موقع النيلين:
2025-03-01@10:07:59 GMT

اشعال الحرائق .. محاولة حميدتي الأخيرة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

حرب ” الامارات ” في السودان ما زالت مستمرة وإن قلّ وهجها الإعلامي بسبب الضربات الموجعة التي تتلقاها مليشيات “حميدتي” وقياداتها وعناصرها وأسلحتها وصواريخها ، فمآسي الشعب السوداني في الخرطوم وبقية المناطق المحتلة لم تنتهِ.

إن المأزق الحقيقي ل”دقلو” الآن هو اختفاء أي سيناريو محتمل لنهاية الحرب على طريقته التي ينتظرها ، ولا سيما أنها تشد قوى إقليمية مثل مصر ، إلى مسرحها ، ومن ثم فإن منسوب خسائره المستقبلية يزداد ويرتفع، كما حكى لنا التاريخ عن تجاربه المؤلمة.

وثمة من يعتقد أن الامارات دفعت السودان إلى شفير حرب واسعة لقطع الطريق على مشروعه الوطني وسيادته ،هي تعرف المؤسسة العسكرية والأمنية السودانية ، أنها تتمسك باستقلاليتها وسيادتها مهما كان الثمن ، لذلك اختارت وضعها أمام خيار الحرب الواسعة.
لا شيء سياسي عقلاني بخطاب قائد مليشيا ” الدعم السريع” من مخبئه، بل ارتباك ومحاولة دعائية للقول إن قواته لا تزال قادرة على المواجهة، وإمعان في جرّ البلاد إلى حرب لا قدرة له عليها.

خطاب “حميدتي” الأخير انتحاري، ومرتبك، ولعبة حافة هاوية معروفة العواقب، كما أنه مضى عملياً في الإعداد لمحاولته الانتحارية الثالثة ، بعد محاولة الاستيلاء على السلطة صباح ١٥/ابريل، ومن ثم محاولته الثانية في احتلال المدن بغرض الوصول إلى اتفاق سياسي يعيده إلى وضعه القديم ، الآن يعد المحاولة الثالثة، ومسرحها “الولاية الشمالية”.

يحشد “حميدتي” بواسطة المال السياسي الاماراتي قوات جديدة من مرتزقة تم تجميعهم من عدة دول في “ليبيا” التي يحكمها “حفتر” ، ترتب هذه القوات لمهاجمة الولاية الشمالية عن طريق دارفور-الدبة، بينما تجتهد الآلة الإعلامية في توجيه الأنظار صوب “شندي” .

يحاول “حميدتي” كأداة للمشروع الاماراتي في السودان ، استعادة صيت قواته التي ارهقتها مسيرات الجيش وهجمات الكتائب المساندة ، يحاول أن يقول :” انتم أمام وحش هائج لا يتحمل أن يُمنع من تحقيق أهدافه” ، وهو يعلم أن الجيش السوداني قد امسك رسنه، واقترب من إعادته إلى الحظيرة ، لأنه قرر خوض المعركة حتى اخر جندي سوداني .

الأوضاع تغيرت على كل المشاهد ، سياسياً، اقتصادياً عسكرياً وإدارياً ، اذا كانت محاولة حميدتي صبيحة ١٥/ابريل، تحتمل النجاح بنسبة ٩٠٪ ، لأنه حين بدأت الحرب ، كان البلد منقسماً ، الآن أصبحت هذه النسبة معدومة ، لأن البلد ليس منقسماً من حيث الشعور الوطني العامّ في وجه آلة مجازر المليشيات في الخرطوم والجزيرة وكل المناطق المحتلة .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في الهاوية

حذّرت الأمم المتحدة الخميس من أن السودان يواجه خطر السقوط في "الهاوية" واحتمال مقتل مئات الآلاف من مواطنيه ما لم تنته الحرب المدمرة في البلاد وتتدفق المساعدات.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أمام مجلس حقوق الإنسان "نحن ننظر إلى الهاوية".
أخبار متعلقة ترامب: تطبيق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك 4 مارسدون خسائر.. زلزال بقوة 5 ريختر يضرب ولاية آسام الهنديةوأضاف "تحذّر الوكالات الإنسانية من أنه في غياب تحرك لإنهاء الحرب، وتقديم المساعدات الطارئة، وإعادة الزراعة إلى مسارها الطبيعي، فإن مئات الآلاف من الناس قد يموتون".

مقالات مشابهة

  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات
  • تحالف نيروبي وقضايا الحرب والسلام في السودان
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: 12 مبعوثاً أممياً تجاهلوا مطالب دمج مليشيا الدعم السريع في الجيش
  • لغة ترامب التي يجيدها!
  • الحسيني: مصر كانت جاهزة للمتغيرات التي حدثت في المنطقة الفترة الأخيرة
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في الهاوية
  • مرافعة الطبقة الوسطى في الحرب السودانية
  • ما الدروس التي استخلصتها شعبة الاستخبارات الإسرائيلية من فشل السابع من أكتوبر؟
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟
  • ما هي أبرز المناطق التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من حركة الحلو