موقع النيلين:
2025-01-29@14:53:34 GMT

اشعال الحرائق .. محاولة حميدتي الأخيرة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

حرب ” الامارات ” في السودان ما زالت مستمرة وإن قلّ وهجها الإعلامي بسبب الضربات الموجعة التي تتلقاها مليشيات “حميدتي” وقياداتها وعناصرها وأسلحتها وصواريخها ، فمآسي الشعب السوداني في الخرطوم وبقية المناطق المحتلة لم تنتهِ.

إن المأزق الحقيقي ل”دقلو” الآن هو اختفاء أي سيناريو محتمل لنهاية الحرب على طريقته التي ينتظرها ، ولا سيما أنها تشد قوى إقليمية مثل مصر ، إلى مسرحها ، ومن ثم فإن منسوب خسائره المستقبلية يزداد ويرتفع، كما حكى لنا التاريخ عن تجاربه المؤلمة.

وثمة من يعتقد أن الامارات دفعت السودان إلى شفير حرب واسعة لقطع الطريق على مشروعه الوطني وسيادته ،هي تعرف المؤسسة العسكرية والأمنية السودانية ، أنها تتمسك باستقلاليتها وسيادتها مهما كان الثمن ، لذلك اختارت وضعها أمام خيار الحرب الواسعة.
لا شيء سياسي عقلاني بخطاب قائد مليشيا ” الدعم السريع” من مخبئه، بل ارتباك ومحاولة دعائية للقول إن قواته لا تزال قادرة على المواجهة، وإمعان في جرّ البلاد إلى حرب لا قدرة له عليها.

خطاب “حميدتي” الأخير انتحاري، ومرتبك، ولعبة حافة هاوية معروفة العواقب، كما أنه مضى عملياً في الإعداد لمحاولته الانتحارية الثالثة ، بعد محاولة الاستيلاء على السلطة صباح ١٥/ابريل، ومن ثم محاولته الثانية في احتلال المدن بغرض الوصول إلى اتفاق سياسي يعيده إلى وضعه القديم ، الآن يعد المحاولة الثالثة، ومسرحها “الولاية الشمالية”.

يحشد “حميدتي” بواسطة المال السياسي الاماراتي قوات جديدة من مرتزقة تم تجميعهم من عدة دول في “ليبيا” التي يحكمها “حفتر” ، ترتب هذه القوات لمهاجمة الولاية الشمالية عن طريق دارفور-الدبة، بينما تجتهد الآلة الإعلامية في توجيه الأنظار صوب “شندي” .

يحاول “حميدتي” كأداة للمشروع الاماراتي في السودان ، استعادة صيت قواته التي ارهقتها مسيرات الجيش وهجمات الكتائب المساندة ، يحاول أن يقول :” انتم أمام وحش هائج لا يتحمل أن يُمنع من تحقيق أهدافه” ، وهو يعلم أن الجيش السوداني قد امسك رسنه، واقترب من إعادته إلى الحظيرة ، لأنه قرر خوض المعركة حتى اخر جندي سوداني .

الأوضاع تغيرت على كل المشاهد ، سياسياً، اقتصادياً عسكرياً وإدارياً ، اذا كانت محاولة حميدتي صبيحة ١٥/ابريل، تحتمل النجاح بنسبة ٩٠٪ ، لأنه حين بدأت الحرب ، كان البلد منقسماً ، الآن أصبحت هذه النسبة معدومة ، لأن البلد ليس منقسماً من حيث الشعور الوطني العامّ في وجه آلة مجازر المليشيات في الخرطوم والجزيرة وكل المناطق المحتلة .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السودان.. حرب بلا معنى

تحدثنا سابقا في هذا المكان عن السر الذي يكمن خلف غياب الأخبار التي تتناول أسماء أدبية من السودان رغم وجود أسماء أدبية لامعة مثل الطيب صالح ومحمد الفيتوري وإبراهيم إسحق وغيرهم، وتوقعت أن يكون هذا الغياب الإعلامي محصوراً فقط في الجانب الثقافي، لكن الذي يظهر جليا الآن هو أن هذا الغياب يشمل جانباً آخر لا يمكن تجاهله وخاصة في العصر التقني المجنون الذي نعيشه ونقصد بذلك الحرب المدنية الشرسة التي تدور رحاها في السودان الآن والذي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من 150000 شخص وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص والمشكلة أن القادم أسوأ من ذلك بكثير إذا لم يتحرك العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة.

لا يبدو أن السودان يحمل أهمية كبيرة للغرب الأبيض حيث لم تتحرّك الأمم المتحدة لإيقاف هذه الحرب ولم نر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى تتمركز في الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المكلومين هناك. من الجوانب المظلمة في هذه الحرب جرائم الاعتداء الجنسي التي أصبحت بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة “منتشرة” في هذه الحرب رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. التعذيب والتجويع والسرقة جرائم أخرى ترتكب يوميا.

وربما يكون هذا الغياب بسبب صعوبة فهم الطبيعة الديموغرافية للسودان؛ حيث يجد البعض صعوبة في التفريق بين الطرفين بنفس الطريقة التي يميزون بها الصراع في غزة، على سبيل المثال، بين قوات الاحتلال الصهيوني الذين يمثّلون الجانب الشرير والفلسطينيين أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون من احتلّها ويمثّلون الجانب المظلوم في هذه الحرب. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد المتابع انقساما بين السودانيين أنفسهم إلى الدرجة التي يحملون فيها السلاح ضد بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى إشكالات قبلية لا تنتهي بين طرفي الصراع الذي بدأ في 2023 بين قوات الجيش السوداني النظامية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي بعد اختلاف على مقاسمة السلطة بينهما. خرجت ميليشيا الدعم السريع من رحم قوات الجانجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور إبان حكم عمر البشير.

كل حزب يعتقد أنه سيكسب الحرب التي يبدو أنها ستطول. أصابع الاتهام تتجه إلى قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي والتعذيب والتجويع والسرقة في هذه الحرب الأمر الذي يجعل من هذه القوات الطرف الشرّير الظالم أمام العالم لأن الذي يرتكب هذه الجرائم والحماقات ضد مواطنيه لا يستحق أن يحكم أو يشارك في حكم هذا الوطن. وتتضح الأمور أكثر لدى المتابع البعيد من خارج السودان عندما يعرف حقيقة الدعم الذي يأتي من جهات خارجية تسعى لتحقيق مآربها التجارية الخاصة التي لا علاقة لها بالسودان. أما قادة الجيش النظامي فهم في ورطة لأنهم إن قدّموا التنازلات للميليشيا خسروا الوطن، وإن قاتلوها فستستمر هذه الحرب التي تؤدي إلى ذات النتيجة.

khaledalawadh @

مقالات مشابهة

  • اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • الجيش يعلن إفشال محاولة تلسلل للحوثيين في مارب
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور  
  • الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة
  • الحرب ومستقبل السياسة في السودان
  • دخول القيادة جعل أفراد المليشيا يشعرون بأن المعركة قد انتهت وأن الجيش انتصر
  • المبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون
  • بعد التطورات الحاصلة اليوم.. هذه القرى التي دخل اليها الجيش