الأسرى الفلسطينيون يعلنون حالة الطوارئ في سجن النقب.. والأسير خلف يُنقل إلى جهة مجهولة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
يمانيون|
اقتحمت قوات القمع “المتسادا”، التابعة لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، القسم “26” في سجن النقب الصحراوي، حيث نقلت الأسرى المُعتقلين في القسم، إلى أقسامٍ متفرقةٍ أخرى.
ونشر نادي الأسير الفلسطيني، بياناً قال فيه إنّ “قوات القمع الإسرائيلية شرعت بعمليات تفتيشٍ واسعة داخل القسم 26، وذلك بعد أن قامت بنقل جميع الأسرى القابعين فيه وعددهم نحو 60 أسيراً”.
وأوضح نادي الأسير أنّه جرى نقل الأسرى إلى عدة أقسام داخل السجن نفسه، كما أُغلقت الأقسام لثلاث ساعات، لافتاً إلى أنّ حالةً من التوتر تسود السّجن.
وأعلن أسرى سجن النقب، مساء الأحد، حالة الطوارئ في كافة أقسام السجن، احتجاجاً منهم على القمع والتفتيش والنقل التعسفي الذي جرى بحقهم.
كذلك، أشار مكتب إعلام الأسرى، في بيانٍ نشره، إلى أنّ خطوة إعلان الطوارئ من أسرى السجن “تأتي في ظل توترٍ واستنفار شديد مستمر منذ الصباح”.
يُشار إلى أنّ سجن النقب الصحراوي، يُعتبر من أكبر السّجون التي يُعتّقل فيها الأسرى الفلسطينيون، حيث يبلغ عدد الأسرى فيه نحو 1400 أسير، وقد شهد مؤخراً عمليات تفتيشٍ واسعة طالت عدة أقسام.
وكانت مصادر خاصة للميادين، قد أفادت، الإثنين، من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتعرض أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجن النقب، لتفتيشٍ تعسفي، وقمعٍ من جانب إدارة السجون، وأنّ ذلك يأتي ضمن حملةٍ مستمرة ضدهم.
وتعتبر عمليات الاقتحام إحدى أبرز السّياسات الثّابتة التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى، بهدف ضرب أي حالة من “الاستقرار” في الأقسام، وفرض مزيدٍ من السّيطرة والرقابة عليهم، ويمتد ذلك للمساس بالبنية التّنظيمية التي تعتبر الأساس في إدارة الحياة الاعتقالية الداخلية للأسرى.
اقتياد الأسير خلف إلى جهة مجهولة
كذلك، قامت مخابرات الاحتلال، الأحد، باقتياد الأسير، منذر خلف، عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومدير مركز “حنظلة” للأسرى والمحرّرين، إلى جهةٍ مجهولة دون ذكر أي تفاصيل.
وأصدر مركز “حنظلة” بياناً، أكّد فيه أنّ صوت الأسرى سيبقى “حاضراً ومدوياً، ولن ترهبه أي إجراءات أو استهدافات، كما أشار إلى أنّ هذا الاستهداف “جزءٌ لا يتجزأ من الهجمة الاحتلالية المتواصلة على قيادة وكوادر الجبهة في السجون”.
ودعا المركز المؤسسات الرسمية والحقوقية والقانونية والمعنية بشؤون الأسرى، إلى التحرك العاجل من أجل ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي، على ممارساته الإجرامية بحق الحركة الفلسطينية الأسيرة. كما طالب أحرار العالم بتوسيع نشاطات إسناد الحركة الأسيرة في جميع المحافل الدولية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: سجن النقب إلى أن
إقرأ أيضاً:
رحلة عذاب من غزة لسجون الاحتلال.. مأساة أسير فلسطيني بين القهر والتعذيب
"خرجنا من عذاب إلى عذاب، من سجن صغير إلى سجن أكبر"، بهذه الكلمات يلخص الأسير ماهر هنا معاناته في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد الإفراج عنه في 20 أغسطس/آب الماضي، لينتقل إلى مرحلة أخرى من القهر والمعاناة.
بدأت رحلة معاناة ماهر منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في منطقة الصناعة بمدينة غزة، وذلك بعد تلقيه اتصالا في 7 يوليو/تموز الماضي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمره بمغادرة منطقته في حي الدرج وسط غزة والتوجه إلى مكان آمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيديوغراف.. كيف تتصرف إذا اعتُقل طفلك بالقدس؟list 2 of 2تقرير حقوقي: 160 مليون طفل عامل "متسرب" في العالمend of list اعتقال وتنكيليقول ماهر للجزيرة نت "نزحت إلى منطقة الصناعة، وخلال ساعات الليل اقتحم الجيش المنطقة وحاصرها واعتقل جميع المواطنين، وبعد ذلك تم فصل الرجال عن النساء والأطفال"، وتعرض المعتقلون للضرب الشديد قبل نقلهم إلى منطقة نتساريم، حيث احتُجزوا بالقرب من حفر تشبه القبور، في مشهد يوحي بأنهم سيُدفنون فيها أحياء.
ويضيف "تم تحميلنا في شاحنات مليئة بالحصى، وألقونا على بطوننا، ثم كبّلوا أيدينا وأرجلنا بقيود حديدية من الساعة التاسعة مساء إلى التاسعة صباحا، وبعدها وصلنا إلى سجن سدي تيمان منهكين، وعند وصولي إلى السجن أمسك بي الجندي ودفعني من أعلى الدرج، مما أدى إلى إصابتي، ولم أتلقَ أي رعاية طبية طوال فترة الأسر".
ويروي كيف نُقل للتحقيق معه، وكيف ظل 4 أيام كاملة مكبلا ومعصوب العينين في غرفة تُعرف بـ"الديسكو"، لأنه يتم فيها تشغيل أصوات مرتفعة تهز المكان.
ويصف ماهر الظروف في سجن سدي تيمان الذي مكث فيه 14 يوما، وكيف يفتش الأسرى ويُضربون بالعصي ويُصعقون بالكهرباء كل يومين، وتكون أيديهم مكبلة ويجلسون على ركبهم من الخامسة صباحا حتى الـ12 عند منتصف الليل.
رحلة عذابثم نُقل ماهر إلى سجن عوفر، إذ جاءت القوات الخاصة وأخرجت الأسرى فردا فردا، وخلال نقلهم تعرضوا للضرب على رؤوسهم وصدورهم طوال الطريق حتى وصولهم إلى السجن.
وخلال مرحلة السجن وما فيها من تعذيب وحشي كان الأسرى يتلقون وجبة واحدة يوميا، ويُمنعون من الصلاة، ويجبرون على الانبطاح أرضا كلما دخل جندي إلى زنزانتهم، كل هذا دون أن توجه لهم أي تهمة، أو تثبت عليهم أي "جريمة".
ولا ينجو من هذا التنكيل المصابون أو ذوو الاحتياجات الخاصة، إذ يؤكد ماهر أن المواطنين المعتقلين من مستشفى الشفاء في غزة والمبتورة أطرافهم يتم تكبيلهم ولا يقدم لهم أي علاج في السجن.
وتحدّث بمرارة عن حرمانه من التواصل مع عائلته، فطوال فترة الأسر لم يكن يعرف مكان ابنه ولا مصير زوجته التي بقيت في غزة، وهم الآن في شمالها وهو في الجنوب بعد أن قطع الاحتلال الإسرائيلي أوصال القطاع من خلال حاجز نتساريم.
انتهاك الحقوقوتفيد تقارير حقوقية وإعلامية بأن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في سجن سدي تيمان انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
ففي ديسمبر/كانون الأول 2023 ومع ظهور أولى التقارير عن هذه الانتهاكات تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن حالات تعذيب للأسرى في هذا السجن، تلتها فيما بعد تقارير إعلامية وحقوقية أخرى في السياق نفسه ذكرت بعضها أن عشرات الأسرى الفلسطينيين قتلوا في هذه السجون.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة -وتحديدا منذ بدء عملية التوغل البري في القطاع- أكدت منظمة أطباء لحقوق الإنسان -في بيان لها- أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل آلاف الغزيين، من بينهم قاصرون ونساء ومسنون وعشرات من الطواقم الطبية، ولم تنجح كل المحاولات لتحديد مكانهم جميعا، أو الحصول على معلومات عن حالتهم ومصيرهم، وسط الإخفاء القسري بحق الكثير منهم".