18 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: قال سبهان ملا جياد، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، إن الحكومة العراقية ترفض الانخراط في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

الحكومة العراقية، بحسب تصريحاته، تسعى لتجنب الانجراف في هذا الصراع وتؤيد الحلول السياسية والدبلوماسية كمسار رئيسي لحل النزاع، وهو ما دفعها للعمل على إقناع الفصائل العراقية المسلحة بعدم توسيع نطاق الهجمات.

هذا التصريح يعكس التوازن الصعب الذي تسعى الحكومة العراقية لتحقيقه في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة؛ فهي تحاول تجنب التصعيد، مع الحفاظ على موقف تضامني مع القضية الفلسطينية.

في سياق مشابه، أشار جياد إلى موقف الحكومة المؤيد لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة وإعلان وقف إطلاق النار المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومع ذلك، يظهر أن العراق يسعى للحفاظ على مسافة معينة عن المواجهات المباشرة، رغبة منه في إبقاء الصراع محصورًا بين إسرائيل وحركة حماس، وعدم السماح بتوسعه إلى ساحات أخرى.

و هنا يبدو أن الحكومة العراقية تقف أمام تحدٍ كبير، وهو كيفية دعم المقاومة الفلسطينية دون التورط في حروب إقليمية قد تكون لها عواقب وخيمة على الوضع الداخلي في العراق.

وأوضح المسؤول العراقي أن الحرب بدأت تتحول إلى لبنان بعد أن أضعفت إسرائيل غزة، وأن محور المقاومة قدم مبررًا لتوسيع رقعة الحرب.

هذه الملاحظة تحمل إشارات واضحة إلى أن قوى المقاومة في المنطقة، بما في ذلك العراق، تُعاني من ضغوط لإعادة تقييم مواقفها وتحركاتها على ضوء التغيرات المستمرة في ساحة المعركة.

من جانب آخر، أشار جياد إلى أن إسرائيل سعت إلى استدراج إيران إلى الحرب.

و هذه الخطوة كانت محورية بالنسبة للعديد من المراقبين، حيث يخشى أن يؤدي أي تدخل إيراني مباشر إلى تصعيد شامل قد يشمل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.

ومع ذلك، وكما يوضح جياد، فإن طهران فضلت التريث بعد أن رأت حجم الدعم الأميركي والغربي الذي تتلقاه إسرائيل، وهو ما جعلها توجه رسالة مفادها أنها لن تقع في الفخ.

هذا الرد الإيراني يُظهر حكمة سياسية تستهدف تجنب استدراج البلاد إلى صراع قد يكون مكلفًا جدًا على الصعيد الإقليمي والدولي.

وأشار جياد إلى أن الحكومة العراقية مارست ضغوطًا على الفصائل العراقية المسلحة لتفهم الموقف، مشددًا على أن الهجمات التي شنتها تلك الفصائل ضد إسرائيل كانت محدودة. وكانت هذه الهجمات تهدف إلى توجيه رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن الحكومة العراقية كانت حريصة على ألا تتجاوز هذه الهجمات حدود الرمزية، تجنبًا لتأجيج الصراع بشكل أكبر.

و على الرغم من محدودية الهجمات، فإن الفصائل العراقية استمرت في تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل، وذلك منذ أشهر، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة. وقد أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تشمل عدة فصائل بارزة مثل كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء، أنها استهدفت العديد من المواقع الإسرائيلية الحيوية من الجولان وحيفا في الشمال إلى إيلات في الجنوب.

العراق بين الحرب والدبلوماسية: كيف تسعى بغداد لتجنب الانخراط في الصراع الإسرائيلي اللبناني؟

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة

إقرأ أيضاً:

فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين

*فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين*
*لم يتغير شئ – اقتلوهم أو اطرحوهم أرضاً*
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
▪️في كتابه إخلعوا الأقنعة يقول د. مصطفى محمود (الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه بدلا ً من أن تُكلِّف نفسك بمشقة قتله) ، والحق أن ما ذكره د. مصطفى محمود أسلوبٌ قديمٌ معاصر ، وقد استخدمه السومريون والإغريق والرومان ، ومازلت الإمبراطوريات والدول تستخدمه حتى اليوم ، وكل ما جرى ويجري في بلاد المسلمين من الصومال وحتى ليبيا وسوريا والعراق وليس انتهاءً بفلسطين والسودان هي تطبيق حرفي لمبدأ الحرب العصرية سالفة الذكر.
▪️الخطة العربية المُرتَقبة لموقف تهجير الفلسطينيين ستخرج على الناس بعاصفة حزم وإعادة الأمل جديدة ، ولن تكون سوى مأسسة لمبادئ الحرب العصرية في فلسطين ، والتي تُطبِّقها السلطة الفلسطينية بالفعل في الضفة الغربية ، وستنبني هذه الخطة على تجريد حماس من سلاحها ، وتفكيك البنية التحتية للمقاومة ، وإدارة قطاع غزة بسُلطَة مُدجَّنة وهجِينة تنوب عن الاحتلال الصهيوني في المحافظة على أمن إسرائيل ، وضمان وجود الفلسطينيين كما الدواب في حظيرة غزة ، والتي سترمي لهم فيها دول الخليج فتات ما يُبقيه لهم ترمب بعد حَلْبِهم ، لتُقيم به أود أهالي غزة ، واستنعاج بقية الأمة العربية بأن هذه الاستراتيجية (الحكيمة) هي ما أفشل مخطط التهجير ، ومن المعلوم أن العمل على تنفيذ هكذا خطة سيترتب عليه سفك شلالات من الدماء العربية المسلمة بأيدٍ عربية مسلمة في غزة ، إذ أن المقاومة ستكون مضطرةً لقتال من نصَّبوا أنفسهم جنوداً في خدمة الاحتلال ، وهذا ليس بجديد فحوالي ٣٠% من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي هم عرب مسلمون كما سبق وأشرنا في مقالات سابقة ، وهذه الجزية التي سيقدمها حكام العرب للكيان المحتل من دماء شعوبهم وأُمَّتهم هي ثمن حماية أمريكا وإسرائيل لعروشهم.
▪️لطالما سعى الغرب والعرب لتطبيق ذات الحرب العصرية في السودان ، من خلال صدامٍ دمويٍّ بين الجيش السوداني والأسلاميين ليُفني بعضهم بعضهم ، وغير خافٍ على أحد أن حماس والإسلاميين في السودان وجهان لعملة واحدة في نظر الصهيونية العربية الغربية ، ولازال الناس يذكرون في ٣ مارس ١٩٨٥م حين زار الخرطوم جورج بوش الأب ، وكان آنذاك نائب الرئيس رونالد ريغان ، ورافقه في زيارته تلك وليام كيسي مدير وكالة المخابرات المركزية CIA ، وأبلغا الرئيس النميري ما يشبه الإنذار الأخير بضرورة التخلص الفوري من شركائه الإسلاميين ، وإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية المعروفة بقوانين سبتمبر ١٩٨٣م ، والاستئناف العاجل لعمليات ترحيل الفلاشا ، وذلك مقابل الرضى الأمريكي ، وقد وافق النميري ، وقام بفضًّ النميري شراكته مع الإسلاميين ، وزجَّ بهم في السجون توطئةً لإلغاء قوانين سبتمبر ، ولم تمضي أيامٌ معدودة حتى نزع مالك الملك ملكه ، وتكرر ذات الأمر في الديمقراطية الثالثة فترتب عليه سقوطها في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ، واشتد السَّعي لنفس المخطط بعد الانفصال وعاصفة الحزم ، واستعر الدفع لذلك في قحت الأولى والثانية حتى توجوه بالإطاري الذي ظنوه سيقضي على الجيش السوداني والإسلاميين معاً كما بشًّر بذلك عرمان حينها.
▪️الناظر للقوى السياسية السودانية (طائفيه ، يسارية ، جهوية) أنها لا تتحالف سياسياً وعسكرياً إلا على عداء الجيش والإسلاميين ، والسعي لازال مستمرٌّاً على أشُدِّه لتغيير تموضعات الحرب (لا لوقفها) من خلال اتفاقٍ يصنع تحالفاً جديداً يكون فيه الجيش مع الجنجويد وقحتٍ الأخرى في جانبٍ وتدعمه كل القوى الصهيونية العربية الغربية .. ضد التيار الإسلامي في السودان ، وهذا هو المُخَطَّط الذي جرى ويجري في كل الدول العربية وقدَّر الله أن يفشل في السودان ، ورغم يقيننا الثابت بأن هذا التدبير سيفشل كما ظل يفشل ، غير أن تواطؤ العناصر والقوى السياسية السودانية مع هذه المحاولات ستؤخر اكتمال النصر ، كما ظلَّت من قبل تعيق الاستقرار وتكبح استكمال النهوض في البلاد ، وقدر السودانيين الذي اصطفاهم له ربهم أن يكونوا في خندق المواجهة الأول للصهيونية العربية الغربية كما الفلسطينيين دفاعاً عن قيمهم وأرضهم وسيادتهم واستقلالهم ، والسودانيون في كل ذلك -كما هو شأنهم دائماً- أخفياء أتقياء ، لم يحفل بمصابهم أحد ، ولم يحتفي بجهادهم أحد ، وحسبهم من الشرف أن يكونوا مغموطٌ فضلهم في الأرض .. مشهورٌ سبقهم عند أهل السماء.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سلة العراق في مواجهة فلسطين والأردن ضمن تصفيات كأس آسيا
  • أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها
  • الأعرجي وحسين يشددان على دعم الدبلوماسية العراقية بما يخدم مصالح البلاد العليا
  • الحكومة السودانية ينتقد كينيا لتوفير منصة لقوات الدعم السريع لإعلان حكومة منها  
  • أخبار غزة.. رئاسة فلسطين تحذر من تصاعد جرائم إسرائيل وتدعو لوقف الحرب الشاملة
  • النقل العراقية توضح حقيقة “المضايقات” في الرحلات الجوية إلى بيروت
  • فلسطين والسودان – تهجير أو تدجين
  • من القوات المسلحة اليمنية إلى “إسرائيل”!!
  • عراقجي: نحن إلى جانب إخواننا في المقاومة العراقية
  • الحكومة العراقية تتخذ حزمة قرارات تخص الطاقة الكهربائية وتهريب البشر والتعذيب