النائب أيمن محسب: هدم المسرح العائم «مرفوض».. ونطالب الدولة برؤية لحماية الإرث الثقافى
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، و وزيرى التنمية المحلية، والثقافة، بشأن حقيقة صدور قرار هدم المسرح العائم ضمن مخطط التطوير الحضرى لمنطقة المنيل.
وقال «محسب» فى طلبه، إن الوسط الفنى والثقافى فى مصر شهد خلال الأيام الماضية، حالة من الغضب بسبب ما أُثير بشأن إزالة «المسرح العائم» بمصر، من أجل إنشاء جراج سيارات، وهو ما يُعد مساسا واضحا بواحد من العلامات الثقافية فى مصر، حيث يعود تاريخ إنشاء المسرح العائم، الذى يقع فى حى المنيل وسط القاهرة إلى خمسينات القرن الماضي، وأطلق عليه اسم الفنانة المصرية فاطمة رشدي، إحدى رائدات المسرح والسينما، كما جرت صيانته وتطويره قبل سنوات.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن هذه التكهنات تأتى فى ظل وجود مخطط التطوير الحضرى لمنطقة المنيل والذى يستهدف تطوير وتوسعة المنطقة المحيطة بمستشفى القصر العينى بجزيرة الروضة من أجل التسهيل على رواد المستشفى، وتوفير مناطق انتظار كافية للأطقم الطبية والمترددين عليها، ورغم ما أثير خلال الأيام الماضية لم يخرج أحد من المسئولين يوضح للرأى العام مصير المسرح سواء بنقله أو بقائه فى موقعه الحالى.
وتابع: إن المسرح العائم يُعتبر منارة للفن والإبداع على ضفاف نهر النيل، نظرا لموقعه المميز فى قلب القاهرة، الأمر الذى ساهم فى إضفاء طابع ساحر على العروض المسرحية، التى قُدمت عليه، لذلك فإن هدم المسرح العائم أمر مرفوض، خاصة أنه لا يتسق مع توجهات الدولة المصرية التى تضع على رأس أولوياتها بناء الإنسان المصري، والتى يُعد المسرح أحد أدواتها لبناء المواطن المصرى ثقافيا، خاصة أن المسارح أحد أدوات التثقيف التى طالبنا مرارا بأن توليها الدولة مزيدا من الاهتمام، من خلال إنشاء المزيد من المسارح فى جميع أنحاء الجمهورية المصرية.
وطالب النائب أيمن محسب، كل الجهات المسئولة بالدولة بمراعاة القيمة الثقافية والتاريخية، التى يمثلها المسرح العائم، والحفاظ على هذا الصرح الفني، الذى يعبر عن جزء مهم من تراثنا الفنى وقوة مصر الناعمة، والتراجع عن أى خطط تتعلق بهدم المسرح العائم، أو الإضرار به، فضلا عن تبنى رؤية لحماية إرث مصر الثقافى، الذى نخسره بسبب جهل البعض لقيمته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النائب أيمن محسب الدولة برؤية الدكتور أيمن محسب عضو مجلس النواب المسرح العائم
إقرأ أيضاً:
ترامب وحلم السطوة
ظهر «ترامب» ملتحفا بحلم القوة الذى ظل يراوده منذ أن اعتلى سدة الرئاسة فى الولايات المتحدة الأمريكية. ومع فوزه بفترة ثانية تعمق الحلم وتعامل مع نفسه وكأنه القوة التى تهيمن على العالم وتفرض سطوتها على دوله. ولهذا خرج مؤخرا ليدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم فى قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن. نسى «ترامب» نفسه وظن أن بإمكانه فرض ما يراه على الآخرين. نسى أن الدول التى اختارها هى دول مستقلة وذات سيادة، وبالتالى لا يمكن أن تكون تابعة له لكى يفرض عليها سطوته. ولعل ما أراده هو أن يخلى الأرض الفلسطينية من أجل إسرائيل الكيان الغاصب الذى يتماهى معه ويحاول بقدر الإمكان تحقيق كل تطلعاته، بل يذعن لنزواته.
نسى «ترامب» أن الفلسطينيين لا يريدون الرحيل عن أرضهم ووطنهم، وأنهم رفضوا التهجيرلأن أحلامهم تظل مرتبطة بأرض الوطن. غاب عن « ترامب» أن يشاهد الفيديوهات التى أظهرت عودة أهل غزة إلى شمالها وهم يقبلون أرض الوطن، فهم يأبون الرحيل عن أرضهم. واليوم نقول لو أنصف «ترامب» فعليه أن يلوذ بالصمت وينسحب من المشهد بعد أن منيت مغامراته بالهزيمة.
لربما أراد «ترامب» أن يتظاهر بالإنسانية فخرج يقترح نقل نحو مليون ونصف المليون من سكان غزة إلى كل من الأردن ومصر لتكون تلك الخطوة وفق تصوره مقدمة ضرورية نحو الحل الدائم والعادل. تظاهر «ترامب» بالإنسانية، وأنه حريص على أن يعيش سكان غزة فى منطقة أكثر أمانا واستقرارا. نسى أن الجانب الآخر من مقترحه سيؤدى فيما إذا تم تنفيذه إلى إفراغ قطاع غزة من أغلبية سكانه ليكون ساحة مباحة أمام إسرائيل، وبالتالى يمكنها وقتئذ إعادة احتلالها له وتحويله إلى بؤر استيطانية للمتطرفين الصهاينة الذين يتحينون الفرصة للسطو على الأرض الفلسطينية. بل إن الخطوة إذا تحققت ستكون مقدمة لتشجيع الصهاينة على تنفيذها فى الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن الذى لا يزال اليمين الإسرائيلى المتطرف ينظر له بوصفه الوطن البديل.
إن ما يقترحه «ترامب» هو نفسه مخطط التهجير الذى يحلم الكيان الصهيونى بتنفيذه لكى تؤول إليه الأرض الفلسطينية كاملة ويتم التخلص من الفلسطينيين بشكل كامل. لقد أسقط « ترامب» من اعتباره الأسس والثوابت الرئيسية والتى ترتكز على الالتزام بالقانون الدولى والمواثيق الإنسانية، والاعتبارات الأخلاقية والسياسية. لقد أراد «ترامب» بأطروحته تصفية القضية الفلسطينية بما يعنى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عنوة ليتم ذلك تحت ذرائع واهية.
وحسنا ما فعلته مصر إذ شكلت حائط صد ضد التهجير سواء أكان قسرا أم طوعا. بل إن موقفها أماط اللثام عن المؤامرة التى رسمتها إسرائيل وشاركت الولايات المتحدة فى نسجها. فكان العدوان الإسرائيلى على غزة لكى يتم عبره استهداف الفلسطينيين بالتهجير، وهو مخطط جابهته مصر برفضها له بوصفه مشبوها لا يمكن تنفيذه لكونه يعنى عملية إحلال وتبديل يجرى بمقتضاها ترحيل الفلسطينيين من أرضهم ليتم ترسيخ الصهاينة فى الأرض الفلسطينية. ولقد عبرت مصر قيادة وشعبا عن رفض مخطط أمريكا الإجرامى الذى يحاول الزج بمصر فى مستنقع التهجير ليحملها آثامه. فمصر كانت وستظل حريصة على الفلسطينيين وعلى قضيتهم، وعلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة كاملة ويأتى فى صدارتها حق تقرير المصير، وحق إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وذلك تحقيقا للأمن والاستقرار لجميع دول وشعوب المنطقة.