صدى مقتل السنوار لدى أهالي الرهائن وغزيين
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تباينت ردود الفعل محليا وعالميا على مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، الخميس، كما كان له تأثير مختلف على أهالي غزة، الذين يحلمون بإنهاء الحرب والعودة لحياتهم الطبيعية، وكذلك على أهالي الرهائن الإسرائيليين، الذين يعتقدون أن ما حدث قد يساعد في استعادة ذويهم المحتجزين لدى المجموعة منذ هجوم السابع من أكتوبر.
ويمثل مقتل، السنوار، قائد حركة حماس البارز والمخطط لهجوم 7 أكتوبر، نقطة تحول دراماتيكية في الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة، ويعد أيضا إنجازا رمزيا قويا لإسرائيل في معركتها للقضاء على الحركة.
وهذه العملية التي تأتي بعد 10 أيام فقط من ذكرى مرور عام على أكثر الهجمات دموية في الصراع المستمر منذ عقود، قد تمهد الطريق لكيفية سير الحرب في المستقبل، أو حتى إنهائها، وذلك اعتمادًا على التقدم الذي ستحققه كل من إسرائيل وحماس في هذه المرحلة.
وقال أحد أهالي غزة لوكالة "فرانس برس" بعد مقتل السنوار "قالوا (الإسرائيليون) إنهم يريدون السنوار من أجل إيقاف هذه الحرب، وبالفعل، هذا ما حدث، فماذا يريدون أكثر من هذا؟".
وقال شاب فلسطيني "ننتظر لحظة ينتهي فيها كل هذا وتنتهي الحرب ونصل لحياتنا الطبيعية"، لكنه بدا محبطا، وقال إن "الواقع على الأرض يشير إلى عكس ذلك تماما لأن الأمور مستمرة والقتل الزائد مستمر".
ومع وجود السنوار في قمة قائمة المطلوبين، يُعتبر مقتله إنجازًا كبيرًا لإسرائيل، ويقول محللون إن مقتله قد منح إسرائيل، التي كافحت لوضع استراتيجية للخروج من غزة، فرصة لإنهاء الحرب.
ومع القضاء على "مهندس" هجمات 7 أكتوبر، يمكن لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أن يخبر الإسرائيليين بأن أحد أهداف الحرب قد تحقق. فمن الناحية السياسية، قد يتيح له ذلك أن يكون أكثر مرونة في صفقة لوقف إطلاق النار تنهي الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن، وهو شرط رفض قبوله حتى الآن كما يقول البعض لأنه قد يهدد "حكمه".
ويقول محللون إن هذا الإنجاز كان نقطة تحول لدرجة أنه يُعتبر فرصة لإسرائيل لتعرب عن استعدادها لإنهاء القتال في المنطقة بشكل عام، بما في ذلك في لبنان حيث تقاتل حزب الله.
ويرفض مسؤولون إسرائيليون دعوات وقف إطلاق النار والعمل على تحرير الرهائن، وصرح وزير المالية الإسرائيلي، بتسئيل سموتريتش، أن الصفقة الوحيدة الآن "هي الاستسلام الكامل لمن تبقى من حماس في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع المختطفين.. وحتى ذلك الحين، يجب زيادة الضغط العسكري، والقضاء على المزيد والمزيد من الإرهابيين والقادة".
من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إنه "يجب أن نستمر بكل قوة حتى تحقيق النصر المطلق".
وأعلن نتانياهو، ليل الخميس-الجمعة، أن مقتل السنوار يمثل "بداية النهاية" للحرب الدائرة بين الجيش الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة منذ عام.
وقال في رسالة مصورة باللغة الإنكليزية إن "يحيى السنوار مات. لقد قُتل في رفح" على أيدي الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنّ "هذا لا يعني نهاية الحرب في غزة، بل بداية النهاية".
وحملت عائلات الرهائن في غزة رسالة مماثلة لنتانياهو، فقد رحبت مجموعة تمثل العائلات بمقتل السنوار، لكنها مع إدراكها للفرصة المحتملة، دعت إسرائيل إلى إعادة تركيز الجهود نحو التفاوض على الصفقة.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، بأن نتانياهو، سيعقد اجتماعا أمنيا خاصا بمشاركة وزراء الحكومة ومسؤولين أمنيين في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، الجمعة، وذلك غداة مقتل السنوار.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الاجتماع سيركز على إمكانية تحقيق تقدم في مفاوضات صفقة الرهائن، على ضوء مقتل السنوار.
وأشاد مسؤولون إسرائيليون بمقتل زعيم الحركة المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة ودول أخرى، مؤكدين أن ذلك يمنح فرصة للعمل على إعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.
واعتبر نتانياهو الذي كان قد توعد بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، أن مقتل السنوار "محطة مهمة" في تراجع الحركة لكن "الحرب لم تنتهِ بعد".
وقال "اليوم، الشر تلقّى ضربة شديدة"، مؤكدا أنّ "تصفيته محطة مهمة في تراجع حكم حماس الشرير".
عائلات الرهائنمنتدى عائلات الرهائن طالب باستغلال "الإنجاز العسكري" في ما يتعلق بمقتل السنوار من أجل إبرام صفقة على الفور تفضي إلى إعادة المختطفين.
واعتبر المنتدى إنّه "مسؤول عن قتل الآلاف وخطف المئات"، واصفا إياه بأنّه "إحدى العقبات الرئيسية" أمام التوصل إلى اتفاق، مضيفا "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى اغتنام هذا الإنجاز الكبير لتأمين" إطلاق سراح الرهائن.
وقال آفي مارسيانو والد، نوا مارسيانو، التي احتجزتها حماس وقتلت في غزة لهيئة البث العامة الإسرائيلية "بعد عام من احتضاني لنوا للمرة الأخيرة، وصل الوحش الذي أخذها مني ويداه ملطختان بدماء كل بناتنا لبوابات الجحيم أخيرا. بعض العدل لكن لا عزاء.. لا عزاء إلا حين تعود نعمة وليري وأجام ودانييلا وكارينا، صديقات بناتنا إلى منازلهن".
وخلال تجمّع في تل أبيب لدعم الرهائن وعائلاتهم، بعد ساعات من إعلان إسرائيل قتل السنوار، قالت سيسيل (60 عاما) التي لم تذكر سوى اسمها الأول، لوكالة فرانس برس، إنّ ذلك يمثّل "فرصة فريدة في العمر... من أجل (التوصّل إلى) صفقة بشأن الرهائن لإنهاء الحرب".
من جهته، وصف يورام (50 عاما) وهو من سكان تل أبيب ذكر اسمه الأول فقط، هذه اللحظة بأنّها "مخيفة".
وقال "لا أحد يعرف حقا ماذا سيحدث الآن"، مضيفا "لهذا السبب أتيت إلى هنا لدعم العائلات".
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وفيما تبذل واشنطن مساع متواصلة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن الرئيس، جو بايدن، الخميس، أن "الوقت حان للمضي قدما" نحو وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس، مهنئا نتانياهو على تصفية السنوار.
وقال إنه سيرسل وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل خلال "أربعة أو خمسة أيام" للضغط على السلطات الإسرائيلية بهذا الصدد.
وفشلت أشهر من المفاوضات التي جرت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال، باستثناء هدنة لمدة أسبوع فقط أقرت في نهاية 2023 وأُفرج خلالها عن عدد من الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الخميس، إن واشنطن "ستضاعف العمل" من أجل استئناف المحادثات بشأن مقترح لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.
وأوضح أن إدارة الرئيس، جو بايدن، عملت دون جدوى لعدة أشهر مع الوسطاء من قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم حماس في الهجوم قبل أكثر من عام بقليل.
وأضاف ميلر أن السنوار رفض التفاوض تماما، في الأسابيع القليلة الماضية.
وأردف قائلا إن "من الواضح أن هذه العقبة أزيلت. لا يمكنني أن أتوقع أن هذا يعني أن من سيحل محل (السنوار) سيوافق على وقف إطلاق النار، لكن (مقتله) يزيل ما كان في الأشهر الماضية عقبة رئيسية أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار".
وبحسب صحيفة "هآرتس"، يواجه المسؤولون الإسرائيليون صعوبة في هذه المرحلة في تقييم مدى تأثير مقتل زعيم حماس على مصير الرهائن في غزة وأي صفقة محتملة للإفراج عنهم.
وبالإضافة إلى المخاوف من أن حماس ستسعى للانتقام لموت زعيمها بإيذاء الرهائن، يعرب مسؤولون أيضا عن أملهم في أن يكون كسر الجمود في المحادثات بشأن صفقة الرهائن وتوجيه حماس نحو اتفاق وقف إطلاق النار ممكنًا الآن بعد خروج السنوار من الصورة، وفقا للصحيفة.
واعترف أحد المصادر المشاركة في المفاوضات لـ"هآرتس"، قائلا إن"من السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر القتل على الصفقة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار مقتل السنوار فی قطاع غزة إطلاق سراح حماس فی فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
هآرتس: التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار بغزة سابق لأوانه ونتنياهو لا يريد وقف الحرب
وسط سيل من التوقعات بقرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كشف تقرير لصحيفة هآرتس اليوم أن الطرفين لم يتوصلا لأي اتفاق، معتبرا أن التفاؤل بشأن ذلك سابق لأوانه.
وسلط المحلل العسكري الأبرز في الصحيفة عاموس هرئيل الضوء على حقيقة ما يجرى في المحادثات، وقال: "كالعادة، يوصى بالتعامل مع التقارير المتفائلة بشأن التقدم غير المسبوق في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن بقدر كبير من الحذر. لقد حدثت بالفعل تطورات إيجابية في الآونة الأخيرة، ولكن على حد علمنا، لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بعد".
كما نقل هرئيل عن مصادر أمنية إسرائيلية نفيها ما تردد عن أن حركة حماس سلمت عبر وسطاء، قوائم بأسماء الأسرى لديها، مع تفاصيل كاملة عن حالتهم، مشيرا إلى أنه لا يُعرف ما إذا كانت حماس ستتمكن من تحديد مكان جميع المختطفين حتى الآن.
متغيرانويلفت المحلل العسكري لهآرتس إلى أن أجواء التفاؤل بالتوصل لاتفاق التي يشيعها مسؤولون كبار في إسرائيل، وفي دول الوساطة وفي الولايات المتحدة تكمن في متغيرين رئيسيين:
المتغير الأول هو تأثير الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي كرر بداية الأسبوع مطلبه بإتمام الصفقة بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وإلا "فسيكون الأمر سيئا ومريرا" على حد تعبيره. مشيرا إلى أن "جميع الأطراف تأخذ هذا على محمل الجد".
إعلانوالمتغير الثاني- حسب زعمه- هو أن "حماس أصبحت وحيدة، بعد أن أخرج حزب الله نفسه من اللعبة من خلال وقف إطلاق النار الذي اضطر إلى الموافقة عليه مع إسرائيل في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما لا تزال إيران تتعامل مع الأضرار الناجمة عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا".
لكن عاموس هرئيل يشير في نفس الوقت إلى العقبة الرئيسية التي تقف دون التوصل للاتفاق، وهي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق ووقف الحرب، وقال "من الواضح لجميع الأطراف أن نتنياهو يريد العودة للقتال، ولا ينوي فعليا استكمال المرحلة الثانية والانسحاب الكامل من القطاع".
ويؤكد في هذا السياق أن الوسطاء يؤكدون لحماس أنه بمجرد موافقة إسرائيل على المضي قدما في الصفقة، فإنه سيكون من الصعب على الحكومة الإسرائيلية الانسحاب من تنفيذ المرحلة الثانية، بسبب ضغوط الولايات المتحدة والضغوط الداخلية من عائلات المختطفين.
ويتطرق هرئيل للضغوط التي يتعرض لها نتنياهو من شركائه في اليمين المتطرف، وعلى الأخص وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يحذر من إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، ويستمر في طموحاته بإطلاق مشروع استيطاني في قطاع غزة، فضلا عن تهديداته بتخريب إقرار الميزانية (في إطار مطالبته بإقالة المستشارة القانونية للحكومة المحامية غالي بهاراف ميارا).
تعقيدات الأسرىثم ينتقل محلل هآرتس، للحديث عن تعقيدات عملية تبادل الأسرى، ويقول "إحدى العقبات الرئيسية تتعلق بتوضيح حقيقة بسيطة: كم عدد الرهائن الأحياء الذين تحتجزهم حماس؟ وبحسب تقديرات الأجهزة الأمنية، فإن عددهم أقل من نصف عدد المختطفين المائة الذين ما زالوا في القطاع".
ويضيف "ومن أجل المضي قدما، سيكون لزاما على حماس تسليم قائمة منظمة بأسماء المختطفين، ولكن هنا تظهر مشكلتان فرعيتان أولاهما أن هناك مختطفين تحتجزهم منظمات فلسطينية أصغر حجما أو عائلات إجرامية محلية. والثاني أن من المحتمل أن يكون هناك مختطفون سيتم تعريفهم على أنهم مفقودون، وهم الذين ماتوا أثناء هجوم 7 أكتوبر أو بعده بفترة قصيرة، وليس من الواضح أين دفنوا".
إعلانثم يطرح الكاتب تساؤلا يتعلق بمطالب حماس في المفاوضات، ويقول "ما المفتاح الذي بموجبه تكون حماس مستعدة لإطلاق سراح الرهائن؟ كم عدد السجناء الفلسطينيين الذين تطالب بإطلاق سراحهم، وكم منهم ممن يعتبرون من ذوي الأحكام العالية مقابل تسليمها كل رهينة تعيدها؟".
ويختم هرئيل بالتأكيد أن مخطط المراحل لصفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى تمت مناقشته مرارا، ويقوم على أساس صفقة على مراحل تتضمن أولًا صفقة إنسانية (نساء وشيوخ وجرحى ومرضى وضعهم أصعب من غيرهم) يتبعها إطلاق سراح المدنيين والجنود، وهو ما يتطلب من إسرائيل أن تكون مرنة في المرحلة الأولى وأن تقلل من وجودها في محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، وربما أيضا في محور نتساريم، دون انسحاب كامل في المرحلة الأولى.