هيل بوي: الرجل الملتوي محاولة غير ناجحة لإنقاذ البطل المظلوم
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
ربما لا تحظى شخصية "هيل بوي" كبطل خارق بشعبية سوبرمان وباتمان أو آيرون مان وثور، كما أن لها تاريخا قصيرا نسبيا مقارنة بهذه الشخصيات، وقد ظهرت لأول مرة في النصف الأول من تسعينيات القرن الـ20، لكنها أثبتت نفسها في عالم القصص المصورة، ثم بفيلمين في العقد الأول من الألفية الجديدة من إخراج المكسيكي الحائز على الجوائز غييرمو ديل تورو.
وقد عانت الشخصية بعد انتهاء مساهمة ديل تورو من التراجع السينمائي الشديد، فقد ظلت 11 عاما دون ظهور حتى عام 2019 عند طرح فيلم "هيل بوي" (HellBoy) الذي لاقى انتقادات بالإضافة إلى الإخفاق التجاري، وتعود الشخصية مرة أخرى إلى الشاشة هذا العام بفيلم "هيل بوي: الرجل الملتوي" (Hellboy: The Crooked Man) الذي يُعرض الآن حول العالم في دور العرض السينمائية بالتزامن مع عرض رقمي في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال "لاستعادة حياتها"list 2 of 2من الأبطال الخارقين إلى الرعب هذه أكثر 10 أفلام هندية تحقيقا للإيرادات في 2024end of list رعب غير مرعب"هيل بوي: الرجل الملتوي" من إخراج برايان تايلور، وبطولة جاك كيسي في دور هيل بوي، ويتجاوز العمل عن تقديم ماضي وأصول الشخصية، بل يقفز مباشرة للخمسينيات من القرن الماضي، وهيل بوي يعمل في منظمة حكومية، ويُشرف على نقل عنكبوت قاتل عملاق مع زميلته ذات الأصول الآسيوية بوبي.
ويفترض صناع الفيلم معرفة المشاهدين جميعا بماضي هيل بوي عبر متابعة القصص المصورة أو مشاهدة الأفلام السابقة، وأغفلوا إيضاح طبيعته نصف الإنسانية ونصف الشيطانية، وظهوره لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، وهي التفاصيل التي ربما لم يدرِ بها مشاهد يتعرف على الشخصية لأول مرة في هذا الفيلم.
وينقسم أعداء هيل بوي سواء في القصص المصورة أو الأفلام بين النازيين وأتباعهم من بعدهم من ناحية، والكائنات الخارقة من جهة أخرى، بينما تتمحور القصة في كل مرة حول محاولة الجانب الشرير استقطاب النصف الشيطاني من هيل بوي بهدف التعاون معهم لإنهاء الحياة على الأرض وإيذاء البشر، فتقع الشخصية تحت ضغط الاختيار بين جانبيها الإنساني والشيطاني.
فيلم "هيل بوي: الرجل الملتوي" يعد دمجا بين نوعي الأبطال الخارقين والرعب (آي إم دي بي)ولا يختلف فيلم "هيل بوي: الرجل الملتوي" كثيرا في هذه الناحية عن سابقيه، فهو يبدأ بمهمة نقل العنكبوت، ثم بعد هرب الأخير ينتقل إلى مهمة أخرى بشكل عشوائي تماما، وهي البحث عن ساحرة شريرة تُدعى إيفي تسكن الغابات، وعن الكائن الشرير الذي يسيطر على سكان المنطقة، ويهدد حياتهم الآمنة والمسمى "الرجل الملتوي".
ويدمج فيلم "هيل بوي: الرجل الملتوي" بين نوعي الأبطال الخارقين والرعب، ويركز على الأخير بصورة واضحة، فالصراع الحقيقي بين البشري توم فيريل والرجل الملتوي الذي يحاول الاستحواذ على روحه، بينما يعاونه هيل بوي على درء شر الأخير، وفي خضم هذه الرحلة يقابلون ظواهر مرعبة مختلفة، مثل الساحرة الطائرة إيفي التي تحول والد توم إلى حصان، والساحرة كورا التي تخرج من جسدها إلى هيئة حيوانية ثم تعود له، والموتى الخارجين من القبور، في حين يحاول رجل الدين حماية هيل بوي وأصدقائه من شرهم في فوضى شديدة تدل على محاولة صناع الفيلم لحشد كل سمات أفلام الرعب في عمل لا يتعدى زمنه الساعة ونصف.
وبينما لم يختر هيل بوي هذه المعركة، بل تم توريطه فيها حرفيا نتيجة لفضول زميلته بوي تجاه عالم السحرة والساحرات، فإن الصراع مع الرجل الملتوي يقوده لمعلومات عن ماضيه الغامض، ووالدته التي لم يقابلها يوما، وهي إحدى ضحايا الشرير، ليصبح عليه كالمعتاد اختيار الجانب الذي يقف معه، هل جانب البشر أم الأشرار الذي ينتمي نصفه على الأقل لهم؟
فقر في الإبداعفيلم "هيل بوي الرجل الملتوي" ذو ميزانية ضئيلة، خصوصا بين أفلام الأبطال الخارقين، فقد تكلف 20 مليون دولار فقط، ولهذا تأثيراته السلبية على العمل بالتأكيد، خصوصا في جانب المؤثرات البصرية التي ظهرت بشكل شديد التواضع، غير أن الميزانية ليست المبرر الوحيد لهذه التجربة السينمائية المخفقة، لأن كثيرا من أفلام رعب استطاعت الإبداع في حدود ميزانيتها الضئيلة منها "مكان هادئ" (A Quiet Place) و"لا تتحدث بشر" (Speak No Evil).
تتحرك شخصيات الفيلم دون دوافع منطقية، فتركوا مهمتهم الأساسية دون سبب حقيقي مفهوم، وانخرطوا في حرب مع الرجل الملتوي بناء على قصة من توم الرجل الذي قابلوه بمحض صدفة.
شخصيات الفيلم تتحرك دون دوافع منطقية (آي إم دي بي)وقد تضررت شخصية هيل بوي عندما افتقدت أهم سماتها وهي المزج بين قوة الشخصية والحساسية والطفولية وخفة الظل، هيل بوي هنا هو شخص مغلوب على أمره، بداية تزج به بوبي في المغامرة رغما عن أنفه، ثم يتلاعب به الرجل الملتوي مثل قطعة شطرنج صغيرة، في حين غاب حسه الساخر بلا رجعة، وتتمثل أهمية هذا الحس بأنه الأداة التي يواجه بها إحساسه بالاغتراب عن محيطه، سواء لمظهره بلونه الأحمر وجسمه العملاق وقرونه، أو لماضيه الغامض.
وبينما غابت الدوافع المنطقية عن شخصية بوي، فإن باقي الشخصيات الفيلمية ليست سوى ظلال لكل منها صفة واحدة فقط يتمركز حولها، بين توم الذي يحاول حماية روحه من الشيطان، وكورا صديقته التي استسلمت للشر، ورجل الدين الذي يتخلى عن كل المغريات في سبيل المواجهة الأخيرة بينه وبين الشر، والرجل الملتوي نفسه الذي ليس سوى كائن ما ورائي يسعى للاستحواذ على روح هيل بوي كالمعتاد.
فيلم "هيل بوي: الرجل الملتوي" يثبت أن ليس كل كاتب قصص مصورة جيد يستطيع تحويل قصصه إلى سيناريوهات، فالكاتب مايك مينجولا الذي دشن شخصية هيل بوي منذ البداية شارك في كتابة سيناريو الفيلم، ولكنه لم يحمِ شخصيته من الضياع في ظل سيناريو أفقدها سماتها المميزة، وفيلم باهت يتراوح طوال الوقت بين الرعب والأبطال الخارقين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما الأبطال الخارقین
إقرأ أيضاً:
خلال كوب 29 في باكو: دعوة لتجاوز الخلافات وتأمين تمويل مناخي لإنقاذ المستقبل
استؤنفت محادثات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب29) في العاصمة الأذربيجانية باكو، وسط دعوات ملحة لتجاوز الخلافات والوصول إلى اتفاق شامل يضمن تقديم التمويل المالي للدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية.
اعلانوفي افتتاح الأسبوع الثاني من المحادثات، شدد سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، على ضرورة "ترك المسرحيات والتركيز على العمل الجاد". وقال: "لن نتمكن من تحقيق الأهداف ما لم تُظهر الأطراف استعدادها للتقدم بشكل متوازٍ، ما يقرّبنا من أرضية مشتركة. أثق في قدرتنا على إنجاز هذا العمل".
من جهته، أكد مختار باباييف، رئيس مؤتمر كوب29، على أهمية دور الساسة في تحقيق نتائج عادلة وطموحة. وقال في مؤتمر صحفي: "إن على السياسيين تسخير ما لديهم من قوة من أجل التوصل إلى اتفاق عادل وطموح. يجب أن تفاعلوا بشكل فوري وبناء".
المطالبة بالطاقة النظيفة خلال كوب 29 Sergei Gritsوتركز المحادثات في كوب29 على تمويل المناخ، وتبرز الخلافات بين الدول حول المبالغ اللازمة لدعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة. وقد طالبت مجموعة من الدول النامية بتوفير 1.3 تريليون دولار، بينما لم تحدد الدول الغنية أي مبلغ حتى الآن.
وفي هذا السياق، أوضح فوبكي هوكسترا، مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، أن تكلفة التحرك الآن تعتبر أقل بكثير من تكلفة التقاعس لاحقاً. وقال: "سنواصل قيادة الجهود ونبذل أكثر من نصيبنا العادل، لكن على الدول الأخرى تحمل مسؤوليتها أيضاً، بناءً على نموها الاقتصادي وما يصدر عنها من انبعاث".
من جانب آخر، عبرت تيريزا أندرسون، المديرة العالمية للعدالة المناخية في منظمة أكشن أيد، عن شكوكها إزاء نيات الدول الغنية. وقالت: "يبدو أن الضغط لإضافة الدول النامية كمساهمين ماليين ليس لزيادة الأموال المخصصة للبلدان المتضررة، بل لتقليل التزامات الدول الغنية. وهذا ليس الحل الصحيح للأزمة المناخية المتفاقمة".
كاريكتور ساخر من نتائج قمة المناخ كوب 29ووسط هذه الخلافات، دعت رايتشل كليتوس، المنتمية لاتحاد العلماء المهتمين، إلى ضرورة التحرك سريعاً، مؤكدة أن "تريليون دولار سيكون بمثابة صفقة رابحة بعد خمس أو عشر سنوات، عندما نرى تكاليف الكوارث التي كنا نستطيع تجنبها".
وفي خطوة ملموسة، أعلن كل من وزير المناخ الألماني روبرت هابيك ونظيره البريطاني إد ميليباند عن تقديم حوالي 1.3 مليار دولار لدعم الدول النامية في التحول إلى الطاقة النظيفة. وعلق هابيك قائلاً: "الدول الصناعية ملتزمة بتمويل المناخ، ونعمل أيضاً على جذب المزيد من المستثمرين والمانحين لتوسيع قاعدة الدعم".
وفي الوقت عينه، تتابع الأنظار الاجتماعات التي يعقدها قادة مجموعة العشرين في البرازيل، حيث تبرز التغيرات المناخية كواحدة من القضايا الرئيسية على جدول الأعمال. وأكد باباييف أن تحقيق الأهداف المناخية العالمية يعتمد بشكل كبير على قرارات هذه الدول.
Relatedآل غور لـ "يورونيوز": تسليم رئاسة مؤتمر المناخ لدول نفطية يُعد "سخافة" ويستدعي الإصلاحباكو تشهد مظاهرة حاشدة داخل قاعة محادثات المناخ وتحقيق العدالة البيئية في صدارة المطالبومع استمرار المحادثات، يأمل النشطاء أن تؤدي هذه الضغوط إلى اتخاذ قرارات حاسمة. يقول هارجيت سينغ، مدير المشاركة العالمية في مبادرة معاهدة الوقود الأحفوري: "لا يمكن لدول مجموعة العشرين تجاهل انبعاثاتها التاريخية. عليها الالتزام بتوفير تريليونات الدولارات في التمويل العام".
في باكو، يواصل المراقبون والنشطاء الضغط على الوفود، بينما تبقى الأنظار معلقة على ما إذا كانت هذه القمة ستثمر عن اتفاق يغير مسار الأزمة المناخية المتفاقمة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في روما.. مظاهرات حاشدة للمطالبة بمواجهة التغير المناخي من بينها الري بالطاقة الشمسية.. تحولات في الزراعة بزيمبابوي لمواجهة الجفاف الناجم عن التغير المناخي من بينها أمستردام ولندن ومدريد.. التغير المناخي يُهدّد نصف المدن الكبرى في العالم كوب 29محادثات - مفاوضاتتغير المناخأذربيجاناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. عشرات القتلى في غزة.. وإصابة 5 إسرائيليين في القطاع و6 في تل آبيب.. وقصف على بيروت حاصبيا والخيام يعرض الآن Next انطلاق قمة العشرين.. الفقر والحروب وعودة ترامب تهيمن على أعمالها يعرض الآن Next هل كان ينوي الانتحار؟ العثور على حبل في زنزانة مساعد نتنياهو المتهم بقضية تسريب الوثائق يعرض الآن Next استطلاع: نصفهم يشعرون بالإجهاد.. كيف يقيّم العمّال في أوروبا وظائفهم؟ يعرض الآن Next لماذا يفضل السياح الإسرائيليون الإمارات ودبي تحديدا؟ اعلانالاكثر قراءة اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة حب وجنس في فيلم" لوف" 1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددة فضيحة في جهاز الخدمة السرية.. فصل عميل بعد اقتراح إقامة علاقة في حمام ميشيل أوباما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامبروسياضحاياجو بايدنفرنساالحرب في أوكرانيا السياسة الإسرائيليةلبنانالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024جمالالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024