اللغة مقابل الحب.. «شريف» يتطوع لتعليم أطفال قرية تونس «الإنجليزية» مجانا
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
في منزل ريفي بسيط يطل على بحيرة قارون، وتحيطه الأشجار وتزينه الزهور من كل جوانبه، يجلس شريف أنيس بين عشرات الأطفال من مراحل عمرية مختلفة، يُعلّمهم الأرقام، وحفظ حروف الإنجليزية، ونُطق الكلمات وتكوين الجمل، بعدما ترك صخب العاصمة القاهرة، ليقيم وسط الخضرة والطبيعة في قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم.
«اللغة» مقابل «الحب»، هكذا كان شعار «المهندس شريف» الذي ترك أسرته وحياته وعمله في البترول لتعليم أبناء وبنات القرية دون مقابل، إذ كانت البداية ملاحظة «مستر شريف»، كما يناديه الجميع بالقرية، عدم قدرة أهالي القرية والأطفال وصانعي الخزف على التواصل مع الأجانب الذين يتوافدون على القرية يوميًا، ليقرر أن يبدأ فى تعليم الجميع اللغة الإنجليزية دون مقابل، وتوافد عليه الكثيرون، حتى أصبح لديه نحو 138 طالبًا وطالبة.
روى «شريف» لـ«الوطن» أن قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم، يتوافد عليها آلاف الأجانب، ولكن التواصل بينهم وبين الأهالي كان منعدمًا بسبب فرق اللغة، فقرر مساعدة الجميع على تعلم اللغة الإنجليزية من أجل التواصل الإنساني مع الزوار، وليس فقط من أجل البيع والشراء.
الفتيات أكثر التزامًا من الشبابوأضاف «شريف» أنّ الفتيات يلتزمن بالتعلم أكثر من البنين، موضحًا أنّ هناك اختلافًا في أعمار ومهن الذين تعلموا معه، فمنهم عاملون في فنادق، وآخرون في ورش فخار، حتى سائقو التكاتك، لكن كل شخص يتعلم بالقدر الذي يراه مناسبًا له.
التعليم وفقًا للعمليبدأ «مستر شريف» مع كل شخص وفقًا لعمله، فالعاملون في الفخار والخزف يبدأ معهم بتعلم الأرقام وعبارات الترحيب، ليتمكنوا من التواصل مع الزبائن من السياح، وكذلك سائقو التكاتك، أمّا العاملون بالفنادق فيهتم بتعليمهم عبارات الترحيب، وبعض الجمل التي تمكنهم من مناقشة السائح.
حب الناس أهم من المقابل الماديشعر المعلم الشاب برغبة في أن يكون واحدًا من أهالي القرية، لدرجة أنّه تعلَّم لهجتهم الريفية، وأصبح يأكل مثلهم ويتعامل بنفس تعاملهم، وبالنسبة له حب الناس أهم من أي مقابل مادي، ما جعله لا يلتفت لانتقادات أقاربه وأصدقائه، الذين اتهموه بالجنون حينما ترك القاهرة والبيزنس وأقام في قرية تونس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفيوم قرية تونس تعلم اللغة الإنجليزية قریة تونس
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: البيوت لا تبنى على الحب وحده.. فيديو
قال الدكتور محمود الهواري، خطيب الجامع الأزهر، إن من ظلم النفس أيضًا ظلم الأزواج بعضهم بعضا، يظن الزوج أنه وحده من له حقوق أو تظن المرأة أنها وحدها من لها حقوق، وينسى كل منهما حق الآخر عليه، بل ينسيان هما الاثنان حقوق الأسرة والأولاد والمجتمع عليهما، وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" روشتة نبوية تربوية لاستقرار الأسرة وسعادة البيوت.
وأضاف الهواري، في خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أنه لا شك أن الحياة الزوجية في أكمل صورها قائمة على الحب بين الزوجين، لكن ذلك لا يعني أن الحياة بلا حب مستحيلة، فثمة عوامل أخرى تمد هذه الحياة بمادة بقائها واستمرارها، من هذه العوامل الإحسان إلى المرأة بإبقائها، أو إحسان المرأة إلى زوجها بالصبر عليه، أو الإحسان إلى الأبناء إن وجدوا ببقاء رابطة الزواج قائمة.
ومما يذكر هنا أن رجلاً جاء إلى عمر يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها، فقال له عمر: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟ والتذمم هو الإحسان إلى من يذم بترك الإحسان إليه، وقال عمر لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
وأشار إلى أن المقصود أن رابطة الزواج لا تُبَت لعاطفة متقلبة أو لنزوة جامحة أو لهوى يذهب مع الريح، أو لاعتبارات تافهة لا قيمة لها، وإذا وصل الأمر إلى استحالة بناء هذه الرابطة أو كانت في بقائها مشقة، كان الطلاق آخر الحلول، ولكن من أعاجيب زماننا أن نلجأ للطلاق أول ما نلجأ إما تهديدا من الرجل، أو تهديدا من المرأة وهنالك تضعف النفوس ويكون ما يكون.
وفي ختام الخطبة حذر خطيب الجامع الأزهر من فساد التصور والفكرة، لأنه ظلم للنفس وظلم للمجتمع، ومن شواهد هذا قوله تعالى: ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ﴾، فإنه ظلم نفسه باستجابته لأهوائها وشهواتها يسبب هلاكها.
وأشار إلى أن العلاج أن نستجيب لتوجيهات الله وإرشاداته الواردة في القرآن والسنة: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾.