ننصائح تمد طفلك بقوة الشخصية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
إن الخجل أمر شائع بين الأطفال، ولكن إذا أصبح عائقًا أمام تكوين العلاقات أو المشاركة في الأنشطة، فمن المهم توجيههم نحو اكتساب ثقة أكبر في أنفسهم.
بحسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "Times of India"، إن هناك ثماني عادات يمكنها أن تساعد طفلك تدريجيًا على تغيير شخصيته والتغلب على الخجل، كما يلي:
1. تفاعلات اجتماعية صغيرة
يمكن أن تساعد التفاعلات الفردية في بيئة مريحة الأطفال على التأقلم مع المجتمع بسهولة.
2. قدوة في السلوك الواثق
إن إظهار الوالد ثقته في تعاملاته من خلال الحفاظ على التواصل البصري والتحدث بوضوح والتعامل مع المواقف الاجتماعية بسهولة، سيساعد الطفل على تخطي حالات الخجل. لأن الكثير من الأطفال يقلدون آباءهم، فإنهم سيتعلمون من خلال ملاحظة كيفية تفاعلهم مع الآخرين.
3. الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة
يمكن تعزيز السلوكيات الإيجابية من خلال الاحتفال بالانتصارات الصغيرة، مثل التحدث في الفصل أو تقديم الطفل نفسه لصديق جديد. يساعد التعزيز الإيجابي في بناء احترام الذات ويقلل من الخوف من الحكم الذي يغذي الخجل.
4. تشجيع الأنشطة الجماعية
يمكن القيام بتسجيل الطفل في أنشطة تتضمن العمل الجماعي، مثل الرياضة أو المسرح أو النوادي. إن كونه جزءًا من مجموعة يسمح له بتكوين روابط حول الاهتمامات المشتركة ويصبح أكثر راحة تدريجيًا في البيئات الاجتماعية الأكبر.
5. تعزيز الشعور بالاستقلال
إن السماح للطفل باتخاذ القرارات وحل المشكلات بنفسه، سواء كان الأمر يتعلق باختيار ملابسه أو طلب طعامه في مطعم، يؤدي إلى اكتساب خبرات تبني الشعور بالاستقلال والثقة في التعامل مع المواقف الجديدة.
6. تقنيات الاسترخاء
يشعر الأطفال الخجولون غالبًا بالقلق في المواقف الاجتماعية. يمكن من تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التصور، ليتعامل مع أي ضغوط تصادفه. يمكن أن تساعده هذه الأدوات على الشعور بالهدوء عند التعامل مع بيئات أو أشخاص جدد.
7. تحديد أهداف اجتماعية واقعية
ينصح الخبراء بالبدء بتحديد أهداف صغيرة ثم زيادة مستوى التفاعل الاجتماعي تدريجيًا. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يخاف من التحدث أمام الجمهور، يجب تشجيعه على التحدث أمام الأسرة أولاً، ثم تدريجيًا في أماكن أكبر. إن تحديد أهداف قابلة للتحقيق يمنعه من الشعور بالقلق والتوتر.
8. تعزيز التعاطف والتواصل
يساعد فهم الطفل أن الجميع لديهم مخاوف، وأن التعامل بلطف مع الآخرين يمكن أن يخلق روابط ذات مغزى. إن لعب الأدوار في السيناريوهات الاجتماعية أو التحدث عن المشاعر بصراحة يمكن أن يحسن مهارات التواصل لديه ويقلل من خوفه من أحكام الآخرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاطفال الخجل السلوك الإنجازات الأنشطة الاستقلال الاسترخاء تدریجی ا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
يسرى العلوية .. احتضان الطفل نوح حكاية أمومة أكثر عمقا ومسؤولية
لم تكن يسرى العلوية تبحث عن الفوز في بطولة عندما بادرت في احتضان الطفل نوح، بل عن معنى للحب الغير مشروط، فبين حنان أمومتها، وسند زوجها، وجد الطفل الدفء، وبين تفاصيل يومها كبرت حكاية أمومة مختلفة أكثر عمقا وصدقا ومسؤولية.
وبينت العلوية في حوار مع "عمان" أن الاحتضان ليس مجرد قرار اجتماعي، بل رسالة إنسانية تحمل في طياتها معنى العطاء الحقيقي، "فآمنتُ أن الأمومة ليست بيولوجيا فقط، بل أحساس يفيض من القلب، فاخترت أن أغير حياة طفل، لأكتشف أنها حياتي تغيرت أيضا".
وفيما يلي نص الحوار:
-ما الذي دفعكِ لاتخاذ قرار احتضان طفل؟
لقد فقدنا طفلين بعد الولادة مباشرة، مما دفعنا لإعادة النظر في إمكانية تقديم الرعاية لطفل محتاج. وقد قرر زوجي أنه في حال رزقنا بطفل سليم، سنقدم على احتضان يتيم، خصوصاً بعد أن استمع لقصة شخص آخر قام بالمبادرة نفسها، مما شجعه على التقدم بطلب الاحتضان. جاء هذا القرار نتيجة رغبتنا في منح طفل محتاج بيئة مستقرة ورعاية مناسبة.
-كيف كانت لحظة اللقاء الأول بينك وبين الطفل؟
كانت لحظة غريبة ومميزة، حيث اختلطت المشاعر بين السعادة والخوف والقلق والتوتر، وهي مشاعر لا يمكن وصفها بدقة، عند استلامنا الطفل من الدار، بدأ زوجي يؤذ ن في أذنه، وتمت تسميته 'نوح' في نفس اللحظة، مما جعل التجربة ذات طابع روحي وإنساني في الوقت ذاته.
-ما أبرز التحديات التي واجهتك في بداية هذه التجربة؟
أبرز التحديات التي واجهتنا في بداية تجربة الاحتضان كانت تجربة الأمومة المكثفة خلال 24 ساعة فقط، حيث جاء الاتصال بنا في الساعة 12 ظهراً واستلمنا الطفل قبل الساعة 12 ظهر اليوم التالي، فشعرت وكأنني مررت بتجربة الحمل والولادة في أقل من يوم. دخلنا بلا أي تجهيز مسبق، فكانت الليلة الأولى مربكة للغاية، تلتها الحاجة لإنهاء التسوق لتوفير كافة احتياجات الطفل من أصغرها إلى أكبرها فكان أقرب للماراثون. ساهم صغر عمر نوح حينها، إذ كان يبلغ أربعة أشهر، في تأقلمه السريع معنا، لكننا كنا بحاجة لوقت لتعلم رعايته بشكل صحيح، وقد كان دعم أسرتينا، والحمد لله، إضافة كبيرة، بالإضافة إلى وجود عاملة منزلية معي مسبقاً ساعد في تيسير الأمور.
-كيف غيّر الاحتضان نظرتكِ للحياة وللأمومة؟
سابقا، كنت أعيش في منزل هادئ ومستقر، وكنت أحمد الله على نعمته وراضية تمامًا بقدره وحكمته، بعد مرور تسع سنوات، أتى نوح وأضفى على بيتنا الفوضى الجميلة، ودخلت في مهام الأمهات من رعاية مستمرة وقلة نوم، أصبح كل مساء، بعد أن ينام، أنظر إلى بيتي الذي كان مرتبًا بالتحف والأثاث الجميل وأضحك من الفوضى التي خلفها أثناء لعبه، وكيف اضطررت لحماية التحف والديكور، وكل ذلك بقلب ممتلئ بالرضا والسعادة، لقد لوّن نوح حياتنا بألوان جميلة، فالبنون هم زينة الحياة الدنيا.
-كيف كان تقبّل الأسرة والمجتمع لقراركِ باحتضان طفل؟
من ناحية الأسرة، كان التقبل فوق المتوقع وأجمل مما كنا نتخيل، فقد كنا واثقين بأنهم سيوافقون على قرارنا، لكن الاستقبال الفعلي كان رائعاً جداً ومشجعاً، أما بالنسبة للمجتمع، فقد كانت الأسئلة والاستفسارات هي الغالبة، ربما لأن تجربة الاحتضان ما تزال فريدة بالنسبة لهم، لذلك حرصت على رفع الوعي حول الاحتضان، سواء من الجانب الشرعي أو الجانب القانوني، لتوضيح أهمية هذه التجربة وطمأنة المجتمع حول دورها الإنساني.
-هل واجهتِ أي أحكام مسبقة أو تعليقات سلبية، وكيف تعاملتِ معها؟
من الطبيعي أن يختلف الناس في قناعاتهم وأفكارهم حول تجربة الاحتضان. ولله الحمد، أمتلك الصلابة النفسية والثبات الانفعالي الكافيين للتعامل مع أي أحكام مسبقة أو تعليقات سلبية، مع التركيز دائمًا على مصلحة الطفل وسعادته كأولوية.
-برأيكِ، ما الذي ينقص مجتمعنا لتعزيز ثقافة الاحتضان والتبني؟
يمكن تقسيم الإجابة إلى جانبين: أولا، الوضع بين اليوم وما قبل عشر سنوات تقريباً اختلف بشكل كبير، ففي السابق، كان بالإمكان احتضان أكثر من طفل في يوم واحد، وقد تأتي الموافقة في نفس اليوم، نظراً لقلة الإقبال من الأسر على الاحتضان، أما الآن، فالوضع مختلف تماماً، والإقبال على الاحتضان مرتفع جداً، وهناك عشرات الأسر في قوائم الانتظار، أما الصعوبة الحقيقية حالياً فهي في رغبة الأسر باحتضان الأطفال الأكبر سنأً، الذين تجاوزوا سن الرضاعة، نظراً للاعتبارات الدينية والنفسية، وهذا يمثل التحدي الأكبر، وأحث الأسر خاصة ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين على فتح قلوبهم ومنازلهم لهؤلاء الأطفال، لعل الله يجعل منهم عوناً لهم في هذه الدنيا ودربا إلى الجنة ، فالحكومة لا تقصر في كثير من الجوانب، لكن ما ينقص الأطفال الأكبر سناً هو الانتماء لأسرة طبيعية والعيش والاختلاط في المجتمع.
-كيف ساعدتِ الطفل على الاندماج في حياتكِ وحياة الأسرة؟
ساهم صغر عمر الطفل في تسهيل اندماجه معنا بسرعة، إذ إن التحدي الأكبر للمحتضنين عادة يبدأ عند الأطفال في سن الأربع سنوات وما فوق، حيث تبدأ مرحلة ما يسمى بالمكاشفة، وهي خطوة أساسية في حياة الطفل المحتضن، إذ يبدأ خلالها بإدراك واقعه وحقيقته،وقوانين سلطنة عمان تلزم الأسر بإجراء المكاشفة قبل دخول الطفل المدرسة، وهو ما يسهم في تسهيل التكيف النفسي والاجتماعي للطفل ضمن الأسرة والمجتمع.
-ما أكثر موقف مؤثر مررتِ به مع الطفل بعد الاحتضان؟
المواقف المؤثرة كثيرة، لكن من أبرزها مشاركته في عيد ميلاده الأول، قمتُ بتنظيم حفل بسيط، وقد غمرنا الحضور بحبهم واحتفالهم مع الطفل، مما جعل الحفل تجربة جميلة ومميزة تركت أثرًا عميقًا في نفسي وفي حياتنا جميعًا.
-ما الذي تتمنينه لمستقبل طفلكِ؟
من وجهة نظري، كل شيء ممكن أن يتحقق ، لكن الأهم هو أن نستشعر الرضا، كل همي أن أغرس في قلب طفلي الرضا بواقعه وحقيقته، ثم أشجعه على استكشاف الفرص والآفاق التي حباه الله بهات، دون التركيز على الجوانب المحزنة أو المؤلمة في قصته. كما يجب أن يدرك أن الإنسان مبتلى، وأن العديد من الأطفال حول العالم يعانون من أمراض مزمنة وإعاقات وحروب ومجاعات، بينما فضل الله يختص من يشاء. ولذلك، أؤمن بأن الرضا بالنصيب هو أهم ما يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه.
-ما الرسالة التي تودين إيصالها للنساء أو العائلات اللواتي يفكرن في الاحتضان؟
رسالتي للنساء وللعائلات اللواتي يفكرن في الاحتضان هي أن يقدمن على هذه الخطوة بلا تردد. الاحتضان تجربة إنسانية عميقة تمنح الطفل فرصة لحياة أفضل، وفي الوقت نفسه تغني حياة الأسرة بالحب والرحمة والمعنى الحقيقي للعطاء.
-لو عاد بك الزمن، هل كنت ستتخذين القرار نفسه دون تردد؟ ولماذا؟
لو عاد بي الزمن، كنت سأقدم على تجربة الاحتضان في وقت أبكر، وسأسعى لاحتضان أكثر من طفل، التجربة أثرت في حياتي بشكل إيجابي، وعلمتني قيم الصبر والعطاء والرحمة، وأكدت لي أهمية منح الأطفال المحتاجين فرصة لحياة مستقرة ومليئة بالحب.