الأخوة المصريين يستحقون ان يفك أسرهم فهم ضحايا لابتزاز المليشيا
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
زاملت الأخوة المصريين المعتقلين حتى الآن فهم رفقاء السجن شباب كرام غدر بهم في الشهر الأول للحرب في منطقة اللاماب بالخرطوم وهم تجار معروفين في سوق أمدرمان
قضينا شهور في معتقلات المليشيا ولا انسي عندما اشتد بي المرض ولم اعد قادرا على الوقوف او حتى الجلوس جاءني أحدهم وهو احمد صديقي واخذ ملابسي وقام بغسلها واسندني لالبسها وكذلك الرفيق على كان يقوم بعمل السباكة لحمامات المليشيا بنظام السخرة ولكن البعض كان يعطونه تمر فكان يمر على ليلا ويضعها في يدي تلك اشياء قد يراها البعض بسيطة ولكن هي في السجن عظيمة.
الأخوة المصريين يستحقون ان ينافح ويفك أسرهم فهم ضحايا لابتزاز المليشيا. على الحكومة المصرية والرأي العام المصري واجب كبير تجاههم.
الرشيد محمد ابراهيم الرشيد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
المشاعر واحدة ولكن كل يغني على ليلاه بقلم
مدخل أول
عن أبي هريرة – رضي الله عنه-قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبوك وقول رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ يُوصِيكمْ بِأمَّهاتِكمْ – ثلاثًا-، إنَّ اللهَ تعالَى يُوصيكُمْ بآبائِكمْ -مرَّتيْنِ-، إنَّ اللهَ تعالَى يُوصيكُمْ بالأقْرَبَ فالأقْرَبَ).
مدخل ثاني
سألوا رجلا أيهما أجمل أمك أم القمر فقال (أذا رأيت أمي نسيت القمر وإذا رأيت القمر تذكرت أمي) .
بقلم: حسن أبو زينب عمر
(1)
تتعدد وتتلون القصص والتجارب ولكن سبر غور الجانب الآخر من حياة الفنانين والادباء والشعراء والمفكرين يقودك الى فسيفساء من المشاعر المتباينة تنتهي دائما لضم المحبوبة التي صنعوا لها عيدا من الوفاء والعرفان يتجه الى الضلوع لتستقر في أعماق القلوب .. الأديب والقاص المصري احسان عبد القدوس يقول ان شخصية امه فاطمة اليوسف التي تحولت لاحقا الى روز اليوسف أثرت في عشرات الروايات والقصص التي كتبها وقد أهداها روايته الشهيرة (في بيتنا رجل) اما الشاعر صلاح جاهين فقد بعث بالعديد من الرسائل الى امه وهذه الرسائل لا تبتعد كثيرا عن الأغنية الشهيرة التي كتبها جاهين للفنانة سعاد حسني لتغنيها للأم (صباح الخير يامولاتي أبوس الأيد وقلبي سعيد يا أول حب في حياتي يا أمي).
(2)
أما علاقة نجيب محفوظ الفائز بجائزة نوبل فيقول أن المستهين بقدرات النساء يتمنى أن تعاد طفولته من غير أم ..ورغم ان والدة محفوظ كانت أمية فقد احتلت دورا بارزا في رواياته (بداية ونهاية) وفي (الثلاثية الشهيرة) و(السراب) و(الحرافيش) فيقول انها كانت دائما وراء آماله وأحلامه وكانت وراء حبه وكراهيته ويضيف (أسعدتني فوق ما أطمع وأشقتني فوقما أتصور ).
(3)
لكن قضية الشاعر التيجاني حاج موسى مع الحاجة دار السلام عبد الله أبوزيد حكاية نادرة جديرة بالتوقف والتأمل فقد كان التيجاني ابنها الوحيد وحبها الوحيد وكان كل شيء في حياتها وكان عمره لا يتجاوز عامان ونصف بعد وفاة والده فسخرت كل عمرها من أجل تربيته ولكن ما تخلل حياته ذات مرة شيء يفوق الوصف ..يقول التيجاني أنه وأثناء عودته الى البيت من المدرسة الأولية عثر على ورقة جنيه علقتها الريح بجذع شجرة بامية صغيرة فأخذها وانطلق راكضا الى بيته يحمل الفرح الى والدته بأنه سيشتري مجلة الصبيان وقطعة من حلوى لكوم وكان يطارده زملاء يصرخون ورائه (شركة فيها ) أي يريدون نصيبا فيها
(4)
دخل الى البيت وأخبر النبأ السار للوالدة ولكنه لم يجد المباركة التي كان يتوقعها بل تهمة غليظة أنه سرق الجنيه وفجأة وبدون مقدمات انهالت عليه وأسقطته أرضا وبدأت تفصد يده بشفرة حادة ولم تأبه لتوسلاته ودمائه وصرخاته وقسمه أنه والله العظيم لم يسرقها ..كانت تقول له آخر زماني وتربيتي ليك تفضحني وتطلع حرامي يا تيجاني.. لم يهدأ الحال ولم ينتهى العقاب الدموي الا بتدخل الجيران وزملاءه بأنه لم يسرق ..ولكن التيجاني لم يكترث لذلك فقد ترك وراء دبره قسوة العقوبة الدموية والذكرى الأليمة وأهدى الغناء السوداني أحد أجمل وأعذب ما قيل عن الأم وهي القصيدة التي يصدح بها الفنان كمال ترباس وهو دامع العينين
(5)
يايمة الله يسلمك.. يديكى لي طول العمر
وفى الدنيا يوم ما يألمك
يا أمي يا دار السلام .. يا حصنى لو جار الزمان
ختيتى في قلبي اليقين يا مطمنانى يطمنك
يا يمة الله يسلمك
خيرك على بالحيل كتير
يا مرضعانى الطيبة بالصبر الجميل
يا سعد أيامى وهناي يا أمى الله يسلمك
أنا مهما أفصح عن مشاعري
برضو بيخونى الكلام
وقولة بحبك ما بتكفى وكل كلمات الغرام
يا منتهى الريد ومبتداه
يديكى لي طول العمر
وفى الدنيا يوم ما يألمك .. أمي الله يسلمك
(6)
وفي نفس المنحى ذهب شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش فقد قال انه عاش حياة مركبة علافته مع أمه فقد كانت تضربه وتحمله دائما المسؤولية وقال درويش ان امه كانت جميلة وشعرها أحمر طويل وعيناها زرقاوان لكنها قاسية لا تعتبر عن عواطفها الا في الجنازات ولكنه ترك كل ذلك جانبا وذرف عليها الدمع السخين وكتب عنها أحد أجمل قصائده
أحن الى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة يوما على صدر أمي
وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي
خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك وشدي وثاقي بخصلة شعر
بخيط يلوح في ذيل ثوبك
(7)
ربما كانت هذه نفس المشاعر التي دفعت الشاعر حسين السيد لكي يردف الأغنية العربية بأحد أجمل الشعر و أكثره رقة والذي لازال مستقرا في طوايا الذاكرة بل يزداد عذوبة مع مرور السنين والعصور ..يحكي الشاعر أنه كان في زيارة لوالدته في مساء 20 مارس 1958 وفجأة تذكر وهو على الدرج انه لم يحضر كعادته هدية للوالدة فخطرت له أغنية فتوقف على باب الشقة وجلس على الدرج وبدأ في كتابة الأغنية ثم أتصل بالموسيقار عبد الوهاب الذي لحنها في 5 دقائق ثم اتصل بالفنانة فايزة أحمد وفي صباح 12 مارس سجلتها فايزة أحمد وكانت تلك ولادة أغنية ست الحبايب (ايقونة عيد الأم) التي كنا نتمايل لها طربا ونحن نسترق السمع لها حينما كانت تبثها سينما الخواجة (بورتسودان) في الاستراحة ونحن طلاب في الأميرية الوسطى .
(8)
ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحي ودمي
يا حنينة وكلك طيبة، يا رب يخليكي يا أمي
زمان سهرتي وتعبتي وشيلتي من عمري ليالي
ولسه برضو دلوقتي بتحملي الهم بدالي
ده أنا روحي من روحك أنتي وعايشه من سر دعاكي
تعيشي لي يا حبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي من قبل ما أحس أنا
لو عيشت طول عمري أوفي جمايلك الغالية عليا
أجيب منين عمر يكفي وألاقي فين أغلى هدية
نور عيني ومهجتي وحياتي ودنيتي
لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي
(9) ..
ولكن عن جدارة واستحقاق دخلت مريم محمود عالم المجد والريادة من أوسع أبوابه بعد بعد أن وشح ابنها الشاعر الفذ جيدها بقصيدة تحمل الآن لقب قصيدة كل الأزمنة
يا والدة يا مريم ... يا عامرة حنية
أنا عندي زيك كم ... يا طيبة النية
بشتاق وما بندم ... اتصبري شوية .. يا والدة يا مريم
والحقيقة ان محجوب شريف ربما كان أكثر حملة الفكر الذين عانوا من ويلات قمع الأنظمة العسكرية فبعد شهر عسل قضاه في بورتسودان مع زوجته أميرة الجزولي أعاده جهاز أمن (النميري) الى بورتسودان مجددا .. هذه المرة حبيسا في سجنها .. ولكن حتى بعد فصله من سلك التعليم لم يغب عنه رادار الأمن فقد لجأ محجوب الى السوق وفتح بقالة في أحد أحياء أمدرمان وكان (يشد) حلة فول يتركها أمام البقالة بعد أن يشعل تحتها النيران كما الأخرين ولكنه لم يكن يأمن من المضايقات فقد كانوا يسرقون قدرة الفول .
(10)
ما ني الوليد العاق ... لا خنتّ لا سراق
والعسكري الفراق ... بين قلبك الساساق
وبيني هو البندم ... والدايرو ما بنتم .. يا والدة يا مريم
بعرف حنانك ليّ راجيك تلوليني
دايماً تقيليني وفى العين تشيليني
ألقاه عز الليل قلبك يدفيني
ضلك عليَّ مشرور قيلت في سنيني
أنا لو تعرفيني لو تعرفي الفيني
أنا كم بحبك كم يا والدة يا مريم
طول النهار والليل في عيني شايلك شيل
لكني شادّي الحيل لا خوف عليَّ لا هم
هاك قلبي ليك منديل الدمعة لما تسيل .. قشيها يا مريم
ما بركب السرجين أنا ما بجيب الشين
أنا لو سقوني الدم يا والدة يا مريم
oabuzinap@gmail.com