أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تنفيذ ضربات "دقيقة" استهدفت 5 مواقع "محصنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض" في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، المصنفين على قوائم الإرهاب الأميركية.

ونفذ الجيش الأميركي هذه الغارات بواسطة قاذفات بي-2 سبيريت الشبحية، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة هذه القاذفة لمهاجمة الحوثيين، منذ إطلاق عملياتها بالبحر الأحمر، بهدف الحدّ من قدرة الجماعة اليمينية المصنفة إرهابية، على استهداف حركة مرور السفن في المياه الواقعة قبالة اليمن.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في بيان، إن "القوات الأميركية استهدفت عددا من المنشآت التحت أرضية التابعة للحوثيين والتي تضم مكونات أسلحة مختلفة من نفس الأنواع التي استخدمها الحوثيون لاستهداف سفن مدنية وعسكرية في سائر أنحاء المنطقة".

وشدد الوزير الأميركي في بيانه على أن "استخدام قاذفات قنابل خفية بعيدة المدى من طراز بي-2 سبيريت (..) يظهر قدرات الضرب العالمية التي تتمتع بها الولايات المتحدة لأخذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت وفي أي مكان".

ما وراء استخدامها؟

الأدميرال المتقاعد روبرت موريت من البحرية الأميركية، والمدير الرابع لوكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية، أرجع في مقابلة مع قناة "الحرة" الأميركية، استخدام هذه القاذفات إلى عد أسباب أبرزها قدرتها على الوصول إلى هذه الأماكن واستهدافها بدقة وبطريقة فعالة.

وأضاف أنه رغم أهمية الضربة الأميركية، لكنه أوضح أن الحوثيين لهم مخازن أخرى يتطلب القضاء عليها، وأن البنتاغون وضع هذه الأهداف ضمن أولوياته.

وأشار إلى أن ما نفذته الولايات المتحدة لحد الآن في البحر الأحمر هي "مواقف دفاعية" تستهدف مستودعات الذخيرة ومواقع القيادة للحوثيين، وأن استخدام هذا النوع من الطائرات فعال أكثر مقارنة باستخدام المسيرات.

وأوضح موريت أن لجوء الحوثيين إلى خزن الأسلحة تحت الأرض دليل على أن هذه المخازن تحتوي على صواريخ باليستية، وأخرى "مجنحة" وطائرات مسيرة بأنواعها المختلفة، وأن الولايات المتحدة تمكنت من تدمير العديد من هذه الأسلحة قبل استخدامها من قبل الحوثيين في عملياتهم.

وفند الأدميرال المتقاعد حديث الحوثيين عن أن شن عملياتهم في البحر الأحمر هو لدعم الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن ما قامت به هذه الجماعة أثر فقط على اقتصاد مصر والملاحة البحرية في قناة السويس ولم يقدم أي شيء للفلسطينيين، مشيرا إلى أن الضربات الأميركية قللت من قدرات الحوثيين ومنعتهم من تنفيذ المزيد من العمليات باستخدام الصواريخ والمسيرات، على حد قوله.

روبرت موريت أوضح أن السبب الآخر لاستخدام الولايات المتحدة قاذفات بي-2 سبيريت الشبحية، هو تعزيز ودعم قدرات الجيش الأميركي في المنطقة والذين يقدر عددهم بنحو خمسين ألف جندي.

ولفت إلى أن استخدام هذه الأسلحة سيساهم في تقليل التهديدات التي تتعرض لها دول المنطقة حاليا سيما من قبل الميليشيات المدعومة من ايران في العراق وسوريا.

رسالة إلى إيران

كما اعتبر الخبير الأميركي، أن استخدام هذه الطائرات هو رسالة إلى ايران بأن الولايات المتحدة لديها القدرات وتستعمل ما تملكه من أسلحة للوقوف الى جانب حلفاءها وتمنع أي تهديد يؤثر على أمن المنطقة، بحسب تعبيره.

وبالمثل قالت صحيفة لوتان السويسرية، إن استخدام الجيش الأميركي قاذفات الشبح لتنفيذ ضربات في اليمن يشير إلى أنها في الواقع رسالة لطهران، لافتة إلى أن مثل هذه القاذفات لم تستخدم في مهمة منذ 7 سنوات، وكان آخر من لجأ إليها هو الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما -في نهاية ولايته- ضد "قاعدة جهادية" في ليبيا عام 2017.

وباستثناء الاختبارات وبعض استعراضات القوة في شمال أوروبا، ضد روسيا، فإن قاذفات الشبح "بي-2"، أو "الأجنحة الطائرة" التي تعد الأغلى في تاريخ الطيران الأميركي، بقيت في حظائرها في ولاية ميسوري، غير أن هذه القاذفات استخدمت أول أمس الأربعاء في اليمن، فقصفت منشآت ومستودعات أسلحة يسيطر عليها الحوثيون، وفقا للكاتب بالصحيفة لويس ليما.

ولفتت الصحيفة إلى أنه، بعيدا عن العودة إلى الهدوء في حركة الملاحة البحرية العالمية، يبدو أن انطلاق القاذفات الشبح في سماء صنعاء، العاصمة اليمنية، ومدينة صعدة، معقل الحوثيين، له معنى آخر.

وهنا أوردت الصحيفة ما قاله وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حين تبجح بأن هذه الغارات "دليل فريد" على قدرة واشنطن على استهداف المنشآت التي "يسعى خصومنا" إلى إبقائها بعيدة عن المتناول مهما كان العمق الذي دفنت تحته ومهما كان التحصين الذي حظيت به، مضيفا أن استخدام الولايات المتحدة قاذفات الشبح بعيدة المدى يظهر مدى طول يدها وأن بإمكانها التدخل "في أي وقت وفي أي مكان".

ورأت الصحيفة في هذا رسالة واضحة لإيران، في سياق هجوم جديد محتمل من جانب إسرائيل على إيران بعد سقوط صواريخ إيرانية عليها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

ولفتت، في هذا الصدد، إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أثار ضجة كبيرة باعترافه بأنه "ناقش" (للتعبير عن معارضته) إمكانية قصف المنشآت النووية الإيرانية.

ومع ذلك، تقول لوتان إن الخبراء يشيرون إلى أن القاذفات الشبح "بي-2" هي الوحيدة القادرة على حمل قنبلة "جي بي يو-57" (GBU-57) الضخمة التي يبلغ وزنها 13 ألفا و600 كيلوغرام، من النوع المضاد للتحصينات، والقادرة على تدمير بعض الهياكل المدفونة بعمق شديد.

وكشفت الصحيفة عن أن الولايات المتحدة ليس لديها إلا نحو 15 قنبلة من هذ النوع، وكان تصنيعها مرتبطا، منذ البداية، بالتهديدات التي تشكلها المنشآت النووية لكوريا الشمالية وإيران، بما في ذلك موقع نطنز الشهير، جنوب طهران، المحفور جزئيا تحت الجبل.

وذكرت أن إسرائيل لا يمكنها ضرب المنشآت الإيرانية المدفونة تحت الأرض إلا بتعاون نشط مع القوات الأميركية.

لكن الصحيفة نبهت إلى أن استهداف اليمن يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها بعد أن أصبح أحد أكثر البلدان عزلة على هذا الكوكب، حيث يعتمد نحو 18 مليون يمني بشكل حصري على المساعدات الإنسانية، وها هو الآن يتحول إلى "مختبر" لإبراز التهديدات الموجهة إلى إيران وهي تتأهب لمزيد مع التصعيد مع إسرائيل.

ونقلت، في هذا الإطار، جويس مسويا، المسؤولة بالأمم المتحدة: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء هذه الهجمات التي تؤثر على القدرة على مساعدة السكان".

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة قاذفات الشبح أن استخدام إلى أن

إقرأ أيضاً:

تعطل رحلات طيران في الولايات المتحدة إثر مشكلة تقنية

أوقفت إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء جميع رحلات شركة الخطوط الجوية الأميركية (أميركان إيرلاينز) بسبب مشاكل تقنية، وفق ما أوردت وكالة أسوشيد برس.

وبعد دقائق قليلة أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية رفع الحظر المفروض على رحلات الشركة الأميركية، دون أن توضح على الفور طبيعة المشاكل التقنية التي واجهتها.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • لماذا اختلفت وكالات الاستخبارات الأميركية بشأن مصدر كورونا؟
  • حق الجنسية الأميركية بالولادة.. هل يستطيع ترامب إلغاءه؟
  • رسميا.. الولايات المتحدة تعتمد النسر الأصلع طائرا وطنيا
  • “أسوشيتد برس” تكشف حقيقة الوعكة التي أصابت كلينتون
  • المتغير السوري يعيد ترتيب الأولويات: “صمت مؤقت” إزاء الوجود الأميركي بالعراق
  • «طرق دبي» تُدرج «نول» لدفع استخدام السكوتر الكهربائي
  • تعطل رحلات طيران في الولايات المتحدة إثر مشكلة تقنية
  • إبطال بطاقات الائتمان في تركيا التي تستخدم هذه الكلمات والأرقام في كلمات المرور
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم