إسرائيل تستعرض سيطرتها على غزة بوصف اغتيال «السنوار» بأنه غير مخطط

 

تناول المحلل الفلسطينى حسين الديك، أستاذ العلاقات الدولية والاستراتيجية، تداعيات اغتيال يحيى السنوار على الوضع السياسى والأمنى فى غزة، من خلال تحليل شامل فى حديثه مع «الوفد»، حيث استعرض «الديك» تأثير هذا الحدث على العلاقات بين الفصائل الفلسطينية، ورد فعل حركة حماس، بالإضافة إلى دور الدول العربية والمجتمع الدولى فى تهدئة الأوضاع.

 أكد «الديك» أنه من المتوقع أن يؤدى اغتيال يحيى السنوار إلى تصعيد ملحوظ فى الوضع السياسى والأمنى بغزة. قد يشهد ذلك زيادة فى الاشتباكات المسلحة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. ومن المحتمل أن يكون خليفة «السنوار» من داخل قطاع غزة ومن الجناح العسكرى وسيكون أكثر راديكالية وتشدداً، كما رأينا مثلما حدث بعد اغتيال إسماعيل هنية، حيث جاء «السنوار» والذى كان أكثر مواجهة وتشددا مع الاحتلال.

وأوضح «الديك» أنه على الرغم من وجود توافق نسبى بين الفصائل الفلسطينية على مستوى المشاركة السياسية، إلا أن اغتيال «السنوار» قد يُحدث بعض الخلل. لكن من المتوقع أن يكون التأثير محدوداً نسبياً، خاصةً مع وجود جناح سياسى لحماس خارج غزة يسعى للحفاظ على التعاون السياسى بين الفصائل. وهذا الجناح قد يميل إلى التعامل مع الأحداث بعقلانية أكبر من القيادات العسكرية داخل غزة، ويركز على تجنب تفاقم الصراع الداخلى الفلسطينى. ومع ذلك، يبقى من الضرورى مراقبة التفاعلات بين الفصائل، خاصةً فى ظل وجود تيارات متباينة داخل كل فصيل.

وتوقع «الديك» أن يكون لحركة حماس رد فعل على اغتيال «السنوار»، لكنه قد لا يكون رداً عسكرياً شاملاً ومدمراً. وقد تُفضل حماس الرد من خلال عمليات عسكرية محدودة، أو حرب استنزاف، بدلاً من مواجهة عسكرية واسعة النطاق. هذا يرجع إلى عدم رغبة حماس فى تكرار الخسائر. ومع ذلك، يبقى من الصعب التنبؤ بالرد بشكل دقيق، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل، منها: طبيعة القيادة الجديدة، وتقييمها للوضع، والضغوط الإقليمية والدولية.

وأضاف: قد تُفضل إسرائيل تجنب مواجهة عسكرية شاملة فى هذه المرحلة، خشية من تداعياتها على الوضع الداخلى الإسرائيلى والعلاقات الدولية. لكن هذا لا يستبعد اندلاع مواجهات محدودة، قد تتحول إلى تصعيد إذا ما أسىء تقدير ردود الفعل.

وإجابة عن سؤال «الوفد»: لماذا أعلنت إسرائيل فى بياناتها أن الاغتيال غير مخطط؟ قال «الديك»: تحاول إسرائيل أن تثبت للعالم بأنها لديها قدرة على السيطرة على كل شبر فى غزة وأن عملية الاغتيال لا تحتاج منها لتخطيط مسبق، حيث أنها تحقق أهدافها بسهولة. كما تُحاول إرسال رسالة إلى الفصائل الفلسطينية والعالم بأنها قادرة على فعل ما تشاء فى أى وقت، وهذا يُمثل نوعاً من الاستعراض للقوة والنفوذ. لكن هذا الادعاء قابل للتشكيك، وقد يكون مجرد محاولة لتقليل حدة ردود الفعل الدولية.

وأضاف: العائقان الرئيسيان أمام جهود المصالحة الفلسطينية هما الاحتلال واستمرار الحرب. وفى حال توقف العدوان الإسرائيلى، ستعود فرص المصالحة، وتُستأنف المفاوضات السياسية لتحقيق الوحدة الوطنية. الاغتيال قد يؤثر بشكل مؤقت على هذه الجهود، لكن ليس بشكل جذرى. فالعوامل المؤثرة على المصالحة أعمق بكثير من حدث معين.

وأكد أن للدول العربية، مثل مصر والسعودية وقطر، دورا مهما فى تهدئة الوضع، رغم العقبات التى واجهت جهودهما السابقة إلا أنهم مستمرون فى الوساطة لتهدئة الوضع. ويمكن للمجتمع الدولى أن يلعب دوراً مهماً فى الضغط على جميع الأطراف لتجنب التصعيد وإيجاد حلول سلمية. لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى التزام الأطراف بالوساطة، وقدرتها على التأثير على الأطراف المتصارعة.

وأضاف: من غير المتوقع أن يكون للاغتيال تأثير كبير على الانتخابات الفلسطينية المقبلة، حيث إن «السنوار» لم يقدم نفسه يوما كقائد سياسى فهو قائد عسكرى، لكن هذا الاغتيال قد يؤثر على جماهيرية حركة حماس فى الرأى العام الفلسطينى، مما قد يزيد من التعاطف معها خاصة فى الضفة الغربية.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القائد الجديد إسرائيل بین الفصائل أن یکون

إقرأ أيضاً:

اعلام العدو: السنوار أوفى بوعده بالإفراج عن أسرى المؤبدات الفلسطينيين

الثورة نت/..

اقرت وسائل إعلام العدو الصهيوني ، اليوم الخميس ، بأن رئيس حركة حماس السابق بغزة الشهيد يحيى السنوار أوفى بوعده بالإفراج عن أسرى المؤبدات الفلسطينيين.

وقالت القناة 7 الصهيونية : “يحيى السنوار أوفى بوعده بالإفراج عن أسرى المؤبدات والأحكام العالية “بالغي الخطورة”. بحسب قولها.

وكانت جرت الاستعدادات صباح اليوم الخميس ، لتسليم جثامين أربعة قتلى كانوا اسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
ووفقاً لإذاعة الجيش الصهيوني عن مصدر أمني، في جيش العدو يستعد لإعادة القتلى اعتباراً من الساعة التاسعة صباحاً في أحد المواقع جنوب قطاع غزة في بني سهيلا في خانيونس.

ويأتي التسليم مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الـ33، حيث تسلم فصائل المقاومة الفلسطينية، نعوش أربعة أسرى صهاينة في غزة اليوم الخميس. كذلك ستفرج عن ستة اسرى على قيد الحياة يوم السبت المقبل.

وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أمس الأربعاء، إنها ستسلم رفات الرهينة الصهيوني عوديد ليفشيتس اليوم الخميس.
كذلك أعلن المتحدث باسم كتائب المجاهدين أبو بلال، أنه سيتم تسليم جثامين عائلة بيباس اليوم الخميس، وذلك ضمن إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى مع المقاومة.

وفي 19 يناير، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس الكيان المحتل، يتضمن ثلاث مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

جدير ذكره ان الكيان المحال ارتكب بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • تفاصيل التقرير النهائي لفحص جثة السنوار
  • الكشف عن نتائج الفحص الطبي لـ السنوار.. إسرائيل ستساوم على الجثمان
  • الاحتلال يكشف بعض تفاصيل التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار
  • اعلام العدو: السنوار أوفى بوعده بالإفراج عن أسرى المؤبدات الفلسطينيين
  • من التهجير إلى التطهير.. في التغريبة الفلسطينية ترامب لن يكون الأخير
  • مخاوف إسرائيلية من إجهاض مفاوضات التبادل.. واتهامات لحماس بتعطيل الصفقة
  • باحث إسرائيلي: لا بديل لحماس في غزة والحديث عن “اليوم التالي” مجرد خيال
  • باحث إسرائيلي: لا بديل لـحماس في غزة.. ونقاش اليوم التالي مجرد خيال
  • باحث إسرائيلي: لا بديل لحماس في غزة والحديث عن اليوم التالي مجرد خيال