استنكرت كتلة "تحالف التغيير"، التي تضم النواب: مارك ضو، وضاح الصادق، ميشال دويهي، ورامي فنج، في بيان، "تصريح رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليياف لصحيفة لو فيغارو الفرنسية"، وقالت: "نعتبر ذلك دليلا دامغا على استغلال النظام الإيراني للحرب اللبنانية لخدمة مصالحه". 

أضافت: "المستهجن أن مئات الآلاف من اللبنانيين في الجنوب وكل لبنان يحملون دماءهم وما تبقى من حياتهم بأيديهم، ومنهم الآلاف الذين قتلوا لكي يبقى لبنان صامدا في وجه الحرب الشعواء الإسرائيلية.

وأمام الدماء التي تسيل، والقرى التي تباد، يخرج مخاطبا، رئيس مجلس النواب الإيراني، دول العالم مستثمرا دماء اللبنانيين، وخصوصا هؤلاء الذين ظنوا أن إيران حليفة لهم. وكان قد سبقه الى ذلك الرئيس الإيراني بنفسه في نيويورك، حيث روج لصداقة الشعب الإيراني مع الشعب الأميركي، وقدم أوراق اعتماده لحماية النظام على حساب اللبنانيين والفلسطينيين".

وتابعت: "بلغت التصريحات حدا تجاوز كل الحدود التي تحكم علاقة الدول في ما بينها، كأنها استكمالات لزيارات المسؤولين الإيرانيين التي تجاهر علنا بفرض وصاية علنية على لبنان، وتحدد هي شروط التفاوض على وقف إطلاق نار وتطبيق قراراته السيادية ودور جيشه. ونرفض ككتلة وأعضاء في مجلس النواب اللبناني، وكممثلين عن الأمة اللبنانية، هذا التعدي الواضح والوقح على السيادة اللبنانية".

وإذ نوهت ب"موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي"، أكدت "ضرورة اتخاذ أقصى التدابير الديبلوماسية"، مطالبة "رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته الرسمية بضرورة اتخاذ موقف مماثل وجازم وصريح، إزاء هذا التصريح السافر".


وختمت: "أظهر الشعب اللبناني في هذه المحنة وفي مواجهة عدوان مجرم، تمسكه بوحدته ووقوفه داعما كل من نزح عن منزله، وثبت أنه في ظل غياب الرعاية الرسمية وتبخر كل الوعود الحزبية، لم يقف مع اللبنانيين سوى اللبنانيين، وأن هذا الوطن لن يحميه ولن يبنيه، إلا مواطنيه ومواطناته في دولة تجمع الجميع وتحترم الجميع". (الوكالة الوطنية للإعلام) 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

اتفاقيات التعاون اللبنانية - السورية رهن الإلغاء أو التعديل

كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": أكثر من 40 اتفاقية تعاون موقّعة بين لبنان وسوريا، باتت رهن الإلغاء أو التعديل مع سقوط النظام السوري الذي صاغ كلّ تلك الاتفاقيات، إلا أن هذه الخطوة رهن إرادة الطرفين.
ويرى خبراء لبنانيون أن تعديل هذه الاتفاقيات يشكّل حاجة ماسّة للبلدين، ولا بد من إدخال تعديلات عليها، بينما يرى آخرون أنها غير متوازنة ومكّنت النظام السوري من استباحة السيادة اللبنانية.
ووقع لبنان مع سوريا 42 اتفاقية أغلبها بعد عام 1990، لكن لم تأخذ طريقها إلى التطبيق، وما طبّق منها صبّ في المصلحة السورية.
ويرى وزير العدل السابق المحامي الدكتور إبراهيم نجّار، أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد «كان يرغب دائماً في تطمين الرؤساء اللبنانيين من أن سوريا تتعامل مع لبنان بوصفه دولة مستقلة ذات سيادة، إلّا أن هذه الاتفاقيات كانت مجرّد نصوص منمّقة لا تطبّق، وواجهة لوضع اليد على سياسة لبنان وإدارته».
وأشار نجار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أهم ما في هذه الاتفاقيات إنشاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري برئاسة اللبناني نصري الخوري، على الرغم من إقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء بين بيروت ودمشق، لكن المجلس الأعلى تولّى إدارة الأعمال التي تقع في صلب صلاحيات السفارتين».
وذكّر نجّار بأنه «شارك في صياغة وتوقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، بينها اتفاقية نقل السجناء، إلّا أنها لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ».
وتنصّ المبادئ الدولية على وجوب احترام الاتفاقيات المعقودة بين الدول، انطلاقاً من قاعدة «الاتفاقيات ملزمة وتقيّد أطرافها»، لكن لا يمكن القفز فوق بعض الاستثناءات. ويقول نجّار: «صحيح أن اتفاقية فيينا ترعى الاتفاقيات الدولية، إلّا أنها تنظّم تعديلها أيضاً»، مشيراً إلى «وجود 5 حالات تجيز نقض تلك الاتفاقيات وتأتي في خانة الاستثناءات؛ أهمها: استحالة التنفيذ، واستقواء فريق على آخر، وتبدّل الحالات، ووجود أسباب قاهرة ونقض الاتفاقية من أحد الطرفين»، مذكراً بالقاعدة الشرعية التي تؤكد أنه «لا يُنكر تغيّر الفتوى بتغيّر الزمان والمكان»، مجدداً تأكيده أن «المجلس الأعلى اللبناني السوري بات من دون ضرورة، ويشكل عبئاً على البلدين، ويجب اعتماد القنوات الدبلوماسية ما دامت سوريا تعترف بسيادة لبنان».
و«يبدو أن التحوّل الاستراتيجي في سوريا أنهى حقبة غير صحّية وملتبسة وكارثية وظلامية من العلاقات اللبنانية - السورية»، على حدّ تعبير الباحث في السياسات العامة زياد الصائغ، الذي أشار إلى أن «نظام الأسد تحكّم في لبنان بتغطية من حلفائه وأتباعه في لبنان وبغطاء دولي، كما تحكّم بميزان هذه العلاقات حتى أصبح الحاكم الفعلي على كل المستويات السياسية والدستورية والقانونية والسيادية (العسكرية - الأمنية) والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التربوية، حتى إنه نخر عظام كثير من المؤسسات الدينية ومرجعياتها».
وشدد الصائغ في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على الحاجة إلى «تطهير وتنزيه من كل موبقات تلك المرحلة السوداء مع مصارحة ومصالحة مع الذات اللبنانية، وبعدها مع الذات السورية حين توضّح صورة المرحلة الانتقالية». أما عن الاتفاقيات اللبنانية - السورية والمجلس الأعلى اللبناني - السوري الذي يشكل أحد تجلياتها، فيجزم الصائغ بأنه «لم يكن يوماً هناك مجلس أعلى لبناني - سوري، بل منصّة استتباع واستزلام وفرض، وبالتالي هذه المنصّة ساقطة أصلاً بفعل الفلسفة والتركيبة التي حكمت قيامها، عدا عن أنها وكما نقول بالعامية تنفيعة».
وفي مؤشر واضح على أن معظم تلك الاتفاقيات بقي حبراً على ورق، يتحدث الوزير نجّار عن تجربة عايشها مع هذه الاتفاقيات، ويضيف: «كنت معنياً بمتابعة موضوع المفقودين قسراً في سوريا، وشكلنا في عام 2009 لجنة لبنانية تضم قاضيين وضابطين أمنيين، وهذه اللجنة عقدت 35 اجتماعاً في جديدة يابوس، ونفى النظام السوري وجود معتقلين لبنانيين لأسباب سياسية وأمنية، لكنه اعترف بوجود سجناء محكومين بقضايا جنائية». وكشف نجار عن
إبرام اتفاق يقضي بنقل الأشخاص اللبنانيين المحكوم عليهم في سوريا لقضاء محكوميتهم بلبنان، «وكان همّنا بالدرجة الأولى إخراجهم من السجون السورية، لكن للأسف بقيت الاتفاقية من دون تنفيذ ورفض النظام السوري تسليمنا السجناء رغم المراجعات المتكررة»، لافتاً إلى «أهمية تمسك لبنان بهذه الاتفاقية كما غيرها من الاتفاقيات الواجب استمرارها، وآخرها واجب تعديلها أو إلغاؤها».

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: الحكومة اللبنانية تتابع باهتمام قضية المخفيين قسرا أو المسجونين في سوريا
  • حمية: مجلس الوزراء قرر تكليف لجنة الطوارئ متابعة الاستجابة لحاجات اللبنانيين المنتقلين من سوريا
  • رئيس جامعة سوهاج ممثلًا عن إقليم جنوب الصعيد باجتماع مجلس أمناء "تحالف وتنمية"
  • ميقاتي يوجه بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق
  • ميقاتي: وجهنا بإعادة فتح السفارة اللبنانية بدمشق
  • ميقاتي استقبل الخليفي في السرايا.. وقرار بإعادة فتح السفارة اللبنانية في سوريا
  • ‏إلى الشعب العراقي والرأي العام / حول التغيير المرتقب‬
  • رئيس مجلس النواب المصري: استقرار سوريا أمر حيوي لمصر والأمن القومي العربي لا يتجزأ
  • رئيس وزراء اليونان وموفد قطري في بيروت ..ميقاتي: لاستقرار المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب الرئيس
  • اتفاقيات التعاون اللبنانية - السورية رهن الإلغاء أو التعديل