد إمارة أبوظبي رائدة في هذا المجال ومن خلال شراكتنا مع دائرة التمكين الحكومي ومجموعة جي 42، نضع معايير جديدة لتبني الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وندعم جهود أبوظبي في أن تصبح أول حكومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في العالم.
وتهدف أبوظبي إلى أتمتة 100% من عملياتها الحكومية بحلول عام 2027، مدعومة باستثمار 13 مليار درهم (3.54 مليار دولار) في البنية التحتية الرقمية من خلال استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025 - 2027.
وستطبق الاستراتيجية ما يزيد على 200 حل مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتحسين تقديم الخدمات الحكومية وتعزيز الإنتاجية والعمليات التشغيلية والمساهمة في الاستدامة البيئية وتجلّى ذلك في إطلاق منصة «تم 3.0»، المنصة الحكومية الموحدة، التي أسهمت في تقليل معدل زيارة المتعاملين بنسبة 90%، وجعلت أكثر من 73% من المعاملات فورية واستباقية.
من ناحيته، قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: إن الاتفاقية خطوة مهمة في إطار التزام جي 42 بدعم رؤية أبوظبي في أن تصبح أول حكومة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، ويتيح نظامنا السحابي السيادي العام، المدعوم من آزور والمعزز بمنصة التحكم السيادية «إنسايت»، للجهات الحكومية الحفاظ على سيادة البيانات، إلى جانب الاستفادة من الابتكار المتقدم وتتجاوز هذه الشراكة كونها مجرد تقدم تكنولوجي، إذ تمثل التزامنا بإنشاء بنية تحتية رقمية قوية وجاهزة للمستقبل تدعم تحديث الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الجهات الحكومية في أبوظبي، وتضع معياراً عالمياً جديداً للابتكار.
ويسلط هذا التعاون بين حكومة أبوظبي، وشركة مايكروسوفت، و«جي 42» الضوء على إمكانات التحول الرقمي الاستراتيجي لتمكين الحكومات من العمل بكفاءة واستجابة أكبر، وعبر تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية السيادية والابتكار الرقمي، يعزز هذا التعاون التزام الإمارة في تبني الابتكار وتقديم خدمات تتمحور حول المتعاملين وتتماشى مع أعلى المعايير العالمية.